البارت الاول إنها تطير في زرقة السماء .. تلامس قدميها السحاب تشعر به كالقطن الأبيض يدغدغ قدميها لتشعر بالسعادة تدغدغ قلبها .. بل إنها تسبح في أعماق البحار .. تتلمس بكفيها الطحالب الخضراء الناعمة .. لا بل إنها تنام علي ريش النعام الناعم الرقيق .. يداعب برقة أكتافها .. حركت كتفها بهدوء مبتسمة و دقات قلبها تشتم رائحة المسك .. هل تضع النعام عطر المسك ؟؟ داعبت كتفها بوجنتها و الابتسامة لا تفارق ثغرها .. مهلا لحظة .. فهذه ليست مداعبات ريش .. تكلم صوت بداخلها يخبرها ذلك مضيفا بحذر .. و النعام لا يضع العطر .. إذا فمن أين هذه الرائحة ؟؟ هذا حلم حدثت نفسها .. لتزيد ابتسامتها فالوعي عندها قد بدأ بالاستيقاظ ليغادر اللاوعي بهدوء تاركا إياها لتواجه واقعها القاهر بظروفه الجافة .. تركتها السعادة و الفرح التي كانت قد شعرت بهم بحلمها بمجرد أن ترك اللاوعي .. تنهدت بهدوء .. فتلك الرائحة التي استنشقتها في نومها كانت رائحته .. لا يحق لها أن تناديه .. فهي من تركته .. لازالت تلك الرائحة في أنفها .. فكرت برثاء و هي لا تزال مغمضة العينين .. يبدو ان عقلها قد أحتفظ برائحته لتزورها كل دقيقة .. في حلمها و في واقعها .. لا بأس فهذا الحلم كفيل بأن يجعل يومها سعيد و جيد ..شعرت بالمداعبات علي وجهها ..فابتسمت بنعاس و هي تقول متأوهة ..
_أوه كاتي .. كم الساعة الآن ؟؟
ضحكت بخفوت و هي تضيف و لا زالت عينيها مغمضتين .. فهي لا تريد فتح عينيها حتى لا تضيع تلك الرائحة كضياع الحلم _كم أنا حمقاء .. لا يعقل أن أسأل قطة عن الساعة ..
عادت المداعبات من جديد علي وجهها .. حركت يدها لتمسك بالقطة .. و لكن لم تجد شيء .. فركت عينيها بكفها .. ثم فتحتها لتجد الجسم الضخم الذي يميل علي السرير .. اتسعت عينيها بصدمة و هي تقابل عينيه الباردتان .. فسمعت صوته يقول ببرود بعث بالقشعريرة في جسدها _صباح الخير .. زوجتي السارقة ..
لا يعقل أن يكون هنا .. تسارعت دقات قلبها .. حتى شعرت إنه يسمع دقات قلبها السريعة و هو بهذا القرب منها ..
همست بصدمة و أنفاسها مقطوعة و متوقفة في حلقها ..
_ألكسندر ..
أكمل متجاهلا همسها باسمه ببرودة أشد قسوة و هو يبتسم بابتسامة لم تصل مطلق لعينيه ..
_إنها التاسعة صباحا ..إن كان يهمك ذلك الآن ..
استعادت وعيها عندما لمست السهام الباردة جسدها .. عند هذا الحد تذكرت ما ترتديه .. لتسحب الغطاء بسرعة و تغطي عنقها الظاهر و صدرها المكشوف من تحت ثوب النوم الشفاف الذي ترتديه ..
عندها ازدادت ابتسامته .. و ازدادت القسوة في عينيه .. و قال بجفاء ..
_ماذا تغطين بالضبط ؟؟ فجسدك قد لمست كل شبر منه .. كما إنني أحفظه أكثر من خطوط كفي ..
سؤال عصف فكرها .. لا بل سؤالين .. كيف وجدها ؟؟ و ماذا يريد ؟؟
ابتعد عن السرير و كأنه يبعث في نفسه الاشمئزاز .. نظر للخارج من خلال نافذة غرفتها مبعدا نظراته الباردة عنه .. أبقت أنظارها مسلطة عليه .. غير قادرة عن إشاحة نظراتها عنه .. فرغم بعدها عنه إلا إنها مشتاقة له .. لتشبع نظرها من وجوده .. أدار ظهره ليضبطها تنظر له .. رفع حاجبيه متسائلا ببرود أشعل الدم في عروقها .. أحمرت وجنتيها و خفضت رأسها .. سمعت ضحكته الباردة يقول باستنكار مشمئز
_أوه إيما لا زلت تحمرين خجلا .. حسنا يا زوجتي .. أين هو عشيقك ؟؟
كأن صاعقة قد ضربت رأسها .. عشيق؟؟ أهذا ما يظن بها زوجها .. نظرت له بصدمة تقول بهمس
_عشيقي ؟؟
تجلي وجهه الغضب و هو يقول
_عشيقك .. لا تخبريني ألا عشيق لك .. فما من زوجة تسرق زوجها و تهرب و هو في أمس الحاجة إليها .. إلا لتهرب مع عشيقها ..
شعرت بقلبها يتوقف عن النبض و هي تنظر له بصدمة و عيون متسعة مشبعة بالدموع غير قادرة علي الهبوط ..
هزت رأسها بالرفض و ضعف تقول بقهر مشبع بألم..
_لا .. لا يوجد عشيق ..
نظر لها و عيونه ترسل شرارات الغضب ..
_ماذا إذا ؟؟ إن لم يكن هناك عشيق فما هو سبب هروبك يا امرأة ؟؟
هزت راسها بالرفض لا تستطيع إخباره .. لقد عانت كثيرا طوال الستة شهور لتحميه هو .. لن تستطيع إخباره .. معاناتها لمدة ستة شهور لن تضيع هباء .. أشاحت بنظرها عنه و هي تشد علي الغطاء بكفها ألما من تفكيره السئ بها .. اقترب منها بسرعة الفهد يمسك بكتفيها قائلا بقهر و عينيه تشعان ألم ..
_أخبريني لماذا هربت ؟؟ ماذا فعلت بالنقود و المجوهرات ؟؟ لقد أخبرتني إنك لا تهتمين بالنقود بل بي أنا .. لماذا فعلت ذلك ؟؟
فقالت بهدوء كاذب و كلمات تخرج من حلقها لتشعله بناره ..
_ما كان لك أن تصدقني ..
نظر لها بقهر و هو يمرر بكفه في شعره يشدها بقوة ..
_ما كان يجب ان أصدقك .. كم أنا احمق .. ساذج .. لا يعقل أن ألكسندر رينولدر تخدعه فتاة مثلك ..
اقترب أكثر منها و هو يقول بتهديد و عيونه تشتعل بالغضب ..
_لن أتركك بسلام إيميليا .. سأخرج الحقيقة من فمك بالقوة هل تفهمين ؟؟
لديك خمس دقائق تبدلين ثيابك و تخرجين لنتحدث .. لا تحاولي الهرب فأنا بالخارج ...
خرج من الغرفة ببطء بعد أن سحب المفتاح من قفل الباب و هو ينظر لها بسخرية ..
رفعت وجهها للسماء تناجي القوة من الله .. فعودته مرة أخري لا تشير إلي أي خير أو سعادة .. لقد هربت كثيرا و حان وقت المواجهة ..
خرجت من السرير و هي تنظر للباب الموارب و الذي رفض أن يغلقه .. ابتسمت بألم .. فمن كان يعطيها الثقة و الأمان .. سحب منها بلمح البصر .. تنهدت بنزق و هي تحدث نفسها بتجريح _أنت السبب إيمي .. فلا تحمليه أي ذنب .. أنت من صنعت هذا الوحش بجسد إنسان بعد ان روضته قبل سنة .. دخلت الحمام و فتحت صنبور الماء في المغطس البيضاوي الشكل .. فهي تحتاج تهيئة جسدها لمنح القوة له قبل البدء بالمواجهة .. خلعت ثيابها و دخلت المغطس بهدوء مخالف للمشاعر الثائرة بقلبها و جسدها و التي خرجت ثانية بقدومه .. أسندت رأسها علي حافة المغطس و هي تعود بذاكرتها للوراء ..
انـتهي البـارت
لـو لاقـيت تـفاعل راح اكـمل =)
التعديل الأخير تم بواسطة Ặñâ EšRąâ CO0L ^_^ ; 05-15-2014 الساعة 11:19 PM |