اتى يوم جديد حاملةً بين طياته احزاناً كثيرة جداً..استقظت جوري مبكراً وتجهت الى الحمام( اعزكم الله) استحمت وارتدت ملابسها التي كانت عبارة عن جينز وبلوز بلون اسود منقوش عليه وردة حمراء على جانبه...نزلت الى الاسفل فوجدت امها وابوها وليون جالسين بحزن...نظرت لهم وابتسمت بزيف
جوري: ما بكم كأيبين؟؟ هل حدثت جنازة وانا لا اعلم؟
اجاب ليون بألم: لا تخدعي نفسك ولا تستطيعين خداعنا بهذه الابتسامة جوري.
تحولت ملامحها وعادت الى اصلها.ملامح الحزن والاكتأب..ملامح الالم والضيق..
وكيف لا تتحلى بهذه الملامح وهي ستفارق عائلتها ومازالت مراهقة..
وكيف لا تحزن وهي ستضطر للعيش مع مجرم!
سمعوا دقاتٍ على الباب .فقام ليون بفتحه فوجد سيدة تنظر له..
ليون بأستغراب: أاستطيع خدمتك سيدتي؟؟
اجابت السيدة وهي تنظر الى ليون بنبرة غريبة: هل لك ان تنادي جوري..!
ليون بأستغراب اكثر: ومن انتِ؟؟
قالت السيدة: اخبرها اني السيدة جيسيكا...
في الآن نفسه اخرجت جوري رأسها لكي تسأل ليون من على الباب فتفاجأت جوري بتلك السيدة
جوري: اهلاً سيدة جيسيكا..مالذي جلبك في هذا الوقت؟؟
جيسكيا بأبتسامة: لقد اتيت لكي آخذك يا عزيزتي..
ابتسمت جوري ابتسامة زائفة وقالت:بالطبع..تفضلي ارجوكِ..
جيسيكا:شكراً عزيزتي لكني انتظرك في السيارة..
هزت جوري موافقة وقامت بالعودة الى امها وابيها واخبرتهم انها ذاهبة مع والدة ادوارد كما واخبرتهم ان يأتووا الى الكنيسة..
وقفت امام الباب ترتدي حذائها..وكان ليون بجوارها..
ليون بحزن: الا يمكنك التراجع.؟؟!
جوري وهي تخرج من الباب وتقبله على وجنته: للاسف كلا!
ارادت الخروج لكن ليون امسك بذراعها وهمس في اذنها: صدقيني سأنقذك .
نظرت له بأستغراب ثم ذهب الى السيارة وصعدت
...
اتجهت السيارة الى بيت ادوارد لكي يجلبوا الملابس وجوري تعي ان بكل خطوة تسيرها السيارة تكون خطوة في قفص حريتها وقتل مراهقتها ..
&&
جالسةٌ بملل على مقعدها وهي تنظر الى اولئكَ الراكضين في كل مكان يبحثون عن لون خصلة مناسبة لشعرها وعن طوق يناسب بدلتها وهم يظنون انها سعيدة بسبب تلك الملامح الموجودة على وجهها
.ناشدتهم لعلهم يسمعون انين روحها وانتفاض قلبها لهذا الزواج المكروه.ناجت الصمت الذي اطبق عليها طالبة منه ان يختطفها من هذه الالام لكي تخلص من ادوارد,من مسألة قتل ابوها, اخيها وكل شيء.حولت عينيها اللتان كانتا مرتكزتين على قنينة عطر امامها الى عيني الواقفة على رأسها تصفف بشعرها الاسود الذي نافس الليل على ظلامه وارداه قتيلا بعدما رفع راية الهزيمة له بأنه اكثر سوادً وبريقاً وجمالاً من الليل..قالت بعدما اوقفت تفكيرها مخاطبة المصففة: متى ستنتهين؟
اجابت التي تتفنن في شعر جوري الاسود: لم يبقى الكثير آنستي.
همهمت جوري واعادت نظرها الى المرأة لكنها رأت شيء جعل من عينيها تتوسعان على آخرهما.رأت شخصاً ما اشتاقت له كثيراً رغم انها قابلته منذ بضعة ساعات.زمت شفتيها وهي تصف نفسها بالمجنونة لانه ظنت ان ما تراه خيال اختلقه عقلها لعدم تحمله المصيبة التي يتعرض لها.
نظرت مرة اخرى فرأته فأدركت انه حقيقة وليس من اختلاقها..
جوري للمصففة : هل يمكنم الخروج قليلا.!
نظروا لها باستغراب لكن استجابوا لامرها وخرجوا..توجهت وهي تجر فستانها الطويل الى النافذة وفتحتها على مصرعيها ودخل منها فارسها.
نظرت له بألم وصدمة: مالذي تفعله هنا؟
-: لقد اتيت لاخذك.لن اجعلك تتزوجين.!
جوري بغضب: ليون انا من يقرر ماذا افعل ومن اتزوج!!
ليون بغضب اكبر اعمى بصيرته:انت طفلة جوري ولا تستطعين اتخاذ القرارات. واستمر بالكلام ولم ينتبه الى الدموع التي بللت عيون جوري.سقطت قطرات الندى على وجنيتها المحمرتين فأعطتها منظراً حتى اقسى القساة تذوب له قلوبهم حزنا والما وشفقةً فما حالك بشخص احبها ورعاها وقضى عمره معها.احنى نفسه لها ثم ضمها الى صدره وفي صدره تختنق العبرات وتعلقت في عينيه الدموع التي تريد الهطول على وجهه لعلها تخفف من احتراق قلبه عليها.. ابعدها عنه قليلا وقال: اسمعيني جوري وصديقيني ان ما سأفعله لمصلحتك..
نظرت له بأستغراب ثم ما لبثت حتى اطلقت صرخة حين حملها على كتفه وقفز من النافذة واخذ يركض بها وهي تصرخ به لعله يقف لكن لا حياة لمن تنادي..
-: لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيون كفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى.!!!!
هذا الصوت جعله يطرف ويتوقف بدون وعي منه.نظر يمنة ويسارة يريد معرفة من اين اتى الصوت لكنه لا يعلم..استوجب الامر بضعة دقائق حتى طرقت اجراس الادراك عقله وان جوري حبيبته من صرخت ذلك الصوت المرعب..
جوري بغضب : اتركي الان ليون والا .!
انزلها ليون برعب فهو يعلم بحقيقة جوري اذا غضبت اكثر من غيره. لكن الامر سيستحق المخاطرة.هكذا قال في نفسه لكن شفتيه قالتا:ما بك؟ انا لا اقوم بعمل خاطئ؟!
جوري بسخرية: وهل تسمي خطفك لفتاة ستتزوج بعد ساعة عملاً شريفاً.!
ليون بسخرية حاكت سخريتها: نعم لان هذه الفتاة تكون بمثابة حبيبتي واختي وابنتي وكل شيء ولا احب ان اتركها لمصيرها.
ابتسمت جوري لكلامه وقالت-: ليون انا اصدقك ولكن هذا ما كتبه القدر لي وعلى ان اجاريه.
ليون بهدوء: اذن سأتحدى القدر وانقذك من براثن ذلك الشيطان.!
جوري وهي تقبله ثم تبتعد عنه حزينة: كلا ليون.انا استسلمت لكلمة القدر وسأرى ما سيخبئه لي في الايام القادمة..وذهبت وهي تجر ذيول فستانها ورائها ودموعها تتساقطت على وجنتيها فهي لتوها صرخت على صديقها منذ الطفولة وعلى اخيها وابيها الثاني.كله بسبب ذلك الشيطان ادوارد..عادت الى الغرفة التي كانت جالسة فيها ومسحت دموعها ثم نادت المصففة والباقيين لكي يعودوا وضع تلك المساحيق المكروهة على وجهها.. هي الان لا حول لها ولا قوة لانها ستذهب الى عرين الاسد بنفسها وبدون مساند او معين بل الاصعب انها لا تعلم ماذا يريد ادوارد منها ولما سيتزوجها؟!!
وضعت يدها على قلبها وتمنت ان تكون الان ميتة مع ذلك الشخص الذي جعلها تذرف الدموع والذي بسببه الان ستتزوج من هذه الحثالة..تمتمت من بين شفتيها بصوت منخفض كادت هي لا تسمعه: لقد اشتقت لك حقاً جاك!! واستمر حالها لحين ساعة الزفاف.