الموضوع
:
مدينه ازدهرت " أور- حكـــاية الـــــزمن الخــــــــــالدة"
عرض مشاركة واحدة
#
4
06-11-2014, 12:38 AM
ورد الياسمين2
حيث بدا حقد العيلاميين على مدينة اور ومليكها – ابي – سين
اخر ملوك السلالة السومرية الثالقة،
وبدأوا يفتشون عن الثغرات لينفذوا منها الى المدينة الملتفة حول مليكها
رغم ما تعانيه من نقص في الحبوب ،
لذلك اضطر هذا الملك ان يستشير شعبه بجمع الأموال ويرسلها الى ( اشي ايرا)
حاكم مدينة ( ايسن ) ليشتري له الحبوب وهو بأمس الحاجة اليها ليطعم شعبه
ولكن نرى ( اشي ايرا ) لم يرسل الحبوب وقايضه على السيادة على مدينة ( ايسن )
مقابل ارسال الحبوب له مما اضطر – آبي – سين – ان يوافق على هذا الطلب التعجيزي ،
بدأ العيلاميون يتحركون بمساعدة ( اشي ايرا )
الذي مهد لسقوط اور ووصلوا الى المدينة وبدات المدينة تدافع عن نفسها
وتؤكد لنا النصوص المسمارية المختلفة بأن الملك – ابي –سين وسكان المدينة
بمختلف طبقاتهم ( كهانها وفنانوها ، وتجارها ، وشعراؤها ) دافعوا عن كل شبر من ارضها ،
وقاتلوا من اجلها قتال الأبطال
وكلفت مقاومتهم العنيدة العيلاميين وحليفهم ( قوم – سو ) خسائر كبيرة
وجعلتهم يوغلون في حقدهم على المدينة وعلى سكانها
لكون كلما ازداد حقدهم تلاحم سكانها ووحدتهم واحتضنوا مليكهم – ابي – سين –
وهو يقاتل امامهم ببطولة وهم يدعمونه بكل ما يملكون
وهذا ما تؤكده النصوص المسمارية التي تحكي عن هذه الظاهرة ،
ولا تشير الى أي صوت يعارض ذلك ،
وهذا ما عزز وحدة الموقف ودفع المقاومة الشرسة ضد العيلاميين
الى حد الفناء دفاعاً عن مدينتهم أور وأبي – سين الملك بقي بطلاً
في مقدمة الأبطال المدافعين عنها لا يخشى أي شيء
رغم علمه بمصيره ومصر المدينة ،
لذا نرى اسمه قد حفر في قلوب ابناء شعبه وكتبت عنه مرثية ،
لم يحظ أي ملك من ملوك سومر بمثلها .
لقد دمر العيلاميون كل شيء في المدينة
وحتى المدن الأخرى الموالية الى اور دمروها
ولم يكتفوا عند اجتياحهم المدينة بقتل الرجال والنساء ،
بل جمعوا الجثث في ساحة افراح المدينة امام المعبد
حتى سالت وتبددت كما يتبدد دهن الخروف تحت اشعة الشمس )
وهذا المقطع من مرثية أور لشاعر سومري خير دليل يجسد هول المأساة :
( ازقة مدينة أور أصبحت مليئة بجثث القتلى ) .
في الأماكن التي تقام فيها الأعياد كرست جثث القتلى
والدماء قد اريقت مثلما ينصب النحاس المنصهر
والجثث قد تبددت كما يتبدد
دهن الخروف تحت اشعة الشمس
والرجال الذين قتلوا بالفؤوس
رفعت عنهم خوذهم رمز البلاد
والجرى كانوا مثل الغزالة المصادة بالشبكة وراسها في التراب
والرجال المصابون بالنبال
وكأنهم ساعة ولادتهم ممرغين بالدماء
ومن بشاعة التخريب صار
اناس سكارى من دون خمر )
ان الأعمال الوحشية غير الإنسانية جعلت النصوص المسمارية تصفهم بالمخربين حيث تقول المرثية :
( السوئيون والعيلاميون المخربون
الذين لا يعيرون أهمية لأي شيء
كانوا قد جعلوا المدينة كتلاً من الأنقاض )
لكن ( أور ) بقيت وبقت حضارتها وبقى معبدها شاخصا ًوشاهداً
على هذه الحضارة ولم تسقط ،
وهذه مرثية أبي – سين لشاعر سومري بعد أن تحررت المدينة
ورحل الغزاة على ايدي الملك ( شبي ايرا ) ملك سلالة ( آيسن )
وضم المدينة الى سلالته وأعاد الطمأنينة الى سكان اور ،
وملك آخر بعد هذا الملك ( شوايليشوا ) 1984 – 1975 ق.م
اعاد الثقة كثيراً الى النفوس لذلك نرى الشعراء
بدأوا يعبرون عن مشاعرهم الحقيقية تجاه مليكهم ( آبي – سين )
ومدينتهم اور الخالدة فكتبوا ( مرثية اور ومرثية آبي – سين )
وبدأ المنشدون يغنون بهاتين المرثيتين تعبيراً
عن مشاعرهم تجاه مليكهم ومدينتهم .
__________________
ماذا سيحصل لو تحولنا الى بلاد ؟
انت سوريا وانا بغداد ..💜
يميل رأسي على كتفك قليلا فتزهر فلسطين..💜
ويستقيم العالم ..!!
ورد الياسمين2
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها ورد الياسمين2