ليلة كنها الليله ... إقرأوا ماذا حصل لصاحبنا في هذه اليلة ..إدخلو ولن تندموا .. ليلة عصيبة تأخرت ذات مساء عن البيت بعد سهرةٍ شاقة من جميع النواحي ، وعند وقوفي أمام باب المنزل أضعت المفتاح لأن باب المنزل مغلق ، إحترت قليلاً في كيفية الدخول فوجدت الحل بعد العثور على المفتاح في جيبي ، دخلت محاولاً عدم إصدار أي صوت ، وبسبب الطاولة الزجاجية التي انكسرت عندما إصطدمت بها أيقضت القطط ، والحمد لله لم يستيقظ أحداً من أهلي ، ولكني شاهدت أمامي منظراً غريباً ، خرج إبني من غرفته وهو شبه نائم ودخل إلى المطبخ ، وفتح الثلاجة وقضى حاجته وخرج ، لم ينتبه إليَّ لشدة نعاسه ، ولم يعلم بأنه أخطأ بيت الراحة ، الحمد لله أن الله ستر عليّ ولم أسبب أي إزعاج ، دخلت إلى غرفتهِ لكي أطمئن عليه ، فوجدته ممدداً ما بين السرير والأرض ، فأرجعته إلى سريره المتآكل وغطيته جيداً حتى لا يبرد ، خوفاً من الأمراض التي لا تستأذن أحد ، مسكين هذا الولد ، إن تفوقه الدراسي لن ينفعه ، لقد جننته أمه (الضبعة) ، دائماً تنكد عليه حياته ، ترسله إلى نساء الجيران لكي يبيع لها بضاعتها التي تصنعها ، وكلما قال لها شيء عن الدراسة ترد عليه بأنها غير نافعه ولا تؤمن لنا المصروف اليومي ، ماذا أفعل في عيون الضبعة فهيه فارغة لا يملئها شيء ، كل شيء متوفر في المنزل ولكنها تبحث عن المزيد ، أعتقد أنها تريد أن تصبح إمرأة إستقراطية ، ويا ليتها تعرف معنى الإستقراطية ، ومع هذا لم أترك مستقبل ولدي يضيع ، ففكرت في خطة له لكي يستطيع أن يفلت من قضية التجارة تلك ، ويستطيع متابعة دروسه ، قلت له بأن يذهب إلى بيت عمه ويذاكر مع أبنائه ، ولكن دون أن تعرف أمه بذلك ، لأنها لو علمت ستمنعه من الذهاب إلى هناك لأنها تكره عمه وزوجته ، نفذ الخطة بإحكام إلى الأن ، وخوفي بأن تكتشف ذلك فتعذبه شر عذاب ، لأنها لا ترحم أحداً لا صغير ولا كبير . خرجت بعد أن طبعت قبلة على خده وذهبت إلى غرفة إبنتي البكر ، عمرها 25 عاماً وما زالت تضع إصبعها في فمها ، مسكينة هذه البنت ، أمها تعاملها كخادمة في البيت تفعل كل شيء ، ما عدا الطبخ لأن زوجتي لا تأكل من يد أحد ، إحساسي يقول بأنه خوف ، ولا أعلم الحقيقة شيء ، أصرّت أمها على تزويجها إبن خالتها الأهبل الذي نادراً ما لبس جوارباً متشابه ، والمصيبة أن إبنتي ترغب بالزواج منه ، لا أعلم الأسباب ولكنها ترغب فيه ، خوفي بأن أمها وراء هذا كله ، أذكر ذات مرة عندما زارنا إبن خالتها ، كاد أن يموت ، والسبب إنه أراد أن يتفنن بأكل الكعك ، وتحدى بأن يبتلعها مرةً واحدة ، وعندما لاقا تشجيعاً من الحضور ، رماها إلى أعلى والتقطها بفمه ، وابتسم ، ولم ينطق بكلمة ، فصارت عنده تفاحتي آدم ، إزرق وجهه وإحولت عيناه ، ولولا ستر الله وصفعتي المدوية التي طبعتها على رقبته ، لكان في عداد الأموات ، خرجت الكعكة ونجونا من كارثةٍ كادت أن تصيبنا بسبب هذا الأهبل ، ضحك بعد ذلك بشكلٍ غريب وقال بغرور : ( حسد ،والله حسد ، فعلت ذلك عدة مرات ولم أفشل قط ، هل منكم من كان يريدها ؟) ، نهضت معتذراً وذهبت إلى غرفة ابنتي ، المسكينة ، كم مرة نصحتها ولكن دون جدوى ، خوفها من أمها جعلها لا تفكر بشكل جيد ، هذا شأنها وهذه حياتها ، هي من ستعيش معه ، أخرجت الإبهام من فمها ، لا حول ولا قوة إلا بالله بارزه كالسكاكين ، ولا أعلم كيف تم إختيارها من بين جموع المتقدمات لتكون سكرتيرة المدير ؟ بعد أن أتممت مهمتي الأبوية ، جهزت نفسي للدخول إلى وكر الأفاعي ، أعني غرفتي ، الحمد لله الضبعة نائمة ، زوجتي نعيمة بل سقيمة ، لا يمر يومٌ علينا من غير طلبات ، وأنا اليوم متأخر ومن الواجب أن ألبي طلباتها كُرهاً ، وهذا أفضل لي ، أو أذوق الويل ، ذات مرة كنا ذاهبين إلى الطبيب ، فقالت له ( عندما أصحو من نومي أجد وجهي مبلل ) ، لم أتمالك نفسي فضحكت ، أخرجني الدكتور لأجراء الفحوصات ، وبعد الفحوصات غادرنا المستشفى ، بعد أخذها لموعدٍ آخر ، وفي الليلة من الليالي وقبل الموعد بأيام ، وعند أول نقطة عرق ، نهضت وأمطرتني بوابل من اللكمات التايسونية ، وهذا طبيعي فزوجتي الجبارة تحمل كيس الرز الكبير لوحدها ، وقد حالفني الحظ بأني إستطعت أن أفلت من يدها ، وهربت إلى الخارج . عدت في وقت متأخر من الليل ، لأ قضي تلك الليلة فوق السطوح مع القطط. في صباح اليوم التالي وبعد ذهاب الأبناء سئلتها لماذا هاجمتني البارحة ، وكنت مستعداً للجري في أي لحظة ، فقالت ( سألني الدكتور إذا كنا نملك الستلايت في المنزل ، فقلت نعم فقال لي تناومي وستعرفين مصدر العرق ) ، نعم كنت أبصق عليها عند مشاهدتي للقنوات الفضائية ؟؟؟ . استلقيت على السرير بهدوء بعد إستبدالي للملابسي ، فخرج صوتٌ من تحت الغطاء : ( أتيت ) ، لم أنطق بكلمة ، حملت وسادتي وغطائي وخرجت من الغرفة وذهبت إلى السطع ونمت مع القطط ، وفي الصباح ، ودعت الجميع وذهبت للعمل ، وهناك سئلوني عن ليلة البارحة . ( أنتظر منكم الأراء والردود ....) |