تمت قيادتي للغرفة التي سوف أنام فيها هذه الليلة، بالنسبة للوي فغرفته بجانبي، أما هانتر بجانب لوي، على كل! ما إن دخلت الغرفة حتى ذهلت عيناي مما رأيت، غرفة واسعة المساحة، مغطاة بورق جدران مزخرف بزخرفة نباتية فاتنة، أثاث مرتب و متقن الصنع، و قد كان هناك مصباح متدلي من السقف يبعث في المكان ضياء مائل للذهبي.
كنت أضع على رأسي منشفة بيضاء، ما إن دخلت حتى رميتها على الارض و أنا أحدق بالمكان، فقطعت تلك الخادمة التي قد وصل بها الزمن مواصيله حبل أفكاري و هي تقول: يمكنك إستخدام الحمام هنا، و أنا سوف أحضر لك الملابس.
كانت خادمة كبيرة في السن، وجهها قد غزته تجاعيد و علامات تقدم السن بها، لكن عينها كانت تزال زرقاء لامعة، أما شعرها فقد كان أبيضاً ممزوجاً بشعر أشقر قد بدأ يختفي رويداً رويداً وراء ذلك اللون الابيض.
شكرتها ثم إنصرفت لجلب الملابس المزعومة، فخلعت ملابسي و دخلت الحمام، كان مثل المتوقع راقي يليق بالغرفة نفسها، على كل! ملأت حوض الاستحمام بماء ساخن، ثم دخلت داخله و مددت أطرافي بأكملها للأنه كان واسعاً، ثم أدخلت رأسي و جسمي بأكمله داخل الماء لكي أبحر قليلاً لعالم العدم، أريد أخذ فترة نقاه و لو كانت قصيرة بسبب اجترار هذه الاحداث الغامضة..
حديث لوي ووالد جاك، السيد ستيفين، هذا ما كان يشغل بالي و أنا غارقة في حوض الاستحمام هذا، حسناً، لا أعتقد بأنني قد فهمت شيئاً، لكن لوي و على عكس عادته قد قلل من قدر الذي أمامه هذه المرة، و أنا أعني ما أقوله، هو عادة ما يحب إحراج الناس و إسكاتهم و إفحامهم في المناقشات الجادة لكنه لا يقلل من قدرهم، لكن هذه المرة مختلفة، لقد سأله "هل الانسان يكلم الحشرات".. أليس هذا يعني بأنه يعتبره مجرد حشرة؟ لكن لماذا؟ هل بسبب الشجار الذي كان يتكلم عنه بين والد جاك ووالده..؟
أشعر بأن رأسي يدور بمجرد التفكير في هذه الامور المعقدة!
بدأت الاسترخاء بدون شغل ذهني بأي شئ ،بعد أن مضى الوقت و شعرت بأن جلدي قد بدأ يتجعد من الماء، إنتصبت على رجلي و لففت منشفة طويلة بيضاء حول جسمي، ثم خرجت، للأرى ملابس موضوعة على السرير، توجهت نحوها و أخذت أنظر لها، كان عبارة عن رداء أحمر بدون كم يصل للركبة، محدد بخطوط مذهبة عند أسفل الصدر ..
أمسكته لكي ألبسه، لكنني توقفت قليلاً و أخذت أتحسس القماش جيداً، إنه مصنوع من الحرير، الحرير الطبيعي!
وقفت مكاني أفكر و أنا مندهشة، حتى لو كنت ضيفة ألا يوجد أي رداء من حرير صناعي أو قطن؟ أم هذا شئ طبيعي بالنسبة للناس الاغنياء يا ترى؟ أليس الحرير الطبيعي غالي الثمن لكي يعطونه لضيف لكي يترديه؟ أم أنا بدأت أفقد حاسة اللمس يا ترى؟!
عندما أدركت بأن لا طائل من التفكير، إرتديته بصمت، ثم ذهبت للمرآة أنظر لنفسي، فجأة! فتح الباب لتظهر تلك الخادمة العجوز مرة اخرى، فقالت لي بإبتسامة: هل أعجبك الرداء؟
شعرت بالخجل و قلت لها بتلعثم: ن-نعم، شكراً.
فجأة تلاشت الابتسامة و لم ينطق وجهها بأي ملامح، ثم تقدمت لي و قالت لي بأن أجلس لكي تمشط شعري بنفسها، حاولت الرفض لكنها أصرت، عندما جلست، أخذت شعري الاشقر بين يديها ثم أخذت تمسح عليه و هي تبتسم، بينما أنا صامتة، قالت لي: تملكين شعراً جميلاً، إنه يلائم مع الرداء الاحمر.
تصنعت الابتسامة و قلت لها: ح-حقاً؟ شكراً.
ثم سألتها محاولة فتح موضوع ما: هل تقدمون للضيوف هذه النوع من الملابس دائماً؟
فأجابتني بعد أن تغيرت نبرة صوتها: لا، في الحقيقة السيد جاك هو من أمرني بأن أعطيك هذه الملابس.
إلتزمت الصمت لفترة، ثم قلت لها بإبتسامة مصطنعة: إذن، هل هذه الملابس كانت ملك أحدهم؟
أنكست رأسها للأسفل و قالت لي: كان من المفترض أن تكون هدية خطيبته.