( العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 2 )
من سلسلة : العدل والظلم : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين ( 19 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعداللحيدان
الدعاء قد يردُّ القضاء ويدفع البلاء . وهو من أقوى الاَسباب التي يدفع بها البلاء ويكشف بها السوء والضرُّ والكرب والظلم ، قال تعالى : ( أمّن يُجِيبُ المضطرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السّوء ) ، وقال تعالى : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين ) . َ
ووردت أحاديث وآثار في هذا الباب ، تدل على إمكان دفع الضرر ورد القضاء ودفع البلاء بالدعاء والتضرّع والاقبال إلى الغفور الرحيم بقلب يملؤه الاخلاص ويعمره الاِيمان .
ولا يتنافى الدعاء مع الاعتقاد بالقضاء والقدر ،
وقد قالت اليهود بشيء من هذا ، قال الله تعالى : ( وقالتِ اليهودُ يَدُ اللهِ مغلُولةٌ غُلَّت أيديهم ولُعنُوا بما قالُوا بل يداهُ مبسوطَتانِ يُنفقُ كيفَ يشاءُ ) .
قيل : قالت اليهود : إنّ الله لما خلق الاَشياء وقدّر التقادير ، تمّ الاَمر وخرج زمام التصرف الجديد من يده بما حتّمه من القضاء ، فلا نسخ ولا استجابة لدعاء ؛ لاَنّ الاَمر مفروغ منه !
وقد تسرّب أشباه هذا الاعتقاد في جملة ما تسرب من معتقدات اليهود والاسرائيليات إلى شيء من التراث الاِسلامي العريق الذي ينبذ بوضوحه وإشراقه كل وافدٍ غريب لا يمتُ إلى الدين القويم وشرعة الاِسلام الحنيف بصلة .
وممّا قال بعضهم : إنّ المطلوب بالدعاء إن كان معلوم الوقوع عند الله تعالى كان واجب الوقوع فلاحاجة إلى الدعاء ، وإن كان غير معلوم الوقوع كان ممتنع الوقوع فلاحاجة أيضاً إلى الدعاء ،
وقال آخرون : المدعو ( المطلوب ) إن كان قدراً لم يكن بدّ من وقوعه دعا به العبد أو لم يدع ، وإن لم يكن قدراً لم يقع سواء سأله العبد أم لم يسأله .
والكتاب الكريم والسُنّة الشريفة يجيبان على مثل هذه الشبهات . لكن البعض ظنَّ بصحتها ، فتركوا الدعاء وسائر أعمال البرّ ، لاعتقادهم بأن للاِنسان مصيراً واحداً لا يمكن تغييره ولا تبديله ، وأنه ينال ما قُدّر له من الخير أو الشرّ ، وذلك نابع من جهلهم وظنهم أن الدعاء أمرٌ يعارض القضاء والقدر وبعيد عن الحكمة الالهية . والواقع أن الدعاء وإجابته لا يتعارضان مع القضاء والقدر ومع الإيمان بهما ، وأن المقدَّر معلّق بأسباب ومن أسبابه الدعاء ، ومتى أتى العبد بالسبب وقع المقدَّر ، وإذا لم يأت بالسبب انتفى المقدَّر . ويعتبر الدعاء من أقوى الاَسباب ، وليس شيء من الاَسباب أنفع منه ولا أبلغ في حصول المطلوب ، لما ورد في فضله من آيات الكتاب وصحيح الحديث والاَثر .
فالعدل واجتناب الظلم والدعاء والذكر والصدقة وصلة الاَرحام وبر الوالدين واصطناع المعروف تحوّل شقاء الاِنسان إلى سعادة ، بأن تزيد في عمره ورزقه وتقيه مصارع الهوان وتدفع عنه ميتة السوء وتزكي أعماله وتنمي أمواله ، وما إلى ذلك من الآثار الكثيرة الحسنة الواردة في الكتاب والسنّة .
وعلى العكس من ذلك فان الظلم واقتراف الذنوب وارتكاب السيئات كقطيعة الرحم وعقوق الوالدين وسوء الخلق وغيرها تحوّل مصير الاِنسان من السعادة إلى الشقاء .
قال تعالى : ( إنَّ اللهَ لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيّرُوا ما بأنفُسِهِم ) .
فالاِنسان ليس محكوماً بمصير واحد مقدور غير قابل للتغير والتبديل إطلاقا ، بل أنّه يستطيع أن بلجأ إلى الله ليغيّر مصيره لكي ينال سعادة الدارين بحسن أفعاله وصلاح أعماله . ومن وسائل هذا اللجوء الدعاء والتضرع ، وقد صحّ عن عبدالله بن عباس أنّه قال : لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر .
وهذا ممّا يبعث الرجاء في القلوب المظلمة كي تشرق بنور الاِيمان ، ويبعث الأمل في أفئدة المذنبين ، فلا ييأسوا من روح الله ، بل يسعون للخلاص بالدعاء والتضرع والذكر وسائر أعمال البر ، فإنّ يدي الله سبحانه وتعالى مبسوطتان بالرحمة والمغفرة.
والقول بسيادة القدر على اختيار الاِنسان في مجال الطاعة والمعصية قول بالجبر ، والجبر باطل بموجب الكتاب والسُنّة . و الجبر يفضي إلى القول بتعطيل جميع الاَساب وإلغاء الداعي إلى إرسال الرسل وإنزال الكتب ، وإلى بعث اليأس والقنوط في النفوس ، فيستمر الفاسق في فسقه والظالم في ظلمه والمذنب في ذنبه ، وذلك خلاف مشيئة الله وحكمته القاضية بأثر الدعاء في رد البلاء وأثر التوبة في طلب المغفرة والرحمة وأثر صلة الاَرحام في طول الاَعمار والآثار الإيجابية لسائر أعمال البر وصنائع المعروف .
وبالدعاء ينال ما عند الله تعالى من الرحمة والمغفرة والنجاة من العذاب في الآخرة ، وذلك من أبرز آثار الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه ؛ لاَنّ عطاء الله عظيم ولا نفاد له .
بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعداللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالما أو مظلوما ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعداللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالما أو مظلوما ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعداللحيدان .)
|