كان التعليم في الكويت قبل إنشاء المدرسة المباركية يتم عن طريق المساجد والكتاتيب، حيث كانت المساجد حلقات للوعظ والأحاديث التي يعقدها علماء الدين لتلعيم الناس والأطفال أصول الدين والقراءةوالكتابة ومبادئ الحساب، وكانت الكتاتيب تقوم بتعليم الناس القراءةوالكتابة ومبادئ الحساب على يد الملا أو المطوع افتقدت الكتاتيب في تلك الفترة للخطة الدراسية المنتظمة والبرامج التربوية ذات الأهداف المحددة، كما لم تساعد الطرق البدائية المتبعة في تقديم مستوى متقدم من العلوم، واعتمد المحتوى التدريسي على اجتهاد المعلم أو الملا وفق إمكانياته البسيطة، ولم تكن مخرجات التعليم البدائي قادرة على تلبية حاجة البلاد من المتعلمين في مدارس نظامية بما لديهم من مهارات عالية في القراءة والكتابة وإتقان بعض اللغات الأجنبية وخاصة بعد النمو الاقتصادي الذي شهدته الكويت في مجال تجارة اللؤلؤ والسفر في بدايات القرن العشرين. كما زيارة الكويتيين إلى مختلف البلاد بحكم التجارة وزيارة عدد من المفكريين للكويت (كمحمد رشيد صاحب مجلة المنار ومحمد الشنقيطي مؤسس مدرسة النجاة في الزبير) دور كبير في زراعة وإثارة فكرة المدارس النموذجية كانت فكرة إنشاء المدرسة المباركية أتت من قبل ثلاثة أشخاص هم يوسف بن عيسى القناعي والشيخ ناصر المبارك الصباحوياسين الطبطبائي، وكان أول من أثار فكرة إنشاء مدرسة لتعليم الطلاب كان ياسين الطبطبائي وكان ذلك في كلمته في الاحتفال بالمولد النبوي بديوان يوسف بن عيسى في 12 ربيع الأول1328 هـ (22 مارس1910) حيث قال: «ما يفيدكم أيها السادة استماع القصة إن لم تقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم. إن القصد من تلاوة المولد هو الاقتداء برسول الله، ولا نعرف سيرته حق المعرفة إلا بتعليمها، ولا نتعلمها إن لم يكن لنا مدارس ومعلمون يفيدون النشء... لابد من سراج يضيء طريقنا المظلم، ولا سراج كالعلم، ولا علم دون مدارس»
و أثرت هذه الكلمة في الحضور وفي يوسف بن عيسى بشكل خاص فقام بكاتبة مقال يتحدث فيه عن أهمية العلم والحاجة للمدارس وبدأ حملة تبرعات لإنشاء المدرسة. وساهم عدد كبير من الكويتيين في التبرع حتى بلغت القيمة الإجمالية للتبرعات حوالي 77,500 روبية جاء أكثر من ثلثيها من الشيخ قاسم آل إبراهيم والشيخ عبد الرحمن آل إبراهيم حيث تبرع الأول بثلاثين ألف روبية والثاني بعشرين ألف روبية. كما تبرع كل من أولاد خالد الخضير وعائلة الخالد ببيت كبير قام المدرسة على أنقاضهما. بعد جمع التبرعات والحصول على أرضين للمدرسة قام يوسف بن عيسى بشراء بيتين آخرين بقيمة 4,000 روبية لتقوم المدرسة على مساحة أربعة بيوت، وبلغ ما صرف على الأبواب وأخشاب البناء حوالي 16,000 روبية. تنويه : قد ادخل مناهج اللغة العربية وقواعد النحو وعلم الحساب ومبادئ الجغرافية بالإضافة الى الدراسات الدينية ليلائم ايام الكويت انداك مع حاجياتها وتطلعاتها التي شهدت تطورا كبيرا . منقول