الموضوع: نعم...أستطيع
عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 04-28-2014, 10:23 PM
 
منذ أن استيقظت صباحا ومزاجي ليس في حالة جيده ؛ لست من ذلك النوع الذي يكره الإستيقاظ مبكرا فالوضع الطبيعي عندي ان استيقظ بحماس وفرح,,,لكن هذا الوضع الطبيعي اصبح نادرا في الفترة الاخيره...
استيقظت في السادسه لذا لم يكن لدي الوقت لفعل اي شئ سوى الاستعداد للجامعه ؛ لا أريد أن أؤخر الترحيل فأنا احتقر جدا من لا يحترمون مواعيدهم ولهذا فعلت كل شئ بسرعة شديده وكنت جاهزة قبل الموعد بعشر دقائق( هو من الاساس ليس لديه موعد فالتحكم في مواعيد ترحيل طالبات الجامعه امر صعب وقدومه مبكرا او متأخرا يعتمد على مزاجهن فقط!!)...بأي حال لقد جاء الترحيل وانطلقنا للجامعه...

لم انم جيدا ليلة البارحه لذا كنت اشعر بالنعاس وطول الطريق الى الجامعه كنت اعاني من تلك الحالة التي تجعلني اشك في اني قد جننت وانتهى الأمر...شئ غريب يحدث معي حيث اجد نفسي فجأة أغرق في افكار وتصورات وكأنني أراها أمامي _ مع العلم بأنني لا اتعمد التفكير فيها- ثم فجأة اعود للواقع واصدم من المكان الذي انا فيه ومجددا يعود الوهم واجتهد للخروج منه ليسحبني اليه مجددا ...ربما هذا ما يسمونه بأحلام اليقظه لكن الأمر بدأ يشكل مشكلة بالنسبة لي خاصة واني حقا ارغب بالتفكير في اشياء اخرى وقتها!! .. مايجري معي يذكرني بكلام قد قيل لي كثيرا من قبل...قاله لي اشخاص ارادوا مصلحتي فقط...امي .. صديقتي,,وصديقة اخرى...لا ادري ان كان هذا صحيحا لكن كل هؤلاء اعترضوا على اندماجي الشديد في الروايات التي اكتبها او اقرؤها...ولا الومهم في هذا فأنا بالفعل كنت قد وصلت الى حالة مترديه- ولازلت فيها على الارجح-عموما كلهم أكدوا لي ان هذا النوع من الاشخاص الذين يعيشون في خيالهم فقط ويبنون حواجز بينهم وبين الواقع غالبا ينتهي الحال بهم كمجانين ,, وقد اعطوني امثلة على هذا ..أشخاص نعرفهم كانوا هكذا و بعضهم الآن هم مجانين بالفعل والآخرون اقرب ما يكونون الى الجنون

لا اعرف حقا اذا كان هذا مايجري ..لكني لا زلت غير قادرة على الاقتناع بأن اللاواقع الذي اعاني منه يمكن ان يقود الى الجنون...عموما انا افكر بأن ابتعد عن مسببات اللاواقع هذه حتى نهاية العام وأرى ان كان الامر سيشكل فرقا كما يدعون

عندما وصلنا للجامعة كنت متعبة بسبب الجهد الذي بذلته في اخراج نفسي من هذه الحاله ؛ دخلت الى الكلية وانا افكر في جدول اليوم ...يفترض ان لدينا محاضرة في الساعة الثامنه و معملا في الثانية ظهرا فقط...لكن البارحة كان هناك اعلانان على لوح الاعلانات الاكاديميه...اعلان يوضح ان معمل اليوم قد الغي على ان يعوض في وقت لاحق...واخر يوضح ان هناك محاضرة تعويضيه لمادة مبادئ البرمجه ستقام في العاشره في القاعه 102...
لا مشكلة لدي مع مبادئ البرمجه فأنا معجبة بأسلوب المعلمه وتعاملها معنا...أما محاضرة الثامنه فملامح وجهي قد تغيرت للأسوأ بالتفكير فيها فقط


محاضرة اليوم في مادة تسمى ( تطبيقات الحاسوب في الأعمال) ..المادة في نفسها ليست أزمة كبيره...لكن معلمها هو من جعل الامر يبدو كأزمه

للأمانة العلميه أ.أحمد ليس شخصا سيئا...انه طالب عبقري منذ أن كان في المرحلة الثانويه( فهو صديق ابن خالة صديقتي) وقد
عرفنا منها انه كان مميزا جدا في الثانوية والجامعه
...هو ايضا تخرج من قسم تقانة معلومات بتقدير مميز جدا...والآن هو رئيس قسم في اكبر شركة اتصالات في بلدي رغم سنه الصغير لكن التميز يفرض نفسه اينما حل...في الجامعة وكمعلم هو قد يعتبر الاميز لأنه بالفعل مميز,,,على خلاف العاده لديه كثير من الطلاب المعجبين بذكائه والمقدرين تماما لامكانياته الضخمه...باختصار هو مثال رائع للمعلم الجيد

اذن لما انا اعتبر الامر أزمه ..ببساطه لاني لا اقيم المعلم من ناحية اكاديمية فقط...لكن هناك ايضا اشياء اخرى اهمها طريقة تعامله
مع الطلاب ...وطريقة تعامل أ.أحمد معنا هي ماجعلتني اعطيه لقب
wolf

انه تماما كالذئب الذي لا يمكنك ان تحدد متى سيغدر بك ومتى سيتركك وشأنك...
اليوم كان يفترض ان نبدأ بتقديم بحوث قد طلب منا اعدادها وهذا بالفعل ماجرى ..لحسن حظنا نحن تقريبا آخر مجموعه لذا سنرى كل ماسيفعله في من قبلنا وسنستفيد...مجموعتا اليوم تم الانتهاء منهما بالكامل...لقد رأيت ان اداؤهم كان جيدا لكن لا يبدو ان المعلم وافقني في هذا...فبعد نهاية تقديم المجموعة الاولى طلب منهم الوقوف على المنصة جميعا وطلب منا ان نطرح عليهم اسئلتنا وعندما لم نسأل قالها بالحرف الواحد ( ان تسألوا انتم افضل كثيرا من أن أسأل أنا)..وبالفعل سألهم وهم أجابوا ولم يتوقف الا عندما نجح في الايقاع بهم فردا فردا...وهذا مافعله مع المجموعة الاخرى..لقد كان يسألهم بطريقة جعلتنا كلنا نتوتر ونقلق...عليهم وعلى أنفسنا مستقبلا..
بعد انتهاء المجموعة الثانيه كان المخطط الاولي ان يعطينا درسا في الساعة المتبقيه لكن مافعله بهؤلاء المساكين قضى على الوقت وكانت نصف ساعة فقط هي ماتبقى لذا حمل حاسوبه المحمول وخرج معلنا اننا سنواصل الاسبوع القادم...
بعد خروجه لم استطع منع نفسي من انتقاد مافعله فأكثر ما يستفزني في هذا العالم هو ان يتضايق الطلاب بسبب معلمهم..ويبدو انني كررت كلامي كثيرا اليوم لان الامر ازعج صديقاتي اللواتي يرين ان تعامل المعلمين مع الطلاب ليس شيئا يستحق التوقف عنده



بأي حال انتهت المحاضره وقد اخذت الفتيات عني فكرة اني اكره أ.أحمد وهذا لا يمكنه ان يكون حقيقيا بأي حال...فهذا الاستاذ هو شخص لا يستحق الكراهية ابدا...انه رائع في اشياء كثيره ولأنه بدا رائعا في كل شئ فأنا لم ارد ان يفسد شئ بهذا الصغر علاقته مع طلابه..وانا سأكرر ثانية انني حقا معجبة بأداءه الاكاديمي واذا سألوني عن افضل معلم عندنا سأجيب: أ.أحمد و د.عباده...هذان الاثنان هما كنزنا الغالي الذي لا يجب علينا التفريط فيه

يوما ما اتمنى ان اكون قادرة على اخبار أ.أحمد بأنه سيكون مثاليا لو انتبه لمشاعر طلابه اكثر..اعرف انه ينتبه لها الآن وهذا مالفت نظري له من ثاني محاضره...لدرجة اني صنفته من عينة المعلمين الملتزمين بمبادئ المعلمين اليابانيين...ولا زلت الى اليوم اراه الافضل...اود ايضا اخباره بأنه قدوتنا حاليا.. كونه خريج
I.T
مميزا جدا...لا ادري ان كان علي قول المزيد لكن هناك بعض الطلاب الذين فهموه بشكل خطأ بسبب مثل هذه المواقف وصارو يكرهونه بشده..اود حقا ان افهمهم بأنه رائع لو حاولو فهمه بشكل صحيح..لكننا نستطيع تفادي كل هذا لو غير من اسلوبه فقط..ليس لان أسلوبه سئ فهذا اسلوب كل المعلمين لكن هذا الاسلوب هو ماصنع الهوة العميقة بين المعلمين والطلاب في مجتمعاتنا العربيه

بأي حال انتهت محاضرة احمد بخيرها وشرها وكانت امامنا نصف ساعة قبل محاضرة الاستاذه سلافه وفضلت معظم الفتيات استغلال الوقت وتناول الافطار اما نحن ذهبنا وتمشينا داخل الكليه وساره ذهبت لكلية الاداب وسجلت في كورس اللغة الفرنسيه..


العاشرة الا ربعا ونحن امام القاعة 102 التي يفترض ان المحاضرة فيها..كالعاده رفض الرجل (عامل النظافه والمسؤول عن القاعات) فتح القاعة قبل قدوم المعلمه وتعامل معنا بأسلوبه المعتاد...يمكنني ان افهم ان عمله صعب وان معظم الطلاب هنا غير حضاريون ويوسخون القاعات بشكل سئ...من حقه ان يكرهنا انا لا أعترض على هذه النقطه؛ لكن ان يعاملنا كأننا حثاله..هذا ما لا يمكننني ايجاد مبرر له أبدا...
بقينا امام القاعه وفجأة انتبهت انه وسط زحامنا الهائل تقدمت 3 فتيات من الرجل وهن يطلبن منه فتح القاعه..وكالمتوقع صرخ فيهن أن اذهبن واحضرن المعلمة اولا..ولدهشتي قالت الفتاة التي في الوسط _والتي لم اكن قادرة على رؤية وجهها وكل مالاحظته انها اقصر من الأخريين-: أنا هي أ.سلافه...
لم اركز على ردة فعل الرجل فقد انفجرت ضاحكة من الموقف..وبسرعة جرتني لينه معها داخل القاعه ..


المحاضرة مرت بهدوء على الجميع..اما انا فالوضع كان مختلفا معي لأن حالة الوهم الغريب عادت ثانية..لم يكن الامر بالسوء الذي كان عليه صباحا لكني فقط لم اكن قادرة على التركيز...ازعجني هذا كثيرا لانه حدث في محاضرة أ.سلافه...سلافه...ذلك الملاك الصغير...حجمها صغير وملامح وجهها طفوليه ...كل شئ فيها
Cute
بشكل خارق_ماشاء الله_لا ادري ان كنت انا ابالغ لكن انها حقا رائعه ومميزه والاهم من كل هذا ان تعاملها معنا رائع...انها ذلك النوع من المعلمين الذي سيرد علينا -عندما نكون قد وصلنا لاقصى درجات التحمل ونال منا التعب والارهاق ونطلب منه التوقف لاننا بالفعل لسنا قادرين على استيعاب شئ اكثر- ببساطه وابتسامه مخلصة: انا ايضا تعبت ؛ ثم تغلق حاسوبها المحمول بكل براءه..اكثر مايعجبني فيها هي ابتسامتها الدائمه..من النادر ان تجد معلما يبتسم وهو يؤدي عمله...هناك كثير من معلمينا لم ارهم يبتسمون ابدا..لدرجة انني انا –التي يشهد لي كل من يعرفني بالخيال الواسع لست قادرة على تخيل ابتسامتهم...فالابتسام يبدو وكأنه شئ لا يليق بهم...؛ وان نجد شخصا يبتسم دائما في بيئة كهذه لهو امر رائع حقا...
انتهت محاضرة المعلمه سلافه بسرعه وعندما ارادت تحديد الواجب كما تفعل دائما واعترضت الفتيات لان هنالك محاضرة اخرى غدا..هي ببساطه ابتسمت واغلقت الحاسوب وقالت بابتسامتها المعهوده: اراكم غدا...ثم غادرت..


بعد مغادرة المعلمه عاد لذهني الموقف الذي حدث مع مراقب القاعات منذ قليل...لم استطع ايقاف ضحكتي وقتها لأن شر البلية ما يضحك..كيف يمكن ان ذلك الشخص لا يعرف معلمة بروعة أ.سلافه...افهم انها تبدو صغيره وكأنها طالبه لكن يجب ان يعرفها...انها ليست اول سنة لها هنا حتى أعذره...اتمنى فقط ان يكون قد اعتذر لأنني بصراحة لا احتمل فكرة ان تجرح مشاعر معلمتي الغاليه...
الان انتهى اليوم الدراسي وحان وقت العودة الى المنزل ..الساعة الثانية عشر ليست من اوقات الذروه لذا اعود الى المنزل مع ساره باستخدام النقل العام...اما لينه وجيجي تبقيان في الجامعه فالاولى لديها محاضرة اللغة العربيه الخاصه والثانية لديها كورس اللغة اليابانيه...

سار الامر بشكل جيد ووصلت للمنزل مرهقة والساعة الواحدة تقريبا...جلست وتحدثت مع امي لساعة تقريبا –بطبيعة الحال انا ثرثاره وهذه الصفة تزداد عندما اكون مع امي- بعدها صعدت لغرفتي في الاعلى ونمت بعمق لساعة تقريبا...بطريقة ما اضعت ساعة اخرى ثم ذهبت وغسلت ملابسي وضاع الوقت ثانية والساعة الان العاشرة والنصف مساء...لم يكن يوما مفيدا ابدا..


لا ادري ماذا انوي ان افعل الآن لكنني انوي الذهاب لسريري ...وسأستيقظ غدا صباحا بإذن الله كي انهي بحث ال
C.A.P)
(تطبيقات الحاسوب في الاعمال
ثم أبدا بمراجعة مقرر اللغة اليابانية لأن المستوى التمهيدي سيبدأ بعد اسبوعين تقريبا إن شاء الله...
وعدت ساره بان اتصل وأوقظها في الرابعة من صباح الغد بإذن الله ...
أعرف ان هذا اليوم قد ضاع مني تماما وان معلمي لن يكونوا أبدا فخورين بفتاة مثلي تضيع يوما كاملا هكذا..لذا سأبذل جهدي حتى لا يتكرر الأمر ..
هذا كل شئ لليوم..
في حفظ الرحمن
.
.
.
.
رد مع اقتباس