عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 05-04-2014, 10:57 PM
 
Smile

.............البارت الثالث...............

حل الصباح سريعا معلنا ابتداء يوم جديد كانت (جودي) تتقلب في الفراش و هي نائمة و بعد فترة فتحت عينيها ببطئ ثم و ضعت يدها امام وجهها لتمنع اشعة الشمس القوية فقالت في نفسها:
تبا انها قوية!! يا ترى كم الساعة الآن؟
فاستدارت نحو الساعة التي على الجدار فوجدتها متوقفة فتنهدت و قالت :
آه! نسيت ان اغير البطارية .
ثم اشاحت عنها الغطاء و رفعت جسدها و هي تتثائب و امسكت هاتفها لتنظر كم الساعة فصرخت منتفضة من مكانها :
ماااااذاااا؟ التاسعة ؟؟؟!!!!
و توجهت مباشرة نحو خزانة الملابس و هي تردد بانزعاج:
لقد تأخرت....يا الهي.
ثم ارتدت اول شئ وقعت عيناها عليه و قد كان بنطال اسود و قميص نصف كم برتقالي اللون مع حزام عريض اسود محدد باللون البرتقالي و سترة سوداء و ارتدت حذاءا رياضي برتقالي ايضاو اخذت هاتفها المحمول و وضعته في حقيبة سوداء صغيرة ثم خرجت مسرعة من دون ان تتناول فطورها حتى . و بعد نصف ساعة وصلت الى المستشفى كانت تركض فلم تنتبه الى حجرة امامها فتعثرت بها لكن لحسن الحظ لم تقع فقالت بعصبية:
تبا،ياله من يوم سئ .
ثم توجهت الى باب المستشفى و دخلت مسرعة و هي تتجه لغرفتها و في الطريق رات (سالي) فأستوقفتها قائلة و هي تلهث:
هاه،هاه سالي هل حدث شئ في غيابي؟
(سالي) مستغربة:
لا،لكن لما انت مسرعة؟
_لقد تاخرت في النوم اليوم لذا اتيت الان.
_ههههههههه شكلك مضحك.
(جودي) و هي تتخطاها مبتسمة:
اجل،اجل اسخري كما تشائين.
بعد ذلك توجهت لغرفتها و وضعت الحقيبة على المكتب و اخرجت الصدرية الطبية لارتدائها حتى من دون ان تغير ملابسها فقد كانت لا تريد التاخر اكثر.فجاة رن جرس هاتف المستشفى ، فرفعت السماعة بهدوء و هي تقول:
نعم ، هنا الطبيبة جودي .
_جودي.
فتحت (جودي) عينيها و قالت:
سيدي المدير هل من خدمة اقدمها؟
_تعالي الى مكتبي حالا لأناقش الامر معك .
_امر ماذا؟
_تعالي فقط.
ثم اغلق الخط فوضعت السماعة بقوة و هي تقول :
تبا لك ايها العجوز الخرف لست الوحيدة التي تتأخر هه،لاذهب لأرى مالذي يريده.
ثم اردفت قائلة:
هه كأني لا اعلم انه سيوبخني.
ثم خرجت نحو مكتب مدير المستشفى لقد كان مكتبه في اخر طابق لذا هي مضطرة لاستخدام المصعد و عندما هي في المصعد توقف في الطابق الرابع فوضعت يدها على راسها:
اهذا وقت صعود احدهم.
فلم يكن ذلك الشخص الا (ستان) الذي تفاجأ و قال:
ياللعجب انت هنا.
_اه يا الهي لا ينقصني سواك.
ضحك (ستان) بسخرية قائلا :
هههههه،يبدو انك في مزاج سئ جدا.
ثم دخل الى المصعد و ضغط على زر الطابق الارضي. نظرت (جودي) اليه و قالت:
يبدو انك ستخرج.
فبادلها النظرات مستغربا ثم قال مبتسما:
انت في العادة لست فضولية ههه.
_هذا غير مهم لكن يبدو ان المدير متساهل معك جدا .
_هيه ، هذا ليس صحيحا.
_كاذب.
_غير صحيح انها مجرد اجازة زمنية.
_كأني سأصدقك.
اراد ان يجيبها لكن المصعد وصل للطابق السادس و الذي هو الطابق الاخير فخرجت (جودي) من دون حتى الاستماع اليه او قول كلمة الى اللقاء فقال (ستان) :
حمقاء.
ذهبت هي الى غرفة المدير و هي مستاءة و عندما وصلت طرقت الباب بهدوء فاتاها صوت المدير قائلا:
ادخل.
عندها دخلت الى الغرفة التي وجدت بها المدير جالسا على مكتبه و هناك رجل و امرأة و فتاتان تبدوان في بداية العشرين استغربت لكنها نطقت قائلة:
سيدي لقد استدعيتني.
فاجاب المدير ببروده المعتاد:
اجل ، هيا اجلسي.
فتقدمت ببطء و هدوء و جلست و هي ما زالت مستغربة . فقال المدير:
اعرفك هذا السيد كين كولين و هذه زوجته السيدة مايا كولين و كل من الانستين ليزا و ريلي .
نظرت اليهم و قالت بأدب :
تشرفت بلقائكم انا الطبيبة جودي.
نظر اليها ذلك الرجل المدعو (كين) من الاعلى الى الاسفل ثم قال :
سيد ستون من هذه؟
فقال المدير المدعو بالسيد(ستون):
سيد كولين هذه هي الطبيبة جودي فلورنس المسؤولة عن صحة ولدك السيد فرانكلين بدل الطبيب هارولد.
وقف (كين) قائلا :
مالذي تقوله ؟ هذه الفتاة هي طبيبة ولدي .
ارتبك المدير : ا...اجل.
كانت (جودي) تنظر و تسمع فقط لانها لم تهتم لما يقوله . فنظر اليها (كين) و قال بعصبية:
لقد سمعت من الفتاة التي تعمل في الاستعلامات انك حددت موعدا لعملية جراحية.
فقالت و هي تنظر اليه :
اجل ، هذا صحيح.
غضب و قال بتعنيف:
اولا كان يجب عليك اخبارنا نحن عائلته .
_كنت ساخبركم اليوم.
نظر اليها بقوة و قال :
ثانيا من تظنين نفسك لتقومي بعملية لابني؟
و قفت هي امامه و قالت:
سيدي انا طبيبة و اعرف عملي افضل من غيري و ابنك مريض جدا و يجب الاسراع باجراء العملية لانه قد يقفد حياته .
وضعت (مايا) يدها امام فمها و هي تقول :
لا ولدي.
فقال (كين) بعصبية:
ساخرج ولدي و انقله الى الخارج.
(جودي) بقوة :
سيدي انه لا يستطيع التحرك و اي حركة ستسبب له خطرا كبيرا .
_لا يمكنني ان اسمح بمبتدأة مثلك بأجراء العملية.
_لو كنت غير قادرة لقدمت اعتذارا من الاساس .
غضب و قال:
لا يمكنني الوثوق بك.
فوضعت (مايا) يدها على كتفه قائلة:
عزيزي ارجوك لا اريد ان اخاطر بحياة ولدنا دعها تقم بأجراء العملية.
نظر اليها قائلا:
لكن....
فبدات دموعها تنهمر :
انا بالفعل خائفة لكن لا نملك خيار اخر.
تنهد ثم قال :
لا بأس اذن .
ثم نظر نحو (جودي) و قال و هو يرفع اصبعه نحوها:
و لكن ان حدث شئ لولدي فسأحملك كامل المسؤولية .
ثم غادروا المكان فأرادت المغادرة لكن استوقفها المدير قائلا:
اسمعي يا جودي لا اريد اي اخطاء .
ثم غادرت من دون ان تجيب و توجهت نحو غرفتها و عندما دخلت اغلقت الباب بقوة ثم اتجهت نحو الة صنع القهوة و هي تقول :
تبا يا لهم من متعجرفين لا يقدرون الاشخاص، هه الطبيب يبذل جهده من اجل مرضاه ثم يأتي اناس اصابهم الغرور لينتقدوه .
ثم اخذت الكوب و ذهبت لتجلس على مكتبها لتكمل بعض الملفات الخاصة بالمرضى و كذلك البحث الخاص بها . و بعد ذلك مر الوقت سريعا و اصبحت الساعة السابعة وقت انتهاء دوامها و عندها خلعت الصدرية و ارتدت سترتها ثم اخذت حقيبتها و خرجت من المشفى ثم قالت و هي تمشي :
اه انا جائعة ، سأذهب لاكل في احد المطاعم القريبة .
بعد ذلك ذهبت للمطعم و تناولت بعض الطعام و عند انتهاءها و هي تقف كان هناك فتى طائش يركض مسرعا و من دون قصد اصطدم بها و سكب كوب العصير الذي كان بيده على قميصها فتوقف الفتى و قال:
ا...أنا اسف ارجوك سامحيني.
نظرت الى قميصها ثم نظرت اليه و هي تقول بغضب:
ابتعد عن طريقي .
ثم ذهبت الى الحمام و حاولت ازالة البقعة و لكنها لم تستطع محوها كليا و بعد ذلك خرجت من المطعم و هي تقول و هي تنظر للسماء:
ياله من يوم سئ من البداية لا يمكن ان يكون اسوء.
فجأة بدات قطرات مطر صغيرة بالنزول بعدها بدا المطر بالهطول بغزارة فاخفضت رأسها قائلة :
هه،اصبح اسوء بالفعل..
كان الناس في الشوارع تركض لتختبئ من المطر لكنها اكملت سيرها بهدوء و بطئ فلم تكن قادرة على الركض لانها منهكة جدا و هي تمشي توقفت امام متجر للمجوهرات و بدأت تسترد شئ من ذكرياتها التي تحاول نسيانها .
........................................
كان الجو صحوا انذاك كانت (جودي) حينها في الرابعة عشرة و في ذلك الوقت وقفت امام المتجر و عيناها تلمع فقد رأت عقدا كان الاجمل في حياتها كان عقدا سلسلته ذهبية و في وسطه زهرة نرجس مصنوعة من الالماس و محاطة بفصوص من اللؤلؤ لقد كان مذهلا لا سيما زهرة النرجس التي لطالما احبتها و بينما هي تنظر اليها بتلك الطريقة الطفولية كان هناك فتى في عمرها و يشببها شبها كبيرا فوضع يده على كتفها و قال مبتسما:
أأشتريه لك؟
فابتعدت عن النافذة و قالت بدهشة :
سام أحقا ستشتريه؟ام تخدعني كما في كل مرة؟
ضحك (سام) منها بشدة ثم قال:
لا،لا هذه المرة انا جاد في ذلك ... سافعل اي شئ لاختي الصغرى.
نظرت اليه ثم قالت بعصبية مصطنعة:
لست اختك الصغرى الفرق دقيقة واحدة فقط هه يا توأمي الابله!!!
تجاهلها داخلا للمتجر و هو يقول:
لن ارد عليك لانني ذو عقل كبير.
غضبت (جودي) كثيرا منه لكنها ابتسمت بهدوء بعدها و بعد عدة دقائق خرج (سام) من المتجر فاتت بسرعة اليه و قالت:
هل اشتريته؟
فقال باسى:
اسف ، لكنه ليس للبيع فقد بيع لسيدة ثرية قبل اسبوع و هم ينتظرون قدومها لاستلامه .
...........................................
قاطع شرودها في ذكرياتها صوت رجل عجوز قائلا:
يا انسة ،يا انسة.
فانتبهت قائلة:
عذرا سيدي هل ناديتني؟
_اجل يا ابنتي نحن سنغلق الان لذا ان اردت شراء شئ فاسرعي .
_لا ،لن اشتري و اسفة على ازعاجك .
و تابعت سيرها قائلة :
لما تذكرت هذا الموقف الان .... اه لا اريد ان اتذكر اي شئ اتمنى لو تمحى ذاكرتي كليا.
كانت تقول ذلك و هي تعتصر الما فهي لا تريد ان تتذكر او حتى ان تفكر في التذكر فكل ذكرياتها تجرها الى مأساة واحدة لطالما ارادت نسيانها و تجاوزها لكنها لم تستطع لذلك فقد تخلت عن مشاعرها نهائيا. تابعت سيرها تحت المطر الغزير و الجو البارد و لم يبقى احد في الشارع فقد كان شبه مهجور لم تكن تشعر بالبرد او الخوف فقد طردت هذه الفكرة من راسها و في طريقها الى شقتها رات طفلا صغيرا شعره اشقر و عينيه بنيتان مرتمي على الارض يحاول تدفاة نفسه بصحيفة وقفت لبرهة و هي تنظر اليه و عندما انتبه اليها لم يبدي اي اهتمام بل نظر ببرود فاقتربت منه مستغربة و قالت له:
ماذا تفعل هنا ايها الصغير؟
لم يهتم لها بل تابع ما كان يقوم به قالت له و هي تمسك ذراعه بقوة :
عندما يحدثك الكبير تجيبه .
نظر اليها بغضب و دفعها قائلا:
و هل هذا مهم دعيني و شاني.
غضبت (جودي) كثيرا و ارادت ضربه لكنها تذكرت انه مجرد طفل صغير فنظرت له و قالت:
لو كانت امك او اختك تتكلم معك اهكذا تجيبها؟
نظر الى الارض بحزن و قال :
لست مهتما فعلى اي حال ليس لدي اي مما ذكرتي و لا حتى مما لم تذكري.
علمت عندها بانه طفل يتيم و وحيد فقالت في نفسها بعتب:
يا الهي كيف قلت له ذلك ؟ لقد احزنته على كل كان علي ان اعلم ذلك من مظهره يا لي من غبية.
ثم ابعدت الصحيفة عنه و رمتها فغضب الطفل و قال :
لما فعلت ذلك؟لقد كانت مهمة لي بماذا سادفأ نفسي؟
_ايها الاحمق و هل تظن انها ستدفئك ستموت بالتاكيد.
صمت الطفل و شعر بالحزن و اغمض عينيه و جلس على الارض محتضنا قدميه قائلا باسى و تحسر شديد :
انت مثل الباقين لست مختلفة كلكم متوحشون .
فجأة شعر الطفل بالدفئ فرفع راسه فوجد سترة تغطيه كانت تلك سترة (جودي) فنظر اليها اما هي فنزلت بقربه قائلة :
انها مبطنة من الداخل بالصوف اعلم انها كبيرة عليك لكنها على الاقل ستغطي جسمك كاملا .
ثم اخرجت من حقيبتها قطعة شوكولا و اعطتها اياه:
خذ كلها ستشعرك بالدفئ و هذا بعض المال اشتري لنفسك طعاما به لكي لا تموت هذا ما استطيع فعله لك.
ثم وقفت و ارادت الذهاب لكنه استوقفها قائلا:
توقفي .
استدارت نحوه و نظرت اليه كانها تقول ماذا.فقال عندها:
ماذا عنك ؟ ستتجمدين هكذا فانت ترتدين قميص نصف كم ثم انا لا احتاج للمساعدة لا احتاج لشفقة احد.
فقالت بهدوء:
لا تقلق مكان اقامتي قريب ثم من قال اني اشفق عليك او اريد مساعدتك على اي حال اردت ان اشتري بهذا المال شيئا لست محتاجة له فاعطيتك اياه بدلا من ذلك .
ثم اقتربت منه و مسحت على شعره اخرجت منديلا مسحت به وجهه ثم قالت:
هكذا افضل،الان ساذهب.
و قالت و هي تحاول النهوض:
هذه النظرات الباردة لا تليق بك افضل ان تغيرها فهي ليست جميلة.
ثم ارادت السير ثانية لكن استوقفها رده البارد الذي كان:
اليست هي نفسها نظراتك؟؟؟!!!
فنظرت اليه فقال متابعا:
ان عيني تشبه عينيك.
ابتسمت بسخرية و استدارت لتكمل طريقها قائلة:
وداعا.
و تابعت طريقها ثم توقفت و قالت:
يا له من طفل ! هه يا للسانه.
ثم عطست عطسة خفيفة و قالت:
تبا ، ساصاب بالبرد علي ان اسرع و اخذ بعض الادوية .
بعد وقت قصير و صلت (جودي) الى شقتها فدخلت اليها و خلعت حذاءها و رمت حقيبتها على السرير ثم دخلت الى الحمام لتاخذ حماما دافئا و بعد ان انتهت اتدت بيجامة نوم بيضاء اللون ثم ذهبت للمطبخ للتتناول مضادا حيوي للزكام كانت الساعة تشير في ذلك الوقت الى الحادية عشرة و النصف فقالت و هي تداعب شعرها :
نسيت ثانية احضار بطارية لساعة غرفتي اه علي ان اغسل ملابسي كذلك لاسيما قميصي الذي تلوث ببقعة العصير .
ثم وضعت الغسيل في الغسالة لتغسلها و من ثم ارتمت على السرير و هي تقول :
يا ترى لما تذكرت ذلك الموقف؟
فصمتت لبرهة ثم قالت:
اه،حدث لي نفس الشئ قبل خمس سنين لكنها لم تكن مع سام بل كانت مع .
ثم تابعت بحزن :
مع فريدريك ....
في ذلك الوقت كانت نفس القلادة موجودة استغربت (جودي) كثيرا حينها لكنها فرحت لذلك لكن مع الاسف كانت غالية الثمن و لم يشترها لها. ثم ابتسمت بهدوء و هي تتذكر ذلك الموقف:
كان وجه فريدي مضحكا عند خروجه من المتجر فقد صدم من السعر .
سكتت لعدة دقائق ثم قالت بحزن عميق :
ياللاسف لقد تركاني كلاهما وحيدة في هذا العالم المظلم .
ثم وقفت و قالت بحزم:
هه لقد نسيت ذلك انا لا احتاج للتذكر فقد نسيت مشاعري تماما ... ساشرب زجاجة عصير .
فتوجهت للمطبخ و شربت العصير عندها اشتد المطر فشعرت بالبرد فاتجهت للنافذة و وضعت يدها عليها فقالت بشرود :
هل سيكون بخير ذلك الطفل ؟
ثم اغلقت الستائر و وضعت المنبه على الساعةالسادسة لكي لا يحصل معها مثلما حصل اليوم ثم خلدت الى النوم .

___________________________________

الان الى الواجب :_
_ما رأيكم بالبارت؟
_من هو فريدريك؟
_و مالذي حدث له و لسام يا ترى؟
_ما رأيكم بالطفل الصغير ؟ و هل سيكون له دور في قصتنا ام انه شخصية عابرة؟

ارجة ان يكون اعجبكم البارت و اعذروني على كتابتي المتواضعة...
مع خالص احترامي.....
__________________