الموضوع: كويتيات
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-29-2014, 06:16 PM
 
الغزو الصدامي الحقير


تمر ذكرى الغزو الصدامي على لؤلؤة الخليج ودرته في الثاني من أغسطس لتذكرنا بجرح لم يندمل، عنوانه الغدر والطغيان من نظام لم يراع حق الجيرة ولم تردعه قرابة النسب والدين والعروبة فجزي بالإبادة ليأذن من خلفه بصفحة جديدة عنوانها التفاؤل والأمل. انها جرح غائر وعبرة للتلاحم من أجل حماية الكويت.

وكانت مدفعيات الطاغية العراقي جاءت مع جنده قبل 22 سنة لتفتح بابا من الجحيم على شعب لم يعرف للبغي والجور طريقا، فعاثوا في الأرض فسادا، وأضحت الكويت تندب شهداءها بدموع احالها دخان الآبار سوادا وعويلا سامر صياح الثكالى فأحال السكون إلى مقطوعة أسى تعزف على شهداء الكويت وأسراها.

يومها توقف تغريد البلابل والعصافير ونفق ثمر البحر يبتغي بالموت مراحا، وانحنى الشجر الأخضر من هول الفاجعة حتى بزغ فجر الأمل يبشر بغد جديد وبعودة الشرعية الكويتية برئاسة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي عهده الأمين المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح.

وعادت الكويت بفضل جهود الكويتيين في الداخل والخارج ولحمتهم والتفافهم حول قيادتهم السياسية وبفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي والحلفاء الدوليون كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فجاء قرار مجلس الأمن رقم 660 مطالبا النظام الصدامي البائد بسحب قواته من الكويت من دون قيد أو شرط.

عاصفة الصحراء

وتبع ذلك عمليات عاصفة الصحراء التي نفذتها قوات التحالف الدولي في 17 يناير من عام 1991 والتي كللت بالنصر المؤزر في 26 من فبراير من العام ذاته، ولتعلن بذلك أمام العالم أجمع أن الكويت كانت وما زالت حرة ابية وانها تحتل قلوب أبنائها الذين ذادوا عن حماها ودفعوا في سبيلها أرواحهم وأنفسهم فداء.

وتبع ذلك تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين كللت بتعيين دولة الكويت للفريق الركن متقاعد علي المؤمن سفيرا لها في العراق في عام 2008، ثم قام نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الدكتور محمد الصباح - آنذاك - بزيارة الى بغداد في 2009 وهي الزيارة الاولى لمسؤول كويتي رفيع المستوى الى العراق منذ الغزو، كما عين العراق محمد حسين بحر العلوم سفيرا فوق العادة في الكويت عام 2010.

وفي 12 يناير 2011 تشكلت اللجنة الوزارية المشتركة بين الكويت والعراق لحسم القضايا العالقة بين البلدين وفق القرارات الدولية، وعقدت اول اجتماعاتها في 27 مارس في الكويت وتمخض عن الدورة الثانية للجنة الوزارية المشتركة والتي عقدت في بغداد في 29 ابريل من العام الحالي التوقيع على اتفاقيتين بتشكيل لجنة مشتركة للتعاون الثنائي والثانية تعنى بتنظيم الملاحة في خور عبد الله.

تخليد الشهداء

وقالت الوكيل المساعد في الديوان الاميري المدير العام لمكتب الشهيد التابع للديوان فاطمة الامير، إن دولة الكويت التي جبلت على الايثار والوفاء حكومة وشعبا تستذكر في كل يوم شهداءها الابرار الذين هبوا لنجدة الوطن والتصدي للغزاة.

وأضافت الامير في لقاء مع «كونا» بمناسبة ذكرى الغزو الصدامي للبلاد، التي تصادف الثاني من اغسطس من كل عام، إن هؤلاء الشهداء دفعوا ضريبة الدم فأكرمهم الله جل وعلا بالشهادة، مستذكرة كلمة لسمو امير البلاد لخص فيها سموه احساس المواطنين وانتمائهم الوطني.

وذكرت ان الكويت قدمت على طريق الحرية والفداء 1344 شهيدا، كما قدمت من اجل تحريرها من العدوان الصدامي الغاشم الذي تعرضت له في الثاني من اغسطس 1990 كوكبة من الشهداء ضمت 887 شهيدا بين عسكري ومدني من 14 جنسية خليجية وعربية ومن المقيمين بصورة غير قانونية (غير محددي الجنسية) وجنسيات غير عربية.

وافادت ان مكتب الشهيد يفخر بانه يعمل دائما من اجل تخليد شهداء الكويت الابرار وتعزيز مفهوم الشهادة واعلاء شأن المواطنة والفداء في اشارة الى صروح للشهداء اقامها المكتب في محافظات البلاد الست يحمل كل منها اسماء شهداء كل محافظة على حدة.

وكشفت عن ان المكتب يستعد حاليا لاقامة «صرح الشهيد العام» في العاصمة يحمل اسماء جميع شهداء الكويت «ليكون تجسيدا للوحدة الوطنية وتماسك الكويتيين}.

تحسين العلاقات مع العراق

دأبت القيادة الكويتية على تأكيد مبدأ تحسين العلاقات مع العراق، في مناسبات عدة، ففي يناير من العام الحالي صرح سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، بأن علاقة الكويت بالعراق هي علاقة الاشقاء على امتداد التاريخ، وعبر سموه عن تطلع الكويت إلى ان تستمر العلاقات على اسس حسن الجوار، وتحقيق الخير لكلا البلدين.

وفي 16 ابريل حطت في مطار النجف جنوبي بغداد للمرة الأولى منذ عقدين طائرة كويتية آتية من الكويت، بعد الاتفاق على تسيير الرحلات الجوية المقطوعة بين البلدين، بعد اجتياح الكويت، ووصلت طائرة شركة الجزيرة الكويتية، حيث كان في استقبالها كبار مسؤولي مجلس محافظة النجف ورجال اعمال عراقيين.

اما عن التعويضات العراقية للكويت، فقد صرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في 25 يوليو من العام الجاري، بأن مجلس الوزراء العراقي وافق على التسوية الودية الموقعة بين وزير النقل العراقي ووزير المواصلات الكويتي، بشأن دفع تعويضات شركة الخطوط الجوية الكويتية خلال العامين الحالي والذي يليه.
رد مع اقتباس