عرض مشاركة واحدة
  #401  
قديم 04-13-2014, 02:04 PM
 
الجزء الثاني من الفصل العشرين

.













.




في اليوم التالي فجراً في قصر الثوار :
كان الجميع يجلس بهدوء غريب في حديقة قصرهم بالرغم من لسعة الهواء البارد بين الفنية والأخرى .. وهم يفكرون بما سيحدث في المستقبل .. وكيف ستكون نهاية هذا الصراع .. وما هو الثمن الذي سيفقدونه في سبيل نيل حريتهم .. ليس انهم يشعرون بالخوف من الموت .. ولكن خوفهم الحقيقي هو أن يموت شخص عزيز عليهم .. نظر فريدريك إليهم وقد شعر بأنهم يفكرون في الأمر نفسه إلا أنه تنهد وهو يتذكر أن اليوم سيقام الإحتفال الذي سيعلن به أن دانيل هو وريث العرش .. بل حتى السيد جون إن إستيقظ سيشارك في ذلك الإحتفال .. وكما إكتشفوا أن أسرهم لم تكن إلا مدافعة عن الحاكم .. مما يجعل من واجبهم هذا اليوم الإنضمام وحماية القصر والتعهد امام الجميع بأنهم سيبقون مع الحاكم وأسرته حتى نهاية أعمارهم .. أيضاً عليهم الإستعداد لما بعد الإحتفال فلا أحد يفكر أن فرناندو سيشعر بالسرور مما سيراه في هذا اليوم .
كلاود بعزم وهو يقطع ذلك الصمت : لن نبقى مكتوفي الأيدي صحيح ؟ سنقوم بقتل فرناندو وأعوانه .. كما أننا سنقوم بأسر أدريان .. حتى لو إضطررت إلى إعادة غسل دماغه فإنني سأعيده لشقيقه ووالده وهذا نهائي .
جين وهو يقف : نحن نضيع الوقت بوقوفنا هنا .. علينا البدء بدورات مراقبة وأيضاً يجب أن نجهز أنفسنا يجب ان لا يكون دخولنا عادياً اليوم عندما نرغب بتقديم ولائنا لهم صحيح ؟
ظهرت إبتسامة على وجوههم عندما أيقن كُل منهم على أن الآخر يفكر بالطريقة نفسها .. لقد تأكدوا اليوم أن دانيل جعلهم كالشخص الواحد .. وقد إتسعت إبتسامتهم عندما رأوا بقية جنود الثوار يقفون أمامهم وقد إنحنى أحدهم لهم وقد بدى أن البقية قد إختاره لتحدث بلسان الجميع .
الجندي : نحن أردنا فقط التأكيد على أننا جميعاً سنكون معكم .. ومع قائدنا دانيل إلى الأبد .
لم ينتظر أي منهم كلمة أخرى بل التحرك الجميع في الثانية نفسها ليشرع بالعمل ويجهز نفسه لهذا اليوم .


..........


في قصر الحاكم :
كان دانيل يقف في الشرفة المرفقة بغرفته الخاصة وهو يراجع في عقله الأحداث الماضية .. كل حرف سمعه من فرناندو وجاكوب .. وكل حركة حدثت أمامه هناك .. كل هذا يدله على أن هنالك سر ما يحدث .. يستحيل لفرناندو أن يسمح بحدوث مثل هذه الغلطة .. أن يسمح لجون بالإفلات .. أيعقل أنه واثق إلى هذه الدرجة ؟ أم هنالك من يحاول الإيقاع به بالخفاء ؟ .. قاطعه صوت طرق الباب ليقطب حاجبيه بقليل من الحيرة فمن سيستيقظ منذ الصباح الباكر ؟ تنهد وهو يعطي الإذن لشخص الواقف في الخارج بالدخول .
هنري وهو ينحني قليلاً : لقد إستيقظ السيد جون .
إلتفت دانيل له بسعادة إلا أن العبوس والتجهم قد ظهر على وجهه وهو يرى أن هنري ينحني له ..
دانيل بإنزعاج : أنت .. إن لم ترد أن اقضي عليك بالفعل لن تكرر هذه الوقفة أبداً .
هنري وهو يعتدل بوقفته : ولكن سي ...
دانيل وعيناه تشعان بغضب : تجرأ وناديني بسيدي وسأقطع عنقك بالفعل .
هنري بإبتسامة : أمرك .. بكل حال أنت اليوم ستصبح ولي العهد وسوف يتنازل سيدي جاك لك عن العرش .. لذا .. عليك الإعتياد على ذلك .
دانيل بعبوس شديد : ليس وكأنني أرغب حقاً بفعل ذلك .. ومن ثم .. سأقوم بإصدار قانون وهو أن الشخص الذي ينحني لي أو يناديني بسيدي أو أي لقب آخر سيتم نفيه أو إعدامه حتى .
نظر دانيل لهم بإنزعاج وهو يرى لويس ودورثي إضافة إلى هنري يضحكون بشدة
دانيل بشيء من الغضب : حسناً .. لم يكن ينقصني إلا أنتم الآن .. سأغادر أنا هذا المكان .
لويس من بين ضحكه : إلى اين تنوي الرحيل ؟
دانيل : إلى أي مكان لا أراكم به .
هنري بعد أن توقف عن الضحك : مع الأسف سمو الأمير لا يوجد مكان كهذا أبداً .
لويس وهو يوافق هنري : تماماً فنحن سنتبعك إلى أي مكان ترغب بالذهاب إليه .
دانيل بغضب شديد و إنزعاج : أعد ما قلته يا هذا ... قلت لك إن تجرأت وأطلقت اي لقب علي سأقضي عليك !
لويس : ألم تسمع أوامر سمو الأمير دانيل يا هنري ؟
دانيل وهو يشهر سيفه : لقد قضي عليكم وهذا أمر نهائي .
ليرتفع صوت ضحكهم وهم يغادرون الغرفة بسرعة .


.........


في غرفة جون :
كان جاك يقف عند باب الغرفة بتردد واضح .. كل من يعرف جاك جيداً سيفاجأ من تلك الملامح البريئة التي طغت وجهه .. خوف وتردد وشوق وفرح كلها تجمعت فيه هذه اللحظة .. شعر بأن جسده ينتفض وهو يستمع لنبرته الهادئة ذاتها :
جون بهدوء : لن تبقى واقفاً عند الباب صحيح جاك ؟ (وبإستهزاء) : لست خائفاً مني صحيح ؟
ظهر العبوس على وجه جاك ليتقدم بهدوء ويجلس على طرف السرير .. لم ينظر بالرغم من شوقه لوجه شقيقه الأكبر بل أبقى رأسه منخفضاً !
جاك بتردد وعبوس : لستُ كذلك .. أعني لستُ خائفاً منك أو ما شابه ذلك .
ظهرت إبتسامة مستمتعة على وجه جون وهو يتحدث : حقاً ؟ أنت لا تجرأ على النظر إلى وجهي حتى جاك ؟ منذ متى وأنت جبان إلى هذه الدرجة ؟
ظهر الغضب جلياً على وجه المعني لينظر له بحدة تلاشت ما إن رأى إبتسامته ونظرته الحنونة التي لطالما إشتاق لها .. وضع يده على شعره بينما أغمض جون عيناه فحسب ..
جاك بقليل من الهدوء : هل أنت بخير جون ؟ كيف سمحت لذلك الأبله بالإيقاع بك أخبرني يا أخي ؟ فقط لو أنك أتيت إلي لقمت بقتل كل من سيحاول إيذائك .
ظهرت إبتسامة عذبة على وجه جون ليتحدث : أجل بخير .. وكيف لي أن أصل إليك يا أخي وأنت جعلت جنودك يهاجموننا ؟ لم أستطع حتى الوصول إلى منتصف الطريق للقصر .
جاك بإندفاع : غير صحيح .. أنا لم أطلب من أحدهم أن يدافع عن القصر .. أقسم لك .. لم أكن لأطلب من أي إنسان ان يدافع عني أو أن يحميني منك أنت .. أنا كنت بإنتظارك .. حتى تصل إلي وتخبرني بما تريده .. أخي أنا لم أكن لأطلب من أحدهم قتلك لحمايتي .. أنا تمنيت لو أنك نجحت بالوصول إلي وربما قتلي أيضاً على أن تقتل أنت بسببي .
كان جاك قد وضع رأس جون في صدره وهو يضمه بشدة .. إلا ان جون قد جلس بشيء من الصعوبة ليجعل من جاك في صدره وهو يشعر بأنه يحاول منع دموعه من الإنهمار ... أراد جون أن يتحدث ولكن
إليزابيث بقليل من التردد والقلق : أخواي هل ...
جون بإبتسامة واسعة : هل ناديتني بأخي للتو ؟ إذن لقد أخبرك الأبله هذا بالحقيقة صحيح ؟
أومأت برأسها إيجاباً لتنضم إليهما وتجلس بجانبهما قبل تلقي نفسها في أحضان جون أيضاً .
جون بهدوء وهو يربت على ظهرهما : انتما الإثنتان كالأطفال تماماً ... لن تبكيا الآن صحيح ؟ كل شيء سيكون بخير إتفقنا ؟ أنا هنا الآن وسأعيد تصحيح هذا الوضع .
رفع جاك رأسه ليبتسم بهدوء .. وكذلك فعلت إليزابيث .
جون بإبتسامة لهما : حسناً هذا أفضل .. إذن جاك انت غضبت مني وقررت معاقبة إبناي على ذلك صحيح ؟
أخفض جاك رأسه ولم يستطع إيجاد اي شيء ليدافع به عن نفسه فهو يعلم أنه مخطئ .
جون وهو يتنهد : لا بأس .. تباً مالذي يدور في عقلك جاك ؟ أنت تتصرف بطريقة متسلطة عندما تغضب وهذا الأمر ينطبق على إحداهن .. فقط سمعت أنها حاولت قتل دانيل في إختبار إختيار القائد صحيح ؟
إليزابيث وهي تبتلع رمقها : ليس الأمر وكأنني كنت أقصد قتله حقاً .. لقد أردت إختبار قوته فقط .. أعني لو كان ثلك لما حدث له كل تلك الإصابات .
جاك بحدة : لو أنكي تفكرين بعقلك أساساً لما فعلتي ذلك .
إليزابيث بغضب : ليس وكأنك تصرفت بطريقة أفضل عندما قُمت بإعطاء أدريان لفرناندو .
أشاح جاك بوجهه عنها وقد أخفض رأسه مجدداً ولكنه رفع بدهشة وهو يستمع لصوت ضحك جون .
جاك بهدوء وريبة : لماذا تضحك الآن ؟
جون بين ضحكه : أنتما الإثنان تتصرفان كطفلين في السادسة من عمرهما .. أخبراني فقط كيف تمكنتما من البقاء أحياء هذه اللحظة ؟
جاك بإنزعاج : ليس وكأنك من كان الذكي الوحيد بيننا والقادر على حل كل المشاكل .
جون وقد تصنع التفكير : حقاً ؟ بالرغم من أنني ظننت أنني كذلك .
إليزابيث بإنزعاج : ومن أين قد يأتي دانيل بصفة الغرور ؟
جون بهدوء : هذا ليس غروراً بل هو الواقع .
جاك بتنهد : هذا لايهم .. بكل حال أنت لبق بما فيه الكفاية أن لا تعلق على وزن شقيقتنا على عكس إبنك .
جون وهو يحاول أن لا يضحك : أرى أنه بحاجة لإن يعلمه أحدهم أصول التحدث مع السيدات وإن كان تعليقه في مكانه .
إليزابيث وهي تنهض بغضب شديد : ستريان أنتما الإثنان أنني قادرة على إنقاص وزني بسهولة .
إغتاظت عندما سمعت صوت ضحكتهما ولكنها شعرت بأنها ستنفجر عندما سمعت صوت ضحكة دانيل .. بينما حاول كل من لويس ودورثي الحفاظ على ضحكتهما .. وكذلك هنري .
إليزابيث وهي تمسك دانيل من ياقة قيصه : إحترم نفسك اتفهم ذلك ؟
دانيل من بين ضحكه : ليس أنني كنت أحاول التنصت أو ما شابه ذلك .. ولكن كما تعلمين ... أعني أنتي لا تقصدين أنكِ ستحاولين إتباع حمية ما صحيح ؟ ههههه .. لا أتخيل حقاً أنك قد تتمكنين من العيش إن منعتي نفسك من تناول الطعام لمدة دقيقة .
إليزابيث وهي تشتعل من الغضب : أتريد أن تفقد حياتك يا هذا ؟
دانيل وهو يحاول كتم ضحكاته : أعني هيا .. كيف تصبحين بهذا الوزن إن لم تتناولي الطعام كل دقيقة ؟ لا يمكنني إلا أن أتصوركِ وأنتي تحشين نفسك بالطعام .
جون من بين ضحكه : دانيل من الافضل لي أن اعلمك ما معنى أن تحترم من هو أكبر منك سناً .. لا سيما إن كانت إمرأة أو فتاة .
نظرت إليزابيث له لترمي دانيل بقوة عليه .
إليزابيث من بين اسنانها : أغلق فمك .. عليك أن تمنع نفسك من الضحك أولاً .
لتغادر الغرفة بعدها مما جعل لويس ودورثي يسقطان أرضاً من شدة الضحك .. بينما أبعد هنري وجهه للجهة الأخرى وهو لازال يحاول كبت ضحكته .
إيزابيلا بهدوء : مرحباً .
نظر الجميع لها بينما ظهرت علامات الحيرة على وجهها وهي ترى الجميع يضحك بشدة .
إيزابيلا بتساؤل : ماذا يحدث هنا ؟
هنري وهو يعتدل بوقفته : لا شيء مهم .. لماذا أنتي مستيقظة مبكراً ؟
لويس وهو يقف : صباح الخير عزيزتي .. أخبريني هل أزعجك أي أحد ؟
إيزابيلا بهدوء : لا ولكن .. أرغب برؤية أخي آرثر فأنا لم أره أو أسمع أي شيء عنه منذ مدة و أشعر ببعض القلق .
هنري بإبتسامة : لا داعي للقلق .. لقد تحسنت صحته .. حتى أن الحكيم يسمح له بالخروج في اليوم بضع ساعات .. وهو سيأتي إلى هنا ليشارك بإحتفال اليوم .
إيزابيلا بسعادة : أأنت جاد ؟ هذا رائع .
إليزابيث من خلفها : من الجيد أنكِ إستيقظت باكراً هيا هنالك الكثير مما عليك فعله .. تباً كل تلك السنوات التي إنقضت وأنا أحاول تعليمك ذهبت بلا أي فائدة ... فكيف سأعلمك خلال نصف يوم كيف تتصرفين بلباقة ؟
إيزابيلا وقد أخفضت رأسها : انا آسفة لهذا .
لويس وهو يضمها : ليست بالمشكلة حقاً .. يمكنها أن تتصرف كما يحلو لها .. فأنا أحببتها كما هي .. ولا أرغب في أن تتغير الآن .
إبتسمت إيزابيلا بسعادة وكذلك فعل هنري .
جون بإبتسامة : إذن هذه هي التي سرقت قلب لويس ؟
لويس بقليل من الخجل : أجل إنها تدعى إيزابيلا وهي الشقيقة الصغرى لكل من آرثر و هنري قائدي الحرس هنا و مستشاري .
جون بذات الإبتسامة : تشرفنا إذن .
إيزابيلا وهي تنحني : الشرف لي أنا سيدي .
جاك بإبتسامة : لا أرى أنها كما وصفتها إليزابيث فهي تتمتع بالكثير من اللباقة عندما نقارنها بلويس ودانيل صحيح ؟
جون : أجل بالتأكيد .
لويس و دانيل بعبوس: مضحك جداً .

...........

في الكهف :
مسح جاكوب تلك الدموع لينظر للكرة الزجاجية وهو يتحدث بإبتسامة : أعتذر عن ذلك ولكنني أعدك ستكون هذه هي المرة الأخيرة التي سأبكي بها .. والآن تشارلي سيكون علينا الذهاب ورؤية مالذي يخطط صديقك لفعله صحيح ؟ ستسامحني لو حدث لي مكروه بهذه المعركة صحيح ؟ يجب علي ان أقاتل تشارلي .

.........

في منزل كارل :
كانت جوليان تقف في منتصف غرفة المعيشة برفقة شقيقها .. الذي كان يضم كاثرينا إليه بقوة وهي قادرة على منع دموعها من الإنهمار .. لم تكن لتتخيل يوماً أنها ستجتمع مع إخوتها مرة أخرى .. أسرعت للإنضمام لهما وضمهما .. بينما كانت كاثرينا تشعر بقليل من السعادة والأمان انها وجدت أسرتها أخيراً ولكن ذلك لم يمنعها من الشعور بالحزن لإنها شهدت على نهاية جاكوب الشخص الذي إهت بها ورعاها منذ صغرها .. لم يقم بإيذائها قط .. والأسوء أن من قام بإيذائه هو الشخص الذي بدأ قلبها يميل له ولوجوده .. إبتسامته التي عُرف بها .. لطفه وحنانه .. كيف حدث كل ذلك ؟ كيف أصبح شخصاً بلا قلب .. دمعت عيناها قبل أن تتحول تلك الدموع لصوت بكاء مسموع وهي تتشبث بكلا شقيقاها !
........

في قصر الحاكم :
جاك بقليل من الإرهاق : تباً , لماذا على تجهيزات الحفل أن يكون بهذه الصعوبة ؟
إليزابيث بتعب بسيط : ربما لإننا سنعلن به الكثير من الأمور الهامة .. وأيضاً سوف يأتي الأمير ماركوس وانت وعدته أنك ستفكر بأمر زواجه من دورثي .. و علينا أن نزيد من الحراسة حول القصر .
تنهد جاك بشيء من التعب قبل أن ينظر إلى الشمس التي بدأت بالشروق : وعدي لماركوس ها ؟ .. لقد نسيت الامر تماماً
إليزابيث بقليل من العتاب : ولماذا يا أخي ؟ إنه أمير .. وأنا واثقة أنه سيعاملها بلطف .. كما أنها ستكون فرصة جيدة لنتأكد من وقوف بريطانيا معنا !
لويس بقليل من الإنزعاج : أعتذر على المقاطعة ولإنني إسترقت السمع دون أي أذن مسبق ولكن .. أبي أرجوك أرفض ذلك العرض .. دورثي لن تتمكن من العيش في ذلك المكان كما أنها ..تُحب شخصاً آخر ولهذا ...
إليزابيث بضيق : تُحب ؟! ومن هو ذلك الشخص ؟ وما هو مستواه الإجتماعي ؟ لا يمكنها أن تقع بحب أحدهم دون أن ...
لويس بهدوء مصطنع : هذا غير مهم .. ألم تتعلمي أن جميع البشر متساوون .. شقيقك عاش حياته كخادم وهو وريث العرش ودانيل أيضاً .. لذا أرجوكما .. أتركاها للعيش بالطريقة التي ترغب بها .
جاك وهو يتنهد : ومن هو الفتى ؟
لويس وهو يشيح بوجهه عن والده : إنه دانيل .. ولكن أنا لا أعلم حتى إن كان هو يبادلها الشعور .. لا أعلم .
جاك بإبتسامة ماكرة : إذن سنعلم ذلك اليوم مساءاً ... أما الآن فأخبرني كيف يسير أمر تزيين القاعة المخصصة للإحتفال ؟
لويس بجدية : كل شيء يسير على افضل وجه ولاداعي للقلق يا أبي .
جاك بتنهد : جيد .
جون بهدوء : هل مازلتم مستيقظين حتى هذه اللحظة منذ الأمس ؟
جاك وهو ينهض : لماذا نهضت من فراشك ؟ يفترض بك ان تنال قسطا كافيا من الراحة .
جون بإبتسامة : انا بخير لا داعي للقلق .. ومن ثم لقد مللت من الجلوس وحدي ولهذا السبب قررت النهوض والجلوس هنا .. أهذا ممنوع ؟
جاك بقليل من الإنزعاج : لا , ولكن .. فقط ستجلس أتعي ما اقوله لك ؟
إليزابيث بحيرة : ولكنه قال أن يرغب بالجلوس فحسب .
جاك وهو يتنهد : ثقي بي , لا يمكنك ان تثقي بكلامه أبدا من هذه الناحية .
جون بعبوس : ليس كذلك .. أعني أعلم انني لم أقم باي عمل إداري منذ أعوام ولكن ذلك لا يعني أنني فقدت قدراتي على تقديم المساعدة .
لويس بإبتسامة : ولكن عمي ماذا عن إصابتك ؟ عليك أن ترتاح فقط الآن .
جون وهو يتنهد : مجرد خدش في السيف لا يعني أنني أصبحت عاجزاً .
هنري بإحترام : سيدي .. لقد تم العمل .. كل ما طلبته مني قد تم إنجازه .
جاك وقد إتسعت إبتسامته : تماما كما توقعت يمكنني أن أعتمد عليك دون قلق .
إميليا بشيء من الغرور : ثق بي خالي هذا المزعج هنا لا يجيد فعل شيء سوى الغضب و التعليق على الآخرين .
هنري بشيء من الإستهزاء : حقاً آنستي ؟ ولكن أتسائل من قام بمساعدتك بإنهاء عملك في إختيار لائحة الطعام قبل الموعد المحدد لتسليمها ؟
إميليا بإنزعاج : بالطبع ستفعل ذلك .. ل أنت ابله لايمكنك جعل آنسة واقعة في مشكلة دون أن تساعدها !
جون : مما يعني أن هنري قد قام بعمله وعمل إميليا .
إميليا بقليل من الإحراج : حسنا .. أنا لم أحاول قط أن أعمل ولكنني رغبت بتقديم المساعدة يا خالي جون ولكن ( حولت صوتها للإنزعاج ) : أحدهم لم ينفك عن إنتقاد أي عمل أقوم به .. ومن ثم لم يعجبه اي شيء !
هنري بهدوء : سيدي جاك يحب المثالية في العمل .. وهذا ما سوف أبذل جهدي لإعطاءه له لاسيما في إحتفال كبير يضم العديد من الأشخاص ... فنحن لا نرغب بأن يتكرر ما حدث في الماضي .
جاك بإبتسامة : شكرا لك يا بُني .. يمكنك أن ترتاح قليلاً الآن .
إميليا بإنزعاج : أجل لا داعي لشكري على محاولتي .
تعالت صوت ضحكات الموجودين في الغرفة قبل أن :
جاك من بين ضحكه : شكرا لك يا صغيرتي .. على مساعدتك لي .
هنري وهو ينحني : إسمح لي بأن أستلم مهمة أخرى سيدي .. أعني لابد أن هنالك الكثير مما لازال علينا فعله .
جون بهدوء : أترك أمر العمل الورقي اليومي لي .. وإهتم بما سيحدث اليوم .
جاك بإنزعاج : وماذا عن إصابتك ؟
جون بلامبالاة : ليس وكانني أصبت بذراعي اليمنى التي أكتب بها .
دانيل بتعب : لقد إنتهى أمر ترتيب الجنود وتأمين الحراسة الشاملة للقصر خلال هذا اليوم بأكمله .. وأيضا غرف الضيوف قد اصبحت معدة .. بقي أن يتأكد أحدهم من أن خدمة الإستقبال و الراحة ستكون جيدة .
أنجلينا : اترك هذا الأمر لي .. من بعد إذنكم .
جاك بإبتسامة : بالطبع فأنا اثق بإختيارك يا صغيرتي .
إبتسمت آنجلينا لتنحني وتغادر لتباشر بعملها .
هنري بشك : ولكن إن كانت آنجلينا هنا فهذا يعني ...
آرثر وهو ينحني : سيدي الحاكم ..
جاك وهو يقف : أهلا بك آرثر .. سعيد برؤيتك بخير .. حمداً لله على سلامتك .
نهض آرثر بدوء ليبتسم بعذوبة : شكرا لك سيدي .
هنري بقليل من الغضب : لماذا لست بفراشك ؟ لا يمكنك أن تتحرك كثيرا .. أعني لازلنا في بداية هذا اليوم ... وجودك في الإحتفال أمر ضروري فلماذا أنت هنا منذ هذه اللحظة ؟
جون بتنهد : هل على الإشقاء الأصغر بأن يكونوا بهذا الإزعاج ؟
جاك بحدة : ليس إن قمتم انتم الأكبر سناً بالحفاظ قليلا على صحتكم وأنفسكم .
هنري بتأييد : أجل صحيح .
لويس محاولا أن لا يفلت ضحكته : هذا لا يهم .. بكل حال لنبدأ بإكمال العمل .. فلازال هنالك رؤية الأثواب وقياسها ..إضافة إلى ...
دانيل بإكتئاب : أتوسل إليكم هذا يكفي .. أشعر بأنني سأفقد وعيي خلال عدة لحظات .
جاك بإبتسامة غريبة : الواقع دانيل أنت نجم هذا الإحتفال وعليك ان لا تخطئ بأي حركة تقوم بها .. ولهذا السبب آرثر هنا .
دانيل بحذر : ماذا تعني ؟
آرثر بهدوء : منذ هذه اللحظة سوف أقوم بتعليمك كيفية التصرف والسير والكلام المناسب في هذا الإحتفال .
دانيل بقليل من الغضب : هذا مستحيل ليس أنني أرغب بأن أصبح الحاكم أو ما شابه ذلك .. أبي أنت إفعل شيئاً .
جون وهو يعمل : لا شأن لي فقد وعدت والدي أنه إن سلم جاك العرش لإبنائي لن أتدخل .
دانيل بتجهم : أنت فقط أنقذت نفسك يا أبي .
عاد الهدوء ليسود تلك القاعة التي غادرها الجميع ولم يبقى بها إلا كل من لويس وجاك .. نظر لويس لوالده بتوتر شديد .. كان لابد له من أن يتحدث في هذا الموضوع المهم ولكن .. تنهد بتعب وقلق لينظر جاك له بحيرة .
لويس بتردد : أبي .. أنا .. أريد أن أتحدث .. معك بموضوع هام .. و .. حسناً هل الوقت غير ملائم .. ربما في وقت لاحق .
جاك وهو يعيد نظره للأوراق : يمكنك التحدث الآن فأنا أستمع .
نظر لويس له وهو يعمل .. تذكر كم كان يشعر بالفخر بوالده لإنه يكد بعمله .. لم يرى أحدا يعمل مثله .. تذكر تلك اللحظات التي كان جاك بها يلاعبه و يحكي له الكثير من القصص و الحكايا .. رفع جاك نظره ليواجه نظرات لويس الغريبة بحيرة عندما تأخر على التحدث معه .. شعر بالقليل من القلق وهو يرى نظرات إبنه المُبتسمة بحنان !
جاك بقليل من القلق : ما الأمر لويس ؟
لويس بإبتسامة : أنا أردت الإعتذار لك أبي .. لإنني تماديت حقاً في تصرفاتي الخرقاء و أفعالي الطائشة .. أتمنى أن تسامحني وأيضا أنا ...
جاك بتساؤل : ولكن لويس ... ماذا حدث لك يا بُني ؟
تقدم لويس من والده ليجلس أرضا ثم يضع رأسه على قدمي والده وقد إختفت إبتسامته وبدأت الدموع بالتجمع في عينيه .
لويس بصوت مهتز بسبب البكاء : أبي لماذا ؟ لماذا قُمت بعقابي بهذه الطريقة القاسية ؟ أنا أعلم أنني سيء في معاملتي الدائمة لك ... وأعلم أنك يا أبي تُحبني وأنك أحببت أمي دائما .. وبالرغم من ذلك تفوهت أنا بالحماقات ... وأنت توقفت عن المجيء لرؤيتي بغرفتي و التحدث معي .. وسمحت لي بالإبتعاد عنك .. كان عليك أن تعاقبني بطريقة أرحم من هذه .. ربما تقوم بصفعي أو أي شيء آخر ولكنك تركتني أشعر بالوحدة .. أنا أُحبك كما أحببت قضاء الوقت معك وإن أظهرت عكس ذلك ..لذا سامحني أرجوك .
ليسمح لدموعه بالخروج من مخبئها أخيرا وبعد كل تلك السنين .. شعر جاك بصدمة شديدة من كلام صغيره .. أكان حقا يرغب بوجوده إلى جانبه ؟ أغمض عينيه وهو يترك عرشه الفاخر ليجلس على الأرض ويضم طفله له .. وهو يعده أن لا يتخلى عنه أبداً .


..........

في الموعد المنتظر للإحتفال :
كانت القاعة تضم العديد من الملوك والأمراء ونبلاء البلاد .. الإضاءة كانت خفيفة على الأعين .. بينما بدئت الموسيقى الهادئة التي جعلت الأنفس تهدأ تلقائيا وتشعر بالسلام .. تقدم بعض الأمراء لساحة الرقص برفقة شريكاتهم .. كانت الأجواء جميلة جداً .. كان لويس يجلس بالقرب من والده وقد إرتدى ثياب بيضاء اللون مع بعض الخطوط من الذهب الخالص مما أثار إستغراب الجميع حيث من المعلوم أن ولي العهد ووريث العرش يجب أن يرتدي الزي العسكري للجنود مع شارة مميزة على شكل سيفان يقع فوقهما ثلاث نجمات .. ولكنهم تناسوا هذا الأمر عند رؤيتهم لإيزابيلا التي رفعت جزءاً من شعرها الذهبي المموج بينما تركت الباقي ينسدل على ظهرها وهي ترتدي فستان باللون الزهري الفاتح يصل لاسفل قدمها مزين ببعض الورود البضاء الامعة .. كانت تسير بخجل برفقة كل من آرثر وهنري .. نهض لويس من مكانه بسرعة ليمسك بها ويحملها بين يديه وينزل الدرج بسرعة كبيرة .. بينما تحول لون وجهها للأحمر .. وتعالى صوت إعجاب وضحك بقية الحضور .
توجه لويس إلى ساحة الرقص برفقة أميرته الخاصة بذات اللحظة التي دخل بها كل من فرناندو وأدريان برفقة كارل وجوليان وكاثرينا .
نظر فرناندو حول حتى وجد مكان فارغ لهم جميعاً وقريب من مكان تجمع الأشخاص المهمين .
فرناندو بملل : لا أعلم لماذا علي أن أحضر مثل هذه الإحتفالات المملة .
أدريان ببرود : ربما لإن طبيعة عملك تقتضي ذلك .. ومن ثم بما إنك رئيس الكنيسة الكُبرى في البلد .. ألا يفترض بك أن تشرف على هذا الإحتفال وتكون من يجعلهم يتلون تلك الأقسا والعهود ؟
فرناندو بلامبالاة : وكأن هذا يهمني حقاً .
كارل بقليل من الإنزعاج : ولكن هل أنتما هنا للسخرية من الإحتفال ؟ بما أننا هنا لماذا لا نستمتع قليلاً ؟
أدريان بشيء من السخرية : نستمتع ؟! هل فقدت عقلك كارل ؟ نحن هنا فقط لبعض الوقت .
فرناندو بحدة : ومن ثم منذ متى تشارك أعدائك فرحتهم ؟
كارل بتنهد : أعتذر لذلك سيدي .
جوليان بملل : ولكن أنا لا يعجبني هذا النوع من الإحتفالات فأنا أُحب الإحتفالات البسيطة فقط !
جاك بإبتسامة غريبة : أهلا بكم هنا .
فرناندو بإبتسامة مماثلة : سيدي الحاكم .. يسعدني رؤيتك بخير .
جاك بإبتسامته : وانا أيضاً .. أتمنى أن تستمتعوا بوقتكم هنا .

..........

بعض مضي القليل من الوقت توقفت الموسيقى وقد عاد لويس للجلوس وبجانبه الأيسر إيزابيلا ووالده على الجانب الأيمن .. توقف الجميع عن التحدث وقد وجهوا أنظارهم إلى جاك الذي نهض عن مقعده ووقف في منتصف المنصة .
جاك بإبتسامة : تعلمون جميعاً أننا هنا للإحتفال بإرتباط إبني لويس بإيزابيلا شقيقة قائدي الحرس في القصر ومرافقا إبني لويس ... سيرافق إحتفالنا هذا تكريمهما لجهودهما .. وإعطاء كبير تلك الأسرة شعار الأسر النبيلة .. لذلك سيد آرثر هلا تقدمت من فضلك .
تقدم آرثر بهدوء مصحوب بالقليل من التوتر والقلق وقد كان يرتدي ثياب خاصة بمستشار الحاكم باللون الأحمر الغامق وقد كانت أزراره باللون الذهبي وشعار خاص بالمستشار مرسوم على كم قميصه الأيمن رجل كبير قليلا بالعمر غير واضح المعالم ويحمل بين يديه كتاباً ما .. لينحني أخيرا ما إن وصل إلى المنصة ويجلس على ركبة واحدة وقد أحنى رأسه قليلاً أيضاً .. إبتسم جاك له ليرفعه بيديه ويسلمه ذلك الشعار الصغير الذهبي ويعلقه على قميصه بعدها .. بينما تعالى صوت تصفيق الأشخاص من حولهم .. قاطع تلك الأجواء الجميلة دخول الفتاتين ذوات الشعر الأشقر الناعم والعينين الزرقاوتين بثياب متشابهة حيث إرتدتا فستان باللون الذهبي يتخلله بعض النقوش الفضية الناعمة وقد قامت إحداهما بجعل شعرها ينسدل بحرية على كتفها والأخرى رفعته بأكمله وهذا هو الإختلاف الوحيد بينهما .. وقف هنري بجانب شقيقه وهما ينظران لهما بحيرة فهذا بالتأكيد لم يكن ضمن الفقرات التي حددت للإحتفال .. لاسيما أن إحداهما حملت وسادة بيضاء وقد وضعت فوقها سكين حاد .. وأخيراً وقفت كلتاهما أمام كل من هنري وآرثر لتنحنيا بهدوء أمامهما بين أجواء هادئة يشوبها الحذر و القلق .. والصدمة والدهشة ( من ناحية آرثر و هنري )
آرثر بقليل من الدهشة : ماذا تفعلان ؟ أنجلينا .. إيمليا ؟
رفعت إيمليا الوسادة لتضعها أمامهما مباشرة قبل أن تتحدث
إيمليا بحزن وندم : أنا وقبل عدد من السنوات الماضية .. وفي إحتفال مشابه أمرت بأن يتم فتح إحدى جروح السيد هنري .. بالرغم من ان تلك الجروح كانت من أجل حمايتنا .. كما أنني تسببت بإزعاج لسيد آرثر أيضاً عندما سكبت العصير عليه ولذلك .. أنا هنا للإعتذار أمام كل الحضور الذين أهنتكما أمامهم وحتى من لم يكن متواجداً في ذلك الإحتفال .. لذلك أرجوكما إن رغبتا بالإنتقام هنا والآن لن أمانع أبداً .
هنري بتوتر وشيء من الغضب : ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟ هيا إنهضي فحسب .. ومن ثم لماذا تحملين سكين بين يداكي ؟
أنجلينا بإبتسامة : لإنه وببساطة كما أهدرنا دمائك .. سنقوم اليوم بإهدار دمائنا بالرغم من معرفتي أن دمائكما كانتا أنقى و وربما أكثر فائدة ولكن ...
آرثر بهدوء : لا , لا يوجد أي داعٍ لمثل هذا .. لقد قبلت إعتذاركما بكل حال .. لذلك دعكما من الأمر .
هنري : هذا صحيح .
إيزابيلا بقلق : أرجوكما , أبعدا هذه السكين من هنا .
إميليا بعناد : لا , نحن لن نقبل أبدا حدوث ذلك .
آرثر بيأس : سيدي الحاكم جاك أرجوك .. أوقفهما .
جاك بهدوء : هذا الأمر لا علاقة لي به .. فهما من قررتا ذلك العقاب وأنا لم أوافق عليه حتى .. ولذلك لا شأن لي .
إيزابيلا بخوف : سيدتي أرجوكِ أنتي لن تسمحي لهما بذلك صحيح ؟
أخفضت إليزابيث رأسها دون أن تتفوه بحرف واحد .. بينما بدى الغضب جليا على وجه هنري الذي تقدم وسحب تلك السكين من بين يدي إيمليا
هنري بغضب : لا , لن تحل المشكلة بهذه الطريقة .. أن تُسال دمائكما أمر سخيف تماما ..( أردف بإبتسامة وصوت هادئ ) : لقد قبلنا إعتذاركما منذ أن وقفتما إلى جانبنا في الفترة الأخيرة .
أومأت الفتاتين برأسيهما ولكنهما لم تتحركا من إنحنائهما حتى قام كل من آرثر وهنري برفعهما بإبتسامة عذبة .. عادت الموسيقى بعدها لتصدح بالأرجاء وقد طالب جمهور الحاضرين بإنضمام كل من هنري وآرثر برفقة كل من إيمليا وانجلينا إلى ساحة الرقص ولم يكن بإمكانهم الرفض .. في تلك الأثناء قررت الظهور أخيراً في الإحتفال .. فهو إحتفال شقيقها ولكن خوفها من ظهور ماركوس كان قد منعها من ذلك وبعد الكثير من التردد ظهرت أخيراً بثوبها الأزرق السماوي الرقيق الذي عكس لون عيناها الزرقاوتين بينما سمحت لشعرها الفضي بأن ينسدل بكل حرية ورقة .. دخلت إلى الإحتفال كما اللصوص تماماً وهي تتمنى من اعماق قلبها أن لا يراها أحد .. ولكن تلك الأمنية إنتهت عندما سمعت صوته البغيظ يحدثها
ماركوس بإبتسامة : الأميرة دورثي .. لقد كنت أبحث عنكِ في كل الأرجاء فأين كنتي ؟
دورثي بإبتسامة : أعتذر على ذلك ولكن .. علي الآن أن ألقي التحية على الحاكم و شقيقي والقليل من الضيوف لذلك إعذرني رجاءاً .
لتنحني له برقة وتغادر بسرعة بينما إشتعل الغضب في عينيه العسليتين .
جاك بهدوء : لماذا تأخرتي ؟
دورثي وهي تشيح بوجهها : أنا .. كنت أُعد نفسي للإحتفال فقط .. آسفة أبي .
لويس بإبتسامة : لماذا لا ننسى الأمر الآن ؟ فالفقرة الأهم على وشك البِدء ( وبخبث ) : فهمت الآن سبب تأخر الأميرة في الظهور .
دورثي بحنق : أغلق فمك اتفهم ؟
إبتسم جاك وهو ينظر للويس ... قبل أن تتوقف الموسيقى عن العزف مرة أخرى .. نهض جاك من مكانه ليقف في منتصف القاعة وهو يتحدث بإبتسامة تحدي ويوج نظره لفرناندو ومن معه .
جاك بإبتسامة واسعة : سادتي .. الواقع اليوم لدي مناسبة أخرى للإحتفال إذ أنني سأتخلى هذه الليلة عن العرش وسأقدمه للوريث الشرعي له .. وأرجوكم أن تستمعوا لي جيداً .. لابد أنكم لاحظتم أن ابني لويس لا يرتدي الثياب الخاصة بوريث العرش لإنه وفي الحقيقة سيتم تسليم العرش لإبن أخي الأكبر بحسب وصية والدي .
بدت الدهشة على وجه الحاضرين بينما أدرف جاك : إسمحوا لي بالتوضيح أن من قام بإختطاف أخي قام بتربيته بطريقة جيدة ومعاملة حسنة مما جعلته يرفض أن يتم الإساءة لتلك الأسرة .. حتى بعد إنكشاف الحقيقة ولهذا فقد كان أخي الأكبر مستشاري وحارسي الشخصي .. وهو جون هونسون .. وبناءا على ذلك اليوم سأتخلى عن العرش لأعطيه لوريثه الشرعي دانيل جون .. فأتمنى أن يظهر الآن .
كان دانيل يجلس في الشرفة البعيدة عن ذلك الإختفال وهو يرتدي الثياب الرسمية لوريث العرش .. شعر بالتوتر و الخوف عندما طلبه أحد الحرس .. إلا أنه سار بوقار كما علمه آرثر أن يفعل صباح اليوم .. رسم على وجهه إبتسامة عذبة عندما تذكر التدريبات التي خاضها اليوم جعلت كل الحضور يعجبون به .. جلس على ركبة واحدة بهدوء بينما أزال جاك التاج عن رأسه ليضعه على رأس دانيل الذي إبتسم لينهض بخفة ويتلو القسم المخصص له وهو يتنفس بعمق .. بينما نهض فرناندو وهو يشعر بالكثير من الغضب والحقد والحيرة .. ظهرت إبتسامة غريبة على وجه أدريان .. وقد كانت جوليان مستمتعة بما يحدث حولها .. إلى أن كاثرينا كانت في عالم آخر تفكر بما يحدث حولها وما حدث في الآونة الأخيرة .. بينما كان كارل يفكر بماذا ستؤول إليه الأمور هذه الليلة وهل سيشهد على يوم جديد أم لا ؟ بعد أن إنتهى دانيل من مراسم التتويج بدئت موسيقى غريبة بالصدور .. وقد بدأت الإضاءة بالتدرج أيضاً بطريقة غريبة .. لإنه وفي تلك الأثناء مجموعة من الأشخاص يرتدون الثياب المخصصة لجنود الحاكم وقد كان وشاح باللون الذهبي يتدلى من أكتافهم وحتى أسفل أقدامهم .. نظر دانيل لهم بإبتسامة واسعة وكذلك فعل جاك و لويس والبقية .. تقدم أحدهم لينحني أمام دانيل وجاك وينحني من بعده البقية
فريدريك بهدوء وإبتسامة : سيدي الحاكم نحن المسؤولون عن مناطق الشرق في هذه المملكة أتينا إلى هنا لتجديد ولائنا وإنتمائنا لحكومتكم والتي قد أقسم ومات أبائنا عليها في سبيل حمايتكم .
إبتسم دانيل له ليتحدث بهدوء : ونحن نشكر لكم هذا التفاني في مساعدتنا وحمايتنا .. وبالتأكيد لن نسمح بهدر دمائكم بلا فائدة .
ليضع يديه بعدها على كتف فريدريك ويجعله ينهض .. بينما نهض البقية بعدها .
عادت بعدها الموسيقى الهادئة والأضواء لطبيعتها .. بينما كانت النيران تشتعل في عقل فرناندو وأفكاره .. ولكن الصاعقة التي صعقته وجعلت أدريان يبتسم بعذوبة وإنتصار هي رؤيته لجون في الإحتفال .. وقد عرف جاك عنه بانه شقيقه الأكبر الضائع .. شعر حينها بغضب شديد ليخرج إلى الخارج القصر وقد تبعه الجميع .. أدريان الذي كان يشعر بقليل من القلق إلا أن شعوره بالحماس لإنهاء خطته أبعدت ذلك الشعور عنه .. أما كارل وجوليان فقد كانا قلقين وخائفين بشدة .. ليس على نفسيهما فحسب بل على الابله بنظرهما والذي كان يرغب بالتضحية بنفسه .. فقد كانت دمائه هي إشارة البدء ...
يتبع


.





.
__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس