مئة ألف طريقة للوقوع بالمصائب ...
**
البارت الأول :-
تعالت أصوات ضحكاتهنّ في الشارع الذي عجّ بالناس ، قد امتلكت كل واحدة منهنّ شخصية تختلف عن الأخرى ، ومن منظور ملابسهم التي كانت أبعد من المعقول من كونها " زي مدرسي " تستطيع أن تعلم من الجيدة و من السيئة .
امتثلن أمام تلك البوابة ينظرن لهذه الفوضة العارمة من يركض ويصرخ والآخر يضحك ولا ننسى من يحتضن ويرحب بالآخر ، نظرنّ ناحية الباب الرئيسي ودخلن بكل شموخ كما لو كنّ أسياد المنطقة ، قد وقفوا أمام ذلك الحشد الهائج ، بادلوا النظرات و حاولنّ أن يجدوا طريقهم للأمام ، بعد محاولات عدة استطعن أن يروا تلك الأوراق التي علقت على لوح الخشب ، كتمت ثانيتهم نفسها وبدأنّ بالبحث عن شيءٍ معين.
ـ أوغــــاد !
تفوهت الثالثة بطفيفٍ من الغضب وقد وقع أصبعها على ورقة
ـ رباه ، هل هذه أنتي جدتي انتظريني !
قالت بهسترية أُولَتهم وشعرها المجعد مرفوع للأعلى بطريقة فوضوية جميلة وبالكاد تصدق ما قرأته عيناها
ـ كل سنة يفعلوها ! نحن طالبات جيدات نستمع لكلام أمهاتنا ، ربما نتحدث كلامًا بذيء لكننا جيدات !
تكتفت الثالثة بعدم رضا وقد ابتعدت عن الحشد بكل غضب وعيناها ذات اللون الغامق مكحلة بطريقة زادتهم جمالًا تنظر بحقد للأرض
ـ أنا معكي ألا يحق لنا بالجلوس معًا !
ـ نعــم يجب أن يكون هذا اختيارًا وليس إجبارًا
تعالت أصواتهنّ بالغضب وهم يشتمون و يلعنون ما قرأنّ لتو ، كلمة من هنا وكلمة من هناك كما لو أنهنّ وقود لنار تزداد لهبًا كلما تفوهنّ بكلمة
ـ كفــــــــــــى
قالت الثانية وشعرها الذي وضع بـ ظفيرة أرسى على كتفها الأيمن و كانت منزعجة
ـ هيا ربما كانت هذه علامة ، ربما هذه طريقة لكي نكون صداقات !
قالتها بحكمة والاثنتين ينظرن لها وقد تفهمنّ مقصدها ، وتقبلوه بكل صعوبة
ـ هيا دعونا نجلس في الحديقة ، لقد أعددت قالب كعك ليلة أمس !
قالتها الثانية بفرح وقد أمسكت حقيبتها بابتسامة
ـ حقــــًا
تحدثتا في الآن ذاته كلتاهما والقهقهة قد سادت محادثتهن .
كان الخضار يعم المنطقة التي كانت بجانب ذلك المبنى الهائل ، وثلاث فتيات جالسات يأكلنّ الكعك وبعض من المقرمشات والعصائر ، يضحكنّ و يقتبسن شخصيات ويمثلنهــا
فقد بقين على هذه الوضعية لفترة زمنية جيدة ، لكن هاتفها رن بصوت خافت بالكاد سمعته مع ذلك أحست بإرتجاجه في جيب تنورتها ساحبتًا الهاتف من جيبها قد نظرت لرسالة التي حوت معلومات عن الإشتراك بمسابقة لكسب سيارة ، شتمت المرسل تحت أنفاسها على هذه الرسالة ، لامحتًا الوقت وقد أغلقت الهاتف و أرجعته لجيبها
ـ من ؟
قالتها ذات الشعر المجعد بفضول وقد جلست بقربها
ـ شركة الاتصالات اللعينة
قهقة صديقتيها على قولها ومن ثم تذكرت الأخرى الوقت
ـ سحقــًا تأخرنا !
قالتها جامعتًا الأطباق والأوساخ وهي في عجلة من أمرها
ـ لما لم تقولي باكرًا
ساعدتها كلتا الفتاتان وبدأنّ بالجري للمبنى الذي كان بقرب الحديقة ، دخلن بكل توتر فقد كان فارغ من أي جنس بشري ، وصعدنّ السلالم بسرعة و كلٌّ منهنّ ذهبنّ في جهة.
كانت تمشي بسرعة فائقة لتذهب لوجهتها
ـ هـــــي توقفي !
قالها رجل في أواخر العشرين وعيناه الخضراوتان قد برزتا بكل وضوح
ـ نعم !
توقفت الفتاة بكل خوف وتنظر لهذا الرجل
ـ ما اسمك ؟
ـ آريا
قالتها بتوتر واضح ، نظر الرجل لها بكل إعجاب لما قد رأه الآن
ـ آريانا واتسون !
قالها الرجل بتعالٍ وهي الأخرى فهمت إلى ما يلمح الرجل ، فلم يكن شيء جديد أن يعرف الأساتذة أنها فتاة بسمعة منذ الإبتدائية
ـ حسنًا اذهبي لفصلك !
قالها بكل إذلال وهي الأخرى شمتته بقلبها وتوجهت نحو الفصل بكل هدوء ، فتحت الباب بعنف شديد ودخلت للفصل، لم يوجد استاذ في الداخل فتداركت أن الرجل الذي قابلته هو من كان يشرف عليهم ، عم الهدوء في الفصل والجميع ينظر لها ، تنورة قصيرة جدًا باللون الأحمر ، قميصها الأبيض قد حررت بعض من أزراره الأولى ، لا غنى عن ربطة العنق السوداء التي ارتدتها كما لو كان وشاح ، وأكمامها التي تصل لمرفقيها و رسغها الذي امتلئ بالأساور ذات الألوان الفاقعة و شعرها الذي كان بظفيرة تصل لأسفل كتفها وبعض من شعرها الأمامي انسدل على وجهها بطريقة جميلة ، كانت محط الأنظار لجميع الفصل ، جلست في الشق الأوسط في المقعد الرابع ومازال الجميع ينظر لها بإستغراب ، مع ذلك قدرتها على التجاهل كانت قوية ، أخرجت هاتفها وبدأت تلمس أرقامًا عشوائية على الشاشة ، نظرت ليمينها لترى الفتيان والفتيات يرمقنها بإستغراب ، ونظرت لليسار لتجد الملامح نفسها تعلو البقية كذلك
ـ مـــــــــــــــــــــــــاذا !
صرخت بطريقة غاضبه ، والجميع تابع أموره التي كان يفعلها والخوف قد دبّ في قلوبهم.
في الفصل الذي قد ابتعد عنه بثلاث أبواب، قد طرقت الباب والتوتر ظاهر على وجهها الملاكي
ـ تفضل
أخذت نفسًا عميقـًا وفتحت الباب لتجد الفصل جالس يدّون على الدفاتر و رجل قد وقف ينظر لها بقرب السبورة بكل إنذهال
ـ أنا آسفة على التأخير !
قالتها باحترام ، من يعرفها لما صدق أقوالها تلك ، كان الجميع ينظر لها بإعجاب لا سيما الأولاد فقد فُتِحت أفواههم منذ دخولها ، فشعرها الأسود الأملس الذي يصل لخاصرها كان في غاية الجمال وعيناها المكحلة بطريقة احترافية و بشرتها البيضاء النقية قد أبرزت جمالها و زي المدرسة الذي ترتديه يبدو وكأنه خُيِّط من اجلها فقد بدت كأنها من طبقة راقية وعالية
ـ أحم .. ما اسمك يا فتاة ؟
قالها الاستاذ بكل إحراج على تأخيره في الرد ، وماذا عساه أن يفعل فتاة مثلها لا تأتي كل يوم وتقول آسفة !
ـ ريــــينيه بلاكـ
قالتها بقثة وابتسامة قد ضاج فصلها عليها
ـ بلاك ! ... اذا أنتي أخت شيريل بلاك
قالها الأستاذ بتعصب شديد ناحيتها
ـ حسنًا نأمل أنكي أفضل منها آنسة رينيه هيا اجلسي !
قالها بغضب وقد عاد لشرح أما رينيه التي ناظرت الفصل لتبحث عن مقعد تجلس عليه
ـ اجلسي هنا !
وقف فتًا بدى بأنه غريب أطوار وقد حمل حقيبته ، ابتسمت رينيه لتجامله على فعله
ـ لا بأس سأجلس بالخلف !
قالتها وقد سارعت خطاها لآخر الفصل وجلست و قلبها قد هدّأ من روعه قليلًا.
مقابل ذلك الفصل ولكن على بعد أبواب أخرى لليسار، قد ضربت الباب بقدمها بكل قوة كادت أن تكسر قفله ، دخلت بثقة عارمة وعيناه تجول حول الفصل لم يكن هناك أستاذ ، تنهدت بكل ارتياح و الجميع بادلها نظرات تود تفسير أفعالها ، كان شعرها أسود مجعد مرفوع بطريقة فوضوية وجميلة ، مع كونها أنثى إلا أن الزي الذي ارتدته كان للفتيان بنظال خمري اللون وقميص أبيض قد رفعت أكمامه لمرفقها وعلى رسغها أساور من الجلد و المعدن لا غنى عن عقدها الذي برز فيه حرف الـ t و أزرار قميصها محررة جميعها وترتدي قميص أبيض أسفله رسم عليه بعض من الكلمات باللغة الإنجليزية
تقدمت ناحية شاب عضلاته مفتولة قليلا لكنه وسيم ، ناظرته وابتسمت بمكر
ـ قمْ!
قالتها ببرودة تامة تنتظر ذهاب الشاب
ـ مــاذا؟
قالها الفتى فقد كان وسيما بشعره الأشقر وعيناه العسلية يرتدي زي الدراسة بكل ترتيب ولكنه ينقص ربطة العنق مثل الفتاة
ـ سمعتني ، أنا لا أتحدث سوى لغة واحدة
تفوهت بطفيف من الغضب ، نظر الشاب لها وأخذ حقيبته بكل احترام
ـ فقط لأنكي فتاة ، لا غير !
قالها بكل غضب وقد ابتعد عنها، وهي جلست بكل ارتياح وتنظر للفصل الذي قد عاود لفعل ما كان يفعله قبل دخولها .
دق الجرس بكل إزعاج ليخرج من أبواب المبنى حشد كبير يشعر بالتعب والجوع
لكنه من الأفضل أن نركز على ثلاث من هذا الحشد
ـ تـــايلور هيـــا
قد نظرت رينيــه للفتاة بالشعر المجعد وهي تحادث الشاب ذو العضلات والشعر الأشقر
ـ علي الذهاب حسنـــًا
ودعته وهو كذلك ودعها بإبتسامة وذهبت ناحية الفتاتان وهي مبتسمة
ـ من هذا الفتى ؟
تفوهت آريا والقلوب تخرج من عيناها وكادت تطير من الفرحة
ـ آريا لا تفكري حتى ، انه يتناول بروتينات !
قالتها تايلور وهي تمشي بمستواهم
ـ يــــع
كِلا رينيه و آريا تفوهتا ، عدة ثواني وقد بدأنّ بالضحك على أقوالهن المتماثلة
ـ هـي سننفذ الخطة الثانية لم يعجبني اليوم
ناظرت تايلور ناحية كل من رينيه و آريا وهنّ وافقنّ على ما قالته .
__________________ Once you begin you can never stop |