عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-12-2014, 10:12 PM
 
Arrow - "المُوسِيــــــــــــقَى فَنُّ شَخَصَتْ لَهُ النُّفُوسُ" - ~راقيه~












مساء الخير اخواني اخواتي أنا اليوم سأشارككم يا محبي الموسيقى بكلمات تتغلغل في الأنفس وتحركها فارخوا اعصابكم معي ولنغص سويا في بحر من المشاعر الغناء.

المُوسِيــــــــــــقَى:
جلست بقرب من أحبتها نفسي أسمع حديثها. أصغيت و لم أنبس ببنت شفة. إنها الموسيقى أيها الناس، لغة النفوس، و الألحان نسيمات لطيفة تهز أوتار العواطف، فتأتي نغمات رقيقة تستحضر ذكرى ساعات الأسى و الحزن إذا كانت محزنة، أو ذكرى أويقات الصفاء و الأفراح إذا كانت مفرحة.
و جد الإنسان فأوحيت إليه الموسيقى تحكي ما في قلبه، و عم تأثيرها فترنم بها البدو في الصحراء، و هزت أعطاف الملوك في الصروح، إنها كالمصباح تطرد ظلمة النفس، و تنير القلب فتطهر أعماقه.
الإنسان لا يدري ما يقوله العصفور فوق أطراف الأغصان، و لا الجداول على الحصباء، و لا الأمواج إذ تأتي الشاطيء ببطء، وهدوء، و لا يفقه ما يحكيه المطر إذ يتساقط منهمرا على أوراق الأشجار، أو عندما يطرق بأنامله اللطيفة بلور نافذته، و لا يفهم ما يقوله النسيم لزهور الحقل، و لكنه يشعر أن قلبه يفقه جميع هذه الأصوات، فيهتز لها تارة بعوامل الطرب، و يتنهد طورا بفواعل الأسى و الكآبة.
تسير الموسيقى أمام العساكر إلى الحرب، فتجدد عزيمة حميتهم و تقويهم على الكفاح، تجمع شتاتهم، و تؤلف منهم صفوفا لا تتفرق. ما سارت الشعراء أمام الكتائب إلى ساحة القتال، لا ولا الخطباء ما رافقتهم الأقلام و الكتب، بل مشت أمامهم الموسيقى كقائد عظيم، يثبت بأجسادهم قوة تفوق الوصف، و حمية تنبه في قلوبهم حب الإنتصار، فيغالبون الجوع و العطش و تعب المسير،و يدافعون بكل ما في أجسادهم من القوة، ووراءها يسيرون بفرح و طرب، و يتبعون الموت إلى أرض العدو.
الموسيقى رفيقة الراعي في وحدته، إذا جلس على صخرة و سط قطيعه، نفخ بشبابته ألحانا تعرفها نعاجه فترعى الأعشاب آمنة، و الشبابة عند الراعي كصديق عزيز لا تفارق و سطه، و نديم محبوب تستبدل بسكينة الأودية الرهيبة رياضا مأهولة، و تقتل بأنغامها الشجية وحشتها، و تملأ الهواء أنسا و حلاوة.
الموسيقى تقود المسافرين، و تخفف التعب عنهم، و تقصر مديد الطرقات، فالعيس لا تسير في البيداء إلا إذا كانت الأجراس معلقة برقابها، و لا بدع، فالعقلاء في أيامنا هذه يربون الضواري بالألحان، و يدجنونها بأصوات عذبة.
جالست من ميزه الله بعذوبة الصوت، و حباه إدراك سحر الإيقاع، فرأيت السامعين حوله مصغين صاغرين ماسكين أنفاسهم، شاخصين إليه، حتى إذا ما انتهى الملحن من انشاده تنهدو صائحين: آهْ..آهْ... و كم تأملت سامعا رقيق الإحساس، فرأيت ملامحه تنقبض تارة و تنبسط طورا، و اهتديت بِخَلْقِهِ إلى خُلُقِهِ.



الكلمات منقولة و هي للكاتب القدير "جبران خليل جبران"
أتمنى أن تكون قد نالت اعجابكم
و أن تكون دخلت عميق نفوسكم كما فعلت معي
صديقتكم الساهرة الليل لإسعادكم:
الكونــ مريم ـتيسة








__________________

صديقتي الخنفوشارية:

التعديل الأخير تم بواسطة R O O D E ; 06-10-2014 الساعة 08:26 PM سبب آخر: ختم :0:
رد مع اقتباس