06-22-2014, 09:22 PM
|
|
الفصل الخامس امطرت السماء بغزارة واجتاحت السماء الملبدة بالغيوم عاصفة هوجاء وكان كل من في ارض المنتدى يجلس حبيسا في مسكنه ينظر الى الفضاء الذي اعطى انطباعا عنوانه البؤس والتشاؤم وكان الجميع يتشاركون بهذا الامر ، كانت نسمة قلب ترقب الاجواء وكانت تتذمر وتشكو الى صديقتها احلام والبحر التي مالبثت ان تضطجر هي الاخرى وتزمجر ورأتها نسمة تنفخ بغضب وقالت بحنق (كنت اريد ان اذهب لسوق المنتدى حتى اشتري كل مايلزم لاقامة حفلة كبيرة في طابقي الشرفي ولاضرب كيد كل حاقد ) وضحكت وارتفع مستوى ضحكها لتردف قائلة (يبدو ان المكوث هنا وفي طابقي الشرفي قد جعلني ارى الفروقات الواضحة بيني وبين اعضاء المنتدى) امتعضت احلام من كلام صديقتها المتعال وقالت في نفسها (فليسامحك الله يا ابو هايل على اعطائك الطابق الشرفي لنسمة فقد اصابها الغرور وهذا ليس من صالحها) فسألتها (الا تظنين يانسمة ان هذا الجو المريع له اشارة ما؟!) نظرت لها نسمة مطولا وكانت تتأمل بكلامها وفجأة اطرقت برأسها وقالت (نعم له اشارة واضحة ، لقد عرفت من باحثة ان رجلا غريبا فاقد لعقله قد حظى بلطف ابو هايل واعطاه الاذن في المبيت في ارض المنتدى) ثم شهقت شهقة تنم عن فزع وقالت (ايضا اخبرتني بالاعضاء خنفوش ومنفوش وكنكوش وعن توعدهم بالشر الفظيع لابو هايل ولنا) لتتفاعل احلام وتقول مؤيدة (اريد ان اخبركي بما رأيت يا نسمة في منامي ) فسألتها (ماذا رأيتي يا اعز العزيزات!) (رأيت امواج البحر تضرب الشاطىء وانا كنت اجدف بكل قوتي القارب الذي كنت اسعى لقيادته نحو شاطىء الامان ، ولكني وقعت في البحر لاغرق !) سألتها نسمة (وماذا بعد وقوعك في البحر؟ هل متي؟!) عندئذ امسكت احلام يد نسمة وقالت بايمان شديد (اذا مٌتٌ فارجوكي ان تضعيني في تابوت وتقذدفيني في البحر!) ارتسمت على نسمة قلب مسحة حزن شديد ولم تجد بدا من ضمها وظلتا تبكيان حتى اتت صرخة عالية بقرب القصر عملت على نشر الفزع في قلوب الاعضاء وكل من يقطن على تلك الارض فاستنفر الجميع ونزل ليرى مافي الامر ووجدوا ابو هايل والى جانبه المدراء ورجال الامن يطلبون منهم العودة الى حيث اتو ولكن وفاء قامت بالصراخ وكانت تقول بطريقة اشبه للجنون (لقد رأيت دمائه ياسادة، لقد رأيت دمائه تنزف بكثرة وكأنها تنزل من صنبور المياه عندما شاهدت جثته تُسحب من قبل احدهم!) ثم ظلت تضرب برأسها وتقول (ياويلي ياويلي فستكون نهايتنا كلنا مثل نهاية الفرعون الجريح!) صرخت غادة بوجه وفاء ولما لم تجدها تذعن لامرها وتتابع نحيبها ضربتها بكل مااوتيت بقوة فتدخلت فانتازي لتخلص وفاء من قبضة غادة التي كانت تضربها بكل عنف وبئس شديد وكأن عدوى الجنون قد انتقلت للجميع واخيرا تمكنت تلك العضوة الطيبة من تخليص زميلتها وفاء بعد ان اخذت نصيبها من صفعةً مؤلمة من المديرة جاعلة موضوع الصفعة يلتهب !. انبرى ابو هايل بكل جبروته الذي مالبث ان اندثر امام حماسة الاعضاء الذين لم يكونوا بافضل احوالهم فكان منهم الباكي ومنهم الحانق والشاكي والمتذمر ، تمكن المدير من القاء كلامه وقال (ياجماعة لم يحدث شيء قط ووفاء اصابتها رعشة الجنون ، فهي لاتنسو قد حصلت على انذارات منا كادارة لتصرفها الفظ معكم انتم الاعضاء فأحبت ان تنتقم بطريقة لاتخطر على بال عاقل ، فقط هذا كل مافي الأمر!) لم يجد المدير أي ايجابة وتعالت الاصوات مطالبة بعودة الفرعون ان كان صادقا بما يزعم واصبحوا على وشك مهاجمته هو وباقي المدراء وامسك مؤمن الرشيدي حجارته ورماها على ابو هايل ولكنها لم تصبه بل اصابت ابو خالد وهرب المدراء لانقاذ انفسهم من غضب الاعضاء الى منازلهم وارتئوا الخروج من ارض المنتدى بعدما تبين لهم ان المدراء يخفون شيئا ما لمصلحتهم وقد بحثوا جميعا عن جواز السفر فوجدوه ممزق وملطخ بالدماء فادركوا ان الموضوع كبير وخطير وتأكدوا من ان احدهم قد قتل الفرعون واخذ معظم الاعضاء بالبكاء والنحيب الشديد ، مازال الجو عاصفا وكان الحارس والشاب الغريب يتناولان طعامهما ولم يشعرا بوجود مصيبةً تعصف باعضاء المنتدى وارضه ، كانت ليلة سوداء قامتة القت بظلالها على الاعضاء ، كانت احلا في تلك الاوقات تنتحب ممسكة بمنديلها وتقول (كم انا تعيسة ، لقد تحول حلمي الى كابوس مريع . لقد تحقق منامي!)فعاودت النحيب ولم تكن نسمة افضل حالا منها . في اثناء صراخ وفاء الذي كاد ان يكون متواصلا لولا تهدأت فانتازي لها كانت باحثة تبحث عن شيء ما بنهم وحرص شديدن فوجهت لها فانتازي سؤالها وقالت بتعجب شديد (عن ماذا تبحثين يا باحثة عن شيء ما غير جواز السفر الذي تحول الى فتات !) فرفعت باحثة رأسها وقالت بحزن (ابحث عن الامان يا فانتازي ، فهل اجده في حقيبتك؟!) كان هذا كل الاعضاء فقد اصابتهم هستيرية شديدة . اتت شبح الضياء الطبيبة ومعها الادوية واجرائات السلامة الى فانتازي وقدمت لها الضمادات لتعالج موضع صفعة غادة الشديدة لها فشكرتها على لطفها لترد قائلة (على الاقل سأقوم بواجبي كطبيبة قبل ان اموت!) سلم جميع الاعضاء بفكرة الموت المتربص بكل واحد منهم والقى الهدهد بقلمه على الارض ليسيل الحبر منه وقال (انها النهاية ياسادة،النهاية!) ما رأيكم بالفصل واحداثه؟ دمتم بود |
|