الفصل الخامس :

دعونا نعد قليلاً بالزمن للوراء إلى منزل يوجين حيث بقي كُل من كريستيان و إينوري بعد مغادرة يوجين المنزل .. جلست الأخيرة بهدوء لتتحدث بقليل من الهدوء :" يمكنك الجلوس كريس فكما تعلم أنا لا أعض "

إبتسم على تعليقها الساخر ليجلس مقابلا لها بعد أن حمل الرضيع بين يديه :" إنه رائع بالفعل .. سعيد أنه بخير وكذلك أنتي .. أعتذر لإنني لم أكن هنا عندما أنجبته لم أكن أعلم ان يوجين لن يكون هنا معكِ "

إبتسمت بلطف لتتحدث :" لا داعي للإعتذار كريستيان .. فكما ترى نحن بخير .. ولستُ بحاجة للمساعدة منكم أبداً "

تنهد أخاها الأكبر بتعب ليتحدث بيأس :" حتى مع وجود هذه الإبتسامة اللطيفة .. تتحدثين بطريقة هجومية .. تعلمين أنا أحبك حقا إينوري وأرغب بالبقاء إلى جانبك ! ( نظر لصغير الذي كان يشعر بالنعاس على ما يبدو ليردف بمرح) :" أتعلم يا صغيري نم جيدا الآن .. فأنا أظن ان والدتك لن تسمح لك بالراحة عندما تكبر .. اشفق عليك منذ الآن "

أخذت رولند من بين يديه فجأة مما يجعله يجفل من حركتها تلك قبل أن تتحدث هي بغضب :" أتعلم الحق علي أنني سمحت لك بالدخول إلى هنا "

إبتسم بمرح وهو يفسد تسريحة شعرها :" ولكن يا أختي العزيزة يوجين هو من سمح لي بالقدوم إلى هنا"

نهض وهو يشعر بتوتر كبير لاسيما عندما رآها تضع الصغير جانباً وقد كانت عيناها تشتعلان .. حاول الإبتسامة إلا ان جعله يبدوا كالبلهاء بسبب الإبتسامة المتوترة والخائفة .. تحدثت هي أخيرا بشر :" أنت لازلت بمنزلي ولم يعد يوجين هنا لمساعدتك .. أتسائل ماذا علي أن افعل بك ؟ "

وضع يده اليمنى على شعره وهو يتحدث بتوتر :" ما ترغبين به على ما أظن "

تجهمت ملامح وجهها لتتحدث بلا مبالاة :" ومن ثم تأتي وتخبرني أنك تعتذر على فعلته بي قبل عدة سنوات .. وأنت غير واثق حتى من كونك ستقبل بالعقوبة التي سأتخذها بحقك"

إتجهت بعدها للإمساك بصغيرها معلنة أن الحديث قد وصل إلى نهايته ولكنها وقبل أن تسير خطوة واحد تجمدت في مكانها وهي تشعر بيديه تحيطان بها .. ساد الصمت فترة من الزمن إلا أن تهادى إلى سمعها صوته المتألم :" أخبريني إذن ما هي عقوبتي ؟ أنا حقا أريد أن تفعلي أي شيء مقابل أن تتوقفي عن تجاهلي بهذه الطريقة ."

بالرغم من أنها شعرت بالتأثر ولو للحظات وإكتشفت خلال هذا اليوم كم إشتاقت إليه .. ولكنها لم تتمكن من أن تمنع تلك اللهجة القاسية من الخروج بعد أن تذكرت صورة يوجين وهو طريح الفراش .. بعد تذكرت أنه ضربه على رئته بقوة مما جعله يصاب بالربو .. هو كان السبب في كل ذلك .. لقد صُدمت وبشدة عندما علمت أن الشخص الذي تثق به .. هو من سبب لها ولزوجها الألم .. لطالما بكت على ما حدث لزوجها بألم وحسرة ممزوجة بالحزن والألم لإنها شعرت أنها فقدت شخصا كان إلى جوارها دائماً .. تحدثت وقد عاد البرود ليغطي تقاطيع وجهها ونبرة صوتها :" حقاً ؟ وهل ستتمكن من علاج يوجين من مرضه المزمن الذي سببته له ؟ أيمكنك حقاً تعويض تلك الأيام التي شعرت بها بقلق شديد على يوجين وفي الوقت نفسه بالحزن الشديد لإنني طُعنت في ظهري من قِبلك .. إستمع لي جيداً كريس .. أنت منذ ذلك اليوم ميت بالنسبة لي "

إرتجفت أوصاله وهو يشعر بألم شديد يغزو قلبه .. أسند جبينه على كتفها ليهمس بصوت مخنوق ومتألم :" تعلمين إينوري أنك كنتي الأكسجين الخاص بي .. أعلم أنني إقترفت غلطة لا يمكنني التكفير عنها .. ولكنني أعتذر وبشدة .. أرجوكِ إينوري لا تتركيني الآن لأغرق في بحر الظلام والوحدة مرة أخرى أرجوكِ .. أختاه "

ليبتعد عنها ويغادر المنزل وقد طغت ملامح الإنكسار على وجهه بينما أسرعت هي لتضع طفلها على السرير وتبدأ بالبكاء المرير مرة أخرى .


في قصر السيد ماكس :

جلس يوجين وهو يمسح جبين سيده بِرقة والقلق بادٍ على محياه .. تنهد بخيبة أمل وهو يشعر بأن سيده قد أطال نومه وهو أمر سيء .. مسح على شعره بهدوء وهو يشعر بألم شديد في قلبه نهض مسرعاً بإتجاه غرفته وأخرج بعض الحبوب ليتناولها ولكن منعه من ذلك تلك اليد التي صفعت يده بقوة لتسقط الدواء أرضاً .. نظر بهدوء وبرود إلى كبير القصر وعمه لينهض وينحني له ثم يسير مبتعداً عنه ليجلس بجانب جين مرة أخرى محاولاً قدر الإمكان إيقاف ذلك الألم الذي إجتاح صدره عن طريق وضع يده عليه بطريقة جعلت من يراه يظن أنه يعتصره .. تقدم ماكس وقد رسم على وجهه نظرة إستمتاع بما يحدث ليتحدث بصوت يدل على المتعة والسخرية :" إذن يوجين أتخالف اوامري ؟ لقد أمرتك أن لا تتناول دوائك لمدة شهر صحيح ؟ مضى يوم واحد فقط .. بما أن الحاكم سمح لك بتناوله خلال اليومين التاليين ."

نظر له يوجين ببرود ممزوج بالألم شديد ليشيح بوجهه عنه غير قادر على الكلام .. أمسك ماكس به من شعره ليزيد من حدة ألمه وهو يتحدث بإنزعاج :" لا أعلم لماذا سمح الحاكم لحثالة مثلك بالعيش معي في ذات المنزل "

إبتسم يوجين بإستفزاز بالرغم من الالم الذي شعر به ليتحدث بثقة :" حقاً ؟ أأنا هو الحثالة ؟ أنت من يعيش على حساب شقيقه وزوجته ونقودهما .. أنا هنا في منزل والداي وهذه النقود مُلك لهما أولاً وأخيراً ولهذا السبب .. لستُ الحُثالة هُنا ! "

شعر بقوة كلماته ووقعها على عمه عندما ركله بقوة شديدة جعلته يسقط ارضاً وهو يتلوى من الألم .. لكن رؤيته يتألم لم تحرك لدى ماكس أي جفن بل إنه بدء بضربه وركله حتى أفقده الوعي وبدء جسده بالنزيف ليبتسم برضى وهو يُمسك به من شعره ويتحدث بإبتسامة مشمئزة :" أتمنى أن تموت .. أن لا تستيقظ أبداً .. أبداً .. وتتبع والداك الأبلهان "

ليغادر الغرفة بعدها .


كل ما حدث في الغرفة لم يجعل جين يفتح عينيه حتى ولكنه وبطريقة ما شعر بأنين يوجين وألمه فهو حاول قدر الإمكان فتح عينيه .. نظر إلى الظلام الذي غرق به وهو ينادي بإسمه ويتوسل منه الظهور ومساعدته .. وفجأة نهض عن السرير لينظر إلى يديه وهو يشعر بأمر غريب .. نهض من فوره وتوجه نحو المرآة ليجد أنه عاد بالزمن إلى الوراء تحديد إلى أن كان في الثامنة من عمره .. نظر حوله بريب ولكن صوت فتح الباب بقوة شديدة ورؤيته ليوجين الذي سقط ارضاً بألم شديد وهو يبصق الدماء من فمه جعلته يتوقف بهدوء قاتل وقد علم أنه في ذكرياته .. ولكنه حقاً لا يرغب بالعودة إلى هذا اليوم أبداً .. تجمعت الدموع في عينيه وهو يمسك بيوجين بيديه الصغيرتين .. ليدخل بعدها بقليل ماكس وهو يمسك بالسوط بيده .. نظر لجين بغضب ليتحدث بذات النبرة :" جين روبنز أترك هذا القذر حالاً "

نظر جين إلى والده بتوسل ليتحدث بإرتباك :" ولكن أبي ... ماذا فعل ؟"

إقترب ماكس من يوجين الصامت وأمسك به من شعره ليتحدث بقسوة :" بل ماذا تبقى لم يفعله ؟ لقد خالف أوامرنا جميعاً .. إنه مجرد قاتل مشرد .. ألم تطلب منه إحضار بعض الأدوات لك منذ ساعة تقريباً ؟"

أومأ جين برأسه إيجاباً وقد سالت الدموع بالفعل على وجنتيه .. ليضع يده على خد يوجين برقة ويتحدث بلطف :" لماذا تأخرت يو عن القدوم ؟ لديك سبب مقنع صحيح ؟"

تعلقت أنظار جين بيوجين الذي بقي ينظر للأرض بألم وحزن شديد شعر جين بنظراته الحزينة وعلم أن أمر سيء قد حدث له لذلك أردف بعد فترة :" يو .. ماذا حدث أخبرني ؟ هل قام أحدهم بإيذائك ؟ "

في تلك اللحظة تحدث ماكس بغضب عارم :" ومن سيقوم برؤيته دون إيذائه أخبرني ؟ لقد قتل والديه إنه مجرد مجرم تافه لا فائدة من حياته .. والآن قم بجلده جين ."

نظر جين له برعب شديد وهو يومأ برأس بمعنى لا .. بينما نظر ماكس له بخبث وهو يضع مسدساً على رأس يوجين ليتحدث بمكر :" إذن إما أن تقوم أنت بعقابه جين أو أن أطلق النار عليه وأنهي حياته ما رأيك ؟"

إرتجفت أوصال جين فهو يعلم أن والده لا يمزح بمثل هذه الأمور .. نظر ليوجين ليجد أن عيناه لم تغادرا الأرض ولم تتخلى نظرة الحزن عنه مد يده وأمسك بالسوط بيده المرتجفة ليهتف والده به :" إياك وأن تتهاون معه أتفم ذلك ؟ إن لم تجلده بأقصى قوة لديك فأنا سأقتله أريد رؤية دمائه تسيل منه أتفهم ؟"

أومأ برأسه إيجاباً وهو ينهض ليقف خلف يوجين الذي لم يتحرك ولم يهمس ببنت كلمة .

فتح عينيه بقوة وهو يتنفس بصعوبة شديدة .. وضع يده على رأسه وهو يحاول التنفس براحة أكبر .. إلا أن الهدوء والراحة إختفت ما إن رأى يوجين ملقاً على الأرض ووجه باللون الأزرق .. نهض بسرعة ليحضر دوائه له وأشربه إياه وقد حمله بصعوبة بالغة ووضعه على سريره وهو يمسح على شعره بألم .. تحدث بصوت مخنوق :" سامحني يو .. لقد آذيتك .. بيداي هاتين أنا قُمت بجلدك .. أنا السبب في معاناتك .. لو لم أطلب من الحاكم أن يحضرك لي .. لربما كانت حياتك الآن أفضل بمئة مرة مما تعيشها هنا "

صمت وهو يراقب وجه يوجين الذي بدء يعود لونه للحياة مجدداُ ليتنهد بإرتياح لينام هو بجانبه بهدوء .


في صباح اليوم :

فتح عينيه بقليل من الإرهاق وهو يشعر بصداع شديد .. تذكر ما حدث له بالأمس .. نظر حوله بدهشة سرعان ما تحولت لإبتسامة عذبة وهو يرى جين نائماً بجانبه .. نهض من مكانه بتثاقل ليستحم ويبدل ثيابه التي تمزقت جراء ضرب ماكس له بإخرى مماثلة لها تماماً .. نظر لسيده الصغير ليحمله برفق ويضعه على سريره الحريري بدلا من بقائه على سرير يوجين القاسي .. مسح على شعره والإبتسامة لم تفارق وجهه ليتحدث بهدوء :" لقد كانت مهمتي هي البقاء مستيقظاً للعناية بك .. ولكنك من إعتنى بي ليلة أمس شكراً جزيلاً لك "

تنفس بعمق وهو يستعد ليخوض يوماً جديداً لن يكون الأفضل بالتأكيد .. بدء بترتيب الغرفة الخاصة بسيده وإطفاء المنبه فهو بالتأكيد لن يذهب للمدرسة اليوم ليتوجه بعدها إلى الطبخ لإعداد الفطور له .


في قصر الحاكم :

كانت تجلس في غرفتها والقلق بادٍ على وجهها .. جين لم يتصل بها أو يجب على أي من إتصالتها طوال الأمس .. هذا بالتأكيد لم يكن ليسمح لها بالنوم ولو لدقيقة واحدة .. كانت ترغب في البكاء أو الذهاب إليه بنفسها .. ثم فكرت لما تذهب بالفعل ؟ بل ماذا تفعل هنا ؟

توقفت عن التفكير وقد حسمت أمرها في الذهاب إليه والإطمئنان بنفسها .. ولكن الآن عليها أن تقنع والدها أو تجد شخصاً يقنعه بدلاً منها .. تنفست بعمق لتغادر غرفتها بخطوات شبه واثقة .


في إحدى غرف القصر ذاته :

كان يجلس وهو يحدق بالسقف بشرود تام .. أغمض عينيه بقوة لطرد كل تلك الأفكار من عقله .. لطالما كان غضبها قاتلاً حتى وإن كان السبب تافه .. فكيف إن كان الأمر يتعلق بحياة زوجها .. تنهد بيأس وهو يحاول جاهداً إيجاد حل لتلك المشكلة بينهما .. ولكن قاطع أفكاره صوت طرقات الباب الخافتة مسح ملامح الحزن عن وجهه وأبدلها بإبتسامة مزيفة وأعطى الإذن لطارق بالدخول ..فتحت الباب بتوتر دون أن تتقدم خطوة واحدة .. نظر لها وقد إبتسم برقة وهو ينهض ليتجه نحوها ويتحدث بإبتسامته :" ما الأمر آنجلي ؟ أهنالك مشكلة ما ؟"

أخفضت رأسها بقليل من الحزن والقلق لتتحدث بتوتر واضح :" أنا .. إنسى الأمر يا أخي .. كل شيء بخير .. كنت أرغب بالإطمئنان على جين فهو لا يجيب على هاتفه و ..."

تنهد بقليل من الإرهاق الواضح ليتحدث بعد أن أعاد رسم الإبتسامة على وجهه :" أتريدين الذهاب إليه إذن ؟"

شعرت بالذنب وهي ترى أخاها مرهق لتتحدث بصوت منخفض :" ألا يوجد طريقة أخرى للإطمئنان عليه ؟ "

إبتسم وهو يمسك بيدها ويجلسها على سريره وقد توجه نحو هاتفه ليطلب أحد الأرقام المخزنة عليه .


وفي قصر أسرة روبنز :

فتح عينيه بقليل من الإرهاق بعد سماعه لعدة أصوات في جناحه الخاص .. نظر حوله ليجد أن الغرفة خالية تماماً وأن الأصوات تصدر من خارج جناحه الخاص وليس كما إعتقد من الداخل .. حاول النهوض بصعوبة وقد قرر أنه سيتوجه للإستحمام أولاً فهو لا شأن له بما يحدث بالخارج .

وفي خارج الجناح الخاص به تحديداً في تلك الغرفة المكتبية الفاخرة .. كانت الأوضاع مضطربة للغاية .. ماكس يجلس وملامح الغضب الشديد تملئ تقاسيم وجه وهو يجلس خلف المقعد .. بينما يقف كل من ديريك و أليكسس خلف والدهما وهما مستعدان للإنقضاض وتحطيم وجه محدثه .. أما يوجين فقد كان يقف وعلى غير العادة كان أبعد ما يكون عن الهدوء .. نظراته الشرسة .. وموقفه العدائي .. حل الصمت بضع لحظات قبل أن يقف ماكس وهو يضرب بيديه الإثنتين المكتب أمامه ليتحدث بلهجة غاضبة للغاية :" ومن تظن نفسك حتى تقف هنا وتهددني بهذه الطريقة ؟"

نظر يوجين له بسخرية شديدة ليتحدث بلهجة مشابهة لنظراته :" أأنت جاد ؟ أتريد أن تعلم حقاً ؟ ألا تعلم أنني قادر على تحطيمك في أقل من يوم واحد يا عمي العزيز ؟ تذكر أن بيننا إتفاق .. وأقسم إن قُمت بتحطيم هذا الإتفاق فأنت سوف تندم "

أمسك أليكسس به من ياقة قميصه ليتحدث بغضب شديد :" كيف تجرأ على تهديدنا أيها التافه ؟ عليك أن تعلم مكانتك جيداً "

أبعد يوجين يد اليكسس عنه بكل إشمئزاز وبنظرات مستفزة وقد رسم على وجهه إبتسامة واثقة ليتحدث بنوع من الترفع :" أنت إياك وأن ترفع يدك هذه علي يا هذا ! ومن الأفضل البقاء لك صامتاً لاسيما في أمور لا تعلم عنها أي شيء "

إغتاظ ديريك من كيفية حديث يوجين لينظر إلى والده الصامت تماماً .. صمت والده أكد له أن يوجين حقاً قادر على تحطيمه ولكن إن كان كذلك فلماذا لا يتخلصون منه ؟ إبتسم بطريقة ملتوية وهو ينظر ليوجين بشر مطلق ليتحدث :" يوجين ما رأيك لو قمنا بقتلك ؟ أتعلم ؟ سيكون الأمر ممتعاً حقاً "

إبتسم يوجين بسخرية شديدة وقد فتح فمه ليرد عليه ولكن صوت الطرق على الباب أوقف كل ما يحدث في داخل المكتب وجعل الجيع يصمت تماماً بينمما فتح الطارق الباب عندما لم يلقى جواباً وبقي يحدق بهم بنظرات الحيرة الممزوجة بالغيظ و الكره .. في تلك اللحظة ظهر التوتر على كل من ديريك و أليكسس بينما عاد يوجين لوقفته الهادئة وقد اخفى تلك الملامح الحادة وأبدلها بملامحه المعتادة الهادئة والباردة .. وقف كبير الأسرة وقد أجبر نفسه على الإبتسام بصعوبة واضحة ليتحدث بقليل من الود :" جين يا بُني هل أنت بخير ؟ عليك أن ترتاح قليلاً في غرفتك ولا تنهض الآن "

لم تختفي تلك الحدة من عينيه وهو يتحدث بهدوء غريب :" لا يهم أنا بخير يا ابي ولكن ماذا يحدث هنا ؟"

إنحنى يوجين قليلاً ليتحدث بهدوئه المعتاد :" لا شيء مهم حقاً .. ولكن أرجوك أيمكنك العودة إلى جناحك الخاص فهذه هي أوامر الطبيب "

بدء الغضب على وجهه وهو يتحدث بحدة شديدة :" لا اذكر أنني وجهت كلامي لك صحيح ؟ أبي أجبني الآن "

إنحنى بهدوء وقد إبتسم كُل من ديريك وأليكسس بينما تحدث ماكس وهو يجلس على مقعده الجلدي الفاخر :" لا داعي للقلق .. كُنا نناقش أمر تلك العقوبة بأنني منعت الأدوية عنه "

تبدلت ملامح وجهه إلى الشك وهو يتحدث :" ولماذا ؟ لا أظن أنك حقاً تنوي إعفائه من تلك العقوبة .. أعني فأنت كدت تقضي عليه تماماً ليلة أمس .. وبالمناسبة أنا يا أبي أعطيته الأدوية الخاصة به ولن تستمر هذه العقوبة أبداً "

إحتدت ملامح وجه ماكس ليتحدث بغيظ :" أجبني أنت من هي اسرتك جين ؟ لماذا تدافع عنه وتخالف أوامرنا نحن ؟"

طغت الحدة على صوته هو الآخر ليتحدث بغضب واضح ولكن بصوت منخفض نسبياً :" لماذا ؟ أأنت جاد يا أبي ؟ أنظر ماذا فعلا هما بي ؟ وهو من أتى وبقي معي طوال الليل وفوق ذلك قمت أنت أو أحدهما بعقابه ليلة أمس .. أخبرني هذا الموقف وحده يظهر السبب صحيح ؟"

نظر ماكس إلى أليكسس و ديريك بحدة شديدة ثم نظر إلى يوجين الذي كان يرتدي قناعاً من البرود يخفي خلفه كُل ما يفكر به .. تنهد ليتحدث بهدوء :" انت تعلم أنهما لم يقصدا ما فعلاه بك صحيح ؟"

أتاه الرد سريعاً غاضباً و حاقداً ربما :" لا .. بل قصداه تماماً .. لستُ مجبوراً على إستحمال أي من إزعاجهما "

تقدم ديريك ليقف أمامه ويضع يده على شعر جين ليتحدث بهدوء :" أنت يا أخي تغضب بسرعة .. ثق بأننا لم نقصد حقاً ما حدث ليلة أمس .. لقد كانت مجرد غلطة "

أبعد جين يده عن شعره ليتحدث بسخرية :" حقاً ؟ إذن أريد أن أعلم ما معنى تلك العقوبة سوى السخرية والإنتقام بدون سبب .. إليكم أمراً .. أنا لا علاقة لي بكما .. وأبي من فضلك إن رغبت عاقبني بالطريقة التي تحلو لك ولكن لا تدخلهما لإنني لن أقبل .. وإن كانت محاولتك لإرضائي نابعة من حُبي لوريثة العرش فانسى الأمر إذن لن أصبح زوجها ولا خاطبها "

في هذه اللحظة تدخل يوجين ليتحدث بقليل من الإنزعاج :" وما ذنب الأميرة في ذلك ؟ هذا ليس عدلاً "