من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان
كان النبي صلي الله عليه وسلم أجود الناس في رمضان، وكان جوده لله وفي ابتغاء مرضاته، وكان جوده صلي الله عليه وسلم يتضاعف في شهررمضان علي غيره من الشهور، كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضا، فإن الله جبله علي ما يحبه من الأخلاق الكريمة، وكان علي ذلك من قبل البعثة ثم كان بعد الرسالة جوده في رمضان أضعاف ما كان قبل ذلك، فإنه كان يلتقي هو وجبريل عليه السلام، ويدارسه جبريل الكتاب الذي جاءبه إليه، وهو أشرف الكتب وأفضلها، وهو يحث علي الإحسان ومكارم الأخلاق لهذا كان يتضاعف جوده وإفضاله في هذا الشهر لقرب عهده بمخالطة جبريل عليه السلام وكثرة مدارسته له هذا الكتاب الكريم الذي يحث علي المكارم والجود وفي تضاعف جوده صلي الله عليه وسلم في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة: منها شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه فإن العمل يشرف ويزداد ثوابه لشرف الزمان، أو المكان، أولشرف العامل وكثرة تقواه، ومنها إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين علي طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم. كما أن من جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه في أهله فقد غزا ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه علي عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار لا سيما في ليلة القدر، والله تعالي يرخحم من عباده الرحماء. كما قال صلي الله عليه وسلم: «إنما يرحم الله من عباده الرحماء» فمن جاد علي عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل والجزاء من جنس العمل، ومنها أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: «من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبوبكر: أنا، قال: من تبع منكم اليوم الجنازة؟ قال أبوبكر: أنا، قال: من تصدق بصدقة؟ قال أبوبكر: أنا، فمن عاد منكم مريضا؟ قال أبوبكر: أنا مااجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة»، ومنها أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعدة عنها وقد قال صلي الله عليه وسلم «الصيام جنة» وقال صلي الله عليه وسلم: «الصدقة تطفئ الخطيئة» قال أبوالدرداء: صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحريوم النشور، تصدقوا بصدقة لشريوم عسير، ومنها: أن الصيام لابد أن يقع فيه خلل أونقص فالصدقة تجبر ما فيه من النقص والخلل، ولهذا وجب في آخر شهررمضان زكاة الفطر طهارة للصائم من اللغو والرفث، ومنها: ما قاله الشافعي رحمه الله: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه الي مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصوم عن مكاسبهم.
كان النبي صلي الله عليه وسلم يستعد استعدادا مبكرا لرمضان فلقد كان من طبع النبي صلي الله عليه وسلم أنه يهيئ نفسه للعبادة قبل الدخول فيها فكان من هديه صلي الله عليه وسلم إذا قام ليصلي بالليل يبدأ بركعتين خفيفتين، قال الشاطبي في الموافقات إن هذه السنن والنوافل بمثابة إعداد النفس للدخول في الفريضة علي الوجه الأكمل ولذلك كان الرسول صلي الله عليه وسلم يصوم أكثر شهر شعبان حتي تستعد وتتهيأ نفسه لصيام رمضان.
وكان النبي صلي الله عليه وسلم بقدوم شهر رمضان ينبه الأمة الي كيفية اغتنام هذا الشهر فيقول: «إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم» صحيح سنن ابن ماجة.
وكان النبي صلي الله عليه وسلم اذا رأي الهلال يقول: «اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة و الإسلام ربي وربك الله».
عدد السنوات التي صامها نبي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم
قال النووي رحمه الله صام رسول الله صلي الله عليه وسلم رمضان تسع سنين لأنه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفي النبي صلي الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة إحدي عشرة من الهجرة.