04-02-2014, 05:55 AM
|
|
فإذا عرف الإخلاص طريقًا إلى قلب العبد بلغ العبد غاية المراد الإخلاص أن يعلم العبد ويوقن أنه بالله لا بنفسه لا بعقله لا بخبرته لا بإمكانياته لا بجاهه لا بشرفه لا بأي شئ فأنت بالله لا بنفسك. ملخص المطلوب منك كلمتين "أنا بك وكلي لك" فهذا هو الإخلاص أنا بك وكلي لك . فإذا عرفت أنك بالله لا بنفسك وأنه لولا فضل الله عز وجل عليك ورحمته ما زكى قلبك وما ثبت وما أسلمت لولا فضل الله سبحانه وتعالى عليك{ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ}. قالوا أن الله قال { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} والله قال { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } قالوا فكل ما كان لله دام واتصل وكل ما كان لغير الله انقطع وانفصل والمنقطع لن يثبت فهو سيشرد أما من يعرف طريقه وذاهب إلى الله هذا هو الثابت وهو المكمل ولذلك هذه الأيات فيها كنز عظيم وهو: أن كل مراد إن لم يكن لله ويتصل له ينقطع فإنه ليس إليه المبتغى والقلب لا يستقر ولا يطمئن ولا يسطن إلا بالوصول إلى الله. انظروا لهذا الكلام الذهب يقول "إذا اطلع الخبير سبحانه وتعالى على ما في الضمير فلم يجد في الضمير غير الخبير أضاء في هذا القلب السراج المنير" فينير قلبه ويكون عنده البصيرة { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَظ°كِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }. بالإخلاص يتخلص الإنسان من الخيانة يتخلص الإنسان من نكث العهد مع الله فأنت كثيرًا قلت سأتوب ولم تتب وكثيرًا دخلت عليك مواسم طاعات في رمضان وغير رمضان وذهبت للعمرة ويمكن أن يكون حججت ويمكن ويمكن ولكنك أخلفت العهد ونكثت العهد مع الله { لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فلو أنك مخلص لا تخون عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلاثٌ لا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ : إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ ، وَالنَّصِيحَةُ لِوُلاةِ الأَمْرِ ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ " بثلاث أشياء أولهم إخلاص العمل لله فلو وُجد الإخلاص وُجد القلب السليم ولو لم يوجد الإخلاص فسيوجد قلب ملتفت وسقيم وقلب مختوم وقلب مطبوع { وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } نريد إخلاص لله فقط { وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}، { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } فهذا هو إخلاص العمل لله والمناصحة لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم. -لما كان الصديق في قمة الإخلاص وقف في مواقف تتزلزل منها الجبال فعند موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقف أبو بكر الصديق بثبات الرجل المخلص لله تبارك وتعالى يقول كلمته المشهورة "أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". -لما زُلزل المسلمون زالزال الأحزاب لما نزلت بهم تلك المصيبة واجتمعت عليهم العرب لتضربهم عن قوس واحدة واجتمع أكثر من عشرة ألاف ليبيدوا دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} وانظر لهذا الثبات مصدره من الإخلاص فهم لا يرون إلا الله فقط ،صدق الله فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. أول شئ يثبتك هو الإخلاص فارفع شعار أنا بك وكلي لك. من درس "إخلاص .. صدق .. عقيدة" للشيخ / هاني حلمي |