عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-12-2014, 05:04 PM
 


السلام عليكَم و رحمة الله و بركَاتهه ~
الشابتر 2 ، طبعا طويل و إن شاء الله يعجبكَم !




تلعب الرياح بشعرها الحريري المنسدل على كتفيها ، وقفت هناك تتأمل ذاك المنزل الكَبير و كأنه شخص شاخ فجأة فظل يشكي لهجرة أحبائه ، تقف هناك و شعور غريب يملئ كيانها و ملامح الحزن قد اكتست وجهها ! ظلت تحدق في ذلك المنزل لبرهة ثم انتبهت للرياح نظرت للسماء و أشياء كثيرة مبهمة تجول في رأسها ( القدر لربما الرياح هي الحل ) نظرت لتحدد اتجاه الرياح ، ظلت تمشي تتبع اتجاه الريح بدأت تهرول خلف تلك الرياح التي زادت سرعتها لم تكن تنتبه لما حولها فقط كانت تتبع تلك الرياح دون توقف . . . توقفت حين رأت أن البحر أمامها ( البحر ! و ماذا سأجد في البحر يا ترىَ ! ) ، أخذت تنظر حيث الأفق تقدمت إلى حافة الجرف الذي كانت تقف عليه ، ظلت تتأمل الأفق لعلها تجد تفسيرا لتلك الأشياء المبهمة في رأسها ! و ما هي إلا ثوانٍ مضت حتى رأت نفسها معلقة في الهواء تهوي إلى الأسفل ، نظرت إلى الأعلى فلم تلمح سوى ابتسامة شيطان !
***
( استيقظي نينا ، ستموتين لو وقعت في الأسفل ) ! شهقت بفزع حينها ، أخذت تلتقط أنفاسها بشدة نظرت إلى السقف مرارا و تكرار حتى استوعبت أنه مجرد كابوس لا أكثر ! شعرت بأحدهم يبتسم لها ، ما زالت الخوف يسري في جسدها نظرت إلى الشخص الذي جلس على حافة السرير لتَخرج تنهيدة تعبر عن الشعور بالراحة ابتسمت ثم رمقته بنظرات هادئة : مجرد كابوس كالعادة و الشخص ذاته ، بادلها النظرات ذاتها ثم اقترب منها ليربت على رأسها بلطف : لا بأس ليست إلا كوابيس و لا أعتقد أن أحدا سيؤمن بها ! قطبت حاجبيها لتشيح بنظرها إلى النافذة فقد كان المساء قد هل و تلونت تلك السماء بألوان الذهبية الفاتنة شد انتباهها صوت طرق الباب ، قفزت من السرير لتفتح الباب لم تجد سوى والدها أمامها ! عادت بنظرها إلى السرير فلم تجد أحدا !
***
الملل كان الطاغي في ذاك الجحيم هكذا نال ذاك المكان هذا الوصف ، أحدهم كان شاردا بذهنه منذ الصباح رغم أن الجو كان يوحي بأن مطرا قادما في الطريق رغم شمس الأمس ، لم يصحوا من شرود ذهنه إلا على صوت ذاك الباب الذي فتح بعنف ، نظر إلى الباب فلم يجد سوى فتاة تلتقط أنفاسها و بدون أدنى شك فقد ركضت بسرعة لتأخرها ، كانت تلهث أنفاسها لتتغير ملامح المعلمة الغاضبة إلى ملامح لطيفة بعد اعتذار تلك الفتاة اللبق ، الجميع كان يحدق بها بينما هي قطبت حاجبيها باستغراب لترمي بحقيبتها بعنف على الكرسي ، لا تعلم لما تلك النظرات و الكلام الفارغ ! و ما هي إلا دقائق حتى رن الجرس معلنا عن نهاية الحصة الأولى و بداية الأخرىَ ، ما زالت نظرات الجميع موجهة إليها البعض ينظر إليها بحقد و نظرات كراهية و أخرى شفقة ، زفرت هي بغضب لتقول : لنرى الآن ! ما سبب نظراتكم تلك ؟ بالأمس لم ألفت انتباه أحد فما بالكم اليوم ؟ اقترب منها أحدهم ليهمس في أذنها : ابنة صمت هو هنا ثم أردف : لا أكثر ، لحظتها لم تتمالك نينا أعصابها فدفعته بكلام قوتها للخلف حتى اصطدم بالجدار بينما هي ابتسمت لكونه تألم من ذاك الاصطدام ، نظر إليها بخبث و إبتسامة شيطانية على وجهه ليقول بسخرية كبيرة : دعيني أكمل و ابنة ذاك المغرور المتسلط و المتعجرف كذلك ، لم يكمل كلماته الأخيرة حتى طرحته نينا أرضا لتلوي بيده بينما هو أطلق صرخةً غاضبة ، ابتسمت نينا بثقة وصوت ملئه الشجاعة لتقول : جرب أن تهين والداي مجددا و أقسم أني لن أتردد في إلقائك من تلك النافذة ، تدخل جون لحظتها ليبعد نينا عن ذاك الفتى ليقول له : لن تردد في إلقائك صدقني ، أمسك جون بيد نينا ليسحبها إلى الخارج متجها إلى السطح . . زفر حينها بغضب : ألا يمكنكِ أن تتجاهلي أولئك السفلة فقط ، نينا بنبرة غرور ممزوجة بأسى : يستحق ما حدث له ، تعلم أن أسوأ شي بالنسبة لي أن يهين أحدهم والداي حينها لا أستطيع تجاهل الأمر ببساطة ، نظر إليها بهدوء ليقول : ذاك الفتى لا يتوقف عن افتعال المشاكل ، و لن يتساهل معكِ بعد اليوم صدقيني لذا نصيحتي لكِ أن تتجاهليه هذه الفترة و أن حاول أن يؤذيكِ تحدثي إلى المدير وقتها ، نظرت إليه لتتحدث بسخرية كبيرة : و منذ متى جون رالف يخشى مواجهة أحد ، رمقها بنظرة جعلتها تنتبه لكلامها ليقول : شجار آخر مع ذاك الفتى و سيقتلني جدي وقتها لذلك أحاول تجنبه ، نينا رفعت حجابها باستغراب : لنرى بما أنكَ جدي في الموضوع فهذا حسنا ، بالتأكيد يستحيل أن يكون من أقربائنا ، هز جون كتفيه بمعنى ربما يكون كذلك بينما ظلت نينا تحدق فيه : ما اسمه إذا ؟ جون : كين آرشوف ! حل الصمت لفترة وجيزة لتقول نينا بعدها بتفاجئ : أنه قريبٌ لجدتي على ما أعتقد ! نظر إليها بتفاجئ هو الآخر و بنبرة حيرة : صحيح عائلة آرشوف أقرباء لجدتي ، لكن ليس الحل هنا على ما أعتقد ! نظرت نينا إليه دون تفهم لتقول : علينا أن نعود إلى الفصل الآن . . توجه الاثنان بعدها إلى الصف و لكن من حسن حظهما أن المعلمة في الفصل حتى يتجنبوا الخوض في مشاجرة أخرى . .
***
مرت تلك الحصص الأولى بهدوء ليأتي بعدها وقت الاستراحة ، وقتها أمسكت نينا بهاتفها لتجد الرد المنتظر من أحدهم ، فتحت نينا الرسالة الواردة الثلج وضعته عند الممرضة ، أسرعي إلى هناك ! أسرعت نينا لتسحب لين معها ثم تقول : أسمعيني لين أرغب في الانتقام من أحدهم لكن أتمنى أن تساعديني في خطتي اتفقنا ! لم تتوقع نينا ردة لين تلك التي بدرت منها لتقول بحماس : فهمت القصة لن تنتقمي إلا من ذاك السافل كين ، نينا أطلقت ضحكة شيطانية لتقول : إنتقامي هذا أقل شيء يمكن حدوثه لذاك الفتى ، لين : و ماذا سنفعل ؟ نينا نظرت إلى لين بنظرات بريئة لتقول : كل ما عليكِ هو أن تذهبي إلى كين و تتحدثي معه و مع إنتهاء الاستراحة عودي به إلى الفصل و أرسليِ رسالة لي حين تقفين عند الباب وقتها سأكون قد أغلقته ووقفت على الطاولة القريبة من الباب ، لتنفجر ضاحكة : لا أتخيل شكله بعد ذاك الحمام البارد لين بتردد : أتحدث معه ، سأموت لو رآني ماكس و جون معه ! نينا : منشغلان الآن ، كين أعتقد أنه في المكتبة الآن هيا أذهبِ إليه و أنا سأذهب لإحضار الثلج من عند الممرضة و أنتِ أذهبِ إليه حاولي تلفيق أي كذبة للتحدث معه . . أسرعت لين إلى المكتبة لتسرع هي الأخرى لإحضار دلو ملئته بالماء لتضعه أسفل طاولتها ، اتجهت بعدها إلى الممرضة لتحضر الثلج على أنه لإجراء عمل استكشاف تجريبي قبل أن يطبقوا ذاك الاستكشاف في الحصة ! أرسلت رسالة إلى جون طالبة منه القدوم إلى الصف مع ماكس و شرحت لهما الأمر لا تعلم لما الجميع في صفها اليوم رغم أن جون قد حذرها منه قبل الآن لكن لا بأس هذا يسعدها بطريقة ما !
***
وقفت تلك الفتاة ذات الشعر الكستنائي الطويل بجانب الفتى الذي تمقته دون سبب ، أو ربما بسبب الجميع ! بينما هو يحدثها : ألن نعود للصف الآن ؟ أجابت بإرتباك و إبتسامة زائفة متقنة : بلى لنذهب ! وقفت حينها بجانبه و نظرات الجميع موجهة لها بالتأكيد الجميع مستغرب من وجودها مع ذاك الفتى بينما تلك الفتاة و جملة واحدة في خاطرها الآن ( تبا لكِ نينا ، كيف لفتاة مثلي أن تمشي مع فتىً ليس إلا حثاله ! ) بينما هو الآخر كان قد بدأ ينظر إلى الآخرين ببرود و نظرات مخيفة . . أمسكت هاتفها لتبعث رسالة إلى نينا !
بينما كان كل من نينا و ماكس في الصف و بطريقة ما أقنعوا الجميع بخطتهم كذلك ، في حقيقة الأمر الجميع كان يكره ذاك الفتى البارد و المثير للأعصاب ! بعد إقناعهم منعوا أحدا من الدخول إلى الصف و بالتأكيد أخبروا من في الخارج أنهم يحضرون مفاجأة لأحدهم لذلك منعوا أحدا من الدخول ! مشت الخطة بحذافيرها و هاهي رسالة من لين تنبه نينا بأنها هي و كين أمام باب الفصل ، ما أن تحرك مقبض الباب دالا على أن هناك شخصا سيدخل حتى سكبت نينا الواقفة على - إحدى الطاولات التي كانت بالقرب من الباب – الماء على رأسه ! لحظتها الجميع صدم من ذاك الشخص المبلل بالماء و الذي أطلق زفرة غاضبة و شتيمة دون مقدمات بينما تلك الفتاة ظلت تضحك بخبث لتقول : هذا مجرد إنتقام بـ . .. ، لتتوقف عن الكلام حينما نظر هو إليها بنظراته الغاضبة تلك و بصرخة أفزعتها : إلى مكتب المدير ! نينا ظلت متسمرة في مكانها بعد صرخته تلك ، بينما هو وصل الغضب عنده مبلغه : ألم تسمعي إلى مكتب المدير هيا ، نزلت نينا إلى الأسفل و عيناها تنظران إلى الأرض لتخرج بجانب كين الذي ابتسم إبتسامة جعلت الخوف يسري في جسدها !
***
مع إنتهاء اليوم الدراسي و أثناء طريق أولئك المراهقين إلى منازلهم جميعهم نظروا إليها و ملامح الحيرة تكسي الجميع وقتها بدأت نينا بسرد ما حدث لها مع المعلم حتى وصلت لمكتب المدير . .
قبل أن نصل لمكتب المدير توقفنا عند دورة المياه قطبتٌ حاجبيَ باستغراب بينما هو قال بنبرة شبه ساخرة : لديكِ خيار ينقذكِ لحين أجفف ملابسي التي بللتها بسبب سخافتكِ ، يمكنكِ تنظيف الحمامات و سأسامحكِ حينها و أعتقد أنه أفضل من الذهاب لمكتب المدير و استدعاء والدكِ إلى هنا ! قلتَ بنبرة أسى و ندم : حسنا أنا حقا آسفة و سأقبل بهذا العقاب . . . رمقني بنظرة شك ليقول : هكذا أفضل ، سأعود بعد أن أنتهي ! غادر هو المكان بعد جملته تلك لأضحك أنا على ذكائي و خطتي الإنتقامية الجديدة ، جعلت مجموعة من الفتياتِ ينظفن الحمام مقابل مبلغ من المال ثم أسرعتٌ لمكتب المدير ، أذنِ لي بالدخول إلى المكتب نظر إلي ثم رحب بي . . استخدمتُ وقتها براعتي في التمثيل لأقول : سيديَ أردتٌ أخبارك بأمر مهم ! أومأ رأسه إيجابا لأكمل حديثي : حدث شجارٌ بيني و بين . . لأكمل بنبرة شبه باكية : كين آرشوف ! تغيرت نظرات المدير حينها ليقول : و مالذي حدث بالضبط ؟ أكملتٌ أنا بهدوء : اهانني كين بكلامه كثيرا ثم اهان والدي أمامي و أمام الجميع لم أستطع فعل شيء لأن المعلم قد تدخل لحظتها ليقوم ذاك الفتى بإلقاء اللوم علي و المعلم وقف إلى جانبه و عاقبني الآن رغم أنني لم أقم بالشيء سوى الدفاع عني حتى عندما . . نظر إلي المدير بهدوء : حتى عندما ماذا ؟ لأبكي أنا أمامه قائلة : حتى عندما أمسكني كين من شعري و دفعني إلى الخلف ! لم أسمع سوى زفرة المدير الغاضبة ليطرق ذاك المعلم الباب ليدخل بعدها نظر المدير إليه بنظرات غاضبة طالبا مني أن أكمل كلامي فقلت : هذه كل القصة سيدي ! تحدث المدير و نظراته موجهة إلى المعلم : أهذا هو المعلم الذي تقصدينه ؟ أومأت برأسي إيجابا ليقول لذاك المعلم بغضب : اعتذر لها فورا ! أما ذاك المعلم فأكيدٌ أنه لم يفهم شيئا ، سأل هو باستغراب : و هل لي أن أعرف لما علي الإعتذار لطالبة تفتعل المشاكل ؟ وقتها تحدث المدير بهدوء : اعتذر لها الآن أستاذ ألفريدو ، ليردف بنبرة غاضبة مجددا : و إلا لن تجد نفسك هنا مجددا ! وقتها صدمت بنفسي مما قاله المدير مما جعل ذاك الأستاذ يعتذر لي ليخرج بعدها من المكتب ليغلق الباب بقوة خلفه . . نظر إلي المدير طالبا مني الخروج و هذه كل القصة ،
لكن أكثر ما أثار فضولي غضبٌ ذاك الأستاذ بعد تهديد المدير
نظرت إليهم لتجد الصدمة على وجوه كل من لين و ماكس بينما صدمة طفيفة على وجه جون . . لتتحدث لين بمرح : أصبحتِ الآن بقائمة المنبوذين بالنسبة لذاك المعلم . . جون بابتسامة هادئة : يستحق ذاك المعلم ما حدث له و يستحق المزيد أيضا و بالنسبة لي لو يطرده المدير لكان أفضل شيء يفعله . . نينا بحماس : أعتقد أن هذه المدرسة مثيرة فعلا ! تحدث و ما زالت الصدمة على وجهه : تجيدين التمثيل حقا لو كنت مكانكِ لأنفجرت ضاحكا وقتها أو أنني قد أكشف بسبب خوفي . نينا بثقة : أعتقد بأن التمثيل أفضل شيءٍ ورثته من والدي . . لين بنبرة جعلت الجميع ينفجر ضحكا : الأمر متوارث في عائلتكم إذا . . ثم لوحت بيدها مغادرة للمنزل نظرت نينا إلى هاتفها لتجد رسالة مجددا كان محتوها : نينا انتظرك في مطعم عائلتي بعد إنتهائك من المدرسة !نظرت إلى جون لتقول له و إبتسامة على وجهها : جون صحيح أليس الجميع في ليفربول فلما أنت لست معهم ! أجابها جون و هو ينظر إلى السماء : أنها آخر سنة لنا كما تعلمين و لا رغبة لي في ترك أصدقائي بالتأكيد . . نينا بذات إبتسامتها : ليت والدي يستمع لكلامي و رأي فقط حينما يتعلق الأمر بالدراسة ثم أردفت قائلة : لا تقل بأنك تعيش مع الخالة جانيت ، أومأ رأسه إيجابا لتكمل هي : أبلغها تحياتي إذاٌ ، إلى اللقاء . .
بينما كانت نينا متوجهة لذلك المطعم تذكرت شيئا لتصرخ : ذاك المعلم هو الذي أوصلني بالأمس ، لتنفجر ضاحكة : قدمت له على ما يبدو شكرا يليق بمقامه و انتقمت أيضا من ذلك الكين السافل . .
توقفت أمام ذاك المطعم الفخم و المتميز ببراعة تصميمه البسيط و الأنيق ! ولا غريبٌ هذا الأمر بكل تأكيد عن مطاعم لندن الرائعة . . دخلت ليستقبلها النادل بإبتسامة لطيفة قائلا : مرحبا بكِ آنستي ، ألديكِ حجزٌ مسبقا ؟ أجابت نينا و قد بادلته الإبتسامة : لا تلك الطاولة أمام النافذة هل هي محجوزة أو ما شابه . . بعد أن أشارت ناحيتها ليقول : لا تفضلِ إذا آنستي ! نظرت نينا للجميع فالمكان لا يليق لطالبة مدرسة بالتأكيد لكن ديانا بسبب رسالتها تلك جعلتها تأتي بملابس المدرسة . . توجهت إلى حيث تلك الطاولة قرب النافذة التي كانت تطل على بحيرة تتوسط تلك الحديقة التي كانت بجوار ذاك المنتزه الكبير . .
***
انتبهت نينا لهاتفها الذي وصلته رسالة كانت من ديانا تخبرها بأنها لن تحضر مع إعتذارٍ شديد ! نظرت نينا إلى الساعة لتجد أنها الساعة 7 مساءا مر الوقت سريعا دون أن تشعر ، تأخرت في الخروج من المدرسة و كانت الساعة وقتها 5:30 مساءاُ بينما الآن هي مرة ساعة على وجودها ( ديانا عودي فقط و سأريكِ ) ، قدم إليها ذاك النادل ليضع كيساُ على الطاولة قائلا : عذرا آنستي ، هل أنتِ نينا رالف ؟ . . أجابت نينا بإبتسامة : نعم ! إبتسم لها النادل ليقول : أحدهم طلب مني أن أسلمكِ هذا الكيس . . نينا بإستغراب : أنا ؟ . . قال ذاك النادل و ما زالت إبتسامته على وجهه : مكتوب على الورقة نينا روبيرتو رالف ! ، نينا قطبت حاجبيها لتأخذ تلك الكيس و تشكر النادل بعدها . . وقفت لتغادر المطعم ، لكن قبلا نظرةَ لتلك البحيرة لتلمح شخصاُ رأته مسبقا ! ( هو بالتأكيد ، الإبتسامة نفسها و الشعور نفسه ) لم تشعر إلا بدوار لتسقط أرضا لكن أحدهم كان أسرع فأمسكها . .
***
فتحت عيناها لتنظر حولها ( ما قصة الإغماء اليوم يا ترى ! ) هذا السؤال كان يتبادر إلى ذهنها منذ الصباح ، شعرت بسعادة تغمرها حين وجدت ذاك الشخص يقف بجوارها ليقول بنبرة عتب : عليكِ أن تهتمي بصحتكِ قليلا و إلا سأخبر نيكولاس بأن أحدهم يهمل نفسه تماما ! نينا بنظرة ساخرة : تليق بك هذه الثياب مارسيل ! ابتسم مارسيل حينها : على الأقل مارسيل يقضي وقتاٌ ممتعا بالعمل في مطعم عائلته الفاخر ! نينا تذكرت ديانا فغضبت بشدة : أسمعني أختك تلك أرسلت لي بأنها ستحضر إلى هنا، لترسل لي بعدها بأنها لن تحضر تبا لها من صديقة نظر إليها مارسيل بإستغرابٍ شديد : لكن ديانا في روسيا الآن و من قال أنها ستحضر ! نينا نظرت إليها بطرف عينها لتخرج هاتفها فتفتح تلك الرسالة لتريه : أنظر ديانا بنفسها أرسلت لي ! . . حك رأسه بحيرة : و هذا ليس رقم ديانا أيضا . . نينا بإرتباك : ربما مزحة ثقيلة منها كالعادة . . هز كتفه بحيرة ثم قال بسخرية : لما لا نفكر في أنه معجبٌ مجهول ! رمقته بنظرة مخيفة لتنظر إلى الكيس و سترة المدرسة : أعطني الكيس و السترة علي المغادرة . . مارسيل بإبتسامة : سأرافقكِ للمنزل إذاُ ! أومأت برأسها إيجاباً . . لكن ذهلت عندما خرجت من المطعم لتجد أن السماء قد امتلئت بتلك الغيوم لتقول هي بمرح : متى أصبحت السماء ملبدةً بالغيوم هكذا ! مارسيل بذات مرحها : منذ الصباح عزيزتي نينا لكن على ما أظن بأن المعجبون السريون هم من يشغلون بالك ! سقط شيءٌ ما بارد على وجههما ليجدا بأن السماء قد بدأت تمطر فجأة بغزارة دون مقدمات ليهتف مارسيل : علينا التوجه إلى سيارتي بسرعة . . ليركض هو و نينا خلفه نحو السيارة لينطلقا عائدان إلى المنزل ، بينما هما في طريق العودة
امتلئ رأس نينا من تلك الأفكار السوداء التي كانت تفكر بها ( من يكون يا ترى ! المرة الأولى في حلمي ، ثم كأنه خرج من حلمي ليتحدث معي ، ثم ظهر فجأة هنا ! أيعقل أنِ في غيبوبة أو كابوس لا أستطيع الإستيقاظ من كلاهما ، كأنه شبحٌ و ربما هو كذلك ! حمقاء من يؤمن بالأشباح بربكِ نينا ! ) هزت رأسها محاولتا طرد تلك الأفكار و نسيان ذلك الشخص لكن على ما يبدو بأنها لن تنتهي من هذا الأمر بسبب ديانا ( أيعقل أن يكون هو من أرسل ! لا لا أعتقد ربما فقط شخصٌ يحاول التلاعب بأعصابي و ذاك الشخص مجرد خيال صنعه عقلي ! كين آرشوف لنرى ماذا ستفعل مجددا ، أما ذاك الأستاذ فحقا أشعر بقليلٍ من الندم تجاه ما فعلته ، أحضرني إلى عيادة المدرسة و أوصلني إلى المنزل لكن لا داعي للقلق بشأنه ففي النهاية هو معلمي و أنا طالبته ) زفرت بهدوء لتنظر من نافذة السيارة لتجد أنها وصلت إلى المنزل دون أن تشعر !
***
في مكان آخر استيقظ هو على صوتٍ شيءٍ أفزعه ، ليضع يده على قلبه بسبب الألم الذي سببه له ذاك الفزع !


1 - كيف هو الفصل الجديد ؟
2- ما رأيكَم في الشخصيات إلى الآن
3 - و ما قصة نينا مع ذاك المجهول أهو خيالها كما تظن ؟
4 - و كين من يكون ؟

* لآ توجد مقتطفات *
في أمان الله ()