ركض الرجل بسرعة وهو يتلفت وراءه باستمرار ليتابع تقدم كارل منه
كان يحرص على المرور بالشوارع الضيقة المظلمة آملاً أن يتوه عنه كارل لكن لا لم يتُه عنه وبقي يركض وراءه رأى الرجل مقهىً ليلياً فأسرع بالدخول وتبعه كارل الذي دخل ودارت عيناه في المكان لكنه لم يلمح أي أثر للرجل
تقدًم من الشاب صاحب الشعر البني والعينان العسليتان قائلاً في عجلة:أين مدير المقهى؟ فابتسم الشاب في مودة قائلاً:أمامك فقال كارل بسرعة:هل رأيت رجلاً مرهقاً يدخل إلى هنا؟ إني ألاحقه
ابتسم الشاب ثم نادى على أحدهم قائلاً:أخي...بيتر تعال إلى هنا
خرج بيتر من غرفة في زاوية المقهى وتوجه نحو الشاب قائلاً:ما الأمر يا راين؟ فقال راين في هدوء:سنصحب هذا الشاب إلى الغرفة
ثم التفت إلى كارل مشيراً له أن يتبعهما ومشيا حتى وصلا لنفس الغرفة التي خرج منها بيتر ففتح راين الباب بهدوء فدخل بيتر وتبعه كارل ثم راين الذي أغلق الباب وراءه تأمّل كارل الغرفة ثم ارتد للخلف مندهشاً فقد كان الرجل الذي يتبعه مستنداً إلى الحائط وقد ضُرب بشدة فابتسم راين قائلاً:لا تتفاجأ نحن نُهذب الذين لا يحترموننا
توجه كارل نحو الرجل في سرعة وأمسكه من ياقته قائلاً في سخرية مسّتفزة: أخبرني يا عزيزي لماذا كنت تستهدف نوا؟
فقال الرجل بإرهاق:على جثتي
فابتسم كارل ابتسامة ساخرة وقال في هدوء:لا..لا يا عزيزي لا نتعامل هكذا أنا أسألك سؤال بسيط وأنت تجيب هذا يبدو سهلاً أليس كذلك؟
بصق الرجل جانباً قائلاً في ألم ممزوج بالسخرية:أتصدق؟! أنا لا أشعر بأن هذا الأمر سهل بالنسبة إلي
قال كارل في برود ممزوج بالسخرية:لا لا يا عزيزي لا أحد يهزمني في لعبتي لعبة المشاعر القاتلة أنا الملك الذي يتربع على عرشها ولا أحد يستطيع مناهزتي في هذه اللعبة إلا ملكتها التي أطلقت الرصاصة عليها
فضحك الرجل في سخرية قائلاً:عزيزي الملك المغرور اغرب عن وجهي أنت والملكة التي تتحدث عنها فلتذهب إلى الجحيم
نظر إليه كارل نظرة باردة لم يستطع الرجل مقاومتها فأشاح بوجهه بعيداً ولكن تلك النظرة الباردة لاحقته حيث اقترب منه كارل وانحنى وهو ينظر في عينيه مباشرة وقال بصوتٍ جمد الدماء في عروق الرجل:اسمعني يا عزيزي الضعيف الذي يتظاهر بالقوة عليك أن تعلم أنَّ الملك لا يقهر فلا تحاول فأنت مجرد خادم مبتدىء في لعبتي وعليك أن تعلم أن الملك لا يسمح للخادم أن يتكلم بسوءٍ عن الملكة أليس كذلك؟
ابتلع الرجل ريقه في رعب وقال:لا...لا
فابتسم كارل في برود قائلاً:والآن عزيزي هل تستطيع إخباري لماذا استهدفت نوا دون أي معارضة؟
صمت ثم أكمل في غرور:وأنا بالطبع لأن أسمح لك بمعارضتي وأنت لا تجرؤ صحيح؟
فقال الرجل وقد بلغ فيه الرعب مبلغه:نعم نعم سوف أخبرك أرجوك كفّ عن إخافتي
وقف كارل ثم قال في برود أشد من ذي قبل وهو يسحب المسدس ويوجهه نحو الرجل في هدوء:هيا فلأرى ما لديك
ابتلع الرجل ريقه في رعبٍ شديد ثم قال:لا أعلم من الذي أراد مني استهداف نوا بترا ولكنه أخرجني من السجن وترك في حسابي البنكي مبلغاً ضخماً ذا ستة أصفار ورسالة طالباً مني استهداف نوا وكان علي أن أفعل
صمت ثم أردف في استعطاف:أرجوك...الرحمة لا تقتلني
بقي كارل موجهاً إليه المسدس لدقائق حتى أنزله في بطء وصمت لحظاتٍ بدت كالدهر بالنسبة للرجل ولكن سرعان ما ضحك في سخرية قائلاً:يا إلهي كان يجب عليكَ رؤية ملامح وجهك في المرآة لقد كنتَ مرتعباً صدقت أنني سأقتلك
صمت ثم أكمل في ظفر:لقد أخبرتك لا أحد يهزمني في لعبتي في الواقع أنا رجل مسالم جداً إلا في المواقف التي تستلزم القسوة وحينها حقاً سوف تتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتك قبل أن تراني وأنا غاضب
لاحظ امتقاع وجه الرجل فابتسم قائلاً:لا لا تخف يا عزيزي لست من النوع الذي يمكن أن تغضبه تحتاج لقوةٍ جبارة لإغضابي أتعرف ما سلاحي؟ صمت ثم أردف وهو يشير إلى عقله في زهو:هذا..... أجل هذا سلاحي الذي لن تستطيع هزيمته
أمسك بهاتفه المحمول ضاغطاً بضع أزرار بسرعة مذهلة حتى أنَّ الرجل لم يصدق أنه قام بالضغط على أي زر
وضع كارل الهاتف على أذنه وانتظر حتى وصل إليه صوت محدِّثه ثم قال:أجل مركز الشرطة مرحباً أيها الضابط أنا كارل واين
صمت وهو يستمع لمحدِّثه ثم قال:أجل أجل أنا مدير شركة الإلكترونيات أريدك أن تأتي للقبض على أحدهم
صمت واستمع قليلاً ثم قال بسرعة:يا رجل ما الذي تقوله ستأتي على الفور لمجرد أني قلت لك أريدك أن تقبض على أحدهم عليك أن تعلم ما الذي فعله وتتقصى الحقائق أليس كذلك؟وإلا لماذا وظفوكَ ضابط شرطة!!
صمت مرة أخرى ثم قال:أظنك تعرف القاتل (بلاين دِسك) أجل الذي خرج من السجن قبل فترة قصيرة لقد ارتكب جريمة قتل أخرى يمكنك أن تبعث بسيارة شرطة إلى مقهى.....صمت ونظر إلى راين وكأنه يطلب منه اسم المقهى فقال راين بسرعة:مقهى كلارس فأكمل كارل:ستجده في مقهى كلارس يمكنك أن تستجوبه....
نظر إلى بلاين بسخرية وقال:سوف يعترف بسرعة قالها وأنهى المكالمة بسرعة ثم نظر إلى بلاين قائلاً في هدوء مستفز:أظنكَ ستعترف أليس كذلك؟
فقال بلاين في خوف:أجل...أجل سأفعل
فابتسم وقال:حسناً ثم خرج من المكان بهدوء شديد تاركاً القاتل يتمتم:يا له من شاب حقير!!