عرض مشاركة واحدة
  #243  
قديم 04-25-2014, 10:24 PM
 
Talking




كان قد أدار مفتاح سيارته بينما التفت إلى الخلف حيث الفتاة وشقيقها , ترجّل من السيارة ليفتح بابها الخلفي , وفي شيء من العنف هزّ رأس صديقه بيد بينما يصفعه بأخرى..
_هيه راي , افتَح عينيك وإلا أجبرتُك .. من حسنِ حظكَ أننا على معرِفة ..

أسكتته لكمَة على جانب وجهه ..
_من أين ظهرتَ أنت؟ ولِم الجو حار؟ ما هذا الـ..-

_اخرس, كان يجبُ أن أدعَكَ تتجمّد..

على كلٍ كيف فعلت؟ دُرتُ الكونَ بحثاً عنك , وأنتَ... يا لكَ من..
زمجر غاضِباً..
_اعتذِر حالاً!

_أنا أيضاً أطالِب باعتِذار ..
التفت رمادي العينين إلى الفتاة القائلة دون أن تنظر نحوهما بل إلى النافِذة..
_وهل الجوُ حارٌ حقاً؟
سألَت , فتدخّلَ ليو بينما يعود إلى مقعده..
_اعذريه , إنه ليسَ طبيعياً..
أردَف يختلِق الرسمية..
_هل تُقِر بذنبك؟
تنهَد شاهين في قِلة حيلة..
_أقِرُ به..

في زهوٍ أعاد ظهره إلى كُرسيه بينما تحدّث في نشوة انتِصار..
_ الإمبراطور ليونارد لم يقبل الاعتِذار..

عمّ الصمتُ مع تحرُك السيارة , حتى سأل ليو في هدوء..
_ماذا حدَث معَك؟

_لقد نسيت..
أجاب صديقه بصوتٍ مُنخفِض , ولم يكُن ليو يتوقَعُ منه إجابة سواها .. قال..
_ذاكِرة السَمَك التي تتصنّعها لن تنفع معي هذه المرة..
ثم أردف..
_أوُصِل لكَ تحايا لويس: أنا أكرهُك..
ما بين جلوس واستِلقاء تحدّث..
_لويس يكرهُ كُلَ شيء..
شعرَ صخرة ما وُضعَت على صدره مانِعة إياه من الحركة أو التنفّس , , لدقائق ظل مُغمِضاً عينيه دونَ أن يُكبِد نفسه عناء الاستِماع لما يقوله ليو , تحرّكَت السيارة بينما قال الأخير ونظره إلى الأمام..
_راي , هل تسمع؟ ... لا تجعلني أندَمُ على قلقي..
ورجاءً مُت في مكانٍ غير سيارتي..

_أنتَ تتحدّثُ كثيراً , وأنا أحاوِل أن أنام ,وافتَح النافِذة إن المكان خانِقٌ كاتِم..
تمتمت سام..
_ألقِ نظرةً إلى يسارك..

رمقَ النافِذة المفتوحة من الأساس مُتعجِباً أمام نظرةٍ تحمِل الأسى..
_واه , لم أنتبِه إلى هذا..



خطى في ساحة البيسبول المُغلَق سقفها , توقف ثم ضرَب القاعِدة المُربعة بمضربه الأبيض بينما قال مُنهكاً وهو يُراقِب من أقبلا يتبادلان نظرات مُقتضبة ..
_أوه راي , مرحباً..

قال لويس بينما يُبعِد القبعة البيضاء عن رأسه وهو يحاول التِقاط أنفاسه , ابتَسم حين أتته التحية المُختصرة المُعتادة ,بعدها أشار لـ ليو بمضربه قائلاً..
_لقد سحقتهم.. أنا أفوز دائماً..
_لا تعبث مع طُلاب السنة الأولى بهذا الشكل..

تحدّث ليو منزعِجاً فيما شعَر بوكزه على جانبه , يتبعُها قولٌ..
_رأيت؟ , لويس لم يُسمعني مُحاضرةً حتى..

_وما علاقتي بهذا؟ لويس يبدو غريباً أساساً..
هتف بينما تابَع ببصره ذهبيَ الشعر وهو يجلِس على المقعَد الطويل المُلاصِق للحائط..
ابتسم لويس كما لو تذكّر شيئاً وسُرعان ما تحولت بسمتُه لقهقهة..
_هيه راي , لو رأيته يئن البارِحة , يُردِف مئات الإهانات باسمكَ
لم أملك الوقت لتصويره لكِنني أستطيع أن أقلِد..

وبعد استِقامته يتنحنح مُبتسِماً , أغلَق عينيه مُتألِماً من ضربة الأشقر الذي قال يصطنِع الجدّية..
_تُقلِد من أيها الحثالة؟

أخذ لويس نفساً عميقاً ثم ارتمى على المقعد ضاحِكاً
بينما يحاوِل إكمال عباراته المبتورة , ابتَسم شاهين..
_ هيه لويس , أنا حقاً لا أفهم ما تحاول قوله..

عبوس ليو دلّ على أنه يُدرِك معاني بعض ما يُشير إليه صديقه , فقد كان يُدافع عن نفسه في فترات متلاحِقة..
_ماذا تقول أنت؟ , لم أكُن .. هذا كذِب .. لو مات فسأقتله..
تبادَل الفرنسي عبارات اشتِباك مع ليو , ولم يفهم ثالثهما شيئاً , أطلق لويس ضحكة قصيرة وهو يلتفت إلى رايبرن الذي جلس بجانبه..

_تخيل فقط..
وهُنا أتت مُقاطعَة..
_لا أحد سيتخيل شيئاً..
_أنتَ مُزعِج .. سأتناسى الأمر حالياً , فقط لأنني وددتُ أن أقول شيئاً..
أغمَض لويس عينيه يحاوِل أن يتذكّر , حينها همس شاهين بتعليقٍ ساخِر دون أن ينتبِه لذِراع ليونارد التي طوقَت رقبته بشكلٍ مؤلِم..
_أنتَ ابقَ صامِتاً كما العادَة..
_موافِق , هيا كُن لطيفاً واترُكني..

التفت لويس نحوهما قائلاً..
_ تلك الفتاة شاءت أن تعتذِر منكَ بشدة..
_من؟
مال برأسه يسأل , فأجاب لويس..
_البريطانية التي تكون في المكتبة ..
عبسَ الآخران فوراً فرفَع لويس حاجبيه يسأل..
_ما بالُ هذه الوجوه؟ ظننتُ أنكما تتفِقان معها بشكلٍ جيد..

حينها تحدّث أسودُ الشعر بنبرةٍ هادِئة..
_أنتَ لم تُلاحِظ الأمر بعد؟
أردف..
_جوليا دبنهام .. دبنهام !

ثوانٍ استوعَب فيها لويس الأمور جميعها..
_واو , هل هي تعلَم؟
تنهّد ليو بينما يُشاركهما الجلوس على المقعد الطويل
ثم قال ساخِراً وهو يرخي ظهره إلى الخلف..
_تصور فقط : ’مرحباً جوليا, نحنُ أصدقاء شقيقك وقد تركناهُ يموت , سُعدنا بمعرفتك’..
_هذا مُزعِج..
اكتفى لويس بالقول فيما فكّر: أن يتصرّف معها بلطفٍ فقط لأنها شقيقة دريك ..
هو أمرٌ لا يتقبله , إنه تصرّف يجعله يكره نفسه فقط..
أراد أن يتحدّث لكِن النبرة التي تومِض ابتِهاجاً قفزَت إلى باله فجأة..

"والدي فرّق بيننا منذُ سنوات.. وتصور, سأراها حين ترتادُ هذه الجامِعةَ ذاتها..
عندما تأتي .. سأحرصُ على ألا يمسّها سوء"

عبس يُفكِر مُجدداً: أن تظهَر الآن فقط.. وكأنها أتت لتُذكِرنا بما فعلنا.. أو.. بما لم نفعَل!
اتكأ على قبضة كفه في حين همهم مُحدِثاً نفسه..

_كمَا لو أننا نَسينا..


__________________
وأنا على عَهدِك ووَعدك ما استَطَعت، حتَى آتيك بقلبٍ سليم و نفسٍ مُطْمئنة..




التعديل الأخير تم بواسطة Angelic ray ; 04-26-2014 الساعة 10:30 AM