:..الكولوزوم Colosseum - تاج روما القديم..: :. الكولوزوم Colosseum - تَاج رٌومَا القَديم .: في مدينة روما كل ما تقع عينك عليه هو مميز و خاص نسمع ببرج إبيزا و نرى النوافير عبر التلفزيون و تتصدر صور الساحات الايطالية أغلفة بعض المجلات السياحية ... و لكن هل زرت إيطاليا لترى كل ذلك بنفسك؟؟ هل ترغب في التعرف على تاج روما القديم؟ إذن أدعوك لزيارة المسرح الروماني المسمى بالكولوزوم ... :: الكولوزوم - Colosseum ::الكولوزوم رمزاُ لمدينة روما سابقا و حاليا ويعتبر أحد المعالم الأثرية المهمة في العالم.. وأحد الروائع الهندسية القديمة المتبقية من الآثار على مر السنين... و قبل 2000 عاماً كانت الجماهير تشاهد في الكولوزوم المعارك الدامية بين الأسود والمصارعين و الحفلات والتسالي وحملات التبشير بالمسيحية لاحقا ... شيد الكولوزوم الامبراطور الروماني فسباسيان ودشنه الامبراطور تيتوس يبلغ ارتفاع الكوليزا 60م ودائرته 526 م ويستوعب حوالي 60.000 متفرج وهذه القيمة الفنية الكبيرة ما زالت قائمة وسط ايطاليا حتى اليوم تقول الاسطورة: "مادام الكولوسيوم قائما ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره. "شيد هذا المبنى الضخم على شكل مدرج ومسرح نصف دائري في وسط العاصمة الايطالية منذ الفي سنة كأكبر شاهد على عظمة العالم القديم والإمبراطورية الرومانية حين تتجول هذه الايام في أروقة الكولوسيوم تحس وكأن الاحجار كانت تتكلم و حصل أمر رهيب جعلها تقطر دماً وتخاطبك الآثار بما مر عليها من أحداث في عصر غلبت عليه العظمة الملوكية و الامبراطورية إنه التاريخ - تاريخ الامبراطورية الرومانية. وقد أقيم المدرج بالقرب من دار الامبراطور نيرون الذي أحرق روما كتعويض لأهلها عن الضيم الذي لحق بهم بعد مصادرة نيرون لأرضهم وسمي كولوسيوم نسبة الى تمثال نيرون البرونزي الضخم في شكل اله الشمس وارتفاعه 38 مترا، والذي كان منتصبا بالقرب من المدرج في أول شارع النصر (أو المنصة الامبراطورية الان) بعد أن جره 12 فيلا لإقامته في ذلك الموقع وبني بالقرب منه قوس قسطنطين عام 315 بعد الميلاد تكريما لنصر الامبراطور الذي بنى القسطنطينية والذي قلده الفرنسيون في قوس النصر بباريس. وتم تحطيم التمثال في القرن السادس بأمر من البابا غريغوري الكبير حين تنصرت روما وردا على اضطهاد المسيحيين ثم اجبارهم على مصارعة الاسود. بدأ انشاء الكولوسيوم عام 72 بعد الميلاد و بعد هدم الامبراطور تيتوس المعبد في القدس بعد 8 سنوات من البناء فأقيمت فيه الالعاب الرياضية لمدة 100 يوم قتل خلالها خمسة الاف حيوان مفترس ونصب البحارة خياما وأشرعة على سقفه لحجب ضياء الشمس القوية عن المتفرجين أما الان فيتوافد عليه السياح من كافة بقاع الارض ويقضون ساعات طويلة من دون غطاء يحميهم من أشعة الشمس الحارقة لكن ذلك لم يمنع البعض من اقامة حفلات الزواج والتقاط الصور التذكارية في بهو المدرج، أو مكان صراع العبيد أو الاسرى أو المارقين مع الوحوش الضارية :: المسرح و عروضه قبل 2000 عاماً :: يعتبر الكولوسيوم تحفة هندسية لفن العمارة بمحيط دائرة تصل الى 52 مترا واستعمل فيه الحجر الجيري، وهو مؤلف من أربعة طوابق يحمل الطابق الاول اعمدة من النوع الدوري (وهو أبسط وأقدم نوع من الاعمدة في الهندسة المعمارية الاغريقية) ويليه طابق تحمله اعمدة من النوع الايوني (نسبة الى ايونيا اليونانية) ثم ترى الطابق الثالث تحمله اعمدة من النوع الكورنثي (نسبة الى كورنث في اليونان التي اشتهرت قديما بالترف والتهتك وتزدان تيجان الاعمدة بزخارف تشبه اوراق الاشجار) وله ثمانون مدخلا مثل الملاعب الرياضية الحديثة ... ::أما داخله فينقسم الى ثلاثة اقسام:: المسرح المدور أو مكان التنافس والمنصة العالية ومقاعد المتفرجين وتنقسم حسب طبقاتهم من الاشراف وأعضاء مجلس الشيوخ وبقية أفراد الشعب ولم يكن مسموحاً للمتفرجين بالخروج عن النظام الصارم في الحركة ما بين المدرجات حيث كان الدخول مجانيا وحين نرجع بالزمن إلى الوراء نرى أن الامبراطور كان يستخدم البوابة الشمالية المواجهة للمقصورة الملكية لما يتميز به مدخلها من رونق بينما يستخدم القوم الأبواب الثلاثة الأخرى ... فالأماكن الرخامية في الطابق الأول الأقرب من الحلبة كانت مخصصة لأعضاء السناتو مجلس الشيوخ لكل سيناتور مكانه الدائم محفور عليه اسمه أما الأقسام الأخرى الحجرية في الطابقين الثاني والثالث فكانت موزعة من أسفل نحو الحلبة إلى أعلى حسب التسلسل الاجتماعي من الفرسان وحتى رعاع الناس بينما كان الطابق الرابع الخشبي المنفصل عن باقي الاقسام فكان مخصصا للنساء اللاتي سمح لهن الامبراطور اغسطس بالدخول الى المسرح. وكانت الواجهة مكسوة برخام الترافيرتينو الذي نزع في العصور الوسطى مخلفا الثقوب التي كان مثبتا بها وكانت جميع الاقواس مزينة بالتماثيل وتحت الصرح كانت توجد شبكة مجاري مائية ضرورية لجلب المياه لأعمال النظافة ولتصريف كميات المياه الضخمة التي كانت تغمر الحلبة في استعراضات بالسفن عبر نفقين دائريين متصلين بطريقة بارعة تسمح في حالة تعطل احدهما بتشغيل النفق الثاني تلقائياً وتغطي أرضية الحلبة الخشبية التي يجري اعادة بناء أجزاء منها طابقا تحت الارض يضم كواليس المسرح التي كانت تتصل بنفق يمتد خارج المبنى بمعسكر للمصارعين وهي مزودة بثلاثين مصعداً على اطراف الخشبة لرفع الضواري والمصارعين الى الحلبة وإن كانت العروض في البداية ذات طابع ديني إلا إنها كانت تمثل بالنسبة لعامة الناس فرصة للترفيه والتفريج عن شحنة العنف المختزنة في نفوسهم غير أن حضور الامبراطور ثم البابا الأسمى بعد ذلك لهذه العروض يضفي عليها مسحة من القداسة وتنقسم العروض التي شهدها الكولوسيوم في تاريخه الاول والمسبوقة بالإعلانات التي كانت تشير إلى الغرض من الاستعراض وعدد المتصارعين الى طائفتين رئيسيتين الأولى هي عروض المصارعة مونيرا الدموية ذات الجذور العقائدية تذكر بالقرابين البشرية وكان الرومان مولعين بها الى حد الهوس. والطائفة الثانية من العروض التي استهوت الرومان واقدموا على مشاهدتها على حلبة الكولوسيوم كانت مطاردة الحيوانات المفترسة والمتوحشة فيناتيونس حيث كانت مناسبة لرؤية هذه الحيوانات المستقدمة من أطراف الامبراطورية المترامية وللتمتع بمشاعر التفوق والجسارة. وكان أبطال هذه المصارعات عادة من طبقة الرعاع أو من القتلة المحكوم عليهم بانتزاع حريتهم أو بقائهم عبر المصارعة حتى آخر رمق على حلبة الكولوسيوم سلعة رخيصة في أيدي مقاولي المصارعين المختصين بتزويد العروض بهم ورغم شيوع رواية أن الكولوسيوم كان مسرحا لاستشهاد المسيحيين الاوائل الذين كان يرمي بهم الرومان بين أنياب الحيوانات وسط صياح ونشوة المتفرجين في مشهد اعتادت السينما العالمية على تقديمه إلا أن عروض المصارعية التي كانت تقام على حلبة المسرح الروماني الأعظم كانت بمثابة تنفيذاً علنيا لعقوبة الاعدام فلم يكن أمام المحكوم عليهم كطعام للضواري مثلاً، وهي أحد العقوبات التي كان الرومان أول من سن قانونها، اي فرصة للنجاة حيث كان يلقى بهم في الحلبة مقيدي الأيدي بلباس أبيض رقيق بين أنياب الحيونات المفترسة الجائعة، أما الأكثر حظاً من المحكوم عليهم بالموت الذين كانوا يحملون على عربات خاصة تتخلل الحشود فكانت لديه فرصة أن يلاقي وهو أعزل مجرد الأيدي مصارعا متمرسا مدجج بالسلاح، وحين يتمكن المصارع من الإجهاز على المحكوم عليه يجرد بدوره من السلاح لملاقاة مصارع مسلح آخر ليواجه نفس المصير المحتوم وهكذا حتى يسأم المتفرجون في نهاية يوم مسرحي يبدأ صباحاً بمطاردة الوحوش ثم بتمثيلية تبدأ في منتصف النهار لأسطورة يموت بطلها في النهاية لتبدأ وقائع المصارعة القاتلة. :: الكولوزوم اليوم :: وقد ألفت حوله العديد من الأفلام التى تصور تلك المشاهد بطريقة تقترب من الحقيقة، ولعل فيلم المصارع لراسل كرو أروعها وأحدثها على الاطلاق بعد تحطم جزء من الكولوسيوم اثر هزة أرضية عنيفة في القرون الوسطى استخدم امراء عصر النهضة قسما من حجارة المدرج لبناء قصورهم العامرة مثل باباريني الذي تحول الى متحف الان وفرنيزي الذي استولى عليه نابليون ليصبح مقر السفارة الفرنسية. أقيمت في السنوات الاخيرة عدة حفلات موسيقية لاشهر الفنانين العالميين في باحة المدرج مثل بول ماكارتني من فريق البيتلز، لكن أنصار البيئة احتجوا على افساد أهم الاثار التاريخية من قبل الجمهور فخفت تلك الحفلات أخيرا .. وبالختام اتمنى ان ينال الموضوع اعجابكم
__________________ الوقت يداهمني والعمر يسرقني
لكن لا املك سوى شكر لكل من تقبلني في هذا المنتدى واتمنى من الله ان يجمعنا في الجنان العليا اخوكم سامر البطاوي |