عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-19-2014, 11:21 PM
 
Wink









لننتقل لمكان آخر مرة أخرى و بالضبط في القطار الذي يحمل أصدقاءنا حيث المقصورة الجالسون فيها، كانت –آنيا- تلعب بقلادتها و-ديمتري- يراقبها و يتذمر: توقفي عن اللعب بذلك الشيء تذكري أنت دوقة محترمة الأن. فأجابت هي الأخرى بسخرية:كيف تعرف أن الدوقات المحترمات يفعلن ذلك أو لا يفعلن. فرد –ديمتري- : إنه عملي أن أعرف. فأجابت: آه...حسنا.. فقال محاولا تلطيف الجو: اسمعيني –آنيا- أنا أحاول المساعدة فحسب. فقالت –آنيا- بتساؤل: -ديمتري- هل تظن أنني حقا من العائلة المالكة.. فرد: تعلمين أنني أفعل. فقالت بعفوية: إذن توقف عن التحرش بي.. فضحك –فلاد- على شجاعة –آنيا- وقال: إنها بالتأكيد تمتلك تفكيرها الخاص.. فقال –ديمتري-: نعم وأنا أكره هذا في النساء. فأخرجت –آنيا- لسانها بطفولية محاولة إغاظته.
وبعد مدة في المقصورة نفسها حيث لم يكن سوى –آنيا- و –ديمتري- قال هذا الأخير محاولا التصالح معها: اسمعي –آنيا- أظن أن علاقتنا قد بدأت بشكل خاطيء. فأجابته وعيناها على كتاب تقرؤه: أظن هذا أيضا.ثم أضافت: لكنني أقدر اعتذارك. فرد مستنكرا: اعتذار؟؟.. من قال أي شيء عن اعتذار أنا كنت فقط أقول.... فردت : اسمع لا تقل شيئا آخر سيزعجني ذلك. فرد: حسنا سأكون صامتا.. سأكون صامتا إن أنت فعلت. فأجابت: حسنا سأكون صامتة أيضا.. لكن –آنيا- قطعت الصمت وقالت: هل تعتقد أنك ستفتقدها.. فقال بسخرية: أفتقد ماذا محادثتك؟؟ فقالت بانزعاج: بالتأكيد لا أقصد روسيا.. فقال و قد اكتسى جملته بعض الحزن: لا .فقالت باستغراب: لكنه كان موطنك.. فرد بنفس نبرته السابقة: لا لقد كان مكانا عشت فيه ذات مرة وانتهت القصة. فقالت بتساؤل: إذن لا بد أنك تخطط لتجعل باريس موطنك الحقيقي. فقال بانزعاج: ماذا؟؟ ما قصتك مع الأوطان؟. فردت بعفوية: إنه و بكل بساطة شيء يرغب به أي شخص طبيعي وهو أنت تعلم... آه أنس الأمر...
و في تلك اللحظة دخل –فلاد- المقصورة فاتجهت –آنيا- إليه مسرعة: آه حمدا لله أنك أتيت فقط أبعده عن ناظري. قالت هذا وهي تشير إلى –ديمتري-. فقال –فلاد- معاتبا –ديمتري- : ماذا فعلت لها؟؟.. فرد هذا الأخير مستنكرا: ماذا؟ أنا؟؟ إنها هي.. فغضبت –آنيا- وتركت المقصورة. فقال –فلاد- بابتسامة جانبية: أهو إعجاب مخفي؟ فغضب –ديمتري- وقال: إعجاب.. تلك الطفلة النحيلة..هل فقدت عقلك؟؟ وترك المقصورة هو الأخر وهو يردد: إعجاب..سخيف..
و في تلك اللحظات كان أتباع –راسبيوتن- الشرير يترصدون حركات –آنيا- وأصدقائها..
وبينما كان –فلاد- يتجول في القطار شد انتباهه شخصان يتحدثان عن تغير لون جواز السفر من الأزرق إلى الأحمر فالتفت هذا الأخير للتحقق من الخاص به فوجده أزرقا فصرخ بفزع و فر هاربا كانت وجهته المقصورة فما لبث أن وصل إليها ووجد –ديمتري- فخاطبه قائلا: هذا ما أكرهه في الحكومة كل شيء بالأحمر. فانتفض –ديمتري- من مكانه وقال: أحمر؟؟..فرد الأخر متداركا المواقف: هيا بسرعة لننتقل إلى عربة الحقائب.. بسرعة قبل أن يأتي الحارس.. فحمل –ديمتري- الحقائب بسرعة و قدمها ل-فلاد- وقال: أقترح أن نغادر هذا القطار. والتفت إلى –آنيا- النائمة وأخذ يحاول إيقاظها لكن وكردة فعل منها صفعته على وجهه فصرخ بألم فاستيقظت بفزع وهي تقول: أوه..أسفة..لقد ظننتك شخصا آخر. ثم أضافت: أوه...إنه أنت لا بأس إذن. فقال وهو يحمل الحقائب المتبقية: هيا علينا الذهاب حالا. فقالت بتساؤل: إلى أين.. فأضاف وهو ما زال يتألم: آه..أظن أنك كسرت أنفي.. فقالت بهمس: آه.. الرجال كالأطفال تماما..
بعد مدة وصل الثلاثة لمقصورة الحقائب. فقالت –آنيا- بتساؤل: مقصورة الحقائب؟؟ ثم أضافت: لا أظن أن هناك خطبا ما بأوراق سفرنا أليس كذلك. ثم قال –ديمتري- محاولا النجاة بجلده: بالطبع لا سموك، فقط أكره رؤيتك تختلطين بكل هؤلاء الناس من العامة.
وفي ذلك الوقت كان جنود –راسبيوتن- يحومون حول القطار وبالضبط حول المقصورة المقابلة لمقصورة الحقائب حيث تسببوا في فصلها عن بقية المقصورات فوقع كل من –ديمتري- و –آنيا- أما –فلاد- فأخذ يتحسر قائلا: آه... لقد ذهبت مقصورة الطعام.. أما –آنيا- فصرخت بوجه –ديمتري- قائلة: هي...أنهض عني... فقال هو الأخر بتذمر: آه..انني أحاول.. فزاد –فلاد- الطين بلة بقوله: آه.. –ديمتري- أظن أن أحدا ما قد أشعل النيران في المحرك. فخرج المعني بالحوار تاركا المقصورة وهو يقول: شيء ما خطأ سأتحقق من الأمر انتظرا هنا. فتوجه نحو غرفة المحرك فوجده يلتهب بالنيران. أما –آنيا- فقد قالت بخوف قليلا: آه... نحن نسير بسرعة رهيبة. فقفز –ديمتري- نحوها مما جعلها تتفاجأ... فقال بفزع: لا أحد يقود هذا القطار..يجب علينا أن نقفز.. فقالت –آنيا- وقد أصيبت بالهلع: هل... هل قلت نقفز. ففتح الباب الذي سيقفزون منه لكنه أدرك بعد المسافة فقالت –آنيا- بسخرية واضحة: بعدك تماما.. فقال: حسنا إذن سنحاول فصل المقصورة. اتجه نحو السلسلة التي تربط العربتين ببعضهما ووجه خطابه ل-فلاد- قائلا: هيا أحتاج عتلة...فأسا..أي شيء..
فأخد يحاول فصل العربتين عن بعضهما لكنه فشل فتفطنت –آنيا- بمساعدة –بوكا- إلى علبة متفجرات أما –ديمتري- المسكين فكان يصرخ قائلا: آه.. هيا..لا بد من وجود شيء أفضل من هذا .. فوضعت –آنيا- متفجرا في يده فقال باستبشار: هذا سيفي بالغرض.. فوضعه بين السلسلتين وصرخ بهم بعدما ابتعد هو أيضا: هيا إذهبو.... ابتعدو... وهمس ب-آنيا-: ماذا علموك في ملجأ الأيتام ذاك.. فدوى انفجار فصلهما عن بعضهما. لكن القطار لم يتوقف بالرغم من ذلك فحاول –ديمتري- باستخدام سلسلة ايقافه لكنه باء بالفشل مجددا فلم يبقى حل إلا أن يقفزوا من القطار ففعلوا. أما القطار فقد سقط من المنحدر.
فقال –ديمتري- متذمرا: أنا أكره القطارات ذكراني ألا أصعد بواحد ما مجددا. وكان –راسبيوتن- يراقبهم فغضب عندما لم تتحقق أمنيته لكن مخ الشرير لا يفرغ من الخطط الجهنمية فقد كان يحضر لها ما ستلقى حتفها فيه.

أما أصدقاؤنا فقد اتخذو طريقهم يشقونها وسط الثلوج.. فتذمرت –آنيا- قائلة: هل سنذهب مشيا إلى باريس.. فأجابها –ديمتري-: لا سموك، سنأخذ مركبا من ألمانيا.. فقالت –آنيا-: أوه..إذن سنذهب مشيا إلى ألمانيا. فرد عليها مرة أخرى: لا سموك سنأخذ الحافلة.. فقالت: أوه.. الحافلة.. هذا جميل. وأثناء الطريق وعندما توقفوا لينتظرو حافلة صاح –فلاد- بدلع: أوه... –صوفي- عزيزتي -فلاد- في طريقه إليك. فقالت –آنيا- بتساؤل: من هي –صوفي-. فأجابها –فلاد- بنفس نبرته السابقة: صوفي ما أجملها وأرقها..كأس من الشكولاتة الحارة بعد مشوار طويل في الثلج....معجنات محشوة بالكريما المخفوقة...قال هذا وهو يمسك –ديمتري- ويراقصه فقالت –آنيا- بتعجب وتساؤل: هل هي شخص أم كريما مخفوقة؟؟..فرد –فلاد- بصوت عال: انها ابنة عم الإمبراطورة الفاتنة. فردت باستنكار: لكنني ظننت أننا سنقابل الإمبراطورة نفسها.. لماذا سنرى ابنة عمها. فالتفتت ل-ديمتري- لتخاطبه بنوع من التأنيب وهي تشبك ساعديها على صدرها: -ديمتري-؟؟ فرد هذا الأخير محاولا تصليح الوضع الحرج: في الواقع لا أحد يقترب من الإمبراطورة الأرملة بدون اقناع –صوفي- أولا. فأجابت –آنيا- بتساؤل و بعض من الخوف: أوه.لا ليس أنا،لا لا لا لم يخبرني أحد أن على أن أثبت أنني الدوقة فعلا. فحاول –ديمتري- الكلام لكنها قاطعته قائلة: أن أظهر نعم أن أبدو جميلة حسنا لكن أن أكذب.. فأجاب –ديمتري- ليقنعها: أنت لا تعلمين إذا كانت كذبة ماذا لو كانت حقيقة. التفتت لتغادر لكنه أمسكها قائلا: خطوة أخرى في الطريق لتكتشفي من أنت حقا لقد ظننت أن هذا شيء يجب أن تواجهيه حتى النهاية مهما حدث. فأجابت وهي تمسك براداءها: لكن أنظر إلي –ديمتري- أنا لا أبدو حقا كالدوقة. و تركته متوجهة نحو –فلاد- الذي قدم لها وردة حمراء ووجه نظره نحو البحيرة ودعاها إلى ذلك أيضا وهو يقول: أخبريني صغيرتي ماذا ترين. فأجابته بحزن: أنا أرى شخصا ضعيفا، بدون ماض، (ثم رمت الوردة) ولا مستقبل. ثم أجابها وهو يمسك بذقنها: أما أنا فأرى شابة جذابة كلها حيوية والذي يظهر أحيانا صفات تناظر أي أحد أفراد عائلة مالكة في العالم.
فقدم –ديمتري- ليفسد الأمر كعادته: إذن هل أنت مستعدة لتصبحي الدوقة –آناستازيا- فانزعجت من طريقة كلامه وتركتهما، فوجه –فلاد- نظرة مؤنبة ل-ديمتري- فقال هذا الأخير وهو يهز كتفيه: ماذا؟.. فالتفت –فلاد- -لأنيا- وقال: لم يتبقى لك شيء هناك عزيزتي ، كل شيء في باريس. فاستدارت –آنيا- بجسمها كله وهي تقول بحيوية: يا سادة ابدئا تعليمكما.
فانتفض الواقفان بسعادة وأخذا يعلمانها كل شيء يخصها ويخص عائلتها، طريقة أكلها، ما تحب وما تكره، كل التفاصيل، و قد فوجأ الإثنان بمعرفتها لبعض الأشياء بتلقائية دون أن يخبراها بها، علماها طريقة المشي و أداب الكلام وكل ذلك أثناء تنقلهم للوصول إلى السفينة.....
و بعد تعلمها لكل ذلك اتجه الثلاثة نحو السفينة التي ستقلهم لباريس وصعدوا إليها وبعد مدة أي تقريبا بعد أن ابتعدو عن الميناء بمسافة ليست بالقصيرة، و بالضبط حيث –آنيا- و –ديمتري- قدم هذا الأخير و بين يديه ثوب سماوي اللون جميل الحلة به وردة كبيرة حول العنق أنيق جهة الذراعين كان كلباس الأميرات فقال وهو يقدمه –لأنيا-: تفضلي لقد اشتريت لك فستانا. فأمسكته –آنيا- وأخذت تقلب فيه باستغراب: اشتريت لي خيمة. أدخلت رأسها من مؤخره و علامات الدهشة و الإستغراب لم تفارق محياها. تنهد –ديمتري- عليها وأدخل رأسه هو الأخر من مقدمة الفستان وقال في تعجب وتساؤل: عن ماذا تبحثين؟ فقالت بعفوية: السيرك الروسي! أظن أنه ما زال هنا.. فابتسم –ديمتري- ابتسامة جانبية وقال: هيا... ارتديه وحسب. وتركها لترتدي ما ظنته خيمة.
وحيث كان –ديمتري- وصديقه العجوز –فلاد- يلعبان الشطرنج في انتظار –آنيا- خرجت هذه الأخيرة وقد ارتدت ثوبها الذي بدا لائقا عليها كما لو صمم من أجلها لقد كان لونه ينعكس على لون عينيها الزجاجيتين أما شعرها البني فقد جمعته بشريطة بنفس لون الثوب مما أبرز طوله وجماله وتركته منسدلا على ظهرها كانت تبدو كالدوقة فلا فرق بينها وبين أميرات الروايات. وقفت باستقامة وهي تقول محاولة لفت اهتمامهما: احمممم... انتفض –فلاد- من مكانه بعد أن رآها وقال: رائع.... مذهل.. ثم تقدم نحوها وأمسك يدها وقال: و الأن أنت تلبسين فستانا منفوخا و ستتعلمين الرقص مع شخص مثل. واتجه نحو –ديمتري- قائلا: -ديمتري-.. وأمسكه من يديه أما الأخر فأخذ يحتج بخجل: أنا لست راقصا جيدا.. لكن لا مفر من الرقص مع –آنيا- أمسك يدها بخجل قاتل أما –فلاد- فقد كان مدربهما وأخذ يقول: هيا.. واحد ...اثنان. ثلاثة.واحد..اثنان..ثلاثة.. وهما يتحركان برشاقة هنا وهناك فقال –فلاد- موجها خطابه –لأنيا-: لا لا عزيزتي لا تقودي أنت دعيه هو يفعل. فأتما ما كانا يفعلانه فقال –ديمتري- محاولا تجاوز خجله : هذا الثوب يبدو جميلا عليك. فقالت هي الأخرى بخجل: هل تظن ذلك حقا. فأجاب: نعم. وهذا كله مع خطواتهما الرشيقة في المكان. ثم أضاف: أعني أنه كان جميلا على الشماعة لكنه يبدو أجمل عليكي، يجدر بك ارتداؤه. فأجابت باستغراب: لكنني أرتديه. فقال بخجل مبالغ فيه: نعم، نعم، بالطبع، أنا فقط أحاول أن... فقاطعته بقولها: تجاملني.. فقال: بالطبع، نعم... وبعد مدة من الرقص والدوران قالت –آنيا-: أشعر أنني مشوشة إلى حد ما.. فأجابها: نوع من الدوار... فردت عليه: أجل..فقال: وأنا أيضا.على الأحرى من كثرة الدوران، ربما يجب علينا أن نتوقف. لكنه لم يكن يعي أنهما توقفا بالفعل فقالت –آنيا- باستغراب مرة أخرى: لكننا توقفنا بالفعل. اتسعت عيناه من الدهشة وقال: -آنيا- انا.... أما هي فأجابته بقولها: نعم... كانت تلك لحظة شاعرية بكل ما تحمله الكلمة من معاني لكن ضمير –ديمتري- أنبه بشدة فكيف يحس اتجاهها مشاعر عفيفة كتلك و هو يخدعها بالفعل كان عذاب الضمير يقطع أوصاله بعنف لم يستطع المضي أكثر فقال محاولا تحاشي الموضوع: أنت تبلين حسنا.. وترك المكان تحت دهشة واستغراب –آنيا- من تصرفه.
ما تزال الرحلة إلى باريس قائمة في تلك السفينة و قد أسدل الليل ستاره الأسود على ذلك البحر الأزرق اللون و حيث الغرفة التي سينام فيها الثلاثة كانت –آنيا- تمشط شعرها الحريري كي تستعد للنوم. أما –ديمتري- فقد نام بالفعل و-فلاد- ما يزال يتقلب محاولا أن ينال قسطا من الراحة. مع شخيره المزعج التفت إليه –آنيا- لتسأله: هل أنت بخير.. فيرد و النوم يغالبه: أنا بخير بخير... ووجه نظره ل-ديمتري- النائم ليضيف: أنظري إليه يمكنه النوم مهما كانت الحال. فقفز الكلب –بوكا- نحو حقيبة –ديمتري- ليسقط منها صندوقا ذهبيا لفت هذا الصندوق نظر –آنيا- فحملته وأخذت تتصفحه فقال –فلاد-: إنه صندوق مجوهرات جميل أليس كذلك؟. فردت عليه: صندوق مجوهرات؟؟ هل أنت متأكد أنه كذلك. فأجاب: وماذا قد يكون غير ذلك؟. فردت: شيء آخر.. شيء مميز، شيء له علاقة بسر ما.. قطع عليها حبل أفكارها –بوكا- بدغدغته لرجلها. فوضعته مكانه وقالت مخاطبة –فلاد-: هل هذا ممكن؟؟ فرد ببشاشة: كل شيء ممكن، لقد علمت –ديمتري- كيف يرقص أليس كذلك؟ فابتسمت بطفولية وبراءة. ثم قامت لسريرها لتنام بعد أن أطفأت الأنوار بالتأكيد. فقال –فلاد- بابتسامة عريضة: نوما هنيئا جلالتك. ونام بعمق أما هي فقد غطت في نوم عميق أيضا.
وبين كل هذا كان الشرير –راسبيوتن- يراقبهم أيضا هو وتابعه فنطق ذلك الخفاش وقال: ها هي ذي سيدي تنام بعمق في سريرها الصغير. فأجاب –راسبيوتن- بنظرته الخبيثة تلك وصوته الذي يشبه فحيح الأفاعي: أحلاما سعيدة أيتها الأميرة، سأدخل الأن عقلك حيث لا مفر لتهربي مني. كانت خطة الشرير –راسبيوتن- الولوج لأحلام –آنيا- و القضاء عليها هناك فجعلها تحلم بمرج أخضر فسيح بفراشاته الملونة مما جعلها تقوم عن سريرها في العالم الواقعي وتتحرك على سطح السفينة حيث الأمطار والعواصف القوية لكن ولحسن حظها وسوء حظ –راسبيوتن- استيقظ –بوكا- وايقن أن مالكته ليست في سريرها فحاول جاهدا ايقاظ –ديمتري- الذي بدا غارقا في نومه، في تلك الأثناء كانت المسكينة تعيش حلما ورديا وهي تجري وتطارد فتى صغيرا في مرج ينبض حياتا لكنها كانت تجهل أنها اقتربت من محاذاة حافة السفينة. في تلك الأثناء كان –بوكا- قد نجح أخيرا في ايقاظ –ديمتري- من سباته العميق الذي انتبه على غياب –آنيا- وقام مسرعا من سريره أو بالأحرى البقعة التي كان نائما عليها، أما –آنيا- فقد كانت بالفعل على حافة السفينة لا يفصل بينها وبين البحر العميق سوى خطوات معدودات، في ذلك الوقت كان –ديمتري- يصرخ بقلق هنا وهناك باسمها راجيا أن يجدها، بعد لحظات لمحها تسير على طرف السفينة فصرخ بأعلى صوته: -آنـــــــــــــــيا- فالتفت رغم أنها في عميق حلمها لكن صوته اخترق اذنها أما الحلم الوردي الذي هي فيه فقد تحول إلى كابوس مريع كانت على إثره ستسقط لكن –ديمتري- أمسكها في آخر لحظة وأنقذها فصرخت بوجهه بعد أن استيقظت: لعنة أل –رومانوف- أما هو فاستغرب وقال: ماذا؟؟ ما الذي تقولينه.. فأمسكت بطرفي ملابسه بكلتا يديها وهي تبكي وتقول: لا أنفك أرى وجوها كثيرة... فلم يجد إلا أن يحتضنها ليخفف هلعها و خوفها ، وقال بحنان محاولا تهدئتها: لقد كان كابوسا.. لا بأس عليك..أنت بامان الأن.. أما هي فلم تستطع كبح دموعها وجزعها من الكابوس الذي رأته، أما عن –راسبيوتن- فقد فقد صوابه إثر فشل خطته لكنه عزم على الذهاب إلى باريس لإنهاء خطته والتخلص من –آناستازيا- فاستنكر تابعه لخطته المجنونة وقال: ماذا لكنك ميت يا سيدي، أنت تتجزأ، كيف تتوقع أن تصل باريس قطعة واحدة. فرد –راسبيوتن- : إذن لا بد من المخاطرة.



__________________

صديقتي الخنفوشارية:
رد مع اقتباس