خطى في ساحة البيسبول المُغلَق سقفها , توقف ثم ضرَب القاعِدة المُربعة بمضربه الأبيض بينما قال مُنهكاً وهو يُراقِب من أقبلا يتبادلان نظرات مُقتضبة ..
قال لويس بينما يُبعِد القبعة البيضاء عن رأسه وهو يحاول التِقاط أنفاسه , ابتَسم حين أتته التحية المُختصرة المُعتادة ,بعدها أشار لـ ليو بمضربه قائلاً..
_لقد سحقتهم.. أنا أفوز دائماً..
_لا تعبث مع طُلاب السنة الأولى بهذا الشكل..
تحدّث ليو منزعِجاً فيما شعَر بوكزه على جانبه , يتبعُها قولٌ..
_رأيت؟ , لويس لم يُسمعني مُحاضرةً حتى..
_وما علاقتي بهذا؟ لويس يبدو غريباً أساساً..
هتف بينما تابَع ببصره ذهبيَ الشعر وهو يجلِس على المقعَد الطويل المُلاصِق للحائط..
ابتسم لويس كما لو تذكّر شيئاً وسُرعان ما تحولت بسمتُه لقهقهة..
_هيه راي , لو رأيته يئن البارِحة , يُردِف مئات الإهانات باسمكَ
لم أملك الوقت لتصويره لكِنني أستطيع أن أقلِد..
وبعد استِقامته يتنحنح مُبتسِماً , أغلَق عينيه مُتألِماً من ضربة الأشقر الذي قال يصطنِع الجدّية..
أخذ لويس نفساً عميقاً ثم ارتمى على المقعد ضاحِكاً
بينما يحاوِل إكمال عباراته المبتورة , ابتَسم شاهين..
_ هيه لويس , أنا حقاً لا أفهم ما تحاول قوله..
عبوس ليو دلّ على أنه يُدرِك معاني بعض ما يُشير إليه صديقه , فقد كان يُدافع عن نفسه في فترات متلاحِقة..
_ماذا تقول أنت؟ , لم أكُن .. هذا كذِب .. لو مات فسأقتله..
تبادَل الفرنسي عبارات اشتِباك مع ليو , ولم يفهم ثالثهما شيئاً , أطلق لويس ضحكة قصيرة وهو يلتفت إلى رايبرن الذي جلس بجانبه..
_أنتَ مُزعِج .. سأتناسى الأمر حالياً , فقط لأنني وددتُ أن أقول شيئاً..
أغمَض لويس عينيه يحاوِل أن يتذكّر , حينها همس شاهين بتعليقٍ ساخِر دون أن ينتبِه لذِراع ليونارد التي طوقَت رقبته بشكلٍ مؤلِم..
_أنتَ ابقَ صامِتاً كما العادَة..
_موافِق , هيا كُن لطيفاً واترُكني..
التفت لويس نحوهما قائلاً..
_ تلك الفتاة شاءت أن تعتذِر منكَ بشدة..
_من؟
مال برأسه يسأل , فأجاب لويس..
_البريطانية التي تكون في المكتبة ..
عبسَ الآخران فوراً فرفَع لويس حاجبيه يسأل..
_ما بالُ هذه الوجوه؟ ظننتُ أنكما تتفِقان معها بشكلٍ جيد..
حينها تحدّث أسودُ الشعر بنبرةٍ هادِئة..
_أنتَ لم تُلاحِظ الأمر بعد؟
_جوليا دبنهام .. دبنهام !
ثوانٍ استوعَب فيها لويس الأمور جميعها..
تنهّد ليو بينما يُشاركهما الجلوس على المقعد الطويل
ثم قال ساخِراً وهو يرخي ظهره إلى الخلف..
_تصور فقط : ’مرحباً جوليا, نحنُ أصدقاء شقيقك وقد تركناهُ يموت , سُعدنا بمعرفتك’..
_هذا مُزعِج..
اكتفى لويس بالقول فيما فكّر: أن يتصرّف معها بلطفٍ فقط لأنها شقيقة دريك ..
هو أمرٌ لا يتقبله , إنه تصرّف يجعله يكره نفسه فقط..
أراد أن يتحدّث لكِن النبرة التي تومِض ابتِهاجاً قفزَت إلى باله فجأة..
"والدي فرّق بيننا منذُ سنوات.. وتصور, سأراها حين ترتادُ هذه الجامِعةَ ذاتها..
عندما تأتي .. سأحرصُ على ألا يمسّها سوء"
عبس يُفكِر مُجدداً: أن تظهَر الآن فقط.. وكأنها أتت لتُذكِرنا بما فعلنا.. أو.. بما لم نفعَل!
اتكأ على قبضة كفه في حين همهم مُحدِثاً نفسه..