مميزة:-فارس سقط عن صهوة حلمه الأخضر(بقلمي) فارس سقط عن صهوة حلمه الأخضر وهل كان ذنبي أن مد اشتياقي قد كان جارفاً لدرجة أنّني
قد نسيت من أنا .. فلأجلك ِ قد هجرت بعضي ، وأحرقت
كل معالم طفولتي ، وجميع أيامي ، وكل اعترافاتي بين يديك
وهل كان ذنبي أن اشتهيتكِ وطناً يحلّق بين رموش
الشمس ويلتحف حنين الكمان رداء..ويستبيح صهيل
أفراحي سعداً بهيجاً ، دفئاً ندّيا وخيوط ماء..
ما هو ذنبي وأنا الذي لأجل هواكِ قد زرع النور
على جفن الأعاصير ابتسامات بطعم صهيل
الأمنيات الانتشاء ..
ماذا قد جنيت وأنا الذي قد أحرق شبابه في محراب
حبكِ .. وأضحيت رماداً تذروه الرياح ..
ماذا جنيت وأنا الذي كنت أبحث عنك بين ضوء
القمر علّكِ تتواجدين بين خيوطه وكنت أبحث عنك
بين نبض الوتر ..أنا الذي كم في هواكِ قد رجوت
فؤادي أن يكفّ عن ذاك الهيام فما كان منه إلا
التمرد والصدود والعناد والضجر ..
كنت أبحث عنك بين خلجات النخيل
وأصوات المراكب الصامدة .. بين أجنحة الفراشات
الهائمة السابحة في عبق الزهر ..
ووجدتكِ أخيراً..بعد أن قد طال بي الارتحال ورهق
السفر ..
أوا تذكرين كيف كنا في رحاب هوانا نتغني للفجر الجديد
وللصباح الباهي ولعالم الطهر والعفاف وكنا نحلم بحلم
واحد .. يتجدد كل يوم ..مع إشراق الصباح وتراتيل
الفجر الوليد .. مع بشريات الغيوم المهاجرة وأشواق المطر..
أوا تذكرين حلمنا ألأخضر ألا وهو ..أوطان النقاء...
كان وجهكِ الملائكي يقطر براءة وعفافاً وطهراً..
وترتسم على محّياك ملامح الكبرياء..
عيناكِ قد شكلّتها أشياء وأشياء سرمدية لأنها كانت منارات
يلوذ بمرافئها فقراء المدن ..عيناكِ لم تكن تعرف
انكسارات الكبرياء في أزمنة النفاق وأمواج التلوّن العتيّة..
أوا تذكرين حين كنت أقرأ لكِ أبياتاً من الشعر تعتلي
بذخ الثرّيا وتكتسي بأحلى الدرر..
وقبل أن يسكت في أوردتي ضجيج الحرف
وشغف الحكايا الوارفة ...كنت أسائل عنكِ المدن البعيدة
و الموانئ والمرافئ وفنارات السفن ..
أوا تذكرين حينما كنتِ أناجي أشعاري وخيالاتي وأبثها
لكِ لحناً شجيّاً ، وهجاً يكتسي نضاراً وطهراً ..
أي جرم قد اقترفته حتى تندلع منكِ
براكين ثورات مشتعلة ، يحرق لظاها كل
الكائنات والدنيا معاً فلا يبقي شيئاً ولا يذر ..
هآنذا أحترق في مباخر أنيني ووجعي وعذابي ..
هآنذا لم أعد ذلك الفارس الذي امتطى صهوة العزّ الأخضر
تيهاً وشموخاً لا يدركه البصر ..فارس خائر القوى ، أنهكته
العذابات والانكسارات ومواكب الوجع الأليم ..فهوى عن
صهوة جواده بائساً مدحورا حينما لم يقوى على مقارعة الخطوب..
لم أعد ذلك الثائر الذي قهر ظلمة الليل البهيم ليحيلها جنان
فردوس فينتصر ..
أنا قابع في كهوف التاريخ أحتسي كؤوس الأسى ومرارت
الوجع الأليم وما لايسر..
أنا ذاك الذي قد عانى حرفه التصّحر والاغتراب..
قد ضاعت أحلامي !!
وماتتْ ورودي !!!
وتلاشتْ أيام العمر!!
ومات هواكِ في نفسي !!!
انكسر حلمي الأخضر وانزوى حين مات العشق
في حانات الهوى ثملاً واندثر |
!! |
|
! |
! |
التعديل الأخير تم بواسطة صمتاً يا ضجيج اشباحي ! ; 08-03-2014 الساعة 05:51 PM |