عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 06-21-2014, 04:22 PM
 

الفصل الرابع
كان انس يتشارك بالغرفة مع احمد اطيوبة والفرعون ومؤمن وكلاً منهم كان ينام على سرير عداه فأصابه الحنق والغضب الشديدين واخذ وسادته وغطائه وعزم على الانتقال لغرفة الشباب الآخرون ، ولما ذهب عند الباب سمعوا الشباب صوت خبطات عنيفة على باب غرفتهم وقال افتحوا الباب فرد خالد بأدب حالا يا اخي . بادره الصوت من الخارج (هل انت خالد آل سلطان ؟ ماذا تدرس؟) فأجابه (نعم هو،واني قد انتهيت بفضل الله من دراستي في امريكا لعلم الصيدلة) فرد انس مستهزئا (اذاً عندما امرض واحتاج منك الدواء فلا تسئلني اجراً لاني سأجلدك لحظتها بعدد سنوات دراستك للصيدلة!)وبعد هذا التهديد الكريم ! ، سأله خالد بأدب وبرائة (معذرة يا اخي أنس هل انت من طرق الباب ؟) فأجابه بعلو شديد (انا ركلت الباب !) . عندئذ استولى على سريره وبعثر فراشه ليلقيه على الارض وهو يقول (انا المراقب انس وليس انا من ينام على الارض ! هل فهمت؟!) تمالك خالد نفسه وابتسم وقال بحلم شديد (اهلا بك في دارنا) ليستنفر المراقب ويقول بانفعال شديد (هذه ستكون دراي منذ الآن وستكونون تحت امرتي لاني المراقب هنا !) ، شهد وسام وعبدالعزيز على هذا الموقف ولم يملكوا شيئا ليفعلوه فقد كان أنس قويا شرسا يفوقهم بأسا فآثروا الصمت ، اما خالد فأخذ يرتب فراشه ووسادته على الارض وحط برأسه على وسادة احلامه واعمض عينيه . في تلك الاوقات ذهب المدراء الى حارس ارض المنتدى وكان جالسا عند البوابة ينتظر قدومهم بعد ان طلبهم لشأن هام ، ولما ابصرهم قادمين اليه وقف من فوره على ساقاه النحيلتان الضعيفتان وشبك بيداه الضعيفتان واغروقرت عيناه الجاحظتان بالدموع فمسحمها بسرعة . سأله ابو هايل (ما الأمر يا جادر وفي ماذا تريدنا في هذا الوقت المتأخر؟!) لم يستطع الحارس جادر ان يرد واجتاحته رجفة من الرعب والذهول وقد حاز هذا المشهد على استغراب المدراء وبادرهم عبدالرحمن باشارته للمسكين وقال (دققوا النظر اليه ، انه يبكي؟) فرمقته غادة باندهاش شديد وقالت بشيء من السخرية ( اشك بان هذا الهيكل العظمي سيصد الشر عن ارض المنتدى) انفجر ابو خالد ضاحكا وطلب ابو هايل من عبدالرحمن جلب الطعام له عساه ان ينطق بشيء مفيد بعد تناوله له. اتسعت حدقتا الحارس جادر عند ذكر الطعام ، وفي الحال قدم عبدالرحمن له طبقا من اللحم فأجهز عليه في ثواني . وظلت غادة تراقبه بفزع شديد وبعدما فرغ من طعامه ذهب الخوف عنه مما جعل ابو هايل يطلب منه تفسيرا عن الأمر الذي جعله يطلبهم ، فنطق الحارس اخيراً وقال (لقد سمعت صوت طرق شديد على البوابة واستمر حتى قدومكم وعندها توقف الصوت) عندئذ عاودت نظرات الخوف والهلع ذلك الحارس ولشدة غرابة الموقف ارتسمت على وجهه ملامح شيطانية من اثر الخوف وبدا انه هو الرعب بعينه ما جعل الروع يتسلل لقلب عبدالرحمن ويهمس باذن لابو هايل قائلا ( لم تجد الا هذا الحارس القبيح يتولى حراسة ارض المنتدى وبمن فيها ؟!) فأجابه (نعم ، لقد تعمدت ذلك وكنت محقا بذلك لان وجه الحارس جادر كفيل بقذف الرعب في من يريد شراً بنا !) سخر ابو خالد من الحارس واشار اليه بيده مستصغرا اياه وقال ( ان هذا الحارس من اجبن المخلوقات على الارض ،كيف تريد ان يحرسنا ؟!) امتعض ابو هايل من المدراء لموقفهم القاسي اتجاه الحارس الغريب والذي بدا لاحيلة له سوا الخوف والترجي عند سماعه لصوت طرق في البوابة !.فتح ابو هايل بنفسه البوابة الضخمة ووجد شابا راميا بكل ثقله على السور ولما اقترب منه وجده هالكا من التعب ينام بهدوء تام وسأله بصوت عال وبلهجة صارمة (من انت يا هذا ؟) فاستيقظ الشاب بفزع وتراجع للوراء زاحفا بجسمه النحيل الخائر وقال (ابتعدوا عني، انا لااحبكم!)فأشار المدير لعبدالرحمن وابو خالد آمرا اياهم بالقبض عليه لخشيته ان يكون مجرما او لصا ليقتربوا منه بحذر وارتباك مفرطين ولما وضعوا اياديهم عليه اجتاحه جنون بالغ وقام بالصراخ وما زال في قبضتهم حتى بذل ابو هايل كل مافي وسعه لتهدئة اضطرابه بعد ما امرهم بتركه وفي آخر الأمر هدأ الشاب ووضعوه في غرفة الحارس بعدما تبين لهم ان دون عقل ! . ارتاح ابو هايل على اثر ذلك الأمر ونظر للمدراء وقال ( انا سعيد جدا لاني ساعدت ذلك الشاب المسكين) عندها اصابت غادة الحرقة والالم وذهبت بخطوات سريعة لمنزلها وهي تتذمر وتقول باكية (ما تعسني لانني لن اشعر بالأمان وشابا غريب يبيت في ارضنا مستقلا طيبة وسذاجة مديرنا العزيز ابو هايل!)واخذت تلعن حظها حتى دخلت منزلها .

ما رايكم بالفصل وما اكثر شيء اعجبكم به
هل تعتقدون ان الفصول القادمة ستحمل احداثا مثيرة
بانتظار آرائكم وتعليقاتكم القيمة j