عرض مشاركة واحدة
  #667  
قديم 06-06-2014, 01:58 PM
 
_


للحرف صيغ جمال إذا حاد عنها ... نقص معناه و بهت بريقه ،،
وللكاتب حلم حرفة يسعى لاتقانها ... حب قلم و شعلة خيال ،،
و التوفيق أخيرا بين هذا وذاك يحتاج أكثر من عبارة :
"لديك أخطاء فانتبه إليها!"





للنقد آداب ومفاهيم مخالفة لتلك التي يتداولها البعض في قسمنا، وتلك الفئة التي لديها هذه المفاهيم الخاطئة قد ازدادت عددا للأسف.
دعوني اسألكم سؤالا بصراحة، كم منكم أيها الكتاب حظي بنقد ظالم شعر بالاحباط من بعده وبعدم الرغبة في المتابعة ولو مؤقتا؟!
يفترض بالنقد أن يكون دافعا مشجعا للكاتب ليتقدم ، لا تحطيما لمعنوياته.


_

*معنى النقد :‏

أدبيا .. النقد يعني إبراز جوانب الاستحسان والنقص على السواء في النص، وكلمة (انتقاد) ليست تعني إحصاء العيوب وحدها.

_

وهنا وجب علي الذكر، يقول صاحب التعليق عادة عندما يعجز عن إيجاد أخطاء : "ليس لدي انتقادات !"
أو يعدد ما وجده من علل ثم يقول "هذه انتقاداتي !"
أتستشعرون مدى خطأ هاتين العبارتين الآن؟!

_


تنحصر معظم مفاهيم النقد لدى الأغلبية في التفتيش والتنقيب عن الأخطاء الإملائية في النص.
حتى أنك تستطيع أن تتخيل ذلك الناقد يصيح منتصرا "اهاا" حال أن يلتقط كلمة في النص غير صحيحة !

لمعلوماتك ... أيها الناقد المفتش والمنكب على التنقيب عن الأخطاء الإملائية،
ثمة شخص يعمل على نصوص الكتب من بعد كل مؤلف، يسمى "مدققا لغويا" تكون مهمته التفتيش عن تلك الأخطاء الغير مرئية وإصلاحها.
وظيفة .. يتم القيام بها في نصوص الكتاب أصحاب الأقلام الذهبية ، والمؤلفين الكبار الذين تقرأون كتبهم في المكتبات.
أعني ... أن التدقيق اللغوي .. والأدب الروائي، مختلفان.

لا أقول أنه لا يمكنك الاعتراض على الأخطاء الإملائية، لكن عليك أن تسأل نفسك قبل أن تحصي الخطأ الذي تجده ضمن نقدك،
هل ذاك الخطأ يحتاج حقا أن تتوقف عنده لتبدي النصح والتوجيه؟!

فتصحيح الأخطاء الإملائية للكاتب ومساعدته على إدراكها عمل ضروري، لكن أن تقف له وتتحين كل زلة فذلك لا يعد انتقادا بل ترصد أخطاء!
بالله عليك ... تستطيع أن ترى متى كان الخطأ قد سقط سهوا، ولا يملك كبير تأثير على القصة،
ومتى يعاني الكاتب من مشكلة في اللغة العربية تستلزم النصح والارشاد.

_


أخطاء شائعة عند النقاد :‏


لا يستغرب أحدكم ، نعم .. فحتى الناقد يرتكب أخطاء في نقده.
لا أعني الجميع ... بل أقصد الفئة التي لديها خبرة قليلة ما يصعب عليها عملها في النقد كما ينبغي.
من أكثر الأخطاء المعروفة ..


#الاكتفاء بذكر سلبيات القصة بأسلوب مباشر، شبه وقح .. ودون إيجابيات.
و هذا لا ينتج عنه سوى خلق العداء أو تحطيم معنويات الكاتب.


#فرض أسلوب معين على الكاتب، من وصف أو تصنيف أو غيره ...
كأن يطلب منه الكتابة بطريقة بعينها، و لست أبالغ إن أخبرتكم أن "ناقد-كاتبة" قد طلبت من زميلة لي أن تدخل إلى روايتها وتقتدي بأسلوبها لتكتب مثله!
لدى الكاتب مطلق الحرية في اختيار أسلوبه وفكرته وطريقة عرضها ... والنقد حسب الرغبة الشخصية خارج عن الاحترافية.


#ذكر عيوب أو أخطاء جسيمة دون الإشارة إليها، كأن يقول الناقد "لديك الكثير من الأخطاء الإملائية.. وصفك ضعيف في أكثر من مشهد.. المواقف ما فهمتها .. الخ"
إن لم يشر الناقد إلى الخطأ بوضوح فلن يفيد أحدا بكلمة مختصرة لا توضح شيئا.


#أن يتبع الناقد حاسته في النقد، ما يجعله يعطي توجيهات قد تكون خاطئة.
فقد رأيت من انتقد مصححا كلمة "بداء" قائلا أنها تكتب "بدى" بينما هي تكتب في الأصل "بدا".
يجب أن تكون واثقا متيقنا من صحة معلوماتك قبل النقد.

_


آخر ملحوظة أقدمها كسؤال ... لماذا تنتقد ؟!
ألأجل أن تساعد الكتاب و تعم الفائدة ؟!
كيف إذا لا نرى انتقاداتك أنت .. وآخرين .. في صفحات الكتاب المبتدئين ؟!
نحن جميعا نرى الرواية الجديدة، يكتبها صاحبها مملوءة بالأخطاء الإملائية والنحوية، ولا تحتوي سوى على الحوار.
لكن أحدا لا ينقد أولائك أو يوجههم .. بينما إذا تجاوز الكاتب بالكاد عتبة المبتدئ تلك ،
يجد الانتقادات تنهال عليه وكأنها مصرة على إعادة تصنيفه كمبتدئ !



أيها النقاد .... لا ينهض مستوى القسم من دونكم، و لا يتطور كتابه من غيركم.
اشملوا الجميع بآرائكم، ولا تبخسوا قدر الكاتب الجيد بالتقليل من شأنه.

لا تبخسوا مجهودا كبيرا و موهبة أكبر، أو تطمسوا قصة رائعة بنقد مجحف!
تذكروا أن النقد ... إظهار الايجابيات و السلبيات في الوقت نفسه!


آسفة للإطالة .. لكن ظاهرة النقد الخاطئ المفهوم تطلبت مني ذلك.‏



[/color]

__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس