صدقوني إن أعظم الأعمال ولدت من رحم الألم. فهذا الرسام التشكيلي "محمد اسيخام"بن"ازفون"عبر عن لوحاته مأساة انفجار اللغم الأمريكي الذي وجده وهو يلعب. وما درى حين فتحه بفضول الأطفال انه معد للقتل.أما فيكتوري هيقو فجعلته فاجعة غرق ابنته "ليو بولدين"رفقة خطيبه يكتب بلا هوادة.و "أبو العلاء " ما كان أملى على كتابة سطر من رائعته "رسالة الغفران"أو من روائعه الشعرية لولا فراره من عالم العمى الذي أطفا نور عينيه.وجعله رهين المحبسين.أيمكنكم تخيل إنسان لم ير منكل الكون إلا لون ثوبه المعصفر الذي ألبسته إياه أمه على أمل أن يشفى؟
حرقة فراق من نحبهم من غيد.كما عند "مجنون ليلى"....حرقة من خطفهم الموت فسبقونا إلى القبر كما عند "نزار"و انه"توفيق"لوعة ما سلب منا من أوطان مثل"محمود درويش "و حبيبه الكل"فلسطين"
هذه النماذج و غيرها سارت مدفوعة بوقود الحزن من عالم أصحابها الموجوع إلى عالمنا الممتع...
و لكن كيف لجيل يريد أن يكتب رواية في رقم قياسي أن يفهم مشاعر الكاتب الأصيل؟.نحن الآن وربما كلنا نريد تحرير مشاعرنا ولكن كيف؟الروايات التي تطغى عليها الرومانسية تتحول إلى مجرد كتابات بالية.هل نسيتم "الحب العفيف"؟ذلك الذي جسده "طه حسين"في رواياته.
كلنا بشر...نريد أن نعبر عن مشاعرنا ولكن ليس الكتابة كل شيء..تلك الروايات التي يمثل فيها عاشقين ادوارا لا تناسبهما.
أين أنت من عنترة "العبسي" الذي تظهر رجولته بمحاذات الحب حين يقول لعبلاه
-وددت تقبيل السيوف لأنها لاحت كبارق ثغرك المتبسم.
إنما لا وزر على عنترة اليوم اذا دفعته عبلاه-المبالغة في التبرج-إلى القول
-وددت تقبيل البطيخة إذ أنها لاحت كأحمر شفاهك المتراكم.
أظن انه قد حان الوقت لكي يكتب الروائيون مثل الفنانين العظماء.الم يحن الوقت بعد؟انا حقا منزعجةمن تلك الروايات التي يدعي كتابها انها رومانسية ولكنها في الاصل مجرد كتبات لا مغزى لها اومعنى.
وتذكروا
و ما كل كاتب إلا سيفني...و يبقي الدهر ما كتبت يداه...
فلا تكتب بفك يدك إلا شيء...يسرك يوم القيامة أن تراه...
وبهذا اختم موضوعي المتواضع...
و للأمانة بعض المقولة منقولة...