الفصل الأول : يوم من أيام الصيف في أحد أيام صيف ألفين وستة الحار كان خالد أمام نافذة غرفة نومه وعينيه باتجاه البيت المقابل لنافذته ,وكيف أن أحداً لم يسكن فيه منذ شهر , وكان صوت فيروز الذي تحبه جدته يملئ البيت بأكمله .
إلى أن دخل الجد وهو ينظر إلى حال خالد وهو يقف أمام النافذة
فقال (( هاه .. أنت قاعد ))
خالد وهو يرجع خطوه من أمام النافذة (( أي قعدت الفجر ومنها ما قدرت أنام ))
الجد المستغرب سكت لوهلة وقال (( يلا عالريوق .. أنا وجدتك ناطرينك تحت ))
(( أي زين الحين أجي ))
كان خالد يعيش مع جده إبراهيم وجدته مريم بمنزل صغير بمنطقة القصر بالجهراء في الكويت
طُلقت أمه ليلى من أبوه الدكتور محمد عندما كان عمر خالد خمس سنوات , فعادت لبلدها سوريا بعد أن حاولت أخذه معها إلا أن أبوه رفض بشده .
كانت أمه تزوره لمدة سنه كلما استطاعت فيها زيارته , إلا أنها انقطعت عن زيارته بعد ذلك , وحتى أنها لم تتصل به ...... من ذلك اليوم لم يعرف عنها أحد شيئاً . أما أبو خالد فقد تزوج بعد طلاقه مباشرة وبعدها بسنه عرض عليه عمل ممتاز في مشفى مشهور في بريطانيا فسافر هو وزوجته هناك تاركاً أبنه الذي حاول هو الأخر أخذه معه لكن دون جدوى فجدته التي تعلقت به كثيراً رفضت التخلي عنه , الآن هو مستقر هناك مع زوجته وأبنته حلا ذات العشر سنوات .
خالد ستة عشر عاماً متوسط الطول له وجه طفولي جميل إلا أن عينيه تحكي الكثير فنظراته تحسسك أن هناك حزن يحيط بخالد , خالد شاب ذكي ذو شخصيه قويه معروف بابتسامته الدائمة إلا أنه قليل الكلام .
الجد الذي تقاعد من عمله في وزارة الدفاع يقضي معظم وقته في المنزل , لذلك أصبح حاد الطباع في السنوات الأخيرة , لدرجة أنه يتدخل بكل شيء في المنزل .
أما الجدة التي تعودت على هذا الحال فهي امرأة ذات حكمه ومعرفه مع أنها لم تدخل مدرسه بحياتها إلا أنها تعرف كيفية تحريف الجمل وتستطيع قراءة الجريدة ولكن بصعوبة قليلاً كما أن خالد يقرأ لها الجريدة في الفترة الأخيرة لأن نظرها أصبح خفيفاً مؤخراً .
أحياناً تحس الجدة بالذنب لأنها منعت خالد من السفر مع والده لذلك هي تحاول جاهده أن لا تشعر خالد بنقص الأبوة والأمومة معاً , فهي لا تأكل إلا بوجوده لذلك جعلت الجد ينادي خالد , وفعلاً نزل خالد فوجد الجد والجدة بانتظاره للأكل , فاجتمعوا جميعاً وقاموا بتناول وجبة الإفطار مع الاستماع فقط لصوت فيروز على مائدة الطعام , مع أن لا خالد ولا حتى الجد يفضل سماعها , لذلك ذهب الجد وغير محطة الراديو على الأخبار كان الجد قد يأس من سماع تلك الأغاني السخيفة على رأيه وقرر أنه لن يسكت هذه المرة , كان هذا قراره في كل صباح ..
في الحقيقة كان هناك شجار دائم بين الجد والجدة كل واحد فيهم يأس من سيطرة الآخر عليه ويريد أن يقود زمام الأمور ولكن الطريف في الآمر أن الاثنان يتشاجران ولكن بصمت فكل واحد منهما يأتي إلى الراديو بينما يكون الآخر منشغلاً بأمور أخرى ويغير المحطة على التي يفضلها ليضع الطرف الآخر تحت الأمر الواقع , كل ذلك وخالد ضاق ضرعاً بهما فهو لا يفضل الأخبار ولا يعشق أغاني فيروز لذلك ذهب مباشرة إلى الراديو وأطفأه ثم أشعل التلفاز
وقال (( أبي أشوف التلفزيون ))
لم ينطق أي من الجد والجدة كلمه واحده فقد اعتبروا أن هذا الحل الأنسب لهما ليكفا عن الشجار أن يفرض خالد رأيه عليهما .
ولكن لم تمر دقيقه حتى بدأ الجد بالضحكات الهستيرية , أندهش خالد وجدته من سر تلك الضحكات ولكن ما أغضب خالد أن الجدة نفسها بدأت تضحك , حتى أن أصواتهم بدأت ترتفع شيئاً فشيئاً , كانت الجدة تظن أن الجد يضحك لنفس السبب الذي جعلها تضحك ولكن الاثنان كانا يضحكان لسببين مختلفين عن بعضهما , لم يحب خالد تلك الضحكات التي أعتبرها عليه ولكنه حاول مجاراتهم وبدأ هو الأخر يضحك وكأنها عدوه ضحك حلت عليهم , كانت الضحكات سبباً فعالاً بأن يستمر الحديث حتى بعد انتهاء الفطور .
وفي هذا اليوم قام الجد وخالد بمساعدة الجدة في غسيل الصحون , لأن الخادمة لم تأتي في ذلك اليوم ومع ذلك فقد كانت الضحكات تعلو المنزل .في ذلك الوقت رن التليفون , فذهب الجد ليرد عليه وما أن رد على التليفون حتى أصبح صوته مرتفعاً وهو يرحب ويقول (( شلونكم وشلون العيال ... هاه منتو ناويين تجون هالعطله ... ))
عرف خالد أن أبوه هو من يتكلم مع جده على التليفون , لذلك أحس أن عليه الانسحاب لغرفته حتى لا يظطر للحديث مع أبوه , وفعلاً قام بذلك ولكنه ما إن تحرك باتجاه غرفته حتى سمع صوت الجد وهو يناديه (( خالد .. لا تروح أبوك يبي يكلمك .. خالد .. خالد ))
أما خالد الذي تصرف وكأنه لم يسمع شيئاً دخل غرفته وأغلق على نفسه الباب .
بعد بضع دقائق لحقت الجدة به فدخلت الغرفة حتى من دون أن تطرق الباب لتجد خالد أمام الكمبيوتر وهو يلعب بالماوس يميناً وشمالاً , لوهلة أحست أن عليها الخروج من الغرفة ولكنها استجمعت قواها وقالت بصوت هادئ نسبياً (( هذا أبوك , كان ع التليفون ))
(( شيبي ))
(( كان يبي يسلم عليك بس قلت له انك نايم ,,, على فكره هذي العطلة ما راح يجون ))
سكتت الجدة وهي تنتظر ردة فعل من خالد ولكنه لم يفعل لذلك قالت (( خالد اسمعني شوي ))
نظر إليها خالد بصمت بعد أن كان كل ذلك الوقت ينظر إلى الكمبيوتر .
فقالت الجدة (( بعمرك لا تفكر أن في أبو يكره ولده ,أبوك يحبك يا خالد ما يكرهك ,كل مره كانوا يجون فيها هو وزوجته وبنته كان يبي ياخذك معاهم بس أنا اللي كنت أرفض , أدري أنها انانيه مني بس المرة الجايه أوعدك اني راح ما أمنعه أنه ياخذك معاهم ))
ما إن همت الجدة للخروج من الغرفة حتى سمعت صوت خالد يقول لها (( أنا بعمري ما راح ابعد عنج وعن جدي))
فرحت الجدة بما قاله خالد لها , أحست أنه كبر وأصبح رجلاً ناضج لذلك ذهبت إليه مبتسمة واضعه يدها على رأسه وعينيها تبرق نحو وجهه الطفولي قائلة (( أنا إذا كنت عايشه , صدقني أنه عشانك))
ومع هذه الكلمات ظمتSPAN>... ))
<FONT size=4>
عرف خالد أن أبوه هو من يتكلم مع جده على التليفون , لذلك أحس أن عليه الانسحاب لغرفته حتى لا يظطر للحديث مع أبوه , وفعلاً قام بذلك ولكنه ما إن تحرك باتجاه غرفته حتى سمع صوت الجد وهو يناديه (( خالد .. لا تروح أبوك يبي يكلمك .. خالد .. خالد ))
أما خالد الذي تصرف وكأنه لم يسمع شيئاً دخل غرفته وأغلق على نفسه الباب .
بعد بضع دقائق لحقت الجدة به فدخلت الغرفة حتى من دون أن تطرق الباب لتجد خالد أمام الكمبيوتر وهو يلعب بالماوس يميناً وشمالاً , لوهلة أحست أن عليها الخروج من الغرفة ولكنها استجمعت قواها وقالت بصوت هادئ نسبياً (( هذا أبوك , كان ع التليفون ))
(( شيبي ))
(( كان يبي يسلم عليك بس قلت له انك نايم ,,, على فكره هذي العطلة ما راح يجون ))