عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 06-13-2014, 12:08 PM
 
الفصل الثاني
الجزء الأول ( التصوير و شركة حاتم ! )


اذا نظرنــا للحياة تجدها مترابطة نوعــًا ما !
ولكن أجمل شيء يمكن أن تجده هو صدفة غير متوقعة تريدها مع شخص تحتاجه


ـ أمــي أنـا ذاهبة لمدرسة آدم

ألقت آخر نظرة على جسدها ، ترتدي فستان زهري اللون يصل لركبتها وأكمامه تصل لمرفقها لاقها بدرجة كبيرة وشعرها القصير موجته بطريقة بسيطة جعلها تبدو كـ أميرة لم تفرط في المكياج احمر شفاه ذو لون زاهي و كحلة أبرزت عيناها ولا غنى عن الحقيبة ، بيضاء كبيرة تناسب ملابسها كثيرًا

ـ انتظري

صرخت جمــانة وشعرها الأسود وضع في ظفيرة حالتها مزرية وترتدي ثوب متسخ عليه بقع من الشوكولاتة و الطحين وأيضا صلصة

ـ مــاذا الآن ؟

تذمرت قبل أن تفتح الباب وتندفع للعالم الخارجي

ـ عند العودة أريد أن تجلبي زينة للكعك و كرز وأيضــا مثلجات لم نجلب البارحة

طأطأت رزان رأسها بموافقة فكل هذا من أجل ثلاث صديقات لا أكثر ، أمـا هدية حفلة تخرجها كانت قالب كعكة جاهز من مخبز أسفل الشارع

ـ عزيزتي تبدين جميلة

قبلتها جمانة من الخد ومن ثم اخرجتها من المنزل وأغلقت الباب

ـ قلبي يستشعر مصيبة بهذا الفستان و الأصدقــاء


***

ـ أخرق ، كيف للماء أن يكون صلب

كان يصحح أوراق بقلم أحمر قد عبا الأوراق بـ علامات استفهام وتعجب ، أحاطه خمس لـ تسع فناجين قهوة و كيس من الرقائق ، لم يبقى القليل لـ ينفجر بـ استقالته لكن جاد تدخل

ـ وسيم سيصورون برنامج في المدرسة

رفع وسيم عيناه بسرعة ويمكنك رؤية اللمعة في عيناه العسلية عندما قال " سيصورون "

ـ آه حقـًا برنامج ماذا ؟
ـ ممـ أظن أنهم يصورن لـ مسلسل إحدى مشاهده تدور في مدرسة

طأطأ وسيم رأسه وابتسم لـ جاد ومن ثم وقف على اقدامه بكل فرحة يريد الانضمام

ـ حسنــا ، لكن ماذا سنفعل
ـ لا أدري ، نقف و ننظر ربما أرادوا شيء ، نساعدهم

ابتسم وسيم وأخذ آخر رشفة من فنجان القهوة وصفف شعره بطريقة محترمة فـ لباسه اليوم لم يكن بهذا الرقي ولكن بسيط بنطال " جينز " أزرق وقميص مقلم باللون الازرق كذلك ، أمسك هاتفه الذي جلس على الطاولة ووضعه في جيبه ووضع يداه ايضًا في جيبه

ـ يبدو أن الفتيان لم يدرسوا !

قال جاد بسخرية وقد خرج كلاهمــا من غرفة المعلمين

ـ وهل يدرسون ؟

سادت قهقتهم قليلًا ومن ثم خفّت

ـ آه صحيح ستعرض مسرحية الاثنين القادم هل تود الذهاب لها ؟

نظر وسيم لجاد الذي أخرج ثلاث بطاقات باسم مسرحية

ـ مسرحية ماذا ؟
ـ ممـ الأولى في البلدة ، يوجد ممثلين معروفين كمــا أن هناك جوائز و مغنين عالمين وكذلك فقرات مختلفة

رمق وسيم جاد بطريقة مضحكة

ـ هل هذه مسرحية أم مهرجان؟
ـ مسرحية بـ فعاليات عزيزي !

ضحك وسيم لكلامه وطأطأ رأسه موافقًا

ـ حسنــًا سأتي ، لكن لمن البطاقة الثالثة ؟

أخذ بطاقة من يد جاد الذي بقي في يده اثنتان

ـ آه ربمــا أخاك يود المجيء ؟ المرأة قالت أنهم آخر ثلاث بطاقات وأخذتهم دون تردد

ابتسم و سيم من جديد واخذ البطاقة الاخرى واخرج محفظته ووضع البطاقات فيها

ـ هيــا لنرى ذلك البرنــامج !

حوط وسيم ذراعه على كتف جاد الذي قهقه بطفولية على كلماته

ـ أستاذ وسيم ؟!

صوت أنثوي قد أوقف الاثنان ليلتفان ويروا تلك الفتاة أمامهم ، فستانها الزهري الذي لاقها جدًا كما لو خيّط من اجلها وشعرها زادها جمالًا ووجها الطفولي جعل وسيم يشعر برعشة في معدته

ـ آه .. نعم وسيم

تعثلم وسيم وقد فك ذراعه عن جاد الذي قهقه على فعل وسيم ، تقدم وسيم نحو رزان التي شعرت بالخجل قليلًا

ـ أنــا رزان أخت آدم تشرفت

مدت يدها ليصافحها وسيم ومن ثم جاد وهما في حالة صدمة ، لم يعرفا أن لهذا الوحش أخت مثلها

ـ حسنــًا سأذهب لتصوير سرني لقائك آنسة رزان

طأطأت رأسها بابتسامة ومن ثم اختفى جاد ، ليعمّ المكان الصمت ومن ثم بدات رزان بالحديث

ـ آسفة لم يستطع أبي القدوم لأنه في العمل و أمي لديها التزامات في المنزل لذا اضطررت للمجيء

تفهم وسيم الامر، ومازال سارحًا بهذه الفتاة الجميلة ، لم يكن من الفتيان الذين ألفت أنظار الفتيات أيام الجامعة أو الثانوية فقد أقضى أيامه في الدراسة طوال الوقت

ـ لا بأس ، أنتي التي حادثتها البارحة أليس كذلك ؟
ـ نعــم

ابتسمت رزان ونظرت لـ وسيم مطولًا تتفحص معالمه كان وسيمًا إن أمعنت النظر

ـ أه ... حسنــًا بشأن آدم

أفاقت رزان من أفكارها تشعر بالخجل الشديد ويمكن ملاحظة خجل وسيم كذلك فوجهه الحنطي قد احمرّ قليلًا

ـ اسمعِ هو في مرحلة حرجة الآن أعني العاشر و مستقبله متوقف عليه ، يجب أن يفكر في هذه الأمور ، إن بقي هكذا سوف يرسب هذه السنة وليس بسبب التحصيل فـ تحصيله مقبول ويمكنه التحسن إن ركّز أكثر ولكن سلوكه وغياباته عاملان مهمــان في المدرسة

كانت رزان أذانًا صاغية لما يقوله هذا الشاب ، فكل كلمة يقولها حق ، كم يجهل آدم المستقبل ، كم هو محظوظ يمكنه أن يختار تخصص كما يريد ، كانت تفكر في دماغهــا طوال الحديث

ـ آسف لجلبك هذه المسافة وإن قاطعتكِ عن امور مهمة ولكن تهمني مصلحة الطلاب ولا أريدهم أن يخطؤا في حياتهم هكذا لن يعملوا بجد وجهد من جل المجتمع

هزت رزان رأسها دالتًا على استماعها وابتسم وسيم آخر ابتسامة قبل أن ينهِ المحادثة

ـ حسنــًا أتفهم ما قلته عن أخي وسـ أحاوره في الموضوع ، لكن الامور متهورة قليلًا في المنزل ويبدو أنه تهور مع المنزل كذلك واستخف بالدراسه

قهقه وسيم على كلمات رزان ومن ثم أخذت نفسًا عميقًا وعدلت حقيبتها ونظرت له من جديد

ـ هل قال ذلك الشاب تصويرًا ؟؟

يمكن رؤية الحماس و الانفعال بهذه الجملة ، هز وسيم رأسه بالإيجاب على ما قالته

ـ إنهم يصورون مسلسلًا في ساحة المدرسة

ابتسمت بفرحة كبيرة ولا يمكن لناظر إنكارها ومن ثم ناظرت وسيم من جديد

ـ آه اذْ لم يكن هناك حرج هل يمكنني الإنضمام ، أود ان أسئلهم إن وجد مكان للعمل

كانت ينظر لها باستغراب ، ربما شعور الغيرة والحسد نحو جرئتها وشجاعتها وحرية قدرتها في التكلم والتعبير ، لطالما أراد وسيم تلك الصفة بـ شخصيته لكنه إنسان إنطوائي خجول

ـ تفضلِ من هنــا
ـ أشكركـ


***

نظرت جمانة للحضور

ـ أهلا وسهلاً بكم مرّ الوقت أليس كذلك ؟

تبسمنّ الصديقات ووافقنها الرأي ومن ثم بدأوا بالحوار الذي أخذهم لعالم آخر عالم الذكريات الجميل ، عالم أحاطه الضحكات والطرائف والمواقف الجميلة

ـ آه عزيزتي جمــانة إحدى بناتكـ أرادت العمل في مجال الإعلام أليس كذلك

ـ رزان ! نعم لكنها ذهبت للمحاسبة

نوعًا ما كذبت جمــانة فـ هي التي أجبرت رزان لـ دخول المحاسبة ولم ترد أن تأخذ الإعلام كونه عيب

ـ آه يال الخسارة ، ابني حاتم أسس شركة إعلام وينقصه مصورين و مقدمين وطاقم وأخبرته عن ابنتك وكان في قمة الحماس لمقابلتها وجعلها تعمل لحسابهم

يمكن ان تروا تعابير الشتم الداخلي على وجه جمانة التي أنتبت ضميرها

ـ لا بأس أخبري ابنك أنها لم تعمل بعد وأنها تبحث عن عمل !
ـ آه هذا كلامٌ جميل ، لديها خبرة لقد عمِلت في التصوير والتقدم أيام المدرسة والجامعة أليس كذلك ؟

هزّت جمانة رأسها موافقة على ما قالته ريم صديقتها منذ الطفولة

ـ آه أعددت كعكة لذيذة وسأقوم الآن بـ تقديم المقبلات فـ سهرتنا طويلة اليوم !

تعالت ضحكاتهم في المنزل الفارغ