عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 04-17-2014, 05:48 PM
 
.
















.


{.. الفصل الثـآلث ~ إكفِهرآر نيـرَآن وإزهَـآق غفلَة /

- أعتقد بأن سيرو - سآمآ ستغضب جدًا من إحضارنا لها !
همس بها نوآ على أملٍ معدوم .. أن يستوعب رفاقه مدى خطورة وجود فتاة راقية ،
في عُصبَة يعتقد الكثير كونها بربرية وحشية وهمجية ،
لكن وحتى الشابة كآثرين قد تجاهلت هذه الحقيقة وشعرت بالحماسة لمقابلة عُصبَة حقيقية ،
والتي وبشوق كانت تتابع أخبار عُصبَة الأساطير والتي هي بينهم الآن ،
لم تكن لتتخيل يومًا أفضل من هذا ! هي تمشي بمحاذاة تد الذي كان مشغول البال بشكل واضح ،
وتراقبه بنظرة معجبة .. دليلاً على كم إستطاعت رؤيته في المجلات بذات النظرة هذه ،
الباردة والتي حملت الكثير من الآلام رغم ذلك .. جعلها تشعر بالفضول رغمًا عنها ،

من جهة أخرى سأل إيفآن بتعجب من أن إيفـآ أخته التي تبدو في مزاج سيء ،
وليس هو مِن مَن يحبون رؤيتها هكذا ! :
- ما بها إيفـآ ؟ رغم كونها تبدو جميلة وهي حزينة لكن هذا يفتك بفؤادي !
رمقه لوك بطرف عينه بـ قنوط بعد أن كان يتحدث مع جهازه العزيز للذكاء الإصطناعي الذي برمجه ،
ورد عليه بسخرية وعيناه الواسعتان تبتعدان عن اللعوب بجانبه بإستمتاع :
- أنت فاسد ، إيفآن ! نظرتك لها ليس نظرة أخوية !
برعب إنتقلت عينا إيفآن لـ لوك بجانبه وهو يدافع عن ذاته بإنزعاج :
- هيّ هيّ ! لا تذهب بتفكيرك بعيدًا أيها الغبي.
ضحكة مستمتعة خرجت من بين شفتيّ لوك وهو يعيد نظره لجهازه الغالي ..

- أقسم أنها تشبهها كثيرًا ، أنا أجزم أنها هي .. نوآ.
همس بها رآتشيل الذي يمشي بمحاذاة نوآ بتيقن ،
يرمق كآثرين بشك ونوآ بجانبه متململًا من إستثباتِ رآتشيل الغير منطقي :
- لقد كانت في الـ 27 من عمرها في ذاك الوقت ، رآتشيل !
تنهد رآتشيل وأخذ يراقبها بصمت دون أن يرد على نوآ دون العادة ،
فـ رآتشيل قد يكون من أكثر الناس تعصبًا للرأي ! حتى وإن كان على خطأ.





- أخبرتك نآتآليآ ، الصغيران قد يكتشفا الكثير من محاورات أهل القرية عنهم !
همست بها ستيلآ في حدة تجلس على أريكة ثنائية في الكوخ خاصتهما ،
أمامها نآتآليآ ذات الشعر الأبيض الطويل والعينان الزرقاوتان الواسعتان ،
بنظرتها المتعجرفة جدًا .. جلستها التي كانت تضع قدمًا على أخرى فيها دلت على كم هي رقيقة ،
خارجيًا على الأقل ! أعادت ظهرها للأريكة التي جلست عليها وقالت :
- وماذا برأيك قد نفعل ؟ نترك القرية ونعرضهم لخطر شعور أحد خمستهم بهم !

ردت نآتآليآ تعقد ذراعيها أمام صدرها وقد ظهر الإمتعاض على وجهها :
- تستطيعين صنع ذات الحاجز في قرية أخرى !
- هذا الوقت كافٍ لأن يشعروا بهما ! عليكِ أن تتعلمي الحذر من أرلِيت قليلًا !
قالتها بغرور وهي ترتشف من كوب الماء خاصتها ،
لترد ستيلآ بإنزعاج شديد وقد عادت الشعلة في عينيه مجددًا :
- وما الذي أتى بسيرة تلك الميزاجية الآن ؟ لننسى أمرها .. اللعينة !

تنهدت نآتآليآ بهدوء بعد أن رمقت ستيلآ بعزاء ،
وقفت من الأريكة تضع كوب الماء على الطاولة أمامها وقالت بعدم إهتمام :
- على أية حال .. طالما أني وأنتِ سنكون حذريّن من أن لا يكتشفا شيئًا ،
سيكونان بأمانٍ هنا ، دون أن يشعر بهم أحد !
ودخلت لغرفتها دون أن تهتم كثيرًا بـ تلك الهواجس التي شعرت بها ،
فـ لطالما أدركتها ولم يحصل شيء .. قد تكون مجرد وجلٍ إثر حديث ستيلآ





إكفِهرآر نيـرَآن

- سيلينآ ، كل ما أريده منكِ هو إيصالهما لـ سيرو .. لا شيء آخر.
قالتها ستيلآ بحدة .. ترمق سيلينآ ذات الشعر الأحمر القصير والعينين الخضراوتين بحذر ،
كانت ستيلآ قلقة جدًا من أن تترك إبنها وإبن نآتآليآ في يديّ شخصٍ مثل سيلينآ ،
فـ رغم أن اللطف والحنان وأضحان في عينيّ الصهباء إلا الكثير من الحديث لم يرحمها ،
كان يدور حول تركها لفتاتها منذ صغرها عند رجلٍ غني لا تفقه عنه شيئًا ،
متجاهلة حنان الأم إن كان لديها حتى - إعتقدت نآتآليآ داخلها - فيما تقف خلف ستيلآ بخطوات ،
شعرها يتحول للأسود وعيناها تمتلأن خبثًا مع إزدياد حلكة شعرها الطويل ،

حينها جثت ستيلآ على الأرض أمام إبنها وقالت بحب وهي تحيط بوجهه :
- إنتظرني صغيري ، لن أتأخر .. رجاءً كن بخير.
هي تحدثت رغم علمها بعدم قدرة صغيرها على سماع شيء أو على الأقل إستيعاب صوتها ،
فيعنا الصغير كانتا ضالتان .. ترقب النيران خلفها والتي تلظى بالقرية غير رحيمة ،
رآتشيل كان يشعر بإكفهرارٍ شديدٍ داخل النيران .. يستطيع سماع صَوتٍ حار كما تلك النيران ،
تصفح بأذنيه غير رفيقة .. تناديه لأن { هَلُمَ إلي لا تخف ، فأنت مني أنا خرجت ! }

من جهة أخرى ودعت نآتآليآ صغيرها بيدها .. قائلة بإبتسامة هادئة :
- إعتني بأخيك نوآ ، أعلم أنه غبيٌ كما والدته لكنه يحبك وأنا أعلم ذلك.
الحزن كان جليْا يظهر على وجه نوآ الصغير .. يدرك بأن هذه المرة قد تكون الاخيرة ،
في رؤية وجه والدته التي يحبها ، وكونه قد ورث من والدته كتم مشاعره ،
لوح لها بإبتسامة هادئة لم تتناسب وعمره الصغير .. رادًا :
- انتظرك ، لا تتأخري!

إبتسمت له بثقة وتركت المكان بأن قفزت للخلف حيث القرية ،
أدارت جسد رآتشيل ناحية سيلينآ ورمقتها بحذرٍ وسخط ،
كأنما تهددها دون حديث غير مكتفيه بكم أهانتها قبلًا !
ولم تكن مجرد إهاناتٍ عادية .. فليست ستيلآ التي تكره دون تعذيب.





حينما تيقظ رآتشيل من غفلته تلك بعد أن إبتعدت سيلينآ بهما قدر الإمكان ،
لم تستطع كبح جمام غضبه حينها تذكرت نوبات غضب ستيلآ وأنها لم تكن تنتهي بسلام ،
لوهلة شعرت بنفسها عاجزة أمام الصغير الذي كان يبكي ويشتعل بنيرانٍ شديدة ،
يصرخ بغضب وسخط أن تعود به إلى أمه وهو يشعر بأنه لن يراها مرةً أخرى ،

نوآ كان في حالة غضبه الخاصة تحيطه هالة مكتئبة ويأبى الحديث لأحدهما ،
حتى أن سيلينآ إعتقدت لوهلةٍ بفزع أنه قد أصيب بالـ 'روسنا' لكنها إرتاحت عندما تحدث إليها بـ 'أتركيني وشأني' ،
نظرت لـ رآتشيل بحيرة وقد قنطت من إستطاعتها في أن تقترب منه ،
وجلست جنبًا إلى نوآ على الأرض بين شجيراتٍ ميتة عديدة ،
نوآ بدوره لم يستطع كبح دموعه أكثر وهو يرقب رآتشيل غاضبْا ،
كان ليتمكن من ردعها إن لم ينهر رآتشيل بهذه الطريقة ،

لذا سيلينآ بجانبه شعرت بلسانها مشلولًا للحظات كونها فاشلة في مثل هذه اللحظات ،
لكنها فقط وبتردد حاوطت جسده الصغير بجانبها تتركه يبكي في أحضانها ،
وإثر ذلك توقف رآتشيل عن الصراخ والبكاء .. لكن دموعه إستمرت في الهطول ،
يحدق في صديقه وهو يحتضن تلك المرأه الجميلة ذات الشعر الأحمر الجذاب ،
وحينما أدركت سيلينآ هدوءه جذبتها نظرته فـ أشارت إليه بالإقتراب ،
ومن دون تردد إرتمى في حضنها غير عابئٍ بأنها غريبة وهو من يستنكر الغرباء دومًا.





ضحكت إيفـآ الصغيرة برقة .. تجلس بين أحضان والدها الذي إبتسم بحنان ،
صاحب خصلٍ سوداء وعينان صفراوتان ماثلت إبنيه التوأم ،
وإيفآن المتحمس يجلس بجانب والدته التي بدورها كانت أمام زوجها الذي إتكأ على جدار الكهف خلفه ،
وقال بحب متابعًا سرده لقصة ما قبل النوم لصغيريه المتماثلين :
- حينها كلوي قالت لـ جآيكوب : أتتزوجني ؟
متجاهلة أن على الفتيات أن يخجلن من أمورٍ كهذه ، هذه هي كلوي مختلفة عن الجميع !
وألقى نظره على زوجته .. نظرة حملت شرارة الحب التي لا تنطفئ ما إن تشتعل ،
لـ تبتسم له هي بذات الشرارة ولكن الجو الشاعري بينهما قد قُطِع حينما قالت إيفـآ بعد أن وقفت من حضن أبيها :
- عندما أكبر سوف أصبح مثل كلوي ، جميلة ، قوية ، ومختلفة.

رد عليها إيفآن بعد أن وقف قائلًا بسخرية طفولية :
- لا تستطيعين ، فأنتِ تخافين من كل شيء.
بدون سابق إنذار كانت عينا الصغيرة قد إمتلئت دموعًا وهي تنظر لوالديها بتعاطف ،
ليحتضنها جآيكوب قائلًا بإستياء لإبنه :
- إيفآن ، ليس هكذا تعامل الفتيات.
عقد إيفآن حاجبيه بملل متوقعًا محاضرة أخرى من والده عن كم يكون هذا النوع رقيقًا من الداخل :
- إنهن رقيقاتٌ جدًا ، وقد تجلب لهن كلمة واحدة المأساة.
- أرجوك أبي .. لو كنت محقًا ، لكانت أمي رجل.

ما إن نطق بهذه الكلمة حتى شعر بآلمٍ في أذنه اليمنى ،
حينما سحبتها كلوي ذات الخصلات البنفسجية والعينان المماثلتان للون شعرها ،
وقالت بسخط صاحبتها إبتسامة لطيفة حملت غضبًا شديدًا :
- أنت تتعدى الحدود ، صغيري.
تركت أذنه فيما إبتعد إيفآن يقول بعد أن جلس بمقربة والده :
- حسنًا أسف ، إن الرجال أشد رقةً منكِ حتى !

شدت على قبضتها بقوة ، وإبتعدت عن عائلتها الصغيرة خوفًا من أن تفتك بـ طفلها ،
وأخذت تضرب حجرًا بنفسجيًا حتى تفتت لقطعٍ صغيرة حينها تنهدت ببطءٍ مرتاحة .





إزهَـآق غفلَة

إيفآن وإيفـآ كليهما قد وقعا في نومٍ هادئ ولم يعلما إبنيّ السابعة عن ما سيجدانه صباحًا ،
والديهما قد جلسا عند مقدمة الكهف لجمايتهما حتى وإن كانت أرواحهما ثمنًا لمن بذلا جهدًا لهما ،
كانت كلوي تقول بتضايق فيما تتكئ برأسها على صدر زوجها جآيكوب :
- إن إيفآن يزداد وقاحةً مع الأيام.
إبتسم جآيكوب بلطف لزوجته وهو يرد عليها بحب محاولًا عدم إغضابها :
- لكن عزيزتي .. ألا يجب عليكِ أن تصبحي رقيقة قليلًا ؟
إبتعدت كلوي سريعًا عنه وهي تستعد لتسديد قبضتها في وجهه ،
لكن جآيكوب أتبع كلامه بـ نبرة عاشقة هائمة أجبرت الخجل أن يدرك كلوي :
- أنا متأكدٌ أنكِ ستبدين جميلة بفستانٍ ما وبحركاتٍ تناسب نوعك.

أشاحت بوجهها المحمر عن زوجها ولكنها وقفت بحذر كما جآيكوب إثر .. :
- كم تبدوان جميلين معًا هكذا ! للأسف سأضطر لسحق هذا الجمال إني فقط لا أتحمل عدم فعل ذلك.
تراجع كليهما محاولين إخفاء طفليهما بالداخل ، فيما يقول جآيكوب بحذر من الرجل الذي وقف أمام ناظريه :
- ألغر !
ضحك المعني بخفة وإبتسامته الساخرة والخبيثة لم تغب عن شفتيه بعد ،
شعره سماويُ مبعثر بملامح واسعة وسيمة .. عينان تماثلتا مع شعره الذي بدا لامعًا ،
خصلاته تتطاير بهدوء مع البرق الذي تلألأ حول جسده تعطيه منظراً رهيبًا مع الظلام والأشجار الميتة خلفه ،
لم يسعد أيهما برؤيته ! حتى وإن كان صديقًا عزيزًا إليهما سابقًا ..
فهو الآن بلا ضميرٍ قد يمنعه من قتل زميليّ فريقه منذ أيام عُصبَتهِم !

خطوة منه تعيدهما خطوتين حتى إستطاع أخيرًا لمح الطفلين ينامان في الخلف ،
وقال بتعجب مصطنعًا عدم المعرفة بسعادة وقهرٍ غير واقعيٍ البتة :
- أهذا نِتاج حبكما ؟ إلهي ، كم هذا لطيف .. لما لم تخبراني بهذا ؟
عادت إبتسامته الخبيثة تتسلل لـ شفتيه ، يرفع إصبعه الذي تلألأ برقًا بجنون :
- لا بأس ، لن أغضب منكما ! فأنتما لن تعيشا على أية حال لرؤيتهما يكبران.
ودون أدنى إهتمام بأن كلوي تراقب إخترق سيفٌ رفيعٌ إمتد من إصبعه قلب جآيكوب ،
الذي تنفس فيما تخرج روحه من جسده .. سرعان ما سقط صريعْا.

وحينما إلتفت للمرأة المصدومة لم يترك لها فرصة ذرفِ الدموع ،
فقد صعقها وهي تحاول جاهدة كتم صرختها حتى لا يستيقظ صغيرها ويشاهدان موتها ،
لقد رغبت بأن تعيش لأجلهما لكنها سقطت أرضًا جثة ومع إرتطامها بالأرض ،
كانت دموعه قد سقطت غزيرة على خديه .. بعد أن بُحَ صوته من الصراخ بـ لا تفعل !
بعد أن حاول مرارًا وتكرارًا تحرير نفسهِ من تلك الأغلال التي تقيده ،
لوك ذي الـ سبعة أعوام يراقب قتل والده لـ بالغين ويترك طفلين توأمين يتيمين ،

اللذين إستيقظا بعد نوم .. ليجدا إزهاقًا قد حصل في حينِ غفلتهما ،
إيفـآ منذ لحظتها قد أصبحت كما والدتها تكبح حقيقتها الرقيقة بالداخل ،
ومازال إيفآن يتبِعُ تعليمات والده عند التعامل مع الفتيات !
أما لوك فهو قليلًا ما يستطيع نسيان أمرٍ كهذا أذاهُ نفسياً وبشدة.


يتبع ..
لم ينتهي البارت بعد

.














.
رد مع اقتباس