في منزل أدريان وجاكوب و كاثرينا :
جاكوب بملل : هل انت بخير إذن ؟
ادريان وهو يشيح بوجهه : أجل بخير .
جاكوب : ايمكنني ان أعلم سبب شجارك ذاك ؟
أدريان ببرود : لا شأن لك بالأمر .. ( وبغضب وحدة ) : كيف تجرأ على فعلها أجبني ؟
جاكوب وهو يضع قدمه فوق الأخرى : أفعل ماذا ؟ أنني حملتك عنوة إلى هنا ؟ ام أنني علاجت لك جراحك أو ربما لإنني وضعت المنوم في شرابك ؟
أدريان بحدة وعدوانية : جميعها .. لا يحق لك أن تلمسني أتفهم ؟ إياك وأن تحاول العبث معي مرة أخرى لإن مصيرك لن يكون أفضل من ذلك الأبله كارل ابداً .
تنهد جاكوب بتعب لينهض ويغادر الغرفة بهدوء غريب .
..........
بعد مضي ثلاثة أيام :
فريدريك بإبتسامة واسعة : حسناً هذا تقدم ملحوظ بل ورائع .. آرثر لقد بدأت تعجبني حقاً .
كلاود بإبتسامة أيضاً : أن يسمح لك الحكيم بالخروج ولو لعدد قليل من الساعات هو لأمر رائع .. ويعني أنك تجاوزت مرحلة الخطر !
آرثر بإبتسامة هادئة : أجل ..لقد فعلت .. شكرا لكم جزيلا لوقوفكم إلى جانبي .. أنتم كنز حقيقي .
جين بحدة : وفر مديحك لنفسك .. فأنت شخص مزعج ولم تفهم أي شيء إلا عندما كدت تفقد شقيقك !
ضحك آرثر بخفة ليتحدث : أنت محق فأنا لا أتعلم إلا من تجاربي على ما يبدوا .. ولكن لماذا لم تأتوا لزيارتي في الفترة الأخيرة ؟
كلاود : أعتذر عن ذلك ولكن نحن شغولون قليلاً .
جين بملل : أجل فخطبة كلاود و فريدريك من لورا وجولييت ستكون بعد غد .
آرثر بإبتسامة : حقاً ! يبدوا الأمر رائعاً .. مبارك لكم .
فريدريك : شكرا لك آرثر
أنجلينا بهدوء : صحيح آرثر ألا تعلم خطبة سيدي الأمير في نهاية الأسبوع أيضاً .
رفع آرثر عينيه لينظر لها بهدوء وكأنه يطلب منها أن تعلم سؤاله لوحدها وقد كان له ما أراد .
أنجلينا بإبتسامة : ألم ترى أن إيزابيلا لم تاتي لزيارتك منذ مدة وليست هنا ؟ وكذلك هنري .
ظهرت إبتسامة طفيفة على شفتيه ليتحدث بهدوء : يبدوا أنه غير مرحب بي في حفلة أختي الصغرى .
أنجلينا بتوتر : الواقع لقد .. طلب خالي أن أخبرك وأن أرى إن كنت قادراً على حضور الإحتفال لإنه سوف يتم إعطائك شعار الأسر النبيلة .. بما أنك كبير الأسرة .. وأيضاً .. سيعلن أن لويس وإيزابيلا لن يكونوا وريثين العرش بل أحد النبلاء أيضاً .
ظهرت الدهشة على وجه الجميع بسبب آخر جملة نطقت الفتاة بها .
جين بحذر : ماذا تعنين بالجملة الأخيرة ؟
أنجلينا بهدوء : الواقع لقد أخبرنا خالي في ذلك اليوم أن الوريث الشرعي للعرش .. شقيق خالي الأكبر الذي خُطف بعد ولادته لديه أبناء وهم من سيرثون العرش .
كلاود : وكيف لشخص لم يتربى على أنه أمير أن يمسك العرش .. ومن ثم لا يوجد الكثير من العامة ممن يتقنون الكتابة والقراءة .. أعني لقد .. نحن أتقناها بفضل دانيل الذي أصر على ذلك .
أنجلينا بملل : ولهذا السبب قام خالي بأسر دانيل منذ مدة .. وجعله يعمل معه .. إضافة إلى أنه متأكد من أن أدريان المساعد الأول لفرناندو لديه القدرة على التعامل مع أعمال الحكم وسياساته .
تصلب الجميع في أماكنهم بدهشة شديدة .. بينما تنهدت هي بتعب لتبدأ بإخبارهم القصة كما أخبرهم إياها خالها .. وعندما انتهت :
كلاود بصدمة : لا أصدق هذا .. دانيل هو وريث العرش .
فريدريك بحيرة : والحاكم يريد تسليمه العرش حقاً !
جين بشك : ولكن لا أحد يعلم بالقصة سواه فلماذا أخبرها للجميع ؟
أنجلينا بشيء من الغضب : خالي ليس شخصا سيئاً لكي يخفي امراً كهذا .
لورا بسخرية : إذن وكيف حال والدتك بعد أن علمت أن الشخص الذي كان يعمل كخادم لهم هو شقيقها الاكبر .. و من قامت بتعذيبه هو ابنه !
أنجلينا وقد أطرقت برأسها قليلاً : الواقع لقد .. أمي كانت تحبه .. وهو بالطبع كان يعلم أنها أخته لهذا كان يبتعد دائماً عنها ويتحاشها .. وفي النهاية قررت الإنتقام منه ومن أبنائه .
هنري بسخرية شديدة : يمكنني أن أعلم الآن من اين لكن هذا الطبع .. تحببن وإن رفضتن تعذبن .. رائع .. على شخص ما تصحيح مفهوم الحب بالنسبة لكم .
إيمليا بإنزعاج شديد : أغلق فمك هنري .. كم أنت مزعج وحقود .. ومن ثم أنا لستُ نادمة على اي شيء فعلته بك .. آرثر أقدم لك إعتذاري مرة أخرى فأنت اطيب شخص عرفته ولا تستحق أخ أبله و أحمق مثل هذا !
هنري بحدة : ماذا تعنين ؟
إيمليا : لا شأن لك ..( لتخرج لسانها عليه بطفولية )
أنجلينا بتنهد : بلهاء .
آرثر بعد أن توقف عن الضحك : هلا توقفتما عن التصرف كطفلين !
هنري وقد إنتبه للتو على وجود آرثر الفعلي هنا : أنت ! ماذا تفعل هنا ؟ لماذا لست بفراشك ؟ سأقضي عليك أقسم .
آرثر بتوتر : مهلا يا اخي .. انا هنا فقد طلب مني الحكيم أن أخرج لمدة ساعتين وأعود .. أقسم لك .
هنري وهو يتقدم منه : وكم مضى من الوقت ؟
آرثر : ساعة كاملة .
هنري بسعادة : إذن سأجلس أنا معك في الساعة الثانية .
آرثر بعبوس : ولماذا لم تأتي لزيارتي ؟
هنري بتعب : أنت لا تعلم حتى ما هو العمل الذي علي أن أقوم به .. تباً وجودك وسمو الأمير دانيل كان ليخفف الأمر حقاً .
فريدريك : سمو الأمير دانيل !
هنري : حسنا هذا أمر من السيد جاك .. بكل حال .. ستنطلق جنودنا ما إن يتم عقد القران بين الأمير و إيزابيلا .. سيكون فرناندو هناك في القصر ونحن في ارض المعركة .
كلاود بإبتسامة : لقد راق الأمر لي .. إسمح لجيوشنا بالإنضمام .
هنري : بالطبع سيسعدنا ذلك .
...........
في مناطق الكنيسة :
جاكوب بدهشة : تفعل ماذا ؟
فرناندو بإبتسامة : خطة مذهلة صحيح ؟
جاكوب : ولكن .. أعني تحريره ! .. الن يشكل خطرا علينا مجددا .
فرناندو : أتظن أنه سيفعل ذلك حقا ؟ سيخرج وسيراهم يحتفلون بسعادة .. دانيل لن يتحمل أن أشفق أنا عليه وأخرجه بنفسي بينما أصدقائه يلهون ويحتفلون .. ومن ثم هم بالتأكيد يقيمون كل تلك الإحتفالات فقط لتشتيت إنتباهي عن حركاتهم ولهذا السبب سأفسد كل مخططاتهم .
غادر جاكوب المكان والدهشة بادية على وجهه .. بينما إبتسم فرناندو بخبث.
فرناندو بخبث : ولكن مع الأسف جاكوب أنت لن تعيش للغد حتى ترى ما سأقوم بفعله .
............
في قصر الحاكم :
جاك بحزم : إذن هل يسير كل شيء على ما يرام ؟
لويس بتعب : أجل يا أبي .. تباً لماذا تركني هنري الآن .
جاك بحدة : من الأفضل لك أن لا ارى أي أخطاء لويس .
لويس بحالته السابقة : امرك ابي .
دورثي : انت لا تجيد فعل أي شيء يا أخي العزيز .
لويس : أنظروا من يتحدث هنا .. الفتاة التي إستعادت روحها عندما علمت ...
دورثي بخجل : أغلق فمك لويس .
لويس بإبتسامة مستمتعة : يمكنني الإنتقام منكِ الآن .
دورثي بحنق : اي نوع من الإخوة هو انت لويس !
جاك وهو يتنفس بعمق : يبدوا أن الأمور بدأت بالعودة إلى ما كانت عليه أخيرا .. ولكن أولا علي أن أحضرهما إلى هنا .. لا يجب أن أبقيهما في ذلك المكان أكثر من هذا أبداً .
............
بعد ذلك بيومين :
في داخل الزنزانة :
جون بشيء من الغضب : لا أعلم ماذا فعل بك تماماً .. ولكن توقف الآن عن إظهار إستسلامك بهذه السهولة !
شد دانيل على قبضة يده اليمنى : ولكن لماذا ؟ ليس أنني أرغب بالتفكير بهذه الطريقة .. ولكن أبي هذا مزعج .. ذلك الأبله لديه خطة لكل شيء .. لماذا أعادني إلى هذه الزنزانة ؟ هدفه هو تحطيمي صحيح ؟ فلماذا يعيدني إليك أنت ؟!
جون وهو يجلس بجانبه : وكيف لي أن أعلم .. دانيل أنت تعلم أنه مجرد مخادع .. ولهذا السبب عليك تجاهل كل ما يقوله فقط .
دانيل بغضب : ولكنه لم يكذب .. بأي حرف .. أبي هو لم يفعل .
جون بنفاذ صبر : تباً ... دانيل أنظر إلي الآن .
رفع دانيل وجهه ليحدق بعيناي والده التي إختفى الغضب والإنزعاج منهما ليحل محلها تلك النظرات الحنونة التي جعلته يرغب في أن يتمسك بوالده بشدة ويبكي من أعماق قلبه في صدره .. إلا أن دخول فرناندو قاطع أفكاره وتلك المحاثة .
فرناندو بسخرية : أتمنى أنني لم أقطع عليكم أي لحظة أسرية جميلة .
نظر جون له بغضب شديد .. ودانيل بحنق .
فرناندو بتهكم : ماذا ؟ بالرغم من أنني كنت طيب القلب إلى درجة انني وضعت ابنك عندك لتوديعه .
رفع جون أحد حاجبيه باستنكار .. بينما حدق دانيل به بحيرة
فرناندو بملل : حسناً ألن تنتهي لغة الأعين هذه ؟ لا أنوي قتله أو ما شابه .. ولكنني سأقوم بتحريره قبل أن أذهب إلى حفلة الأمير لويس .
جون بحذر : تحريره ؟!
دانيل بغضب : ومن طلب منك القيام بذلك ؟
فرناندو بإبتسامة : حسناً دعني أرى ... أنا أمسكت بك حتى أوقف الثوار .. وبما أنهم توقفوا عن العمل لوحدهم وقرروا بناء حياتهم فلا أظن أنهم سيعودون للمعركة حتى بوجودك .. والحاكم مشغول الآن بالإحتفال بابنه ووريث العرش .. لن يكون هناك أي سبب سيدفعه للقدوم و إنقاذك دانيل .
جون بإنزعاج وقليل من الشك : ماذا تعني ؟
فرناندو بمكر : ألا تعلم أن ابنك بحسب ما قاله الحاكم السابق هو وريث العرش .. فلماذا على جاك إنقاذه أو إنقاذ ادريان ؟ هذه بلاهة !
جون بغضب : كيف علمت أنت بهذه القصة ؟
فرناندو : ستتفاجأ إن أخبرتك أن من قام بإختطافك و تربيتك أتى إلى أبي في الماضي وطلب منه النصيحة حتى يغفر له الآله عن ما فعله بك .. ولكنه رفض حكم أبي بإعادتك إلى أسرتك وطلب المسامحة منهم أولاً بحجة أنه تعلق بك وأحبك .. وقد أخبرني أبي بهذه القصة حتى أخبر الجميع بها في الوقت المناسب .. بما أن عمله يقتضي إخفاء أسرار الناس .
جون بدهشة : والدك ! ( وبقليل من السخرية ) : لقد كان والدك رجلا صالحا بالفعل ارغب في معرفة كيف أصبح ابنه بهذه الطريقة .
إحتدت نظرات فرناندو ليقول : ألا تعلم أنه قتل ؟ لقد كان أبلهاً وقتله بعض جنود والدك الحاكم .. ربما لم يعلم الحاكم بذلك الأمر .. وأعلم أنه امر بإعدام قاتله ولكنني لن أكون أبلها مثله وأثق بالجميع .. سأصبح الحاكم وقائد الكنيسة ولن يجرأ أحد على تحدينا أبداً .
جون : بالرغم من أنه كان رجلا طيبا إلا أنه لم يصبح يوما تابعا للكنيسة بل فضل قضاء حياته كالعامة .. فلماذا أنت إنضممت لهم ؟
فرناندو : للحصول على القوة والتأييد .. لن تفهم أي شيء .
جون بهدوء : أنت مريض .
فرناندر بإبتسامة : أعلم .. ولكن أتعلم ماذا ؟ اليوم سيحدث أمر سيجعلك تكره النظر في عيني إبنك أدريان .. بل ستكره النظر إليه و التحدث معه .
دانيل بتردد : ماذا تعني ؟ بماذا أمرته ؟
فرناندو : عليكم أن تعلموا أولاً أنني من قام بقتل تشارلي .. كي أقوم بإبعاد جون عن جاك .. والآن سيقوم أدريان بالقضاء على جاكوب .. لإنه يبحث عن الحقيقة .
جون بدهشة وغضب شديد : أنت قتلت طفلاً في الخامسة من عمره من أجل هذا فقط ؟ كيف تجرأ ؟ بل كيف تجرأ على أن تجعل أدريان يفعل ذلك أجب ؟
فرناندو : إن فعلها أدريان فإن يداه ستلوثان إلى الأبد بدماء جاكوب الذي رفض قتله حتى .. ولن يتمكن من التراجع بعدها .. ولكن إن لم يستطع فهو سيقتل من قبلي .. وبكلتا الحالتين أنتما ستكونان قد خسرتما إبناً وشقيق .
ليغادر الغرفة بعدها .
..........
في منزل جاكوب :
دخل كل من جاكوب وأدريان إلى المنزل ليبدأ .. أبعد جاكوب سيفه عنه وألقى به إلى الأريكة ليدخل إلى المطبخ بعدها وهو يرسم على وجهه تلك الإبتسامة المستمتعة .. بينما سار أدريان خلفه وهو يظهر علامات الإنزعاج على وجهه .
أدريان بإنزعاج : أغلق فمك جاكوب .. أنت شخص مزعج .
جاكوب بجدية : أخبرني يا أدريان ماذا تنوي أن تفعل الآن ؟
أدريان : ماذا تعني ؟
جاكوب بتنهد : أريد أن أعلم .. ماذا تحاول أن تفعل ؟ لن أصدق أنك تركت جانب دانيل وأنك أصبحت إلى جانب فرناندو .
أدريان بإنزعاج : ولماذا لا ؟ إنها حياتي أنا .
جاكوب بضيق : ولكنك كنت تريد الإنتقام صحيح ؟
أدريان : لم يعد هذا هو هدفي .. لست مهتما بالإنتقام .
كاثرينا : إذن ما هو هدفك الجديد ؟
أدريان بإبتسامة غامضة : إنه سر , ومن ثم جاكوب .. أليست مهمتك الرئيسية هي قتلي ؟ فلماذا لم تنفذها حتى هذه اللحظة ؟
لم يتحدث جاكوب إليه بل أشاح بوجهه عنه بينما إحتدت نظراته هو ليقف وهو يستل سيفه ويضع أمام عنق جاكوب .
كاثرينا برعب : ماذا تنوي أن تفعل أدريان ؟
أدريان بحدة : إما أن تقتلني هنا والآن .. أو أقضي أنا عليك هنا والآن .
نظر جاكوب له ليبتسم بسخرية دون أن يتفوه بحرف واحد .
أدريان بغضب : أجبني الآن .. ( وبسخرية ) : دعني أذكرك أنني لستُ تشارلي يا جاكوب .. لستُ شقيقك حقاً .. وأنا غير مهتم بك .. يمكنني قتلك هنا والآن .
إحتدت نظرات جاكوب وقد ظهر الإنزعاج جلياً على وجهه ليبعد سيف أدريان من أمامه :
جاكوب وهو يقف بغضب : أعلم تماماً أنك لستَ كأخي تشارلي .. وأنك لستَ هو .. ولا يهمني إن إهتممت بي أم لا .. بكل حال أنا فقدت رغبتي بوجود أحدهم إلى جانبي منذ سنوات طويلة مضت .. ولم أقضي عليك فقط لإنك وبطريقة ما .. إستطعت أن تجعلني ابتسم دون إصطناع .
أدريان بسخرية لاذعة : حقاً جاكوب ؟ لا أظن أن وجود تشارلي على قيد الحياة كان ليغير أي شيء .. أتعلم لماذا ؟ لإنه كان طفلاً مدلالاً .. ربما لو أنه هنا الآن لهرب من المكان وتركك خلفه .
جاكوب بغضب شديد : إياك وأن تتحدث عنه بسوء ! أنت لا تعلم حتى من كان تشارلي أتفهم ؟
أدريان بإستهزاء : حقاً ؟! أسمح لي بإخبارك أنني كنت صديقه .. وكل الوقت الذي كنت تمضيه أنت في تدريبك لدى فرناندو .. كان هو في منزلنا .. لذلك أعرفه جيداً.
جاكوب بغضب : خاطئ .. إن كانت هذه هي الفكرة التي كونتها عن اخي فأنت مخطئ في حقه .. بل أنت لم تكن صديقه حتى !
أدريان بملل : هذا لا يهم الآن فهو أصبح من الماضي بكل حال .. أخبرني هل ستقضي علي أم لا ؟
جاكوب بهدوء مفاجأ : لن أفعل .. يمكنك قتلي فحسب .. على الأقل سوف أغادر إلى حيث ذهب هو .
أدريان وهو يرفع سيفه عالياً : كما تشاء .
كاثرينا برعب : لا توقف أتوسل إليك لا تفعل .. أدريان أرجوك .. أد
لتنهار أرضاً دون أن تكمل جملتها عندما رأت دماء جاكوب تتناثر في أرجاء المكان وسيف أدريان مغروس بجسده .
أدريان وهو ينظر إليها ببرود وقد ملئت دماء جاكوب ثيابه : وأنتي .. من هذه اللحظة لن يسمح لك بالخروج من غرفتك .. أتفهمين ذلك ؟
تصلبت كاثرينا في مكانها بينما أدرف هو : ( بالمناسبة هذا الأبله هنا لم يجدك صدفة .. لم قام فرناندو بتسليمك له .. أتعلمين لماذا ؟ لإن شقيقك كارل الذي كدت أقضي عليه سيحاول خيانتنا لاسيما أن شقيقتك جوليان قام أخي بالعناية بها .. وأنتي مجرد رهينة هنا .. هذا ما عليكي معرفته .. وبناءاً على ما أخبرتك به الآن لن تخرجي بعد هذا اليوم من غرفتك إلا إن تم إستدعائك .
تقدم منها وأمسك بيدها بقوة شديدة أبكتها ... ورماها بقسوة في غرفتها ثم أغلق الباب بقوة وأقفله من الخارج .. بتلك الأثناء وهو يستمع لبكائها ولصوت خطواته المتجهة نحوه عادت إليه إحدى ذكرياته في الماضي :
..........
تشارلي بسعادة : جاكوب هذه النقود لي أنا ؟!
جاكوب بإبتسامة وهو يمسك بيده ويحثه على السير : لم أعلم ما هي الهدية التي علي شرائها لك بعيد مولدك ولهذا .. إحتفظ بهذه النقود واشتري بها ما يحلو لك .
تشارلي بإبتسامة واسعة : أنت الأفضل يا أخي .
أبعد ذلك الطفل يد شقيقه من حوله ليسير بسرعة ..
جاكوب بقلق : إنتظر قليلا تشارلي .
ليركض خلفه إلا أنه اصطدم بأحد الجنود مما أدى إلى سكب قهوته أرضا .
جاكوب وهو ينحني باحترام : أعتذر عن هذا سيدي .. لم أقصد .
أمسك ذلك الجندي به من شعره بقوة ليلقيه أرضاً بقسوة .. ثم يتقدم إتجاهه
الجندي بغضب : أعطيني ثمنها الآن .
جاكوب بتردد : لا املك المال .
الجندي وقد ركله على معدته : إذن سآخذك كعبد لي بدلا منه .
جاكوب بحدة : إنه مجرد كوب من القهوة .. لا يحق لك أن ..
صمت وهو يسعل بشدة إثر تلك الضربة الثانية التي تلقاها .
والد جاكوب : تفضل سيدي إنه ثمن قهوتك .
الجندي : لا .. الآن أنا مصمم على أخذه وبيعه في السوق .
والده : أرجوك سيدي أنا ليس لدي المال الكافي .. كل ما يمكنني فعله هو ..
الجندي بغضب : لديك ابن آخر صحيح ؟ إنسى هذا الابله إذن .
تشارلي بتوتر وخوف : ألا تكفي هذه النقود لإعادة اخي إلي ؟
نظر الجندي إلى تشارلي الذي كان يمسك بيده حقيبة صغيرة لحفظ النقود .. أخذها منه ليبتسم برضى ويلقي بجاكوب باتجاهه .
الجندي : لا بأس يمكنكم الإحتفاظ به .
ليذهب وصوت ضحكاته القذرة تعلو شيئا فشيئاً .
نهض جاكوب بمفرده دون أن يقبل مساعدة والده القلق ليسير بخطوات متثاقلة ومحطمة ربما .. توقف قليلا عندما شعر بذلك الجسد الصغير يمسك بقدمه بقوة .
جاكوب بحنق : لماذا فعلت ذلك ؟ أنا أكرهك .. إياك والتحدث معي مجددا .. لقد أعطيته هدية ميلادك !
تشارلي ببكاء : لكن أخي أنا ...
جاكوب : فقط إبتعد عني .
وفي المساء رفض جاكوب أن ينضم لأسرته في ذلك الإحتفال .. وأبقى نفسه حبيسا في غرفته إلى أن :
والد جاكوب بفزع : لقد قُتل تشارلي !
نهض وهو يشعر بأن قلبه على وشك التوقف .. ليركض بإتجاه الغابة حيث أسرع الجميع إلى هناك .
جثى بجانب شقيقه الأصغر ليراه يلتقط أنفاسه بصعوبة شديدة .
جاكوب وقد تجمعت الدموع في عينيه : تشجع قليلا أرجوك .
تشارلي بصعوبة : ألم .. تعد .. غاضباً علي ؟
جاكوب ببكاء : لا يا أخي .. لم أعد كذلك .. أنا لا يمكنني أن أغضب منك .. أنا أحبك أقسم لك بذلك .. لم يكن علي أن أغضب وأتركك لوحدك .. سامحني أرجوك لا ترحل يا أخي لا تفعل .
تشارلي ببكاء أيضا : لا .. تبكي .. أحبك .. أيضا .
ليضع بين يداي جاكوب كرة زجاجية يوجد بداخلها مجسم لشخصين يقفان معا وهما يبتسمان بسعادة ويراقبان تساقط الثلج .. وما إن وضعها بين يدا شقيقه حتى فاضت روحه إلى السماء .
..........
عودة إلى الحاضر :
فتح عينيه بألم وهو يشعر بالسيف الذي غرزه أدريان بجسده يخرج منه أخيرا مما أدى إلى خروج الدماء بسرعة وقوة .. نظر إلى أدريان إلا أن نظراته كانت مشوشة بسبب تلك الدموع التي غشتها إثر تلك الذكرى .