( العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 2 )
من سلسلة : العدل والظلم : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين ( 3 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعداللحيدان .
منذ خلق الله الإنسان ، والإنسان المؤمن يتوّجه دائما بقلبه ولسانه وأعماله إلى الله . وأمّا الكافرأوالشاكّ فيتوجّه ، أيضا ، إلى الله في أوقات لا يجد فيها ملجأ آخر ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) ، ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ، ( فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ، ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ) .
فلا يوجد إنسان لم يتوجه في يوم من الأيام إلى الله تعالى في أمر من أمور الدنيا أو الآخرة مهما كانت ديانته أو انتماؤه أو عرقه ، مؤمنا كان أم كافرا، غنيا كان أم فقيرا ، عالما كان أم جاهلا ، ملكا كان أم خادما . فهو توجه غريزي من الضعيف العاجز إلى القويّ القادر ، ومن الفقير المحتاج إلى الغني ، ومن المملوك إلى المالك ، ومن الناقص إلى الكامل .
وحتى أولئك الذين لايقولون بوجود الله ، فإن بعضهم لابدّ أن يدعو جهة أخرى أو شخصا آخر له مقامه ومنزلته ، ويرغب إليه ويرجوه لحاجة من حوائج الدنيا أو لجاه أومنصب أو ما شابه ذلك ، وما هذا إلا من صور الدعاء . .
من غايات الدعاء تقوية الارتباط والصلة بين العبد وخالقه ، لأن الدعاء عبادة من نوع خاص جدا عمادها التوجه إلى الله سبحانه وتعالى والبوح بالنقص والعجز وطلب المغفرة والتوفيق والكمال والفضل والعون والنصر .
والدعاء لكلّ شيء ، فليس هناك أمر من أمور الدنيا أوالآخرة إلا وللدعاء نصيب فيه . فالدعاء يكون لدفع الضرر مهما تنوع ولجلب المنافع مهما تنوعت أيضا ولغفران الذنوب والتجاوز عن أخطاء ومعاصي العباد مهما زادت أو نقصت ( بشرط التوبة ) . .
نظام الثواب والعقاب في الإسلام قائم على أساس إثابة المطيع ومعاقبة المسيء ، وبهذا النظام يأخذ كل ذي حق حقه ، وعلى هذا الأساس تسير الأمور بعدل ودون ظلم ، ودون أن يفكر الناس بالاعتداء على بعضهم البعض . والدعاء يقبل من المظلوم والمعتدى عليه فقط ، أمّا المعتدي والظالم فلا يقبل الله منه الدعاء قبل أن يردّ المظالم ويعفو عنه المظلوم والمعتدى عليه وبشرط أن يعفو المظلوم وهو في حالة القدرة الكاملة على استعادة جميع حقوقه ممّن ظلمه حيث لا معنى لعفو العاجز أو الخائف أو المجامل .
فلو قبل الله تعالى من المعتدي والظالم التوبة بمجرّد الاستغفار والدعاء وعفا عنه ، فسوف يشجعه هذا العفو على معاودة الإساءة إلى الآخرين وظلمهم مرة أخرى على أمل انه سيدعو الله بعد كل إساءة وظلم فيعود عليه الاستغفار والدعاء بالعفو والمغفرة . .
في قبول الدعاء من الظالم قبل ردّ المظالم ضياع للنظام الإسلامي القائم على أساس العدل والإنصاف ومحاسبة المعتدي ونصر المظلوم . والله سبحانه وتعالى أعدل وأحكم وأعظم من أن يرضى بالعبث بالقوانين الإلهية والأنظمة التشريعية وأن يتساوى الصالح والطالح والظالم والمظلوم ، وهذا لا يتعارض مع كونه سبحانه وتعالى صاحب المشيئة و ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) . .
لاستجابة الدعاء شروط لاتتوفر عند بعض الداعين ، ولذلك لانرى استجابة لدعائهم . ومن هنا نعلم إن الله سبحانه وتعالى لايستجيب إلا وفق نظام وحكمة ارتضاهما لعباده ، وفيهما حفظ النظام الأصلح للبشرية ، لأن عدالته سبحانه وتعالى تنسجم مع حفظ نظامه الحكيم العظيم ، سواء بالاستجابة أو عدمها وبحسب تقديره جلت قدرته ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) . .
هكذا يتبين أن الدعاء حكمة إلهية ربانية ، وليس عادة قائمة على العبثية وخالية من الأهداف والغايات النبيلة . فهو تشريع إلهي قائم بمبادئ خاصة به ضمن سياق التشريع الذي جاء من أجل هداية البشر وتوفير فرصة للعاصي حتى يتدارك ما فاته من الطاعات ، وللمطيع ، أيضا ، حتى يزداد إيمانا وحتى لايقنط أحد من رحمة الله حيث ان القنوط من رحمة الله من أعظم الذنوب التي تستوجب أشد العقوبات منه تعالى . .
قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، ( قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ ) .
بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعداللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالما أو مظلوما ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعداللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالما أو مظلوما ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعداللحيدان )
|