كانت تارا في غرفتها تنظر للأرض بشرود حتى طرق الباب لتتألم عينيها فهي قد بكت بشدة حتى احمرت عينيها لتقول في نفسها: كم مر على بقائي هكذا؟ نظرت للساعة لتجدها الثامنة و النصف صباحا لتبتسم على نفسها بسخرية قالت والدتها من خلف الباب: تارا عزيزتي افتحي الباب رجاء و دعينا نتحدث قالت تارا: لا يوجد ما نتحدث فيه أمي رجاء انسي أمر تلك الحفلة قالت الوالدة: هل حدث شيء ما بينكما؟ قالت تارا: لا شيء يا أمي أريد أن أبقى وحدي فتح الباب فجأة و بقوة أيضا ليدخل ريو بتلك الطريقة و يحمل تارا بدون أن يقول أي شيء ليأخذها للحديقة أمام النافورة الكبيرة التي زينت حديقتهم لتقول تارا: ما الذي تفكر فيه ريو؟ قام ريو بوضعها داخل النافورة لتبتل بالكامل خرجت من هناك ليقول ريو: لن أهتم إن غضبت مني تارا فليون يحبك و أنت تفهمين الأمر خطأ نظرت تارا إليه بهدوء لتقول: سوف تندم على فعلتك هذه ريو قامت برشه لكنه تفاداها لتبدأ المطاردة بينهما حتى أتت كبيرة الخدم لتقول: آنستي عليك تبديل ثيابك و إلا سوف تمرضين توقفت تارا عن ملاحقة ريو لتنظر ناحية الأرض بهدوء تفكر في ليون و شعوره الآن احتضنها ريو من الخلف ليقول لها بهمس: لقد تم خداعه للذهاب لذلك المكان لقد قيل له أنك سوف تذهبين لتلك الحفلة لذلك ذهب و عندما حاول المغادرة قامت تلك الفتاة بتقبيله و صادف أنك كنت هناك لم تتحدث تارا لتقول في نفسها: يبدو أنني قسوت عليه كثيرا بقولي ذاك الكلام قال ريو: الآن بسببك قد تبللت أيضا ابتسمت تارا بخبث لتدفع ريو نحو النافورة بقوة و تقول: هذا انتقامي لك ريو غادرت بعد ذلك الحديقة عند ليون الذي كان في شرفة غرفته ينظر للسماء و هو يبدو مهموما و حزينا يتنهد كل دقيقتين ليقول في نفسه: أنا حقا لم يكن علي الذهاب لذلك المكان خاصة إن قامت تلك الفتاة بدعوتي أنا حقا مغفل و تافه لا بد أنها كانت جادة في كلامها بالأمس تنهد مجددا لتذكره ذاك فجأة قام شخص ما باحتضانه بحنان و هو يقول: أنا آسفة ليون لأنني شككت بك ابتسم ليون بسعادة و قال: لا داعي للاعتذار فاللوم يقع علي لأنني ذهبت دون أن أسألك تارا قالت تارا: لا هذا خطأي لفهمي الأمر خطأ و لم أحاول الاستماع إليك ابتعد عنها ليقبل جبينها ثم يعنقها بشدة و يقول بهمس: أحبك تارا و لا أرى فتاة غيرك و أنا أعشقك لدرجة أنني لا أستطيع العيش بدونك تارا ابتعدت عنه كعادتها ليبتسم بمرح شديد و يقول: أنا سعيد حقا لرؤيتك تبتسمين لي من جديد قالت تارا بخجل و إحراج: حسنا أنا سوف أغادر الآن فقد وعدت والدتي بالعودة بعد الاعتذار إليك كانت ستغادر لكنه سحبها بين أحضانه و قال: لن أدعك تذهبين لأي مكان فأنت نادرا ما تأتين لزيارتي لذا لن أسمح لك بالذهاب قالت تارا بإحراج: توقف عن المزاح الآن ليون فوالدتي ستغضب حقا قال ليون: هذا لا يهم فأنا أريدك بقربي دائما بالمناسبة لماذا درجة حرارتك مرتفعة؟ قالت تارا بإحراج شديد: ذلك لأنك تقول أشياء بلا معنى و تتصرف بطريقة مريبة ابتسم لها بمرح و قبل عنقها بهدوء ثم تركها تذهب لتغادر بسرعة و قلبها يخفق بشدة عند جيم الذي ذهب للمقهى مبكرا كالمعتاد ليبدأ بقراءة النص و التدرب وحده ليأتي عامل النظافة و يقول: أهلا يبدو أنك تعمل بجد قال جيم: و أنت أيضا شكرا لجهودك الدائمة قال العامل: ألم تأتي شريكتك في التدريب اليوم أيضا؟ قال جيم: في الواقع لقد تركت العمل هنا قال العامل: حقا؟ هذا مؤسف للغاية فأنا كنت أستمتع بأدائها في جميع الأدوار غادر بعد قوله ذاك ليجلس جيم على حافة المسرح و يقول في نفسه: لماذا غادرت هكذا فقط؟ هذا سؤال محير و قد يكون بلا جواب مهما فكرت فيه تنهد بقلق ليتذكر تدريباتهما سويا و الملاحظات الصارمة التي كانت تبديها عليه دائما فهما يعملان هنا منذ أن كانا في الثانية عشرة ابتسم بحزن على ذكرياتهما تلك ليقول في نفسه: لقد كنت صديقتي الأول و المقربة إلي و دائما ما تقولين بأنك ستكونين بجانبي لمساندتي لكنك لم تخبريني قط بما يشغلك نهض ليكمل تدريباته حتى أتى الجميع و بدأوا التدريب سويا لكن الممثلة الجديدة لا تستطيع إظهار المشاعر الباردة بالقدر الذي تريده المخرجة لذلك كان التدريب يتوقف حالما تبدأ تلك الممثلة بالحديث بعد وقت طويل من الإعادة و التدريب المجهد انتهوا من تدريب اليوم لتذهب الممثلة الجديدة لزاوية ما و تجلس هناك ليذهب جيم إليها و يقول: لا تقلقي كل شيء سيكون على ما يرام قالت الفتاة: بالتأكيد لا فأنا الأسوأ لا أستطيع القيام بذلك قال جيم: لا تستسلمي هكذا ثم أن عليك تخيل أنك الشخصية ذاتها و لا تحاولي تقليدها ذلك سيسهل الأمور قالت الفتاة بابتسامة: شكرا لك جيم لقد ساعدتني كثيرا ابتسم لها بمرح ليتركها أتى إليه صديقه ليقول: ما بالك؟ أتود أن تصبح فيفيان الثاني أم ماذا؟ قال جيم: أجل أترى في ذلك مشكلة؟ ثم أن طاقمنا يشعر بالإحباط بسرعة لذا هو في حاجة لمشجع قال الشاب: لكنك لن تملئ مكان فيفيان أبدا فهي الأفضل في هذا بالرغم من أنها صارمة و هادئة و الهالة التي تحيط بها مخيفة قال جيم: إذا ما سمعته صحيح عن إعجابك بها قال الشاب بقليل من الخجل: أجل ذلك صحيح لكن هذا في الأمر في خبر كان فأنا أدركت بأنني لا أناسب شخصا مثلها قال جيم: إيه~ أنا لا أصدقك لسبب ما أخبرني الحقيقة هل رفضتك؟ قال الشاب: بالتأكيد لا فأنا لم أخبرها بالأمر حتى ابتسم له ثم غادر ليغادر جيم أيضا عائدا للمنزل عند فيفيان التي كانت تسير في الشركة و الجميع ينظر إليها فقد كانت ترتدي تنورة واسعة زرقاء اللون و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة و حذاء بكعب طويل أبيض اللون لتدخل القسم و تقول بمرح شديد: صباح الخير جميعا لم يجبها أحد لتقول السيدة: أتظنين أنك في ملهى للأطفال؟ قالت فيفيان: عندما رأيتك ظننت أنه دار للعجزة قالت السيدة بغضب: ماذا قلتي؟ قالت فيفيان: كما سمعتي جدتي مرت بقربها لتذهب لمكتبها و ترى تلك الملفات فيها لتبدأ بالعمل عليها دخل المدير ليقول: صباح الخير رد الجميع ليرى فيفيان و يقول: يبدو أنه لديك الكثير من العمل في يومك الأول قالت فيفيان: أجل و هذا ممتع للغاية قال المدير: هل أحضرت بطاقتك الشخصية؟ قالت فيفيان: كدت أنسى أمرها قامت بتوزيعها للجميع ليستغربوا من البطاقة فقد كانت بيضاء مائلة للزرقة و الكتابة عليها باللون الفضي اللامع و به عطر ما ليقول المدير: أحسنت بصنعه مثيرا للاهتمام قالت فيفيان: شكرا لك قالت السيدة: هذه ليست لوحة ترسمين عليها ما تشائين قالت فيفيان: جدتي هلا توقفت عن الغيرة مني؟ فهذا أمر مزعج للغاية ابتسمت فيفيان بمرح شديد ليعود الكل لأعمالهم بعد فترة طويلة قال أحد الفتية: أتريدين شيئا ما من الكافيتريا؟ قالت فيفيان: أشكرك على عرضك لكنني ذاهبة أيضا قال الشاب: لنذهب معا غادرا القسم ليقول الشاب: لقد كنت رائعة حقا في ردك عليها قالت فيفيان: هذا أمر بسيط فقط ابتسمت له بمرح شديد ليكملا حدثيهما مع تناول كوبي قهوة بعد ذلك ذهبا للقسم ليكملا عملهما. |