عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-18-2014, 06:32 PM
 
Wink ~♥قصة مُبدعةه~♥ _-'' شَهِيدُ الْحُرِيَّةِ ''-_ بِقَلَــــــــــمِي





♪ ♫ ♪



روعةه أختي أستمري في وضع بصمتككِ هُنا

كيف أحوالكم أصدقائي
أنا الكونتيسة مريم يا اللي ما عرفني :/::/:
هذي ثاني قصة قصيرة لي في هذا القسم من تأليفي
أطلقت عليها اسم "شهيد الحرية"
القصة مشاركتي في مسابقة للإبداع القصصي بمدينتي..
وهي تنحصر في مجال المواطنة..
دون تأخير:

*.........................*
في كل طلوع وأفول للشمس كنت أشهد يد المستعمر تغوص أعمق فأعمق في وطننا الحبيب و أرى بأم عيني ما خلفته عقلية المستبد من ضحايا خلفها غير آبهة للنفس الإنسانية التي تحتل المراتب العليا عند رب العالمين، وفي المقابل انتشر بين أبناء شعبنا موجة من الجبن لم يشهد لها مثيل كما تنتشر النار في الهشيم، فلا هم يحسون، ولا هن يغِيرُون، بل تركوا أرضهم لغرباء يمشون عليها ويلطخونها بنفوسهم البديئة الدنيئة. قلة هم من تحرك فيهم شيء يسمى الوطنية، لكن ما باليد حيلة فهم مغلوبون عن أمرهم، لا سلاح ولا ذخيرة، لا يملكون سوى أيديهم العارية و نفوسهم السامية، ولم يكن الإنسان يوما بالغبي ليقتاد نفسه للهاوية، فلم يجدوا بين أيديهم إلا مناجاة الله العليم بأمرهم، والأدرى بمحنتهم وكربتهم، ينتظرون الفرج، وقلوبهم تنسج الآمال الكثيرة، لكن العاقل منهم سيدرك فورا أنه لا يوجد ما يحقق دون تضحيات، فلا بد من المخاطرة لبلوغ الهدف الأسمى، لكن مصيبة العصر الحقيقية أن لا أحد مستعد للتخلي عن حياته في سبيل تحرير الوطن، فأي شجاعة هذه؟ لم يكن الرجل المقدام هكذا يوما..وما أعلمه من أمر هذا الأخير أن حياته رخيصة مقابل وطنه، وبينما نحن ننتظر أن تتحرك كرمة الجبناء وتقوى همة الشجعان، أصبحت شورعنا أشبه ما يكون إلى ساحات المعارك الضارية، تكسوها دماء الأبرياء وجتثهم، وليس لهم أدنى دخل لا من قريب ولا من بعيد في أمور السياسة المعقدة تلك، هم عقبة وحسب تمت إزالتها بأبشع الطرق كما هي حل كل شيء آخر. كنت ترى الجبناء يجدُّون في البحث عن بر الأمان تحت جناحي المستعمر اللعين، يبيعون بلدهم بأبخس الأثمان كما لو كان سلعة رخيصة تناقلتها يد المتسولين، ويل لهم ولجشعهم الذي أعماهم عن إدراك حقيقة أنهم فانون لا محالة، وأنهم ملاقوا ربهم. وكنت بين كل ذلك مجرد صحفي بسيط أجهز ذخائر الحروف، والقلم سلاحي القوي، لكنني كنت أتسائل بالحاح كل مرة ترى لمن كنت أكتب؟ ألجشعين يتهافتون على دينار أو ديناريين حتى لو كان ذلك على حساب أناس أبرياء؟..أم لجبناء رموا كرامتهم خلفهم و اقتادوا أعناقهم للمشنقة بملء ارادتهم؟.. فيعاودني قلبي بجوابه الواضح: بل أنا أكتب لمن لا يزال قلبهم ينبض حبا للوطن و ما تزال ذرات الإخلاص متناثرة على أفئدتهم و أنا أولهم، حاولت جاهدا ايقاظ ما دفن فيهم من غيرة على أرضهم الأم، وكنت أعلم في قرارة نفسي أنهم كثر، فكل ما كانوا يحتاجونه دفعة بسيطة لتتوسع أعينهم على رؤية آفاق المستقبل، مستقبل سيتسم ان شاء القدير بالحرية و الأمان. طوال بحثي عمن سيساندي لنحرر ترابنا من اقدام الغرباء التي ما انفكت تدوسه بوحشية، كنت أمني نفسي بايجاد القليل منهم، فلم يخب أملي، فكثر هم من تركو عائلات ورائهم و انضموا الي عن كامل اقتناع وقد كنت سعيدا لأنني استطعت أن أعطيهم تلك الدفعة التي يحتاجونها. وبعد اجتماعات سرية كثيرة كنا في غالبيتها نحاول جاهدين التواري عن أنظار الشرطة، استطعنا ولأول مرة البروز للعلن في مظاهرة سلمية حملت اسم " الثمن غالٍ لكن الحرية أغلى"، طفنا شوارع المدينة الرئيسية نندد باستبداد ما كنا ندعوهم: "نبلاء الرذيلة" أولئك الذين لم يبرحوا مرحلة الحيوانية بعد فهندامهم هندام نبيل لكن باطنهم بدائي لأقصى الدرجات، فمن يسلب الآخرين حياتهم كأنه هو من منحها لهم في بادئ الأمر من غير المعقول أن يحوي قلبه ذرة تحضر. كان من البديهي أن نتوقع منهم مهاجمتنا لفض المظاهرة، لكننا لم نتوقع الكم الهائل من الأسلحة التي أحضروها معهم، انهم بالفعل يودون الإجهاز علينا و تدمير الحركة، لكن عبثا يحاولون فإن نحن رحنا قام من بعدنا الكثيرون، قصدونا و نصب أعينهم ارداؤنا البعض منا فر مذعورا لكن الأغلبية بقوا صامدين صمود الصخرة أمام الريح العاتية، لن ننكر أبدا أنها كانت لحظة ترتعد لها الصدور فلا يفصلنا عن قبورنا سوى خطوات معدودات، وقد بدا جليا لي في تلك اللحظة أن الرهبة و الخوف قد بدئا رحلتهما داخل قلوب رفقائي فشحوب وجوههم وقسماتهم الفزعة كانت كفيلة بتأكيد هذا الأمر لي. و كنت قد علمت من بعض المعارف أنني مطلوب لدى سلطات الإستعمار بسبب مقالاتي وما تثيره في نفس أبناء وطني من غيرة على بلدهم و ما أنشره من أفكار للتحرر من الإستعمار... فربما كنت الأول بين أصدقائي من يجب أن يفزع و يهلع لكنني على العكس كنت بارد المشاعر لست بخائف من الموت فهو قدر علي مواجهته ولا فائدة من الإختباء كالفأر منه، بل الأحرى بي رفع رأسي عاليا فأنا سأموت في سبيل الوطن. و بينما كنا واقفين هناك نردد شعاراتنا وندعو لتحرير بلدنا من براثن هؤلاء الغرباء.. كنت شاردا أفكر فيما ستؤول إليه الأمور، فما شعرت بنفسي حتى ورصاصة تخترق جسدي، لا بل تخترق قلبي على الأخص... لقد كانت ضربة مميتة..من بندقية كان مالكها يترصدني مذ البداية... سقطت جريحا أتخبط وأنا أنزف بعنف... عاتبت نفسي للحظة لأنني لم أعش لأنهي مهمتي مهمة تحريري لبلدي ،تحلق أصدقائي حولي بعيونهم المليئة بالأمل أمل حصولنا على استقلالنا.. و ما زاد غبطتي و جعلني أموت موتا هنيئا لا أشكو فيه ألما من ألالام الإصابة جملة خليفي ونائبي: ارقد بسلام يا قائدنا وصديقنا.. فنحن نعدك وعد الحق أننا حاصلون على استقلالنا مهما كلف الأمر.. ونبشرك أنك شهيدنا، وشهيد الأمة جمعاء وأن موتك لن يذهب سدى.. فقد أيقظت قلوبنا من ظلال دامت طويلا..... ابتسمت له ابتسامة كانت الأخيرة لي وقضى فيَّ الله أمره........
اِنْتَهَتْ..
*..........................*
أنهيتها و الحمد لله..
هذه قصتي المتواضعة حاولت فيها التطرق لموضوع المواطنة كما طلب منا...
وحاولت اظهار الشجاعة الحقيقية من انسان بسيط..
وحاولت اظهار الإخلاص من خلال جملة الصديق الأخيرة...
حاولت تبيان جبن بعض الناس وجشعهم و خيانتهم...
أتمنى أن تقبلو ما خطته يدي في ساعة اطراق وتفكر في القيمة الحقيقية للمواطنة.......
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه





التعديل الأخير تم بواسطة ℓσяєєη• ; 07-06-2014 الساعة 01:26 PM
رد مع اقتباس