عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-13-2007, 06:52 PM
 
عشر ذي الحجة.. آلام وآمال!

أهلت العشر المباركة.. أفضل أيام العام.. عشرٌ "العمل الصالح فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله"!
أهلت على أمة جعلها الله تعالى {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.. فيا ترى ما المأمول من خير الأمم في أفضل أيامها التي باركها الله جل وعلا؟!
المأمول كثير.. ولكن قليل فاعله!
فمن المأمول: أن تكون وقفة كل امرئ مع نفسه في هذا الموسم العظيم؛ ليست لتصحيح العبادة بمفهومها الضيق فحسب؛ من كثرة صلاة وصيام وتصدق وذكر ودعاء (وأكرم بها من عبادات عظيمة)، ولكن لتصحيح العبادة بمفهومها الشامل الذي يعم ليل المسلم ونهاره، صبحه ومساه، نطقه وصمته، حركاته وسكناته، وأخلاقه ومعاملاته؛ فالعبادة كما يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى هي: "كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة"!
وإن للعبادة لآثاراً تبشر بالقبول بإذن العفو الغفور؛ فليلتمسها المجتهدون بالأعمال الصالحة.. في صلاح ذات بينهم وحسن مخالقة الخلق، ونبذ أسباب الشقاق ومساوئ الأخلاق؛ فإن العبد إذا أصلح ما بينه وبين الله جل وعلا أصلح الله ما بينه وبين الناس.
ومن المأمول كذلك: أن يتعدى عمل المسلم الصالح حدود نفسه إلى بيته؛ فيحثهم على مثل ما يجتهد فيه، فتجتمع له أجور مضاعفة بفضل الله ورحمته، ويزداد ذلك كلما امتد أثر المسلم الصالح إلى من حوله من جيران وزملاء، مع ما في ذلك من الإسهام في تكثير عمل الأمة الصالح في هذا الموسم؛ عسى أن يكون سبباً في إجابة الدعاء بكشف المحن عن المستضعفين، وشد أزر المجاهدين، وكف بأس الباغين والمعتدين.
ومن المأمول من أمة الخيرية في خير أيامها: أن يكون من أعمالها الصالحة فيها: مواساة إخوان لهم شرّدهم الطوفان، وآخرين يعانون شظف العيش، وأقليات تنتظر بفارغ الصبر من يعلّمها دينها، وغير هؤلاء كثير ممن ينتظرون المواساة والعون بالدعاء والمال!
ولئن كانت المحن والمآسي تحيط بالأمة الإسلامية.. فإن رحمة الله أوسع، وهي قريب من المحسنين؛ فلنر الله من أنفسنا وبيوتنا خيراً في هذه العشر المباركة، وليعلم كل من يصلح نفسه وبيته، وما بينه وبين الناس، ابتغاء رضوان المولى الجليل؛ أنه يسهم بذلك في صلاح الأمة وعودها إلى صراط الله المستقيم. وليحذر امرؤ أن تؤتى الأمة من قبله؛ بغفلته وتفريطه!
الآلام كثيرة.. لكن الآمال كبيرة.. لأنه موعود الله للأمة مهما تكالبت عليها الأمم: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
رد مع اقتباس