![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
04-20-2014, 07:30 PM
|
|
- 27 \ 3 \ 2014م - عقب آذان فجر الجمعة بأكثر من ساعة تقريباً . وأخيراً ، حان زمن تجسد إحباطى فيه بأثقال سوداء جثمت على صدرى رغماً عن إجبارى نفسى على النسيان ، ومحاولات الإقناع الفاشلة ، وحانت لحظة إكتملت فيها الغربة بل وصلت إلى ذروتها فى نفسى، وقد إختل عزمى وتلاشت أهدافى فى الدنيا ولم أعد مؤمنة بما يسمى رسالة الإنسان فى الحياة ، ولا باتت لدى شهية فى إستمرارى إلى أى مستقبل ، أو أى مجد ودت يوماً بناء سلم الوصول إليه والصعود عليه بسرعة ، ولا بحب ولا بزواج ولا بأبناء ولا أى هراء من ما كان . الدنيا التى أصبحت فيها عابرة سبيل ، لو كان الموت يباع فيها لاشتريته ... غير آسفة على هذا لك ليس يأس ، لا ...
فأنا لا ولن أيأس من رحمة الله -سبحانه وتعالى- فهذا فى قاموسى كفر بالله جل وعلا. أنا لست مؤمنة بالكثير الأن ، مؤمنة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وبالجنة والنار والملائكة والجان وعالمهم مؤمنة بأن داخل جسدى تقبع روح لا يأمرها سوى الله وحده عز وجل ، أؤمن بعذاب وشقاء الدنيا أكثر من نعيمها القصير ، وهذا -أقصد الشقاء الكثير فى الدنيا- يدعونى للإستدلال بطريقة ما على رحمة الله سبحانه وتعالى بى ، لأن الشقاء الدنيوي وملذات تلك الفانية يتتابعان بترتيب عجيب فى نظرى ن ولهذا أثر فى الآخرة . أؤمن بحيوانية الإنسان وغبائه رغم إمتلاكه ما جعل الخارق للطبيعة قديماً ، داخل إطار الطبيعية حديثاً ، هو سحر إستطاع به أن يجعل الجماد يتكلم ويتحرك ويطير ، ملكناه دوناً عن الخلق وحتى الجان .. ، مؤمنة بأنى مثل بقية الناس ، مثلهم فى حيوانيتى وغبائى وأغلب وأغلب ما يتشابهون فيه موجود فيَّ سواء رذائل أم فضائل ومؤمنة بعواقب منبع سحرى القابع فى جوف ذهنى داخل جمجمتى . إن عقلى فتنتى وقلبى منبع عذابى وجسدى منزل إرهاقى وأسير كسلى ، وبصدرى منفذ ذلك الملعون .. لا أقول بأنه منفذ كبير لكن الوساوس كثيرة . نعم . . . إننى أتقمس دوره فى حياتى الآدمية كوسواس لنفسى لما يجترنى إلى الوقوع بفتنة عقلى المفكر ، وهى ما تدفعنى لفلسفة غير المسلمين والمشككين الخطرة ، هذا مؤداه حين يفتن ..فياليتنى كنت كالحيوانات .. ذهن بلا عقل ، فى تلك الأوقات التى أفقد فيها السيطرة . إن كنت داخل الدنيا ورأيت إنسان داكن الثياب ، كئيب المنظر ، يطلع على ما أنت فيه ومن معك من الساكارى ، لا تدعوه فهو إنسان ليست أو لم تعد لديه لذة تغريه بالبقاء ، لم يعد يحفل بشيء فى دنيتكم الخداعة التى يحيا فيها العاصين أكثر عدداً من الطيبين وهذا ما بث فى نفس ذلك المطلع من بعيد غربة شديدة ووحشة وسواد ، لقد بات عابر سبيل تحرر من جاذبية تلك الفانية التى توقع قاطنيها كما أوقعته قبلاً فى خطايا وعرة .. تجلدهم ذكراها بندم يقتل فيهم كل اللذات كما يفعل ذكر الموت . نعم . . وصلت لأن أكون فى وقت ما ذلك العابر الذى يرى حاله -كما كان من قبل- فى الناس ، لو كنت عشت زمن محمد .. لما شعرت بغربتى ووحدتى فبعد رحيله أظلمت الدنيا ظلاماً شديد لن ينقشع فيه النور إلا فى آخر الزمان حين ظهور المهدى وعيسى .
__________________
Feeding
Imagination
# n e r m e e n
|