مَنْزِلَة التَّوحيدِ وَمَكَانَتُه: قالَ ابنُ أبي العِزِّ الحَنَفِي رحمه الله تعالى-: " اعلمْ أنَّ التَّوحيدَ أوّلُ دَعوةِ الرُّسلِ،
وَأوّلُ مَنازلِ الطَّريقِ،
وَأوّلُ مَقامٍ يقومُ فيهِ السَّالكُ
إلى اللهِ عزَّ وجلَّ... قال تعالى:
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً
أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل: 36].
وَلهذا كانَ أوَّل واجبٍ يجبُ علَى المكلِّفِ
شهادةُ أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، لاَ النَّظرُ،
وَلاَ القصدُ إلىَ النَّظرِ،
وَلاَ الشَّكُّ، كمَا هيَ أقوالٌ
لأرْباَبِ الكلامِ المَذمومِ.
بلْ أئِمَّة السَّلفِ كلُّهُمْ مُتَّفقِونَ
علىَ أنَّ أوَّلَ مَا يُؤْمَرُ بِهِ العَبْدُ الشَّهَادَتَانِ
فالتَّوْحِيدُ أوَّلُ مَا يَدْخُلُ بهِ في الإسلاَمِ،
وَآخِرُ مَا يَخْرُجُ بِهِ فيِ الدُّنياَ،
كَمَا قالَ النَّبيُّ َصلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
" مَنْ كَانَ آخِرَ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّة "
وَهُوَ أَوَّلُ وَاجِبٍ، وَآخِرُ وَاجِبٍ.
فَالتَّوْحِيدُ أوَّلُ الأَمْرِ وَآخِرُهُ، أَعْنيِ تَوْحِيدَ الأُلوهيَّة " شرح العقيدة الطحاوية،
لابن أبي العزّ الحنفي:77–78
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |