عرض مشاركة واحدة
  #84  
قديم 05-16-2014, 06:37 PM
 
الفصل الثامن

( بداية المعركة )


بدأت المعركة
وحان أوان الصراع
فأين هي النهاية ؟



تستلقي على فراشها .. تحدق بالسقف بينما تفكيرها أبعد من ذلك بكثير فمجريات الأمس قلبت موازينها ظنت أنها بهروبها ستبتعد عن الآلام التي رافقتها لثلاث سنين لكنها وجدت الآلام تلاحقها وتتربص بها دائما فما كادت تصدق إبعاد بريس عنها حتى أتت هذه المصيبة الجديدة التي أطاحت بها وهدمت آخر ما بها من أمل.
وها هي ذي الساعة تشير للسادسة صباحاً فأجبرتها على النهوض ووضع الورقة التي كانت بيدها داخل أحد الأدراج ثم خطت نحو دورة المياه لتغسل وجهها بالماء البارد لعله يعيد إليها نشاطها الخائر .
وما هي إلا دقائق معدومة حتى كانت خارجاً تسير بهدوء طوقه الكدر إثر الأمور التي جرت لها ولا تزال تجري فتهوي بها تارة وتارة ترتطم بها بعنف وعلى هذا المنوال الحزين وصلت آليس لموقع عملها الذي شرعت بالعمل فيه لتناسي الأحداث الماضية وبعد دقائق انظم إليها زملائها فلم يحن وقت الإفتتاح بعد لكن عليهم تنظيف المكان لذا كان الجميع يقومون بعملهم على أكمل وجهه حتى انتهوا وأخذوا خمس دقائق راحه قبل قدوم البائن مما أتاح الفرصة لكابرس للحديث مع آليس مبتدأ بالسؤاله عن حالها: " كيف حالكِ آلي "
نظرت له آليس مطولا قبل أن تجيب: " أنتَ أدرى بالحال "
لم ينطق كابريس بشيء بعدها لكنه إكتفى بوضع كفه على كفتها والربت عليه عسى ان يخفف عنها بالقليل .


***


حالة استئناف بدأت منذ الرابعة فجراً وجعلت المكان ينقلب رأساً على عقب فمنذ وصول آخر فاكس أعلنت حالة الطوارء في مركز الشرطة فها هو كيم يتسعد للخروج هو ووحدته وقد ارتدا واقي الرصاص بينما سامويل في الخارج يستعد للإنطلاق ولخطورة الأمر كان عليهما الإستعانه بفرناند ووحدته فكان سامويل في المقدمة يتبعه كيم ومن ثم فرناند التي تأخر بسبب ابلاغه المتأخر عن الأمر .
في غضون دقائق طوقت وحدات الشرطة مبناً من اثني عشر طابقاً حمل اسماً في أعلاه ( شركة ويلنتون )


***


داخل المبنى بالتحديد في مكتب حمل اسم ( المدير ) .. كانت الأوضاع مشحونة ومكهربة فقد وقف ثلاثة من الرجال أمام ليون الذي كان ينقر بأصابعه على الطاولة في محاولة لمنع نفسه من الهيجان وفي لحظة واحدة وقف وهو يرمي الأوراق من على المكتب ويصرخ بغضب: " ذلك الـ.... لا أصدق أنه فعلها .. بعد تلك السنين قام بخيانتي .. سأجلعه يندم .. سأجلعه ذليلا خاضعاً يلهث أمامي كالكلب طلباً للصفح .. ذلك الـ..... لويس "


***


دخل كيم المبنى برفقة فرناند واثنين من رجال الأمن بينما بقي سامويل في الخارج في حالة وقوع شيء ما .. ،وما كاد كيم يقترب من باب مكتب ليون حتى وصل لمسمعيه صوت تحطم الزجاج مما جلعه ومن معه يسرعون الخطى لفتح الباب لكنه كان موصداً من الداخل لذا وبإشارة سريعة من كيم لفرناند اتصل ذلك الأخير عبر اللاسلكي الذي يحمل في حزام بنطاله بسامويل ليحدثه بسرعة وهو يعود ادراجه: " سام لقد الهرب المجرم "
في الطرف الآخر لدى سامويل كان يراقب المكان بعينين صقر جاسر فما إن انهى فرناند جملته حتى لمح سيارة سوداء تنطلع من داخل المبنى مجتازة سيارات الشرطة فأسرع سامويل إلى اقرب سيارة ثم ركبها مسرعاً خلف تلك السيارة تبعته سيارتين أخريتين بينما باقي السيارات لم تتزحزح من مكانها .
لحق سامويل بتلك السيارة لكنها حاول جاهداً جعلها تتوقف دون فائدة لذا حمل اللاسلكي التابع للسيارة وقال: " الشارع الثامن الطريق الثامن والأربعين نحتاج مروحية ( هليكوبتر ) سريعاً .. رقم السيارة **** "
وهكذا قضى سامويل نص ساعة يلاحق تلك السيارة عبر الشوارع الرئيسية متخطياً سيارات المدنيين ببراعة مركزاً حدقتيه نحو مراده حتى فطن لشيء ما فعاد وحمل اللاسلكي ليقول: " المطار .. إن السيارة تسلك طريق المطار "
وبهذا الإستنتاج الفذ اغلق رجال الأمن الطريق المؤدي إلى المطار لكن إغلاقهم للطريق لم يمنع لمجريم من سلك طريقاً آخر عبر الأزقة والأحياء السكنية مما أبطأ من سرعة سامويل لحرصه على سلامة السكان وفي هذه الأثناء مره طفل من أمام سامويل جعله ينحرف عن مساره ويضغط على الفرامل بكل قوة جعلته يصتدم بجدار أحد البيوت مخلفاً شلخاً عليه وينفجر الكيس النيتروجين في وجه سامويل الذي قذف جسمه إلى الأمام بينما الزجاج الأمامي لتناثر في كل إ تجاه إثر السرعة العالية التي صدمت بها السيارة الجدار .



***


بعيداً عن هذه الأجواء النارية كانت هي تقف بإنتظار تسجيل طلب أحد الزبائن لكن إنقطاع المسلسل الذي كان يعرض على شاشة التلفاز في المقهى وظهور كلمة ( خبر عاجل ) جعلها تلتفت لترى ما يجري كما هو حال البقية
" داهم رجال الأمن اليوم الساعة السابعة وست دقائق شركة ويلنتون التجارية لسبب رفض رئيس الشرطة التصريح به .. وأثناء هذه المداهمه هرب مدير الشركة ليون ويلنتون داخل سيارة سوداء مسرعة لحقته 3 دوريات شرطة .. وإليكم مشهد من الملاحقة "
اتسعت حدقتا آليس وهي تراقب ما يجري بندهاش بينما كابريس تقدم من آليس وعينيه مصوبتين نحو الشاشة .. كلاهما لم يستطع التعبير عم انتابه في تلك اللحظة .. مزيج من الدهشة اختلطت بالسعادة دمجت مع الحزن .. لا شيء يستطيع وصف ما مرى به في تلك اللحظة عدا كلمة هربت من بيت شفتي آليس بصمت: " أمي "
حدق كابريس فيي آليس مطولاً لينطلق نحو المدير ويكلمه لعدة ثواني ثم يعود لآليس ويمسك كفها بحركة خاطفة ويجرها معه خارج المقهى وهو يقول: " حصلت على إذن من المدير .. سنذهب للقاء والدتكِ "
لم تعارض آليس بال تبعته بصمت .


***


بالقرب من الميناء بالتحديد عند المستودعات حصلت مداهمة أخرى لرجال الأمن حين طوقوا أحد المستودعات وإعتقلوا من فيها مصرحاً الضابط الذي قاد هذه المداهمة: " لمدة طويلة كنت أسعى للقضاء عليكم وبعد 10 سنين من العمل تمكنت وأخيراً من إعتقالكم .. أبشركم لن تذوقوا طعم الحرية أبداً " بعدها وجه حديثه لرجاله: " خذوهم من الأمامي "
باشر رجاله العمل بينما أكمل هو عمله بفتح الصناديق المغشوشة فقد تمكن المجرم ولسنوات من تهريب الممنوعات عن طريق دسها بين شحنة الأسمنت .. " حركة ذكية " هكذا علق الضابط .


***


في حي للطبقة الأرستقراطية وفي أحد منازلها كانت تجلس تشاهد نشرة الأخبار وعينايها مرقرقتان بالدموع بينما كان صاحب الزي الأسود يراقبها بصمت إلا أن تكلم أخيراً: " هل أنتِ متأكدة مم فعلته سيدة رامينيا "
أجابته المقصودة بحشرجة: " بسببه فقدت اثنين وأبعد عني اثنين لذا هو يستحق ما يصيبه "
_ لكن سيدتي ألم تفكري في مصلحة كريس وبريس
_ بلا فكرت وهذا مادعاني لأخذ هذه الخطوة
رنين الجرس قطع عليها حديثهما ليدخل بعد خمس دقائق من رنينه شخصيين اثنين فما إن رأتهما رامينيا حتى وقفت وتقدمت بإتجاه إبنتها وهي فاردة يديها بشتياق فما كان من الأخرى سوى الإرتماء في حضن والدتها تحت أنظار ثلاث أشخاص .. ثالثهم كان يقف عند الباب ويراقب المنظر بحنين من دون أن يقدم على حركة ما .. حتى إنتبهت له السيدة رامينيا التي بقيت تحدق به دون تصديق .. ولدها البكر .. حلمها الأول .. إنتظارها الأول .. يقف أمامها .. أهي في حلم أم علم .. أتراه خيال أم حقيقة .
تقدم منها لينس بخطوات ثابتة كعادته لكن ما إن تقلصت المسافة بينهما حتى تسارعت خطواته ولم يعي إلا وجسده ومحاط بيديها ودموعها تبلل شعره وهي تنطق باسم بشتياق بينما هو حبس عبرته وكتفى بعناقها .. صحيح أنه كان يتهرب منها وكان يلغيها من حياته لكنه لا يزال طفلاً صغيراً رغم كبر سنه يحتاج لأمه يحتاج لذلك الحضن الدافئ .. يحتاج لكف تمسح دموعه .. كف تمسح على شعره .. وما أجمل من كف الأم ليفعل كل هذا .. أما هي رغم جفائها عليه وبرودها في وقت مضى إلا أن قلبها كان يتألم عليه .. في كل ليلة كانت تبكي .. كانت شهقاتها تملئ أركان القصر .. كانت تنادي باسمه ليل نهار بصمت .. وهاهو ي أخيراً بين يديها .. لا يمكن أن تسمح له بالذهاب .. لايمكنها أن تدعه يرحل من جديد .. هذا مستحيل .. عانت مرارة فقدانه .. ولن تعيد الكرة مرتين .. وعلى الرغم من سعادتها برؤيتهما إلا أن شيء كان ينقصها عبرت عنه بقولها: " لا زال شطران من قلبي يؤلمانني "
فهم الجميع من كانت تقصد بعبارتها لذا عانقتها آليس من الخلف وقالت: " القليل فقط يا أمي وسوف يعودان .. أنا واثقة "
إبتسمت الأم وهي تبتعد عن عزيزيها لتوجه حديثها إلى كابريس الذي بقي صامةً: " كيف حالكَ يا بني "
توردت وجنتا كابريس وهو يجيب: " بخير سيدتي "
ضحك لينس بصوت مرتفع وقال: " أنظروا إلى الخجول لا أصدق هذا "
عبس كابريس وهو يجيب: " ألم تتعلم أن ترحب بصديقكَ بعد مدة من الغياب "
تقدم لينس من كابريس وهو يضحك بينما أنقض ذلك الأخير عليه ليسقطه أرضاً ثم قال: " لن أدعكَ تفلت بفعلتكَ كاب "
تظاهر كابريس بالإستسلام لكنه وبحركة خاطفة أطاح بكابريس أرضاً ليصبح هو فوقه مم جعل كابريس يفتح عينيه بتعجب وقبل أن يسأل أجابه لينس بثقة: " لم تذهب السنة التي غُرِبت فيها هباءاً .. فقد جعلت مني أقوى من ذي قبل "
إبتسم كابريس بإثارة ليردف: " هذا رائع .. لنرى من الأقوى بيننا "
وماكادا يبدآن التحدي حتى قالت آليس بهدوء وهي تحدق بالتلفاز: " لقد هرب "
لم يعي أحد من كانت تقصد بـ لقد الهرب .. لكن حين انتبهوا لنشرة الأخبار كان التالي
" بعد ساعة كاملة من المطاردة تمكن المطارد من الهرب والإختباء حتى المروحية لم تتمكن من العثور على أثر له "
صمت تسلل إليهم .. سكون حاصر أجوائهم .. لم يستطع أحدهم النطق بكلمة .. رامينيا تهاوت على الأرض .. آليس بقيت صامدة تصارع السقوط .. لينس توقف عن الحركة .. كابريس اشتاط غيضاً وحقداً .. وأخيراً لويس .. لكن مهلاً أين ذهب لويس لم يعد له وجود !!


***


بعيداً عن هذه الأجواء وفي أحد سيارات الأمن كان كيم يحاول جاهداً الإتصال بسامويل لكن لا رد .. منذ أن ألبغهم أن المجرم ذاهب بإتجاه المطار إختفى ولم يظهر ثانية .. ومن الوحدتين اللتين كانتا تلاحقان المجرم عرف أنهم أضاعوه وأن سامويل هو الوحيد الذي كان لا يزال يلاحقة .. ولكن سامويل لا يجيب .. لا على اللاسلكي ولا حتى على هاتفه .. صمت سامويل هذا جعل كيم يقلق عليه ويبدأ الوسواس بالتسلل إلى قلبه شيء فشيء .. ولقرب الصلة بين هذيين الاثنيين لم يطق كيم هذا أكثر لذا إتصل بأحد العاملين في قسم تحديد المواقع وطلب منه تحديد موقع السيارة التي كان يقودها سامويل ما هي إلا نصف دقيقة حتى علم موقع السيارة لينطلق مسرعة بحثاً عن سامويل .. وحال وصوله للموقع رأى تجمهراً كبيراً جعله يبتلع ريقه بخوف لكنه تحامل على نفسه وتابع السير بتجاه التجمهر ليفسح له الناس الطريق بعد أن شاهوا زيه العسكري .
ببطئ تقدم كيم من السيارة الملاصقة للجدار وهو يدعو في قلبه أن لا يكون سامويل بداخلها .. وخابت كل ضنونه ورجاويه في اللحظة التي أبصرت عيناه جس دسامويل المتهاوي على مقود القيادة و .....


ضرب من الجنون ما يحصل
صدمة تليها أخرى
ولا شيء غير الندم
رد مع اقتباس