عرض مشاركة واحدة
  #64  
قديم 04-29-2014, 02:03 PM
 
[ 56 ]



إنّ الإيمان بِكوْن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

خاتم الأنبياء والمرسلين

يحصل به مقصود الإمامة في حياته وبعد مماته،

فمن ثبت عنده أنّ محمدًا عليه الصلاة والسلام رسول الله،

وأنّ طاعته واجبة، واجتهد في طاعته بحسب الإمكان،



إن قيل


بأنه يدخل الجنة استغنى عن مسألة الإمامة

ولم يلزمه طاعة سوى الرسول عليه الصلاة والسلام،



وإن قيل


لا يدخل الجنة إلا باتباعه الإمام

كان هذا خلاف نصوص القرآن الكريم،

فإنه سبحانه وتعالى أوجب الجنة لمن أطاع الله ورسوله

في غير موضع من القرآن،

ولم يعلق دخول الجنة بطاعـة إمـام

أو إيمان به أصلاً؛


كمثل قوله تعالى:

﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ

فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم


مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ

وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [النساء:69] ،



وقوله تعالى:

﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ

يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ

خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُـ[النساء:13].




فلو كانت الإمامة أصلاً للإيمان أو الكفر،

أو هي أعظم أركان الدين

التي لا يقبل الله عمل العبد إلا بها كما تقول الشيعة،

لذكر الله عز وجل الإمامة في تلك الآيات وأكّد عليها؛


لعلمه بحصول الخلاف فيها بعد ذلك،

ولا أظن أحداً سيأتي ليقول لنا بأنّ الإمامة في الآيات مذكورة ضمناً

تحت طاعة الله وطاعة الرسول؛

لأنّ في هذا تعسفاً في التفسير،



بل يكفي بياناً لبطلان ذلك

أن نقول بأنّ طاعة الرسول في حد ذاتها

هي طاعة للرب الذي أرسله،

غير أنّ الله عز وجل لم يذكر طاعته وحده سبحانه

ويجعل طاعة الرسول مندرجة تحت طاعته

بل أفردها لكي يؤكد على ركنين مهمين في عقيدة الإسلام

(طاعة الله، وطاعة الرسول)،

وإنما وجب ذكر طاعة الرسول بعد طاعة الله كشرط لدخول الجنة

لأنّ الرسول مبلّغ عن الله
ولأن طاعته طاعة لمن أرسله أيضاً،


ولمّا لم يثبت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

جانب التبليغ عن الله،

فإنّ الله عز وجل علّق الفلاح والفوز بالجنان

بطاعة رسوله والتزام أمره دون أمر الآخرين.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس