عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-28-2014, 11:47 AM
 
الكفريات في شعر محمود درويش(3)



لقد صدمتني الهالة الإعلامية الصاخبة التي واكبت موت «محمود درويش»، حيث ارتدى بعض الإعلاميين من المذيعين والمذيعات اللباس الأسود حدادا على شاعر الأمة من وجهة نظرهم القاصرة، وأصبحت أصواتهم مصبوغة بأنين الحزن والنحيب، ولا تكاد الكلمات تخرج من أفواههم، وكأنهم فقدوا بطلا حقيقيا، حقق لهم آمالهم في استخلاص أراضيهم ومقدساتهم المحتلة من قبل اليهود.
وقدمنا لحلقتين سابقتين من كلماته ولاسيما فيما يتعلق بالله عزوجل وأنبيائه الكرام ، ونستكمل حديثنا عنه ووتجاوزاته.
عاشق فلسطين وعاشق الصليب
محمود درويش ينطلق بشعره انطلاقا شيطانيا بتخبط في بحار الظلام ومستنقعات الكفر، ونسي أنه ينتمي إلى عائلة مسلمة فلسطينية، ومع ذلك نراه يشكر الصليب ويعتده مصدر النور والهداية.
قال في قصيدة بعنوان «قاع المدينة»: شكراً صليب مدينتي شكراً، لقد علمتنا لون القرنفل والبطولة، يا جسرنا الممتد من فرح الطفولة، يا صليب إلى الكهولة، الآن نكتشف المدينة فيك، آه يا مدينتنا الجميلة(1).
ويقول في وصف فكره ومن أين خرج في قصيدة بعنوان: «كتابة بالفحم المحترق»: ولكني خارج من مسامير هذا الصليب لأبحث عن مصدر آخر للبروق، وشكل جديد لوجه الحبيب(2).
وقال : إن الصليب مصدر النور، وذلك في قصيدة: «حبيبتي تنهض من نومها»: كيف اعترفنا بالصليب الذي يحملنا في ساحة النور؟ لم نتكلم، نحن لم نعترف إلا بألفاظ المسامير(3).
قوله بصلب عيسى عليه السلام
قال في قصيدة بعنوان: «يوميات جرح فلسطيني»: ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب ظل طفلا ضائع الجرح جبان(4).
أما عقيدتنا نحن في مسألة الصلب، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما} (النساء: 157 - 158).
فالقرآن الكريم لم يوضح لنا من هو اسم الشخص الذي تم صلبه، المهم هو نفي الصلب عن المسيح، أما إنجيل «برنابا» فقد ذكر أن اسم المصلوب هو «يهوذا الأسخريوطي» حيث ألقى الله شبه المسيح عليه، وتم صلبه وقتله دون أن يدروا أنه ليس هو المقصود.
كما أن كتاب النصارى لا ينص صراحة على صلب المسيح، وأن تلاميذ المسيح قد هربوا ساعة الصلب، ومن شاهد الحادثة رواياتهم متناقضة ويناقض بعضها بعضاً.
ومع ذلك يصر هذا الشويعر على الإيمان بعقيدة النصارى.
عاشق فلسطين عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي «راكاح»!
إن الشاعر الملحد الشيوعي محمود درويش الذي يطلق عليه عاشق فلسطين، عمل محرراً ومترجماً في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي «راكاح»(5).
وهذا ما يؤكده أيمن عودة من مركز «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» وهو تنظيم حزبي تابع للحزب الشيوعي الإسرائيلي في تصريح لإذاعة «الشمس» التي تبث من الناصرة داخل فلسطين المحتلة، محمود درويش علاقته مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة علاقة خاصة، وهو ابن هذين الحزبين، ودرويش نفسه يعترف في حوار له مع الشاعر اللبناني سامر أبو هواش، حيث قال: كان انجذابي إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان يطرح قضايانا ويدافع عنا بوصفنا أقلية ضمن المجتمع الإسرائيلي، كنا نعده حزبنا والمدافع عنا(6).
وقد عمل محمود درويش في جريدة الاتحاد، ومجلة الجديد، وهما من صحف الحزب الشيوعي في إسرائيل(7).
محمود درويش الذي صار جسراً لحرب الإسلام ورسالته الخالدة، بل حرباً على خالقه رب العزة والجلال، فضلاً عن أنه يفتح قلبه وقلمه ولسانه لإسرائيل وعاهرات إسرائيل ويثني عليهن، ومع ذلك يأتي الأقزام الذين يسمون أنفسهم مفكرين ومبدعين ويكيلون الثناء لهذا الشويعر الملحد.
هذا هو محمود درويش ذلك الشاعر العابث، الذي تطاول على الذات الإلهية وزعم أن الله قد خلقنا عبثاً، هذا الرجل الذي تعايش مع اليهود وادعى بغضهم وزعم كراهيتهم، قد استقى فكره وثقافته من الفكر اليهودي وكتبهم المقدسة «التوراة والتلمود» ومن أبرز مقولاته الكفرية:
1 - الله خلق الخلق عبثاً
فمقولة إن الله خلق الخلق عبثاً، أخذها من اليهود إخوان القردة والخنازير، حيث يزعمون في كتبهم أن الله تعالى عندما خلق الإنسان ندم وتأسف في قلبه؛ لأنه لم يعلم أن الإنسان سيطغى ويتجبر في الأرض، حتى خشي الله ذاته - تعالى عما يقول الكافرون - من الإنسان، فعمل على تقليل عمره على الأرض في التعجيل بموته خوفاً منه على ملكه.
2 - وصفه لله تعالى بصفات النقص
وهذا أيضاً أخذه من اليهود الذين صوروا الله كأنه إنسان متردد خائف ينوح ويبكي ويندم ويصرخ ويحتسي الخمر، ويلعب مع الحوت، ويصفر للذباب، نلك الصفات التي نسبت إلى الله نزعت القدسية والتبجيل عنه من جانب اليهود، حتى إنهم في صلواتهم يكيلون الشتائم إلى الله بدلا من الخنوع والخضوع والمذلة لله، يقولون له: استيقظ من غفوتك، فمتى كان الله نائماً حتى يستيقظ تعالى الله عما يقول الكافرون.
3 - الله يتعرى
وبلغ به العدوان والتطاول على الله تعالى أن يقول: «الله يتعرى» وهذا الفكر أيضاً أخذه من اليهود، حيث ورد في (سفر ميخا: 1: 8): «لهذا أنوح وأولول وأمشي حافياً عرياناً، وأعول كبنات آوى، وأنتحب كالنعام».
والعري ليس غريباً في اليهودية؛ حيث إن الله - بزعمهم - أمر أحد أنبيائه أن يمشي عرياناً ثلاث سنوات، ورد ذلك في (سفر إشعيا: 20: 3 - 5): في ذلك الوقت تكلم الرب عن يد إشعياء بن آموص قائلاً: اذهب وحل المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك، ففعل هكذا ومشى معرى وحافياً، فقال الرب كما مشى عبدي إشعياء معرى وحافياً ثلاث سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش.
كما أن شاؤول النبي، ووالد زوجة النبي داود تعرى، ورد ذلك في (سفر صموئيل الأول: 19: 24): فخلع هو أيضاً ثيابه وتنبأ هو أيضاً أمام صموئيل وانطرح عرياناً ذلك النهار كله وكل الليل.
وكذلك نبي الله نوح في الكتاب المقدس تعرى، ورد ذلك في (سفر التكوين 9: 20): واشتغل نوح بالفلاحة وغرس كرماً، وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خيمته.
وكذلك النصارى يزعمون أن المسيح تعرى أمام تلاميذه؛ حيث ورد ذلك في الإنجيل: قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزراً بها.
4 - التأثر بالنصرانية
هذا الشاعر تأثر بالفكر النصراني في الكثير من أشعاره؛ حيث نسب الزوجة والولد إلى الله تعالى، وآمن بالفداء والصلب، وأن الصليب هو مصدر النور للبشرية، ليس ذلك فحسب، بل تناول في أشعاره لفظ «قشتالة» - إسبانيا حالياً - التي أذاقت المسلمين في الأندلس المفقود الذل والهوان، وصاحب ذلك القتل والتنصير الجبري، وورود ذلك اللفظ في أشعاره يوحي بانتصار الصليب وهزيمة المسلمين.
5 - الدعوة لقتل الله
هذا الرجل دعا إلى قتل المفهوم الإلهي في النفس البشرية، أي «العبادة»، والعبادة هي الخشية والخضوع والحب لله رب العالمين، ومن أحب وخشي أطاع وأناب، فهو بدعوته لقتل الله يدعو إلى التخلي عن الاعتقاد بوجود الله، ويصاحب ذلك قتل الأخلاق والفضيلة في القلوب؛ لذلك نجده يخوض في الأمور الجنسية التافهة، ويمجد الخمر، ويعيش مع المومسات، بل ويساوم على فعل الرذيلة دون حسيب أو رقيب، وهذه الأخلاق تخلق بها من الكتب المقدسة لدى اليهود والنصارى، حيث إن الزنى ليس عملا مشيناً في الكتاب المقدس، بل إن الله - تعالى عما يقول الكافرون - هو من يأمر بالزنى، ورد ذلك في (سفر هوشع 1: 2): أول ما كلم الرب هوشع قائلاً: اذهب خذ لنفسك امرأة زانية وأولاد زنى؛ لأن الأرض قد زنت.
كما أن الأنبياء الذين هم صفوة الخلق لا يتورعون عن ارتكاب الزنى، ورد ذلك في (سفر التكوين 38: 13)، وخلاصته أن يهوذا النبي وابن النبي يعقوب يزني بزوجة ابنه ثامار وينجبان ولدين، هما جدا المسيح! و(سفر صموئيل الثاني 11: 1) وخلاصته أن نبي الله داود يزني بزوجة جاره وقائد جنده وينجب منها النبي سليمان!! وفي (سفر صموئيل الثاني 13: 1) وخلاصته أن ابن داود النبي آمنون يزني بأخته، ومع ذلك يطلق عليه الكتاب المقدس لقب «الحكيم» و(سفر التكوين 19: 30) وخلاصته أن لوط يشرب الخمر، ويزني بابنتيه وينجب منهما؛ فإن كانت هذه أخلاق أنبيائهم، فكيف تكون أخلاقهم وأخلاق من يتأثر بهم وينهل من ثقافتهم؟!
الهوامش
1 - ديوان محمود درويش، ص 270.
2 - نفس المصدر، ص 322 - 323.
3 - نفس المصدر، ص 439.
4 - نفس المصدر، ص 141.
5 - مقال الأستاذ رياض خميس في موقع شبكة نور الإسلام.
6 - انظر كتاب دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي، حسين مروة، 60
7 - محمود درويش شاعر الأرض المحتلة، تأليف رجاء النقاش، 13.

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس