06-21-2014, 08:34 PM
|
|
: مرحباً (ماجى)...
لقد أستدعيتك كما أخبرتينى ...أنا مستعد لأستعيد ذاكرتى ...
.: مرحباً يا (ابراهيم).. تبدو أنيقاً كعادتك ...
.: كعادتى .؟.. هل تعرفين كل شئً عنى .؟...
.: أمممم.. ليس كل شئ ولكنى أعرف عنك الكثير ....
.: كيف .؟.. كيف تعرفين عنى الكثير .؟..
.: عرفت عنك من أبى .. (هاذارد بن بريتش ) هل تتذكر ذلك الاسم .؟..
.: لا .. ولكن كيف كان أبيكى يعرفنى .؟..
.: هذه قصة يطول قولها ولكنك ستتذكر كل شئ فى وقته ..لذا لا تتعجل فى تذكر كل شئ مرة واحدة ..
أمسك كوب الشاى الساخن من جانبه ثم تحرك ليجلس برُكن من أركان الغرفة المظلمة ,
جلس وأسند ظهره على الحائط قائلاً..
.: أخبرينى (ماجى).. هل كنت حزيناً هكذا دائماً.؟..
تجلس (ماجى) فى منتصف الغرفة أمام الكتاب وتنظر اليه وتحدث نفسها ..
.: يا الهى ..و كأن التاريخ يعيد نفسه ..أنه كما قال لى أبى ذات مرة ..
أن ذلك الشاب به شئً غريب ....لقد صدقت أبى ..لقد صدقت ...
إن ذلك الشاب يخيفنى كثيراً ..نبرة صوته مخيفة عن باقى البشر الذين قابلتهم ...
هل ذلك لأنه يمتلك الكتاب .؟.. أم لماذا .؟..لماذا أشعر بالخوف وأنا بقربه .؟..
قاطع تفكيرها بسؤاله .: أين ذهبتى .؟...
أجابته بربكة .: أنا هنا ..
.: أنتى لم تجيبينى بعد .!!!
.: آه .. أسفة ... لا أنت لم تكن حزيناً هكذا ...ولكن لماذا تسأل .؟..
بعثت كلماتها بعض الامل فى نفسه المثقله بالحزن ,زفر براحه وهدوء
.: لا شئ , كنت أريد أن أعرف فقط ...
.: حسناً متى سنبدء فى أستعادة ذاكرتى ...؟...
.: فى أى وقت ترغب به ....
..كيف.. كيف ستساعديننى فى أستعادة ذاكرتى .؟..
.: حسناً .. هناك طريقتان ..
الطريقة الاولى هى أستعادة ذاكرتك عن طريق الاماكن و الاشياء التى كنت تفعلها
وهذه الطريقة سوف تأخذ وقت ليس بقصير ..
قال وهو يأخذ رفشة من الكوب الزجاجى .:
و الطريقة الثانية ..؟..
.: الطريقة الثانية سوف تعيد لك ذاكرتك كاملة فى لحظات ولكن....
.: ولكن ..؟..
.: ولكنها خطيرة .. لأنك قد تصاب بالجنون أو تظل عالق بين ذاكرتك و أوهامك وحينها لن تستطيع التمييز بين الواقع و الخيال ...
.: لا أفهم ...
.: حسناً .. دعنى أُريك هذا بعينيك ...
تحرك (ابراهيم) الى منتصف الغرفة ثم أستلقى على ظهره و أغلق عينيه و هو جامع كل تركيزه على تذكر ماضيه ...
ثم سمع صوتها الرقيق هامسً فى أذنيه ...
.: هناك شئ أريد أن أخبرك به قبل أن نبدء يا (ابراهيم)....
قال بهدوء .: ما هو .؟...
.: فى بعض الاحيان يعد النسيان هو الافضل ...
.: آه ولكنى أريد تذكر كل شئ ..أريد تذكر أفعالى الجيدة و افعالى السيئة حتى أعتذر عنها و أصححها ...
.: قد لا تكون هناك طريقة لتصحيحها يا (ابراهيم)...
.: سأفكر فى شئ حينها ...هلا بدأنا .؟..
.: حسناً... أى طريقة تختار .؟..
.: الطريقة السريعة ..
.: هل أنت متأكد .؟..
.: أجل ..
.: حسناً...فالنبدء.....
.................................................. ...........
ماذا ترى .؟..
.: لا شئ ...
كل ما أراه هو ظلام فى ظلام ...
وأنا وحيد هناك ...وحيد فى الظلمات لا يوجد معى أحد ..
.: حسناً .. هذا لأنى لم أبدء بعد ..
.: ولماذا .؟...
.: لقد أخبرتك يا (ابراهيم)..هذه الطريقة قد تفقدك عقلك بالفعل ..
..وهل أنا مازال بى عقل .؟.. لقد فقدته منذ أمد طويل ..
فقط أفعليها ولاتقلقى .. هذا هو أختيارى ...
.: أنت لا تفهم يا (ابراهيم)...
أنا لا أستطيع تركك تفقد عقلك هكذا ..؟..
.: لا تخبرينى أنكى قلقه على .؟..كل ما يهمك هو المعلومات التى لدى أليس كذلك .؟..
..أجل .. لن أكذب عليك .. هذه المعلومات تتوقف عليها حياتنا ...
...فقط أفعليها وسوف أخبرك بها ..
.: حسناً إن كان هذا هو أختيارك فلا تلومنى فى النهاية ...
.: لا تقلقى لن ألومكِ على شئ ..
.: حسناً..فالنبدء ...
وضعت يديها على رأسه وهو مستلقً على الارض مغلق العينين وبدأت تردد كلمات لا معنى لها ....
لم تمض لحظات من أنتهائها من ترديد تلك الكلمات حتى بدأت الصور تتجمع فى رأس (أبراهيم)
عندما رأى تلك الصور و الاماكن و الاحداث تبسم وبدء بالضحك الممزوج بالدموع وهو يقول
.. إنى أراهم ..إنى أتذكر ..إنى أتذكر ....أتذكر كل شئ ..أتذكر كل شئ ...
صرخت فيه قائله .: أيها الاحمق لا تتحدث وركز ...
ولكنه لم يجيبها ..شعرت بالقلق وهو لم يعد ينطق ولا يتنفس ..
رفعت يدها مذعوره وهى تتفقده ..: (ابراهيم)..(ابراهيم)...
ما الذى حدث (ابراهيم )..أجبنى أرجوك ...
ولكنه لم يعد هنا ....
بدأت تضغط على صدره بقوه بكلتا يديها وهى تصرخ فيه ...: أين ذهبت أيها الاحمق ...أجبنى ..ولا تتركنى هنا ..
ظلت هكذا حتى فقدت الامل فى نجاته من تلك النوبة القاتله ...
بدأت بالصراخ الباكى وهو تلكم صدره بقبضاتها صارخهً فيه .
أرجوك لا تمت .. أرجوك أخبرنى أين أبى .؟.. أرجوك أخبرنى أين هو .؟...
كان (ابراهيم) مستلقى على الارض يخرج فى أخر أنفاسه ودقات قلبه بدأت تضعف و خلايا عقله بدأت تحترق
وهو يرى نفسه بداخل غرفه مظلمه تماماً يتحرك فيها كالمجنون صارخاً ..
أخرجونى من هنا .. أخرجونى ...
جلس فاقداً للأمل وسط ذلك الظلام وحيدً ..
ولماذا الصراخ .؟.. ما الذى سيفيدنى به .؟..
لا بأس بالموت هكذا .. لقد سئمت تلك الحياة التى لا يوجد بها صديق ولا حبيب أتذكره ...
حرك يديه ليضعها على رأسه وهو جالس وبدء بالبكاء و النحيب ...
وعندما فقد الامل تماماً أتاه الضوء من أمامه , ضوء شديد يخطف الابصار
رفع رأسه ببطء وهو يضع يديه على عينيه من شده الضوء
مرت لحظات وتعودت عينيه على الضوء فوجد باب مفتوح على مصرعيه و الضوء ينبعث منه
وهاتف ياتيه من خلف ذلك الضوء ..: أخرج يا (ابراهيم).. أخرج ...
صاح باكياً..: من .؟.. من هناك .؟...
أتاه الصوت مرة أخرى .: أخرج يا (ابراهيم ) ...أخرج ..
ألا تريد التذكر .؟.. ألا تريد تذكر كل شئ فى حياتك ..؟..
.: أجل ..أجل أريد أن أتذكر ...
.: إن كنت تريد أن تتذكر فعليك عبور ذلك الباب ....
.: هل هذا كل ما فى الامر ... أن أعبر ذلك الباب ..
.: أجل يا (ابراهيم) .. ولكنك إن عبرت ذلك الباب فلا مجال للرجوع مرة أخرى ...
.: كيف ذلك .؟..
.: هذا الباب هو ذاكرتك المظلمة التى حجبها عقلك عنك ,فإن كنت تريد ان تتذكر كل شئ أعبر الباب
ولكنك إن فعلت ذلك فلن تعود حتى تتذكر كل شئ .. حتى ولو صرخت طلباً للنجاة وحتى لو بكيت طالباً للخروج
لايوجد مجال للرجوع إلا عن طريق الموت ...
إذا .. هل أنت مستعد لذلك .؟...
وقف ماسحً دموع عينيه بيديه وتحرك حتى وقف أمام الباب ..
حرك رأسه للخلف ,فلم يجد غير الظلام القابع هناك ..
تمتم قائلاً .: لن أعود لذلك الظلام مرة أخرى .. كل ما أريده هو أن أتذكر كل شئ
لن أعود لذلك الظلام مرة أخرى ....
أريد أن أتذكر كل شئ .....
رفع قدمه اليمنى ليخطوا بها الى داخل ذلك الباب الذى يشع من الضوء الابيض الشاسع
.: سوف أتذكر كل شئ.....
(عمرو)...(هيثم)..(أمى)..(الشيخ محمد)...وتلك الفتاه ...
أنا قادم لكم ....
.........................
أنتهى ..... |
|