الحزن كان يقتلني ببطء..وكعادتي عبرت عما في داخلي بالكتابه، لم أتوقع أن يلاحظ أحد ما كتبته أو ان ينتبهوا لمشاعري،ففي حالات كهذه هم دائما يعجبون بما هو مكتوب وينصحونني بأن أنشر ما أكتبه وفقط؛ لكن بعد ثوان قليله فوجئت برسالتها القلقه تسألني:دعاء ما بك؟
لا تسألوني كيف تكون الرسالة قلقه لكن هذا ما أحسست به فعلا..أحسست بأن القلق يتدفق من عبارتها..بدون ان أشعر وجدت نفسي أرسل لها رسالة محتواها:مابي؟
فجأة قررت التظاهر بأني بخير..أو بعبارة أدق لقد أحسست بأني بخير حقا بعد سؤالها...شخص آخر كان قد يمرر الامر هكذا لأنه فهم من ردي انني بخير لكن هي كانت مصره وكأنها فهمت ان كلماتي هذه المره نابعة من شعور صادق..اما هي فقد ارسلت اربع رسائل متتاليه:
-عباراتك ليست طبيعيه
-انت جادة ام انها مزحه؟؟؟
-ام انها خواطر؟؟
-ام ماذا؟؟؟
وانا فقط كنت انظر للرسائل على الشاشة وابتسم..
اتسعت ابتسامتي اكثر وانا اكتشف انها انتبهت للاختلاف بين عباراتي المعتاده وعباراتي هذه المره...وزادني هذا اصرارا على ألا أقلقها..أعرف انها حساسة جدا لذا لن ازعجها بشئ لا يمكنها التعديل فيه...أجبت برسالة أخرى:يجب ان تصدقيني عزيزتي عندما أقول لك ( ليس كل ما أكتبه انعكاسا لواقعي الخاص..) احيانا أكتب من رأسي ..هكذا فقط...
جاءني الرد سريعا ضحكة طويله تبعتها عبارة: انت حقا غريبة الاطوار..تصلحين مخرجة..اشتقت ل(خونفشاريتك) هذه...
واستمر الحوار بيننا بعدها ...وبطريقة غريبة جدا صرت أضحك بسعاده
.
.
في الماضي وحتى صباح اليوم كان حلمي كلما قرأت رواية ما أن احصل على صديقة من هذا النوع ولم أكن اعرف انني حصلت على واحدة بالفعل منذ حوالي عام ونصف..ليس هذا الموقف فقط لكن مواقف كثيرة حصلت جعلتني أوقن ان هذه الفتاة حقا انسانة من طراز خاص..وانها بطريقة ما صارت من أقرب الناس لقلبي..
حفظك الله لي من كل سوء غاليتي |