عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-08-2014, 04:56 PM
 
Wink






عدنا والآن لنبدأ دون ثرثرة:



الدب القطبي هو نوع من أنواع الدببة يتواجد في منطقة القطب الشمالي الممتدة عبر شمالي الاسكا، كندا، روسيا، النرويج، وجرينلاند وما حولها. يعتبر الدب القطبي أكبر ثدييات اليابسة اللاحمة حاليا، ويُصنف مع دب كودياك (Ursus arctos middendorffi، أحد سلالات الدب البني) على أنهما أكبر الدببة بلا منازع.يزن ذكر الدب القطبي البالغ ما بين 400 و 680 كيلوغرام (880–1,500 رطلا)، بينما تصل الأنثى لنصف هذا الحجم.على الرغم من أن هذه الحيوانات تعتبر قريبة للدببة البنية، إلا أنها طوّرت نمطا حياتيّا أضيق بكثير من ذاك الخاص بأقاربها، حيث أصبح الكثير من خصائصها الجسدية متأقلما مع الحياة في بيئة منخفضة الحرارة، وللمشي على الثلج، الجليد، السباحة في المياه المفتوحة، وصيد الفقمات التي تشكل أغلبية حميتها. على الرغم من أن معظم الدببة القطبية تولد على البر، إلا أنها تمضي معظم وقتها بالبحر، ومن هنا جاء اسمها العلمي الذي يعني "الدب البحري"، كما وتصطاد باستمرار على الجليد البحري، حيث تمضي أغلب العام.
يُصنّف الدب القطبي على أنه مهدد بالانقراض بدرجة دنيا، حيث أن 5 جمهرات من أصل 19 تعتبر في طور التراجع حاليا. أدّى الصيد الجائر خلال عقود كثيرة من الزمن إلى ازدياد الخوف العالمي حول مستقبل هذا النوع؛ إلا أن جمهراته أظهرت تعافيا وازديادا في أعداد أفرادها بعد أن فرضت قوانين صارمة لحمايته في أكثرية البلدان التي يقطنها. كان الدب القطبي رمزا أساسيّا في الحياة الماديّة، الروحيّة، والثقافيّة لشعوب القطب الشمالي الأصليون على مدى آلاف السنين، ولا يزال صيد الدببة القطبية يعتبر من أهم المظاهر في حضاراتهم حتى اليوم.
يضع الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ظاهرة الاحتباس الحراري في المرتبة الأولى ضمن قائمة الأسباب المؤدية لتراجع أعداد الدببة القطبية، إذ أن ذوبان مسكنها المتمثل بصفائح الجليد البحرية يجعل من الصعب عليها اصطياد ما يكفيها من الطرائد. يقول الباحثون التابعين للإتحاد "إذا استمرت درجة حرارة العالم بالارتفاع على هذا المنوال فإن الدب القطبي قد ينقرض خلال 100 سنة". وفي 14 مايو 2008، وضعت وزارة الداخل الأميركية الدب القطبي ضمن قائمة الحيوانات المهددة وفق قانون الأنواع المهددة.



الدب القطبي هو أكبر اللواحم التي تعيش على اليابسة حاليّا، حيث يبلغ حجمه ضعف حجم الببر السيبيري، ويشارك الدب القطبي هذا اللقب دب كودياك، وهو إحدى سلالات الدب البني القارت والتي تتواجد في ألاسكا. يتراوح وزن الذكر القطبي البالغ بين 352 و 680 كيلوغرام (780–1,500 رطل) ويصل في طوله لما بين 2.4 و 3 أمتار (7.9–9.8 أقدام)، أما الإناث البالغة فيصل حجمها لنصف حجم الذكر حيث تزن عادةً بين 150 و 249 كيلوغراما (330–550 رطلا) ويصل طولها لما بين 1.8 و 2.4 أمتار (5.9–7.9 أقدام)، إلا أن وزنها يمكن أن يصل إلى 499 كجم (1,100 رطل) عندما تكون حاملا. يعتبر الدب القطبي أحد أكثر الثدييات التي تظهر تفاوتا جنسيّا بارزا للعيان، حيث لا يفوقه بذلك سوى الفقمات الأذناء (أسود البحر وفقمات الفراء). وصل وزن أكبر دب قطبي تمّ التبليغ عنه إلى 1,002 كجم (2,210 أرطال) كما يُزعم، وكان هذا الدب ذكرا قُتل في مضيق كوتزيبو بشمال غرب ألاسكا عام 1960.


تُعد قوائم الدب القطبي الكبيرة وأكفّه القصير المكتنزة تأقلمات جسدية مع بيئته، لاحظ شكلها المفلطح الذي يساعد الحيوان في المشي على الثلج.
عند مقارنة الدب القطبي مع أقرب حيوان له، الدب البني، يظهر بأنه يمتلك بنية جسدية أطول، بالإضافة لجمجمة ورأس أكثر طولا، كما يمتلك قوائم قصيرة وأكثر امتلاءً بالإضافة لأذنين وذيل صغيرة، كما توضح قاعدة ألن بالنسبة للحيوانات الشمالية. وعلى الرغم من قصر قوائم الدب القطبي إلا أنها ضخمة جدا وذلك كي يتوزع ثقل الحيوان عليها أثناء سيره على الثلج أو الجليد الرقيق، ولمساعدته على التجذيف عند السباحة؛ وقد يبلغ عرض القائمة 36 سنتيمتر (12 إنش) عند الفرد البالغ. إن باطن القدم عند هذه الحيوانات مغطى بحليمات صغيرة ناعمة تؤمن لها الثبات على الجليد. تعتبر مخالب الدب القطبي قصيرة مكتنزة بالمقارنة مع مخالب الدب البني، ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى أن الأول يحتاج إلى التمسك بالجليد وبفرائس أضخم من تلك التي يقتات عليها قريبه، وتأخذ المخالب شكل المغرفة على قسمها السفلي، وذلك كي تساعد الحيوان على الحفر في الجليد والثلج القاسي. تنتشر شائعة على الإنترنت مفادها أن جميع الدببة القطبية عسراويّة، إلا أنه ليس هناك من أي دليل علمي يؤكد هذا الكلام.يندر أن يفوق وزن الدببة القطبية معدله الطبيعي في حدائق الحيوانات، على العكس من الدببة البنية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى درجات الحرارة المرتفعة في معظم الحدائق. يمتلك الدب القطبي 42 سنّا تعكس عاداته في الاقتيات على اللحم، وتكون أضراس هذه الحيوانات أكثر صغرا وتثليما من أضراس الدب البني، كما تكون الأنياب أكبر وأكثر حدّة.


تعتبر الدببة القطبية معزولة عن حرارة بيئتها الباردة بواسطة طبقة الشحم التي تمتلكها وتبلغ سماكتها 10 سنتيمترات (3.9 إنشات)، بالإضافة لجلدها وفرائها؛ وبالتالي فإن هذه الحيوانات يمكن أن ترتفع درجة حرارة جسدها بحال فاقت الحرارة الخارجية 10 °سيلزيوس (50 °فهرنهايت)، كما تكون خفيّة تقريبا عند تصويرها بالأشعة تحت الحمراء. يتألف فراء الدب القطبي من طبقة من الفراء التحتي الكثيف وطبقة خارجيّة من الشعر الأولي الذي يظهر لونه بأنه يتراوح بين الأبيض والأسمر، إلا أنه شفاف في الواقع،، وفراء الدب لا يوفر له العزل الحرارى فحسب، ولكن شعيرات الفراء تمثل مجموعة هائلة من الألياف الضوئية التي تمتص الاشعة فوق البنفسجية، ولذا يظهر هذا الفراء أبيض اللون لأن الضوء المرئى ينعكس على الأسطح الداخلية لهذه الشعيرات المجوفة الشفافة، ويمتص الجلد نفسه كل ما يصل إليه من أشعة ولذلك فهو أسود اللون ويتراوح طول الشعر الأولي بين 5 و 15 سنتيمتر (2.0–5.9 إنشات) على معظم أنحاء الجسد.تطرح الدببة القطبية كسوتها الشتوية تدريجيا خلال الفترة الممتدة من شهر مايو حتى أغسطس، إلا أنها على العكس من الثدييات القطبية الأخرى لا تستبدل معطفها الشتوي الناصع البياض بمعطف صيفي داكن ليساعدها على التمويه خلال فصل الصيف. كان يُعتقد أن الشعيرات الأوليّة المجوفة لكسوة الدب القطبي تلعب دور أوعية ليفيّة بصريّة توصل الضوء إلى الجلد الأسود للدب حيث يمتصه؛ إلا أن هذه النظرية ترفضها اليوم الدراسات الحديثة.

دب قطبي في حديقة حيوانات برلين، لاحظ لون كسوته الضارب إلى الصفار بسبب تقدمه بالسن.
يتحول لون كسوة الدب القطبي البيضاء إلى الإصفرار عند تقدم الحيوان بالسن، وعندما يٌحتفظ بهذه الدببة في ظروف دافئة ورطبة، فإن فرائها قد يتحول لونه إلى الأخضر الباهت بسبب نمو الأشنيات بداخل الشعيرات الأولية. تمتلك الذكور شعيرات أكثر طولا على قوائمها الأمامية من الإناث، وهي تزداد في طولها حتى يبلغ الدب 14 عاما. يُعتقد بأن الشعر الزخرفي للقوائم الأمامية للذكر يجتذب الإناث، وهو بهذا يؤدي نفس وظيفة اللبدة عند الأسد الذكر.
يمتلك الدب القطبي حاسة شم متطورة للغاية، فهو قادر على تحديد موقع فقمة على بعد 1.6 كيلومتر (ميل واحد) وهي مدفونة تحت 3 أقدام من الثلج (0.91 أمتار)، أما حاسة سمعه فتماثل دقة سمع الإنسان، وتعتبر حاسة نظره جيدة بالنسبة للمسافات البعيدة.
يعتبر الدب القطبي سبّاح ماهر، فقد شوهدت أفراد منه في المياه القطبية المفتوحة على بعد 320 كيلومتر (200 ميل) من اليابسة. تسبح هذه الدببة باستخدام أسلوب "تجذيف الكلاب" (أي الاستلقاء على بطنها واستخدام يديها وقوائمها بداخل الماء دون أن تخرجها)، حيث يؤمن لها شحمها العوم وتدفع نفسها بالماء بواسطة أكفها الكبيرة الأمامية. تستطيع الدببة القطبية أن تسبح بسرعة ستة أميال في الساعة، وعندما تخطو هذه الحيوانات على البر فهي تميل لأن تمشي بتثاقل وتحافظ على سرعة يبلغ متوسطها حوالي 5.5 كيلومترات بالساعة (3.5 أميال بالساعة).





يعتبر الدب القطبي اللاحم الحقيقي الوحيد في فصيلة الدبيات، إذ أن جميع أنواع الدببة الأخرى تقتات على النبات أيضا بشكل مكثف، أما الدب القطبي فتشكل اللحوم أكثرية حميته. يستوطن القطب الشمالي الملايين من الفقمات، التي تتحول طرائدا للدب القطبي عندما تخرج رأسها من إحدى الفتحات بالجليد كي تتنفس، أو عندما تخرج من المياه حتى تستريح. تشكل الفقمات الملتحية والمطوقة أغلبية حمية الدب القطبي، الذي يصطادها عند نقطة التقاء الجليد بالماء والهواء، أي المناطق حيث تستريح الفقمة بالقرب من المياه على الجليد؛ ومن النادر أن يطارد الدب الفقمة ويمسك بها على البر أو في المياه المفتوحة.
تُعرف طريقة صيد الدب القطبي الأكثر شيوعا بالصيد الساكن،حيث يستخدم الدب حاسة شمه القويّة لتحديد موقع فتحة تنفس أحد الفقمات، ومن ثم يزحف بهدوء حتى يصل بالقرب منها ويقبع بانتظار إحدى الفقمات كي تظهر، وعندما تزفر الفقمة فإن الدب يشم رائحة أنفاسها، فيدخل كفه الأمامي إلى الحفرة ويسحب طريدته إلى الخارج. يقتل الدب القطبي طريدته عن طريق عض رأسها مما يؤدي لتحطيم جمجمتها، وتصطاد هذه الحيوانات كذلك الأمر عن طريق التسلل نحو الفقمات التي تستريح على الجليد، فما أن يبصر الدب إحدى الفقمات حتى يمشي نحوها لسافة 91 متر (100 ياردة)، ومن ثم ينخفض ويبدأ بالزحف نحوها، فإن لم تتنبه الفقمة فإنه يتسلل حتى ما بين 9.1 إلى 12 مترا (30 إلى 40 قدما) منها ثم يندفع نحوها فجأة. ومن طرق الصيد الأخرى أن يُغير الدب على وجار الولادة الذي تحفره إناث الفقمة في الثلج.

هناك أسطورة منتشرة بين الناس مفادها أن الدب القطبي يقوم بتغطية أنفه الأسود بكفّه أثناء عملية الصيد، ويقول العلماء أن هذا السلوك، إن حصل، فهو يظل نادرا — فعلى الرغم من أن هذه القصة موجودة تاريخيّا عند الشعوب الأصلية في المناطق التي يقطنها الدب القطبي، وقال بها بعض المستكشفون الأوائل، إلا أنه ليس هناك من تقارير مبنية على مشاهدات عينيّة لهذا السلوك خلال العقود الماضية.
تميل الدببة القطبية البالغة إلى الاقتيات على الجلد والشحم فقط من فريستها، أي الأجزاء الغنية بالسعرات الحرارية، وترك اللحم أو العضلات والأعظاء وهذا يؤدي إلى تقليل نسبة مادة اليوريا بالدم الذي يرتفع مع ازدياد نسبة اللحوم والبروتينات وبالتالي يكون هناك حاجة اقل لشرب الماء وتكون كمية الطاقة المخزونة من تناول الشحوم كافية لحفظ الدب القطبي لأيام طويلة. أما الدببة الأصغر سنا فتقتات على اللحم الأحمر الغني بالبروتين. يُعد تقميم ذبائح الدببة الأخرى مصدرا مهما من مصادر الغذاء عند الدببة شبه البالغة التي استقلت حديثا عن والدتها ولم تكتسب بعد مافيه الكفاية من الخبرة والقوة كي تتمكن من اصطياد الفقمات بنجاح. قد تضطر الدببة شبه البالغة أيضا إلى الرضاء بجيفة نصف مأكولة بحال قتلت فقمة ولم تقوى للدفاع عنها أمام دببة أكبر حجما. عادة ما يقوم الدب القطبي باصطياد فقمة مرة كل خمسة أيام. تقوم الدببة بغسل نفسها بالماء أو الثلج بعد أن تنتهي من الاقتيات.

الدب القطبي مفترس فائق القوة، فهو قادر على قتل فظ بالغ، على الرغم من أنه نادرا ما يحاول ذلك إذ أن الفظ قد يكون أثقل من الدب بحوالي الضعفين. تقتات الدببة القطبية أيضا على الحيتان البيضاء، عن طريق سحبها من فتحات تنفسها، وتماثل هذه الحيتان الفظ في الحجم ويواجه الدب في العادة ذات الصعوبة في إخضاعها. تستطيع معظم الحيوانات البريّة في القطب الشمالي ان تسبق الدب بحال طاردها بسبب ارتفاع درجة حرارة جسده بسرعة جرّاء العدو، وكذلك الأمر بالنسبة للحيوانات البحرية التي تسطيع أن تسبقه بالسباحة. يكمّل الدب القطبي حميته في بعض المناطق بعجول الفظ وجيف الأفراد البالغة منها والحيتان، حيث يقدم على الاقتيات على شحومها حتى ولو كانت متعفنة.

كون الدببة القطبية حيوانات فضولية فهي تتفقد أي شيء يمكن أن يثير اهتمامها، وهنا هي تتفقد الغواصة الأميركية المتجمدة يو إس إس هونولولو على بعد 450 كيلومتر (280 ميلا) من القطب الشمالي.
تعيش بعض جمهرات الدب القطبي بالاعتماد على مخزون الشحم لديها فقط على مدى عدّة شهور، عندما يذوب الجليد البحري خلال الصيف وأواخر الخريف. تمت رؤية الدببة القطبية أيضا وهي تقتات على أنواع كثيرة من الطعام في البرية، بما فيها أنواع ذات مصدر حيواني من شاكلة ثيران المسك، الرنة، الطيور، البيض، القوارض، المحار، السرطانات، والدببة القطبية الأخرى، وأنواع ذات مصدر نباتي مثل التوت، الجذور، والأعشاب البحرية، إلا أن شيئا من هذه الأنواع لا يُشكّل جزءاً أساسيّا من حميتها، إذ أن بنية الدببة القطبية أصبحت متخصصة وتتطلب استهلاك كميات هائلة من دهون الثدييات البحرية، وهي لا تستطيع الحصول على نفس المقدار من السعرات الحرارية عن طريق الاقتيات على أنواع من الطعام البري.
كونها حيوانات فضوليّة قمّامة، فإن الدببة القطبية تتحرى مكبات القمامة وتقتات على ما تعثر عليه هناك، وذلك في المناطق التي تحتك بها بالبشر قد تحاول الدببة القطبية أن تقتات على أي شيء تقريبا يمكنها العثور عليه، بما في ذلك بعض المواد الخطرة مثل رغوة الإستيرين، البلاستيك، بطاريات السيارات، غليكول الإثيلين، السوائل الهيدروليكية، وزيت المحركات. أغلقت بلدة تشيرشل بمحافظة مانيتوبا الكندية مكبّها عام 2006 لحماية الدببة من مخاطر التسمم، وعوضا عن ذلك أصبحت تعيد تصنيع نفاياتها أو تنقلها إلى مدينة تومبسون الواقعة بنفس المحافظة.



لا تعتبر الدببة القطبية حيوانات مناطقية، على العكس من الدببة البنية، وعلى الرغم من أنه يُعرف عنها شراستها النمطيّة، إلا أنها عادةً ما تكون حذرة عند أي مواجهة مع مصدر للخطر، حيث تُفضل غالبا أن تتراجع عوضا على أن تقاتل. من النادر أن تهاجم الدببة القطبية السمينة البشر إلا بحال تم اسفزازها بشكل كبير، أما الدببة الجائعة فإن سلوكها يصعب جدا التنبؤ به، ويُعرف عنها أنها هاجمت بشرا واقتاتت عليهم في بعض الأحيان. الدببة القطبية صيادة مختلسة، فهي تصطاد عن طريق التسلل والتربص، وعادة لا تشعر طريدتها بوجودها إلا بعد أن تهاجمها. إن هجوم الدببة القطبية على الإنسان غالبا ما يكون قاتلا وتهدف الحيوانات من وراءه إلى الصيد، على العكس من هجوم الدببة البنية التي تقوم بضرب الشخص الذي أمسكت به لفترة معينة وتركه وشأنه بحال لم يبد مقاومة، إلا أنه وبسبب الكثافة السكانية القليلة في القطب الشمالي، فإن وقوع هكذا مواجهات بين الدببة والبشر نادر إجمالا.
تعيش الدببة القطبية البالغة حياة انعزالية عادةً، إلا أنه تمت رؤيتها في بعض الأحيان وهي تلاعب بعضها لساعات طويلة وتنام متعانقة حتى، كما وصف عالم الحيوان المختص بدراسة الدببة القطبية، نيكيتا أوفسيانيكوف الذكور منها بأنها تمتلك "صداقات متطورة للغاية"، وتعتبر الدياسم لعوبة بشكل خاص. تقوم الذكور اليافعة كذلك الأمر باللعب مع بعضها عن طريق التظاهر بالقتال مما يساعد على شحذ مهاراتها وتطويرها لتستخدمها عندما ستتقاتل مع الذكور الأخرى للحصول على حقوق التناسل في مواسم التزاوج اللاحقة في حياتها.
ألتقط أحد المصورين، عام 1992، عدّة صور تعتبر اليوم من أكثر الصور المتداولة والمنتشرة لهذه الحيوانات، وهي تظهر دبا قطبيا يلاعب كلب إسكيمو كندي يبلغ عشر حجمه فقط. وكان الحيوانان يتصارعان لهوا كل عصر نهار على مدى عشرة أيام من دون سبب ظاهر، على الرغم من أنه يُحتمل أن يكون الدب يُحاول إظهار وديّته للكلب حتى يسمح له الأخير بمشاركته طعامه. يُتبر هذا النوع من التفاعل الاجتماعي نادر جدا؛ إذ أن الدببة القطبية غالبا ما تتصرف بعدائية تجاه الكلاب.





تتودد الدببة القطبية لبعضها وتتزاوج على الجليد البحري خلال شهري أبريل ومايو، عندما تتجمع بأعداد كبيرة في أفضل مناطق صيد الفقمات. يتبع الذكر أثار الأنثى المتقبلة جنسيّا من على بعد 100 كيلومتر (62 ميلا) أو أكثر، وبعد أن يعثر عليها حتى يشتبك بقتال عنيف مع غيره من الذكور البالغة للحصول على حقوق التناسل، وقد تؤدي هذه المعارك غالبا إلى إصابة الدببة بندوب وتكسير أسنانها. الدببة القطبية حيوانات متعددة التزاوج، أي أن الفرد منها لا يكتفي بشريك واحد بل يتناسل مع عدد من الشركاء؛ وقد أظهرت الدراسات الوراثيّة التي أجريت على الإناث والدياسم مؤخرا، أن هناك بعض الحالات التي كانت فيها الصغار من نفس البطن تمتلك أباءً مختلفة. يبقى الزوج من الدببة القطبية مع بعضهما ويتجامعان باستمرار على مدى عشرة أيام؛ ويُعرف بأن الجماع يحث على الإباضة عند الأنثى.
تبقى البويضة المخصبة في حالة معلّقة بعد التزاوج حتى شهر أغسطس أو سبتمبر. وخلال هذه الشهور الأربعة، تأكل الأنثى الحامل كميات هائلة من الطعام فتكتسب 200 كيلوغرام على الأقل (440 رطلا)، وغالبا ما يزيد وزنها عن ضعفه.
في الجحر الأمومي ومراحل الحياة الأولى:

تقوم جميع الإناث الحوامل، عند تفكك الصفائح الجليدية والقضاء بالتالي على فرص الصيد، بحفر جحر أمومي يتألف من مدخل ضيّق ونفق يؤدي إلى ثلاثة حجرات، وتُحفر معظم الجحور الأموميّة في الثلج المنجرف، إلا أنه يُمكن أن تُحفر أيضا في التربة المتجمدة إذا كانت لم تبلغ درجة معينة من البرودة بعد. تقع الجحور الأموميّة عند معظم الجمهرات على البر الرئيسي على بعد بضعة كيلومترات عن الشاطئ، وتميل الأفراد المنتمية لذات الجمهرة أن تستعمل نفس المناطق التي تحفر بها جحورها سنة بعد سنة، أما الدببة القطبية التي لا تحفر جحورها على البر فتقوم بحفرها في الجليد البحري. تدخل الدبة في الجحر بحالة من الهجع شبيهة بالسبات الشتوي، إلا أن هذه الحالة تختلف عن السبات الحقيقي بأنها لا تتألف من نوم مستمر؛ وخلالها ينخفض معدل نبضات قلب الدبة من 46 إلى 27 نبضة في الدقيقة، أما درجة حرارة جسدها فلا تنخفض كما يحصل مع الثدييات النمطية الأخرى التي تسبت شتويّا.

تولد الدياسم عمياء، مغطاة بفراء زغبي باهت، وتزن أقل من 0.9 كجم (2.0 رطل)، بين شهريّ نوفمبر وفبراير، ويتألف البطن في العادة من ديسمين فقط. تبقى العائلة مستقرة في جحرها حتى الفترة الممتدة بين أواسط فبراير وأواسط أبريل، وخلال هذه الفترة ترعى الأم صغارها وهي لا تزال صائمة، حيث ترضعها حليبها الغني بالدسم، مما يزيد من وزنها بشكل سريع، حتى أنه بحلول الوقت الذي تفتح به الأم مدخل الجحر لتخرج صغارها، يكون كل منها يزن ما بين 10 إلى 15 كيلوغرام (22 إلى 33 رطلا). تمضي العائلة فترة تتراوح بين 12 إلى 15 يوما خارج الجحر ولكن ضمن محيطه، تقوم الأم خلالها برعي النباتات ريثما تعتاد الدياسم على المشي واللعب، ومن ثم تصطحبهم إلى الجليد البحري الذي عاد وتشكّل مما يمكنها من صيد الفقمات مجددا. يُحتمل بأن تصوم الأم لفترة تقارب 8 أشهر، بالاعتماد على الوقت الذي تفككت فيه الصفائح الجليدية.

قد تقع الدياسم ضحية للذئاب أو تنفق جوعا، ويُلاحظ عن إناث الدببة القطبية عاطفتها الكبيرة تجاه صغارها، وتفانيها بالدفاع عنها، وهناك حالة واحدة مؤكدة عن طريق التجارب الوراثيّة تُظهر أن ديسما بريّا يتيما تبنته أنثى أخرى. تقوم الذكور أحيانا بقتل الدياسم والاقتيات عليها لأسباب لا تزال غير معروفة، وفي ألاسكا حاليّا فإن 42% من الدياسم تصل لسن 12 شهرا، بعد أن كان 65% منها يصل لهذا السن منذ 15 سنة. تفطم الصغار في معظم المناطق عندما تبلغ سنتين ونصف من العمر، ويحصل ذلك عندما تقوم الأم بطردهم أو هجرهم، وتعتبر الدببة القطبية القاطنة غربي خليج هدسون فريدة في تصرفاتها، إذ أن الأنثى تُفطم صغارها عندما تبلغ سنة ونصف من عمرها فقط. كانت هذه هي الحال بالنسبة لحوالي 40% من الدياسم في تلك المنطقة خلال أوائل ثمانينات القرن العشرين، إلا أنه بحلول تسعينات ذلك القرن انخفضت نسبة الصغار المفطومة بهذا السن إلى أقل من 20%. يقوم الأخوان بالتنقل مع بعضهما ومشاركة أحدهما الأخر الطعام لعدّة أسابيع أو شهور بعد أن تغادرهم الأم.
الحياة اللاحقة:
تبدأ إناث الدب القطبي بالتناسل عندما تصل لسن 4 سنوات في معظم المناطق، و 5 سنوات في منطقة بحر بيوفورت. تصل الذكور لمرحلة النضج الجنسي عندما تبلغ ستة أعوام، إلا أنه وبسبب المنافسة الحادة على الإناث، فإن معظمها لا يتناسل إلى أن يصل لسن 8 أو 10 سنوات. أظهرت إحدى الدراسات في خليج هدسون أن النجاح التناسلي والوزن الملائم للحمل عند الإناث يبلغ ذروته عندما تكون بمنتصف سنوات مراهقتها.

يظهر بأن الدببة القطبية تتأثر بالأمراض المعدية والطفيليات بشكل أقل من باقي ثدييات اليابسة. تعتبر هذه الحيوانات معرضة بشكل خاص للإصابة بالديدان الشعرية (باللاتينية: Trichinella)، وهي جنس من الديدان الأسطوانية التي تنتقل بين الأفراد عادةً جرّاء الاقتيات على بني جنسها، إلا أن هكذا إصابات نادرا ما تكون مميتة. تمّ توثيق حالة واحدة فقط لدب قطبي مصاب بداء الكلب، على الرغم من احتكاك الدببة القطبية بالثعالب القطبية ناقلة هذا المرض على الدوام، كما يؤكد إصابتها ببعض أنواع البكتيريا المسببة للحمى. تعاني الدببة القطبية من أمراض جلدية مختلفة في بعض الأحيان تسببها لها القرادات وغيرها من الطفيليات.
يندر أن تتخطى الدببة القطبية 25 عاما من عمرها، فقد بلغت أكبر الدببة البرية الموثقة 32 عاما، أما أكبر الدببة القطبية الأسيرة سنّا فكانت أنثى نفقت عام 1991 عن عمر 43 سنة، وحاليّا فإن أكبر دب قطبي هو الإنثى "ديبي" التي تعيش في حديقة حيوانات أسينيبوين في مدينة وينيبيغ بمحافظة مانيتوبا الكندية، والتي وُلدت على الأرجح في ديسمبر 1966. إن أسباب نفق الدببة القطبية في البرية غير مفهومة بشكل جيّد، بما أنه من النادر العثور على الجيف في المسكن المتجمد لهذا النوع، إلا أنه يظهر بأنها تصبح ضعيفة جدا في نهاية المطاف كي تستطيع اصطياد طرائدها مما يؤدي لموتها جوعا، وكذلك الحال بالنسبة للدببة التي تُصاب بجروح في المعارك أو الحوادث، فهي إما تموت جرّاء إصابتها أو تصبح ضعيفة جدا ولا تقوى على الصيد فتموت من الجوع.




قطعة الدولارين الكندية المعدنية، يظهر عليها دبا قطبيا.



إن مظهر الدببة القطبية الخارجي المميز، بالإضافة لربطها غالبا بالقطب الشمالي، جعل منها رموزا مشهورة للغاية، وبشكل خاص في المناطق التي تستوطنها. يظهر الدب القطبي على قطعة النقود المعدنية الكندية من فئة دولارين، وكذلك فإن لوحات القيادة في كل من المقاطعات الشمالية الغربية ونونافوت في كندا تأخذ شكل هذه الحيوانات. الدب القطبي هو جالب الحظ لجامعة بودوين في ولاية مين الأميركية، كما تمّ اختياره كجالب حظ أيضا للألعاب الأولمبية الشتويي لعام 1988 التي جرت في مدينة كالغاري.
استعملت بعض الشركات، ولا يزال البعض منها، صورا للدب القطبي عند تسويق منتجاتها، ومن هذه الشركات: كوكاكولا، المرطبات القطبية (بالإنجليزية: Polar Beverages)، نيلفانا، روم باندابيرغ (بالإنجليزية: Bundaberg Rum)، وغود هيومر بريرز (بالإنجليزية: Good Humor-Breyers) أما شركة Fox's Glacier Mints فقد استخدمت دبّا قطبيا يُدعى "بيبي" كشعار جالب للحظ لها منذ عام 1922.

وهذه بعض الصور للدب القطبي:















*....................................*
انتهى موضوعي هنا...
أود التقدم بالشكر للآنسة فهيمة لمساعدتها لي في تصميم الموضوع
و الموضوع منقول من عدة مصادر

رد مع اقتباس