عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 06-21-2014, 04:51 PM
 
.: لمن تنادى ...؟.
توغل ذلك السؤال المخيف بأعماق اعماقه وتحرك الخوف ليوقف ضخ الدم من قلبه تماماً
حتى لا يصل الى عقله الذى سيطر عليه الخوف كاملاً فى تلك اللحظه
فصرخ بصوت عالً كأن الموت يلاحقه ..: لا...لا...وانتفض للخلف مذعوراً وهو يصرخ ويصيح
.: ساعدونى....ساعدونى...
بدأت المياه تتجمع بعينيه بغزاره لتسيل الدموع منها كالامطار
أطفأت الانوار لتصبح الغرفه مظلمه كاحله و الاصوات المرعبه تأتى من كل أركانها
أصوات صرخات نساء و أصوات عذاب ,أصوت موتى ..
وصور تتكرر بعقله لأشباح وخيالات ودماء و أعضاء بشريه مبتوره
بدء يصرخ من الهلع الذى يكاد يفجر رأسه واضعاً يديه على أذانه ليمنع الصوت من التوغل بداخل رأسه
ولكن لا جدوى فالاصوات قد تمركزت بداخل عقله ليكررها من تلقاء نفسه
سقط على الارض صريعاً منهاراً من الصراخ ,غشلق صوته وأختفى وهو ينتفض من الهلع والفزع
يصرخ كالمجنون الذى فقد عقله
...لا..لا....يكفى....يكفى ...سأموت هكذا...يكفى ...
أصبح جسده تحت تصرف الخوف وروحه تنهار وعقله يحترق
حرك قدمه ليقف فى منتصف الغرفه وعيناه ثابته على النافذه
ثم تحرك مسرعاً عليها وألقى نفسه للخارج .......
....أجل ألقى بنفسه للنجاه بحياته من ذلك الخوف لم يكن ليدرى هل سينجو ام لا ولكنها طريقه للهرب ..
أصتدم جسده بالزجاج لتفتت الزجاج الى قطع متناثره تتطاير حوله وهو يسقط الى الارض بقوه
الارتفاع عالً جداً ,فقد وعيه وهو فى الهواء يسقط من الطابق الثالث الى الارض
أصتدم جسده بالارض كأنها قنبله تفجرت فى الانحاء
سقط صريعاً أمام أمرأه تعبر الطرق صرخت المرأه كأنها رأت الموت ثم سقطت مغشياً عليها بجانبه
تجمعت الناس مسرعاً اليه يتحركون فى عجل كأنهم وجدوا كنزاً يسرعون اليه
ليجدوه سائل فى دمائه من كل جانب
أستعاد وعيه من صدمه السقوط ..لا يدرك شئً من حوله
حمله الناس على أكتافهم وتحركوا به مسرعين الى أقرب مستشفى ...
يقول (ابراهيم).: كانت الناس تحملنى ويسرعون بى وانا سائل فى دمائى فوق أكتافهم
علمت حينها ان الموت يقترب منى فما هى الا دقائق او ثوان وسأفارق الحياه
ذهبوا بى لأقرب مستشفى فلم يقبلونى لأن حالتى كانت يرثى بها
فما كانت ستقبلنى مستفشى ما لاموت بداخلها ..
بكيت على حالى حينها وبدأت اتشبث فى الحياه ودعوت ربى مناجياً له
.:ربى لا أريد الموت ...أريد الحياه ولو لساعه واحده أتوب فيها
ربى لا تأخذ روحى وانا عاصى هكذا ....
كان هذا هو كل همى فى تلك اللحظه ..ألا اموت وانا عاصى
فالانسان لا يقدر قيمه شئ الا حين يفقده أو يشعر أنه يفقده
لقد رأيت الموت بعينى فى تلك الليله ...خوفى هو من ساقنى الى ذلك
...ولكن بطريقه ما أستجاب الله لى ...
وأعادنى لتكفير ما صنعته يدى...

.................................................. ...........................
تتفتح عيناه ببطء شديد مثل الزهره التى تتفتح حديثاً تتفتح حتى يكتمل جمالها
بدء ينظر حوله والدنيا تدور فوق رأسه نظر الى نفسه فهو ملثم من كل جانب ومن كل أتجاه
وكل شئ فى جسده مجبس ومضمد بالشاش
.: أين أنا ..؟. ما الذى حدث ..؟.
جذب عينيه ذلك الضوء الابيض عن يمينه فنظر اليه فأذا بأحدهم يرتدى جلباب ناصع البياض يقترب منه
حرك عينيه لأعلى لينظر لوجهه ...فإذ باللحيه البيضاء المشذبه و الوجه الابيض الذى تعلوه أبتسامه مشرقه
كأنها الشمس فى سمائها
ردد براحه وأبتهاج عندما رأه .: الشيخ (محمد)
تحرك اليه الشيخ ليمسك يده ويطبطب عليها .: لا تتحرك فأنت ...لا أدرى كيف أقولها ولكن لايوجد شئ فى جسدك سليم
أنها معجزه أنك مازلت حياً ..سبحان الخالق العظيم ...
تحدث بتثاقل وخفوت شديد يكاد صوته لا يسمع .: أبق معى فإن وجهك يشعرنى بالراحه يا شيخ
أجابه الشيخ بأبتسامه شفافه بيضاء كالنجوم عندما تتلألأء فى السماء
.: لا تقلق سأبقى معك حتى تسئم منى ....
.:بارك الله فيك يا شيخ ...بارك الله فيك ...
أتاه الصوت الانوثى العذب ليوقظه
.: (أبراهيم)...(أبراهيم)....
فنظر حوله فوجد أمه بجانبه تمسك بيده اليمنى تتسائل فى فزع وقلق
.: من هو الشيخ (محمد)..؟.
نظر حوله فى تعجب وعيناه تبحث عنه فى الغرفه كلها .: أين ذهب .؟...أين ذهب..؟.
أنتاب وجهها القلق وهى تضع يدها اليمنى فوق رأسها لتعدل طرحتها السوداء
.: من هو الذى ذهب يا بنى .؟. لم يكن هناك أحد غيرى هنا ....!!!
بدء ينتابه حاله من الذعر .: لا..لا..أنتى تكذبى ..لقد كان هنا ..لقد رأيته الان قبل أن تأتى ...
.: يا بنى انا هنا منذ البارحه ولم يات أحد لزيارتك بعد....
.: لا .لا..أنتى تكذبين ...أنتى غير حقيقيه ..أين ذهب الشيخ ..؟.
أين ذهب الشيخ .؟...
تحركت الام مسرعه الى الخارج لتحضر الطبيب ودموعها تتساقط حزناً على ما أصاب ولدها ..
أتى الطبيب مسرعاً وأعطاه حقنه مهدئه ليذهب فى نوم عميق .
نظر الطبيب الى الام التى تبكى على حال ولدها .: لو سمحت يا أماه ..أريدك فى بضع كلمات فى الخارج....
حركت الأم رأسها دليل على الموافق وهى تمسح دموع عينيها ثم تحركت خلفه للخارج
قال الطبيب .: فى حقيقه الامر هناك شئ أريد أخبارك به منذ البارحه
.: تفضل يا بنى ...ماذا هنا.؟.
.: أنها معجزه أن أبنك مازال حياً حتى الان ولكن ...
إن أبنك يعانى من مرض منذ مده وهو يدعى فى الطب (الهلوسه)
.: ماذا .؟.
.: انه يتخيل أشياء و أشخاص لا وجود لهم من الحقيقه أنما هم من نسج خياله وأوهامه الشخصيه
تغيرت ملامح الام قلقلاً وفزعاً.: مهلاً...مهلاً.. ما الذى يعنيه ذلك .؟.
.: انه يرى أشياء و أشخاص لا وجود لهم ...ويعيش معهم كأنهم هم الحقيقه
ويقوم العقل بتجاهل الاشخاص الحقيقيون ويتعايش مع نسخ خياله
لقد أثبتت كل الفحوصات و الاشعه بوجود ذلك المرض عند أبنك منذ تسعه أشهر
قبل كسر ذراعه اليمنى ..
وقد أجمع الناس الذين أحضروه البارحه أنه ألقى بنفسه من النافذه فى الطابق الثالث
.: أجل ..أجل ..لقد كان ذاهب لمقابله شخص يدعى (عمرو) هناك ...
.: ذلك هو الامر سيدتى .. أن أبنك هو من أستئجر تلك الغرفه لمده ثلاثه أيام
ولا وجود لشخص يدعى (عمرو)....
وقفت الام فى ذهول تام مصدومه بما سمعت
.: يا الهى.......
.....................................
نهايه الفصل الثانى
يتبع ............
__________________

سانكيو باكاا راويةة ع الطقم الخقةة

شكرا ماماتي مومونا ع الحلفة الرائعة حب0

ஐ مذكرتي ஐ §¤ صوت المطر §¤~¤§

ال دي ساندر ~ جحيم المنزل الملعون ~ روايتي الاولى






رد مع اقتباس