06-13-2014, 12:36 PM
|
|
الفصل الثاني الجزء الثاني ( دالية و جانيت )
وقفت رزان بقرب وسيم وجـاد ، و تبادلوا الحوار كثيرًا يمكن القول بأنهم أصدقاء الآن ، فكان وسيم يلقي النكات على الطاقم وجاد يعيد التمثيل أو يصرخ مثل المخرج
ـ حسنًــا استراحة عشر دقائق
قالها المخر ومن ثم رسمت رزان ابتسامة وتوجهة نحو الطاقم بعد أن بدأ بالحراك الحرّ والتحدث بأمور خارج العمل
ـ إلى أين ؟
نطق وسيم باستغراب وقد مشى بمحاذتها وكذلك جاد
ـ سأستفسر عن العمل
عندمــا وصل الثلاثة لهدفهم ، بدأت رزان بتفحص عن أشخاص يمكن أن تسألهم حتى استقرت على فتاة بمقتبل عمرهــا جالسة أمــام الكمرة تشرب الماء
ـ أهلاً
ـ مر... مرحبــًا
ترددت الفتاة قليلًا فلم تكن رزان وجهًا مؤلوفًا لها
ـ عملكم رائع وأنــا تعديت مرحلة اليأس في البحث عن العمل ، لكن هل هنــاك وظائف شاغرة ؟
ضحكة الفتــاة على رزان فقد أُعجبت بشخصيتهــا الصريحة والجريئة هذه
ـ آه أظن أن الإدارة تحتاج لفريق عمل مثلكم من أجل تصوير إعلان لـ شركة
استغربت رزان قليلًا ، فهي دون فريق وربما أخطأت الظن بـ وسيم وجاد على أنهم فريق تصوير ، وقبل أن تنطق بالحق ...
ـ آه نعم نحن حقــًا نحتاج للعمل هل يمكن أن تتصلِ بنــا في حالة الموافقة ؟
تفوه وسيم بسرعة وقد أمسك حقيبة رزان وشدهــا لعدم التكلم
ـ آه نعم ، أنــا دالية وهذه بطاقتي و رقمي عليه سأتصل بكم ولكن أحتاج أرقامكم
عصافير قد زقزقت في أذن كل من رزان و وسيم و جاد الذي يقف كـ عجلة ثالثة بينهم
ـ آه حسنــا
وكز وسيم جاد وبدأ بإعطاء دالية الرقم وتلاها وسيم ومن ثم رزان
ـ إن صادف الأمر العمل معكم سيكون جميل
ابتسمت دالية و خزنت الأرقام على هاتفها والثلاثة فعلوا المثل
ـ آه ما اسم الشركة التي تتبعونهــا ؟
قالها وسيم مهتمًا ومن ثم يرن هاتف رزان مباشرتًا بعد تلك الكلمات ، استأذنت رزان وذهبت بعيدًا عنهم للمكالمة
ـ نعم لين ماذا تريدين ؟
ـ حقــا أتحدث معك عبر الهاتف وتظنين أنِ أريد مصلحة
ـ نعـــم أنــا أعرفك !
ـ حسنــا نعم يوجد مصلحة ، أظن أنِ وجدت عملًا لكِ في مجال التصوير والإنتاج
ابتسمت رزان بفرحة لضحك الشمس عليها في هذا اليوم وأيضا هناك شعور يقول أرفضي وابقي مع وسيم وجاد
ـ آه حسنــا أريد رؤيتك في مطعم الذي بقرب عملي في عشر دقائق من الآن
ـ آه ذلك المطعم الذي يطل على المخبز صحيح
ـ نعم
ـ حسنــا سآتي حالًا
أغلقت الهاتف وتنفست الصعداء ومن ثم نظرت لـ وسيم وجاد من بُعد ، يتحدثون مع الطاقم بكل حمــاس مع كون جاد لا يفقه شيء بهذه الأمور لكنه أحبهــا الآن
ـ وسيم هل يمكنك المجيء هنـا ؟
صرخت له من بُعد و وسيم نظر لها باستغراب واقترب " يا ترى لما تريد التحدث معي ؟ هل تكرهني منذ الآن لأني كذبت ؟ " هذا ما ردده في دماغه طوال طريق وصله لهــا
ـ عليّ الذهــاب الآن ! ولكن هل من الممكن الحصول على هاتفك حتى نتابع الكذب إن عملنا معًا؟
ضحك وسيم لكلامها وأخرج هاتفه وأعطاها إياه وهي كذلك أعطته هاتفها وسجلوا الأرقام
ـ أشكرك على اليوم ، ربمــا حياتي ستتحسن الآن
قهقت وقد ابتعدت عن ناظر وسيم وهي تلوح بالوداع
ـ اذًا ... متى الزفاف ؟
وكز وسيم جاد الذي سخر منه على معاملته اللطيفة مع رزان
ـ أرجوكِ تبدو تائهة ولا تعلم ما يخفيه المستقبل من أمور
ـ تقولها كما لو أنك رأيت الحرب العالمية وعشت زمانهــا ؟
رمق وسيم جاد مما جعله يمشي للأمام ويكمل حديثه مع دالية ، و وسيم الذي نظر لـ رقم هاتفها واسمها المسجل على الهاتف
ـ هـ غريبة هذه الفتاة !
***
ركنت زران سيارة العائلة أمــام المطعم المطلوب وقد خرجت بكل هدوء تبحث عن الطاولة التي جلست عليهــا لين
ـ هنــــــــــا يا خرقــاء !
صرخت لين من المطعم المجاور للذي تقف أمــامه ، ويمكنك رؤية الوجنتين المحمرتين لقهقهت
النادل الذي وقف معهــا يساعدهــا في البحث ، تمتمت تحت أنفاسها شتائم عديدة ، لو كان الامر متعلق بشيء غير العمل لـ ركبت السيارة وذهبت
ـ مرحبــًا !
جلست رزان على الكرسي تنظر لـ لين التي ترشف من عصير الفرولة كل خمس ثوانٍ وفتاة جلست بجانبهــا أصغر من لين ولكنهــا أكبر من رزان ، كان شعرهــا مُمَلس ونحيلة
ـ هذه جانيت ، أخت صديقتي سمر أتذكرين ؟
طأطأت رزان رأسها وابتسمت لـ جانيت
ـ آه رجعتي من اليونــان ؟
ـ نعــم قبل أسبوع
تبادلوا الفتيات الحديث قليلًا ومن ثم طلبت رزان كأس من الماء وبدأوا بالحديث عن السبب الرئيس للمجيء
ـ حسنــًا أنتِ تعلمين حلمي في السفر لـ بريطانيا والعمل هنــاك
هزّت رزان رأسها ، فلم تهدأ لين عن الحديث عن بريطانيا يومًا لـ درجة حفظها لكلمــات النشيد الوطني لتلك الدولة
ـ ولحسن الحظ المشرف لـ المختبرسـ يذهب لبريطانيا لمدة سنة ويحتاج مرافق وتوسلته من أجل ذلك ولكنه اشترط علي فعل مشروع
تفهمنّ الفتيات ما تريد أن تصل له لين من أمور
ـ وطلب مني أن أصمم فيديو عن المختبر والأعمال التي يقومون بهــا ولكن أن يكون احترافِ و مناسبًا لـ العرض أمــام الهيئة في بريطانيا
ارتسمت الابتسامة على وجه رزان و جانيت ولين التي أخرجت من حقيبتها ملفات وتقارير كثيرة
ـ أريد أن يضم الفيديو هذه المعلومات بالعربية والإنجليزية والتصوير سيكون في المختبر ولكن المشكلة أنكم اثنتين وأنــا أحتاج لـ طاقم على الأقل خمسة أفراد
صرّت جانيت على أسنانهــا فقد عادت من اليونان قبل أسبوع وهي تبحث عن عمل في مجال الأخراج ولم تجد على عكس رزان التي وجدت الكثير ولكن لم يقبلوهــا
ـ هل أنتم قادرون على جلب طاقم ؟
نظرت جانيت لـ رزان ومن ثم وقفت وجلست بقربهــا وتبادلتا الحوار قليلًا
ـ كم المدة لـ التصوير ؟
ـ معكم يومــان أو ثلاث عليّ تسليمه الثلاثاء أو الاربعــاء وإن أردتم العمل غدًا فهذا أفضل
طأطأن الفتيات رأسهم ومن ثم وقفت رزان على أقدامهــا
ـ حسنــًا أنــا موافقة وسأبحث اليوم عن طاقم ، جانيت هل لي برقم هاتفك ؟
كتبت جانيت رقم هاتفها على ورقة وسلّمتها لـ رزان التي أخذتها ووضعتها في الحقيبة وتحديدًا في المحفظة لعدم ضياعهــا
ـ هل أنتِ ذاهبة ؟
ـ نعم جمانة خانم تريد أن أشتري حاجات من أجل المنزل
ضحكة لين ووقفت على أقدامها هي أيضًا
ـ حسنًا سأذهب معك ، كما أنكِ جئتي بسيارة ، يمكنني شراء بعض الملابس أليس كذلك ؟
وكزتها بمزاح وقد ارتدت النظارات الشمسية وذهبت لدفع الفاتورة
ـ جانيت يمكنني أن أقلك بـ السيارة إن وددتي
ـ لا أشكرك صديقاتي سأتون بعد قليل
هزت رزان رأسها بتفهم ولوحت بيدها وداعًا قبل الخروج من المطعم |
|