من الواضح الفاضح أن المجتمعات التي تعاني -من قبل أنظمتها السياسية والإدارية- مرارة الاستبداد والظلم,, معظم أفرادها غارقون في وحول الجهل والتخلف.. والصفوة منهم, هم أمام خيارين:
إما المقاومة والسباحة عكس التيار.. وهؤلاء إن أفلحوا فإن محصلة نتاجهم ستكون بسيطة جداً مقارنة بما كانوا سيقدمونه لو توفرت لهم البيئة المناسبة..
أو اختيار الفرار والهروب بفكرهم وعقليتهم الفذة لأوساط تقدر لهم ابداعهم وعلمهم.. وعندها سيكون الخاسر الوحيد هي أمتهم التي تنتظر منهم الكثير..
وبكل أسف أن معظم هذه المجتمعات تتمركز في محيط بيئتنا العربية والإسلامية..
والسؤال المطروح هنا من قبلك أختي الكريمة هو:
كيف لهذه المجتمعات العائمة في بحر الاستبداد التخلص منه؟؟
أعتقد أن الإجابة تتلخص في ثلاثة نقاط:
أولاً: تمسكنا بعقيدتنا الإسلامية وثقتنا بأنها هي مصدر عزنا.. وأساس تقدمنا في عصورنا السالفة واللاحقة وإلى يوم القيامة..
ثانياً: بأدائنا لواجباتنا ومعرفتنا بحقوقنا ومن ثَمّ مطالبتنا بها.. لأن المطالبة من دون معرفة نوع من الجهل والتخبط.. وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى الخسارة الفادحة..
وأخيراً: الإمام العادل..
نحن نُخطئ إذ نظن أن صلاح المجتمع يقوم على صلاح الحاكم وعدله فقط..
لما قال عمر الفاروق –رضي الله عنه-: "أخطأ عمر وأصابت امرأة" كان ذلك تعليقاً لمقولة المرأة: "ليس هذا من حقك يا عمر".. وذلك في القصة المشهورة التي قرر فيها عمر –رضي الله عنه- عدم المغالاة في المهور..
تلك القصة التي تبين عظمة الفاروق –رضي الله عنه- عندما عَدَل عن قراره بعد أن تبين الخطأ فيه.. ولكنها في الوقت نفسه تبين عظمة أمة تعرف واجباتها وحقوقها التي كفلها لها الدستور..
عندما قامت الثورات العربية وأسقطت الحكام المستبدين لم يرتفع الظلم ولم تنعم الشعوب بالعدل الذي كانت تتمناه.. بل لعلّ الأمر ازداد سوءًا (وذلك إذا استثنينا سوريا التي أسأل الله أن يعجل بنصرهم وتونس التي نرجوا أنها مازالت تسير على الطريق الصحيح)..
لأن المشكلة ليست في الحكام فقط بل أيضاً في الشعوب المُغيبة.. وصدق من قال: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم"..
سلمت يداكِ أختي الكريمة على الموضوع القيم والأسلوب المميز في الطرح
خاااااالص شكري لكِ..