04-02-2014, 06:03 AM
|
|
الوصفة الثامنة للثبات::اليقين عن جد عمرو بن شعيب قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "نجَا أوَّلُ هذه الأمَّةِ باليقينِ والزَّهدِ، ويَهلِكُ ءاخرُ هذه الأمَّةِ بالبخلِ" [الألباني: (3340)] مراتب اليقين : 1-علم اليقين : وصف صلى الله عليه وسلم لدينا علم يقين أن هناك جنة ونار والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا حال الجنة، فأصبحت لدينا علم يقين . 2-عين اليقين : هناك أشخاص تعبد الله عز وجل من منزلة أعلى من منزلة علم اليقين، يعبد الله كأنه يراه، لم يره لكنه عنده يقين بوجوده ووصل إلى أعلى ما يكون وكأنه يراه، وشخص قلبه متعلق بالجنة كأنه يراها أمامه ودخلها وهذا هو عين اليقين . 3-حق اليقين: عندما تدخل الجنة إن شاء الله هذا هو حق اليقين. اليقين الذي نتحدث عنه، يقين الأنبياء والمرسلين الذي يثبِّت القلب (عملي): (1)يقين سيدنا نوح عليه السلام قال تعالى{وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ نوحٍ إِذ قالَ لِقَومِهِ يظ°قَومِ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكُم مَقامى وَتَذكيرى بِـظ”ايظ°تِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلتُ فَأَجمِعوا أَمرَكُم وَشُرَكاءَكُم ثُمَّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمَّةً ثُمَّ اقضوا إِلَىَّ وَلا تنظرون} [يونُس: 71] قال لهم تركتها على الله وتوكلت عليه، ومن عنده خطة يعمل، من عنده مكيدة يعمل، ومن يجلس يتربص يتربص، وءاتوا بحلفائكم ومن يناصروكم، ومن عنده سلاح يأتي به، الآن ولا تنتظر، { فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ} أرأيت كم هي جميلة؟ ما هذا اليقين؟ ما هذا الثبات؟ لماذا؟ (2)يقين سيدنا هود عليه السلام قال تعالى : {إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ – فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ هود/ 56:54] ما هذا اليقين؟ ما هذا؟ ماذا يقول لهم؟ فكيدوني جميعًا كلكم وأنا لست بخائف، لماذا؟ أنت لن تحتمل هؤلاء الناس أنت ضعيف، إني توكلت على الله ربي وربكم، ويقول لهم: فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون الآن ما الذي تنتظرونه، ألست بخائف ياهود؟ لا لست خائفًا ما الذي تنتظرونه؟ أنا مستعد أنا في حصن حصين، لماذا؟ ما هذا الحصن الذي تتكلم عنه؟ مالذي معك؟ نووي أم ماذا لماذا لست بخائف؟ قال: أنا معي { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا لو قضى لي الله الموت الآن فهذا أجلي فلست بخائف لأني أعرف أن المقادير ومقاليد الأمور كلها بيد الله وليست بيد بشر ليس البشر هم المتحكمين في حياة الناس. (3) يقين سيدنا إبراهيم عليه السلام قال تعالى{قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ } ألا يوجد عندكم عقل؟ { وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا — وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا — أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّـهِ} انظروا إلى اليقين، أنا مع الله فمن الذي ينبغي أن يخاف؟ أنا تريدونني أن أخاف من أصنامكم؟ أنا تريدونني أن أخاف من معبوداتكم الباطلة الضالة التي تتبعونها؟ { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا غڑ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}[الأنعام/82:80] انظر كيف يريح القرآن القرآن يقول لك: في زمن الاضطرابات وزمن الفتن والمحن وزمن الأرض المهتزة، إذًا الرجل المؤمن الذي عنده عقيدة صافية وعقيدة راسخة ولا تختلط بأي نوع من الشرك لا شرك أكبر ولا شرك أصغر لا شرك في التوكل ولا شرك في الخوف ولا شرك في الرجاء لا أرجو إلا الله ولا أخاف إلا الله ولا أتوكل إلا على الله ولا يدخل قلبي رياء وحب الدنيا وحب السمعة وهذا يقول وذاك يتكلم لا أفكر في الناس أنا قلبي متعلق برب الناس{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ } هم هؤلاء الذين سيعيشون في أمان في ظل فزع الناس في ظل خوف الناس فيأمنون في الدنيا من الفزع ويأمنون يوم القيامة من الفزع الأكبر،{أُولَـظئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} انظر إلى الخليل الذي امتلأ قلبه باليقين في موضع آخر وهو يقول: { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }[ الشعراء/82:77] كل واحدة من هذه تبين لك كم هو ملقي بحموله على الله، هو الذي خلقني هو الذي سيهديني وهو الذي بيده شأني كله جل وعلا (4)يقين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولما تكلم القرآن عن يقين النبي العدنان صلى الله عليه وسلم قال: {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّـهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ غ– وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ }[ الأعراف: 196،195] أيضًا مقام النبي صلى الله عليه وسلم عالٍ أنا ولي أمري من؟ الله أنا من يتولي أمري من؟ الله مولاي من؟ الله، أنا تاركها على من؟ على الله، إن وليي الله . فاتركها عليه وفوض أمرك إليه، هكذا يكون اليقين من درس " اليقين .. الذكر ... الدعاء " للشيخ / هاني حلمي |