كل شئ بدء فى تلك الليله
أتذكرها جيداً كأنها كانت بألامس حيث تحولت حياتى كلها لجحيم أحياه وأتنفسه فى كل لحظه من لحظات حياتى
هكذا أتتنى كلماته وانا جالس معه أستمع اليه بعنايه شديدة وتركيز عالً
أدون كل شئ يقوله لى فى عقلى ..لا بل أتخيله و اراه بعينى ..
هكذا أتت كلمات (ابراهيم) وهو جالس فى المقهى بوسط المدينة يحدث نفسه
وأمامه طاوله سوداء يوضع عليها كوب زجاجى مليئ بالمياه و فنجان شاى ساخن
يتحدث مع نفسه وكأنه يحدث أشخاص جالسين معه ولكن فى حقيقة الامر لقد كان جالس وحده
..........................................
لم تمض لحظات حتى بدء بالصراخ و الصياح ,خاف أكثر الحاضرين من الاقتراب منه
عندما ألقى بنفسه الى الارض وهو لايفعل شئ غير الصراخ عالياً....
حجب الضوء عنه من كثرة الحضور الذين يقفون يشاهدونه وهو يصرخ يتسائلون بخوف
ما الذى يحدث معه ...
قال أحدهم بصوت عالً.: يا رجال هذا الرجل يبدو ممسوساً فاليفعل أحدكم شئً قبل أن يؤذى نفسه أو يؤذى الاخرين
تدخل آخر صائحً.: هل هنا شخص يحفظ شئ من كتاب الله ...؟..
رفع أحدهم يده وهو يرتعش قائلاً بخوف وصوت لا يكاد يسمع.: أنا ...أنا ولكنى لن أقترب منه ...
.: يا أخى لا تخاف سوف نمسكه لك .كل ما عليك هو قرأه شئ من كتاب الله فى أذنه ...
تحرك الجميع اليه وأمسكوه من كل جانب حتى أنه لا يكاد يتحرك ثم بدء الرجل بقرأه القرأن فى أذنه
حتى أغشى عليه .....
............................................
أستيقظ ليجد نفسه بداخل غرفته وهو لا يتذكر أى شئ مما حدث له
بدء يحدث نفسه مرة أخرى ولكنه وحده بداخل غرفته لا يوجد معه أحد
مر يوم والثانى ثم توجه الى غرفته الاخرى صعد الى الاعلى و أغلق عليه الباب
ثم قال محدثاً نفسه .: هيا أخبرنى يا (عمرو) ما الذى حدث معك .؟..
وهكذا الحال حتى بدء يصرخ ويصيح و أنتهت الليله بألقائه بنفسه من النافذه
......................................
فتح (ابراهيم) عينه ثم تحرك الى نافذته قائلاً بدهشة .: أنا لا أصدق ذلك ...
(ماجى).: أعلم أن الامر صعب عليك تصديقة ولكن هذا ما حدث ...
لقد خشيت أن تقتل نفسك لذا كان ولابد أن أفعل شئ بداخل المستشفى حتى أجعلك تستعيد وعيك ...
هذا أمر طبيعى بالنسبة لشخص نجى من حادثة لا ينجو منها الكثير من البشر ...
تحرك بتثاقل وخمول ليجلس فى منتصف الغرفة المظلمة .: هل تحاولين أخبارى أنى كنت أعيش مع أوهام طوال تلك المدة .؟.
.: أجل..هذا صحيح..
تسللت دمعة دافئة من عينيه السوداء لتسقط على الارض .: ولكن ما الذى حدث لأمى و ل(هيثم ) و(عمرو) والشيخ (محمد)و تلك الفتاة
أرجوكى أخبرينى ما الذى يحدث لى .؟...
أرجوكى أخبرينى ما الذى حدث لى ..؟..
(ماجى).: حسناً . لقد أنتهى وقتى هنا ..لقد أخبرتك كل شئ ...إن أردت أن تستعيد ذاكرتك سوف أساعدك ولكن كل ما عليك فعله هو أستدعائى
. الوداع يا (أبراهيم).....
.............
حرك (أبراهيم) رأسه للأعلى ببطء وهو يمسح دموع عينيه بيده ثم نظر الى الكتاب
.: لابد أن أعرف ما الذى حدث لى ...لابد أن اعرف
هكذا قالها وهو يتحرك ليسمك بالكتاب وقد أمتلأت عيناه بالغضب
ثم قام بفتح الكتاب...
.....................
فى الجانب الاخر ..
وسط الصحراء التى يضيئها القمر بضيه الابيض كان يجلس رجل فوق صخرة كبيرة ينظر الى الرمال
و الهواء يحرك ملابسه السوداء وخلاصات شعره البيضاء
.: لقد عدتى باكراً عما ظننت (ماجى)..
هكذا قالها وهو يحرك راسه لينظر للخلف بأتجاهها وهى قادمة تتحرك ببطء و الهواء يراقص ردائها الاصفر الفضفاض
.: أسفة أخى ..ولكنى لم أستطع أن أبقى أكثر من ذلك
هكذا قالتها وهى تجلس فوق صخرة صفراء صغيرة
.: آه...لقد تأثرتى كعادتك بتراهات البشر و أفعالهم ..ولكن هل أستطعتى أقناعه بأستدعائك .؟..
.: لا أظن أنه سوف يستدعينى ...لقد أصبح شخص آخر بعد الحادثة ...وأظن أنه ....
لم تكمل حديثها حتى أختفت من أمامه
نظر الى الامام مبتسماً.: أظن أنه قام بأستدعائك أيتها المزعجة .
كل ما عليكى فعله الان هو معرفه أين نجد أبانا ...؟....
................أنتهى............ |
|