إنني أعتذر (حبيبة عمري ) الحسين الحسن إنني أعتذر (حبيبة عمري)
للشاعر السوداني /الحسين الحسن حبيبة عمري تفشى الخبر وذاع وعم القرى والحضر
وكنت أقمت عليه الحصون وخبأته من فضول البشر
صنعت له من فؤادي المهاد ووسدته كبدي المنفطر
ومن نور عيني نسجت الدثار ووشجته بنفيس الدرر
وغطيّته من عيون الحسود ووقيّته من سهام القدر
ومن حوله كم شبكت الضلوع فنام عزيزاً شديد الخفر
وقد كنت أعلم ان العيون تقول الكثير المثير الخطِر
فعلّمتها كيف تخفي الحنين تواريه خلف ستار الحذر
فما همسته لأذن النسيم ولا وشوشته لضوء القمر
وما كان يا أخت حتى لعينيكِ أن تعرف سره المستتر
ولكن برغمي تفشى الخبر وذاع وعم القرى والحضر
حبيبة قلبي وهل كان ذنبي إذا كنت يوما نسيت الحذر
انا شاعر لا أجيد السكوت وقلبي ضعيف رهيف الجدر
إذا داعبته العيون تداعى وإن دغدغته الشجون انفجر
تجرّع من صمته الكأس مُرّا وذاق من الكبرياء الأمّر
وفي ذات يوم شحيح النسيم كثير الغيوم طويل العُمر
ذكرت مكاناً عزيزاً علي أنتِ به _ وأنا _ والأُخر
ووجهكِ يحكي جمال الحياة وطهر السمات وسحر القمر
ذكرتكِ يا أختُ بين الدموع ونار الضلوع وخوف السفر
ذكرت عيونكِ ذات البريق الذي يتلألأ مثل الدرر
ذكرت حديثك ذاك الخجول وصوتك ينساب منه الخفر
تقولين ماذا تقولين ويحي وهل كنت أفهم حرفا يمر
فصوتك كان يهدهد روحي ويحملني بجناح أغر
يحلق بي حيث لا أمنيات تخيب ولا كائنات تمر
وهومت حتى تبدي أمامي ظلام رهيب كثيف الستر
وقفت عليه أدق الجدار فما لان هونا ولم ينشطر
وعدت تذكرت أن هواك حرام علي قلبي المنكسر
وما كنت انوي اقول الكثير ولكن برغمي تفشي الخبر
وعم القصيدة ما كنت أخي وضمحها بشذاك العطر
حبيبة قلبي وهل كان ذنبي اذا كنت يوما نسيت الحذر |