عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-09-2014, 07:40 PM
 
جزاء ومن يتق الله

جزاء ومن يتق الله


ثﻼث آيات في سورة الطلاق
في قوله تعالي :
- {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(2)و(3)الطلاق}.
- {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4) الطلاق}.
- {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5) الطلاق}.

هذه الآيات :تبدأ ب: {ومن يتقي الله}
وما جزاء التقوي؟
رُتب الجزاء في هذه الآيات على تقوى الله بأن :
1- يَجْعَل لَّك مَخْرَجاً. من الضيق في الدنيا والآخرة.
2- وَيَرْزُقْك مِنْ حَيْثُ لا تحْتَسِبُ. من حيث لا تقدر ولا تنتظر.
3- يَجْعَل لَّك مِنْ أَمْرِك يُسْراً. بتيسير للأمور.
4- يُكَفِّرْ عَنْك سَيِّئَاتِك. بتكفير للسيئات.
5- وَيُعْظِمْ لَك أَجْراً. وبإعظام للأجر بعد تكفير للسيئات.

فالله سبحانه وعد عباده المتقين الواقفين عند حدوده:
- بمخرجً: من الضائقات والكربات التي نزلت بهم؛ وقد شبَّه سبحانه ما هم فيه من الحرج بالمكان المغلق على المقيم فيه، وشبَّه ما يمنحهم الله به من اللطف وتيسير الأمور، بجعل منفذ في المكان المغلق، يتخلص منه المتضائق فيه .
- برزق: من مكان لا يحتسب منه الرزق، أي لا يظن أنه يُرزق منه .
- باليسر: فيما شأنه العسر.
- بتكفير السيئات.
- وتعظيم الأجر والثواب .

وتقوى الله في معهود الشرع:
هي فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه، وهي رأس الأمر كله.

ورد عنها آيات كثيرة بالقرآن : في قوله تعالي:
- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ(102)آل عمران}.
- {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ(16)التغابن}.
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)الأحزاب}.
- {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)الأنفال}.

وأحاديث نبوية :
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل : يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال (( أتقاهم )) . فقالوا : ليس عن هذا نسألك , قال : (( فيوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله )) قالوا : ليس عن هذا نسألك , قال : (( فعن معادن العرب تسألوني ؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الأسلام إذا فقهوا )) . متفق عليه .
و (( فقهوا )) بضم القاف على المشهور وحكي كسرها , أي علموا أحكام الشرع .
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الدنيا حلوة خضرة , وإن الله مستخلفكم فيها . فينظر كيف تعملون , فأتقوا الدنيا واتقوا النساء , فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت النساء )) . رواه مسلم .
- عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى )) رواه مسلم .
- عن أبي طريف عدى بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى )) رواه مسلم .
- عن أبي أمامه صدى بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال : (( أتقوا الله , وصلوا خمسكم , وصوموا شهركم , وأدوا زكاة أموالكم , وأطعموا أمراءكم , تدخلوا جنة ربكم )) رواه الترمذي , في أخر كتاب الصلاة وقال : حديث حسن صحيح .
- وفي وصية رسول الله لبعض صحابته، قوله عليه الصلاة والسلام: ( اتق الله حيثما كنت ) رواه أحمد و الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح .

وقد وردت عدة أحاديث تشد من أزر هذا المعنى؛ من ذلك ما رواه أبو ذر ، قال: قال النبي : ( إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ، ثم تلا قوله تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب } فما زال يكررها ويعيدها ). رواه أحمد و الحاكم وغيرهما .

أثر التقوى في حياة المؤمن:
- فهي مفتاح كل خير.
- وهي طريق إلى سعادة العبد في الدنيا والآخرة.
- فتح بركات من السماء والأرض.لقول الله عز وجل:{ ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض(96)الأعراف }.
رد مع اقتباس