عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 06-21-2014, 08:30 PM
 
الفصل الخامس
(وحيد فى الظلمات)

جالس وحيد فى غرفته المظلمه ينظر الى الكتاب وعينه تفيض من الدمع
يتسأل فى نفسه وهو ينهار من النحيب على حاله ..
.: ما هذه الحياة التى اصبحت فيها ..
أهذه حياة .؟.. لا أعرف أحد حى ولم يتبقى لى أحد
لا..بل ذلك أسوء..بل إنى لا أتذكر أحد
الدموع لا تريد التوقف و هذا الشعور يمزقنى ...
الشعور بأنى وحيد ...كل من ظننت أنى أعرفه كان إما وهماً او خيال..
ولا أعلم إن كانوا أحياء أم أموات ...
دائماً ما يروادنى ذلك السؤال ..هل يشعر أحد بما أنا فيه من كّرب .؟..
هل يشعر أحد بآلأمى .؟..هل يعلم أحد كيف هو حالى .؟..
هل كنت وحيداً حزينً هكذا .؟..أم كنت سعيد فى حياتى .؟..
انا حقاً لا أتذكر اى شئ ..يبدو ان ما قالته لى تلك الجنّيه حقيقياً..
لابد أن أتذكر ..لابد أن أعرف ..هل كنت سعيد أم لا ..؟.
كيف كانت حياتى.؟.. كيف كنت أنا .؟..أريد ان أتذكر كل شئ عن أمى و عن أصدقائى ..
لا أتذكر شئ غير الألم والمعاناه ..
يبكى على حاله , يبكى على وحدته ,يبكى على ماضيه الذى لا يتذكره
والدموع تستجيب لعينيه و شعوره الحزين تنهمر وتتسلل على خديه
دافئه من كثره حزنه تصنع لها طريق بين الدماء التى تجلتطت على وجهه
تسيل ولا تتوقف وكأنها كانت حبيسه سنوات طوال ..
تحرك الى باب غرفته وهو يمسح دموع عينيه ثم فتح الباب وتوجه الى المطبخ الصغير
و ألقى برأسه تحت صنبور المياه بعد أن حركه لتنهمر منه المياه كالسيل
وبدء يفرك شعره لينظفه من الدماء التى تمسكت به وأصبحت كالصخور
والدموع مازالت تتساقط من عينيه السوداء المثقله بالحزن
اوقف المياه و أغلق الصنبور ثم نظر عن يمينه يبحث عن منشفه
عند باب الحمام الذى امامه وجدها معلقه على الباب
مد يده وسحبها ثم وضعها فوق رأسه ليجفف بها شعره المبلل
نظر اليها بعد ان انتهى ليجدها قد تحولت من اللون الازرق الى اللون الاحمر من كثرة الدماء التى كانت برأسه ووجهه
ألقى بها الى فوهه الغسالة الدائريه القديمه التى تستقر بجانب حائط المطبخ آخر باب الحمام المستطيل
ثم نظر الى نفسه بالمرآه تنهد تنهيده تحمل من الحزن الكثير وهو يتخيل وجوه كل من كان يعرفهم على سطح المرآه الاملس
(عمرو)...(هيثم)...الشيخ محمد ... أمى ...وتلك الفتاه..
سوف أعرف كيف كانت حياتى معكم ..أعدكم بذلك ..
أينما كنتم فقط أنتظرونى..سوف أبحث عنكم وأعتذر لكم ...
ولكن أرجوكم لا تتركونى وحيداً هكذا..أرجوكم لا أريد ان اكون وحيداً هكذا
أبقوا معى وساعدونى على تذكركم ....
خرج من المطبخ ووقف فى منتصف الصالة ينظر الى يمينه باب غرفته المحطمه
أستدار الى اليسار ودخل من باب غرفته المقابلة حتى أستقرت قدماه أمام دولابه البنى الصغير
قام بفتح أدرافه ببطء ثم بدء يبحث عن شئ يرتديه غير تلك الملابس الغارقه بدمائه
كل شئً مبعثر لا يوجد شئ فى مكانه الصحيح ,بدء يٌقلب فيها وكانه يبحث عن شئ معين
يٌقلب فى الملابس لأعلى وأسفل حتى سحب قميص أسود لامع و بنطال أسود أيضاً
خلع ملابسه وأرتدى اللون الذى يريحه لون الالم ولون الوحده لون الاحزان.
تحرك الى داخل المطبخ ثم أنعطف يسارً ليجد نفسه أمام الموقد رفع يده لليسار ليسحب ذلك البراد الفضى من فوق المطبقيه الحديده
ليملئه بالماء ثم أمسك بعلبه الثقاب و أشعل عين من أعين الموقد الخمسه ووضع عليها البراد
ثم أمسك الملعقه و الفنجان و أخذ يسكب فيه من السكر و الشاى
بعد دقائق أنهى تلك العمليه أغلق كل شئ وخرج من المطبخ متجهاً الى غرفته المحطمه وبيده كوب الشاى الساخن
جلس فى منتصف الغرفه وأخذ الكتاب تاركاً الكوب بجانبه على تلك السجاده الزرقاء المليئه بالاتربه
ثم فتح الكتاب وبدء يقراء طريقه تحضير (ماجى)...
........................................
.. قبل عدة ساعات ...
عندما كان (أبراهيم) مازال يحطم فى غرفته ...
.......
كان يتحرك فى الظلام حافى القدمين فوق رمال تلك الصحراء الشاسعه الواسعه
التى كانت تتلألأ من أنعكاس ضوء القمر عليها ,يمشى حزيناً مثقل الخطوات
قدم تتقدم وأخرى تتراجع فهو حائر لا يعرف ما الذى يفعله ..
قابله الهواء بدفعهِ للخلف ولكنه لم يستسلم فهو قاوم وتحرك ببطء
وثوبه يرفرف بقوة مع أتجاه الهواء و حفيفه أصدى الاجواء ورجج المكان من علوه
تطايرت خلاصات شعره البيضاء مع ثوبه الاسود يتحركون فى توازى مع حركه الهواء الشديد
تنهد بألم وهو يرفع رأسه لينظر للقمر نظرات عاشق ولهان مدموجه بنظرات حسرة وألم
كانت عيناه السوداء تلمع بأنعكاس صورة القمر فيها فهى عين سوداء تماماً لا وجود لللون الابيض مكان فيها
عين مخيفه ولكنها جميله فى الوقت ذاته يتذكر كل ما حدث له ولعائلته
تتجمع الاحزان فى قلبه ويراها فى خياله ,لم تستطع عيناه كبت مشاعره فأستجابت لحزنه
بدموع تتساقط منها ,تساقطت الدموع السوداء من منتصف عينينه تتحرك ببطء على خديه الناعمين
قاطع تأمله صوت قادم من يمينه ....
.: يا إلهى .. هل هذه دموع .؟.. لا أعرف أنك تمتلك مشاعر كباقى المخلوقات (أيلين).!!
أسرعت يداه بمسح دموع عينيه ناظراً لها بغضب وخجل ..
.: أصمتى أيتها اللعينه ..بالطبع أمتلك مشاعر هل تظٌنينى متحجر القلب أم ماذا ..؟..
أنا ليس متحجر القلب (ماجى) ولكنى رجل جاد ...ولكنى...ولكنى لم أعد أتحمل بُعدهم عنى ...
أرجوكى ساعدينى (ماجى)...أرجوكى ساعدينى ....
تحركت ببطء خطوات لتقف أمامه وثوبها الاصفر الفضفاض يتراقص مع نغمات الهواء الشديدة
نظرت فى عينيه بنظرات شفقه وحنين ثم رفعت يدها ووضعتهما على أكتافه
.: لا تقلق أخى ...لا تقلق ..أعدك أننا سنعود مرة أخرى ..أعدك بذلك ..
سنعود وننتقم من تلك اللعينه التى أخرجتنا من ديارنا هكذا ...
وضع يده برفق على وجهها الابيض الناعم ونظر في عينيها التى تشبه عيناه ثم مزج أصابعه برفق بين خلاصات شعرها الاحمر اللامع
.: (ماجى)...عزيزتى ..أنا لا أريد الانتقام.. كل ما أريده هو ألاجتماع بعائلتى مرة أخرى
أضم أطفالى لأحضانى وألمس يد زوجتى وأشعر بدفئهما كما كنا ذات مرة ...
أنا لم أعد أتحمل الابتعاد عنهم أكثر من ذلك ....
كل هذا حدث بسبب أبى ..لو لم يغامر مع ذلك البشرى اللعين ما كان حدث لنا كل هذا ..
ما كنا طردنا من العالم السفلى و شُردت عائلتنا هكذا .....
أنزل يده وتحرك أمامها قائلاً بغضب مكبوت بداخله
.: أنظرى الى ما آل اليه حالنا الأن ..
أبى لا أحد يعلم مكانه ,أهو حى أم ميت .؟. ونحن طُردنا من العالم السفلى لعدم وجوده و لعصيانه الاوامر ....
كل هذا بسبب من اذ لم يكن بسببه .؟....
.: أهدء أخى .. ليس هذا بسبب أبانا ..أنما هو بسبب تلك اللعينه (ميرا)...
أنها لا تحب أبانا منذ زمن وتريد أن تجعله يعانى كما جعلها تعانى فيما مضى ...
.: لا..لا (ماجى)..لا أنه ليس بسببها أنما هو بسببه , لو لم يكن عصى الاوامر لما آل حالنا وحاله الى ذلك و أنتى تعلمين هذا جيدا ً
.: ما الذى تريد فعله أخى .؟.. ما الذى فى ظنك سيجعل الامور تعود كما كانت .؟..
.: لابد أن نجد أبانا (ماجى).. لابد أن نجده بأسرع وقت حتى نعود لوطننا وحياتنا فى العالم السفلى ..
فلا حياة لنا هنا فى هذا العالم المليئ بأعدائنا فى المشرق و المغرب ...
أفعلى أى شئ , حتى لو تطلب الامر الى عسر عقل ذلك البشرى اللعين ..
.: (ايلين)..إن الامور لا تجرى هكذا ..إن عقول البشر ليست كعقولنا ..
فإن فعلنا شئ خاطئ فى عقله سيُجن و تضيع فرصتنا فى العودة الى الابد ...
.: حسناً .. سوف أدعك تهتمين بذلك الامر ولكن هناك شئ أريدك أنت تفعليه من أجلى عندما تكونين معه ..
.: ما هو أخى .؟.
.: أجعليه يستدعينى ..!!!
.: ولماذا تريد ذلك .؟...
.: لا شئ محدد ولكنى أريد أن أتاكد من شئ فى ذلك الكتاب ...
.: ما هو .؟..
.: لا شئ ولكنى أريد أن أراه عن قرب و أعرف من متواجد فى ذلك الكتاب حتى...
لم ينه حديثه حتى قاطعته صرخه (ماجى)....
تحرك اليها بذعر وهو يصيح .: (ماجى)...(ماجى) .. ما الذى حدث .؟..
يبحث عنها ولكنها لم تعد متواجده ....
وقف منصتاً بأذنه .: لابد أن هذه هى...صرخة الاستدعاء بالدم ...
ذلك يعنى أنه أستدعاها ... كل ما عليكى فعله هو أن تسرعى (ماجى)...
قاطع تفكيره ذلك الصوت المخيف القادم من خلفه ...
.: إلى متى ستظل تخدعها وتخفى عنها الحقيقة (أيلين)...
زفر براحه وهو ينظر للخلف قائلاً...
.: (ريكا) لقد أخفتنى ايها اللعين ...
.: لا تتهرب من سؤالى (ايلين)...لماذا لم تصارحها بالحقيقة حتى الان .؟..
.: عن أى حقيقة تتحدث (ريكا)..؟..
صوت الخطوات وهى تدب على الرمال يملء الصحراء الفارغه و يعود الصوت صدى مراراً وتكرارً من علوه
يرتدى نعل أحمر غريب الشكل ,مدبب من الامام بسن نصف دائرى متين
يتحرك بأتجاه (ايلين) الواقف مرتعباً من خطواته المرعبه العاليه
لا يظهر منه شئ غير نعليه و عينيه الحمراء اللامعه فى الظلام
.: لن تستطيع خداعى كام تخدع الجميع (ايلين)... لذا لابد و أن تكون صريحاً معى وتخبرنى لماذا لم تخبرها حتى الان ..؟..
.: لا تقلق (ريكا).. كل شئ يسير حسب ما هو مخطط له تماماً ...
ولكن أخبرنى كيف هى أحوال زوجتى و أطفالى هناك ...؟..
.: لا تقلق عليهم إنهم بخير ...ولكن لابد أن تسرع فى أيجاد (هاذارد) حتى لا يضيع الوقت منا ...
.: لا تقلق ... سوف نجده بالتأكيد ..ولكن لماذا خاطرت بحياتك لتأتى هنا .؟..
..أنت تلعب لعبة خطيرة (ايلين)..لذا أتيت لأعرف أخر المستجدات وكيف تسير الامور هنا معكم .؟...
.:. كل شئ يسير حسب الخطة كما أخبرتك وها قد بدأت الان ...
تحرك (ايلين) للأمام وعيناه بدأت تتحول من اللون الاسود الى اللون الاحمر اللامع ..
.: سوف نعود ونغير كل شئ عما كان عليه من قبل ....
سوف أغير كل شئ ....و أصبح أنا الملك.....
سوف أصبح الملك حتى لو تطلب الامر بالتضحية بكامل عائلتى من أجل ذلك ....
سوف أصبح الملك الذى يغير كل شئ .....
.................................................. .........
فى الوقت الحالى ....
__________________

سانكيو باكاا راويةة ع الطقم الخقةة

شكرا ماماتي مومونا ع الحلفة الرائعة حب0

ஐ مذكرتي ஐ §¤ صوت المطر §¤~¤§

ال دي ساندر ~ جحيم المنزل الملعون ~ روايتي الاولى






رد مع اقتباس